“كما توقعت، بما أن عقولكم فارغةٌ، لا يبدو أنكم تدركون الموقفِ بعد. أحضروا ذَلك الشخص أمامي حالاً!”
“انتظر!”
في خضم الوضع العاجل، نهض البارون لانكستر بشجاعةٍ مِن مقعده.
“أليس هَذا أمرًا مُختلفًا؟ حتى لو حصلتَ على لقب الكونت بالقوة، فلن يكون لهُ أيُّ فائدةٍ إذا لم يتم الموافقة عليهِ مِن قبل المجلس. لماذا تفعلُ هَذا وانتَ تعرف هَذا الأمر جيدًا؟”
“مواجهة كُل واحدٍ منكُم على حدة مزعجة، لذا اهجموا جميعًا مرةً واحدة.”
ترك بيلوتشي سيفهُ يتدلى وأومأ بذقنه. كان هُناك تجاهلٌ واضح في تصرفاتهِ. وبعد تبادلِ النظرات، تقدم الثلاثةٌ مِن الفرسان معًا.
“هيا!”
“أوه!”
“التالي.”
في غمضةِ عين، كان اثنان مِنهم مُلقين على الأرض.
كان بيلوتشي أكبر وأطول بكثيرٍ مِن فرسان جيرارد، وكان سريعًا لدرجةِ أن حركاتِ سيفه لم تكُن مرئية.
بسبب الفارق الهائل في المهارة، تردد الفرسان المتبقون في التقدم. لاحظ جيرارد ترددهم وصرخ.
“ماذا تفعلون! اقتلوا هؤلاء الأوغاد حالاً!”
“هيا!”
صرخ الفارس الذي يبدو وكأنهُ القائد وتقدم. تشجع بقيةُ الفرسان واندفعوا نحو بيلوتشي معًا.
لم يكُن مِن المُفاجئ أن المعركة قد انتهت بسرعة، تقريبًا بدون إثارة. ببضع ضربات فقط مِن سيفٍ واحد، كان الفرسان مرميين على الأرض يتألمون.
فقد بعضهم أطرافهم وكان الدمُ مُتناثرًا في كل مكان. الفتى الصغير الواقف في الخلف لم يستطع كبح غثيانه وركض إلى الزاوية ليتقيأ.
كانت وجوه هيلينا وأرنولد، الذين كانوا يشاهدون كل ذَلك، قد تتحول إلى اللون الرمادي.
“ياااا، يال هؤلاء الضعفاء. فقط، انتظر. لا تقترب. قلت لا تقترب”
تقدم بيلوتشي وهو يحملُ سيفًا مُلطخًا بالدماء ويبتسمُ ابتسامةً شنيعة، مما جعل المشهد أكثر رُعبًا. صرخ جيرارد وهو يلوحُ بيديهِ في الهواء.
“ماذا افعل، سيدي؟ هل أقوم بتقطيعهم إلى قطع واعلقهم على بوابة القلعة؟”
“أوه!”
“أو أقومُ بثقبهم بالرمح واضعهم كتحذير؟”
تحدث بيلوتشي بفرح مثل طفل الذي يحصل على لعبة جديدة.
بمجرد أن وضع السيف على عنقه، فقد جيرارد كل قدرته على المقاومة. ارتجف وسقط على رُكبتيه على الأرض.
“لقد، لقد أخطأت. كانت هَذهِ فكرةً غبية. لقب الكونت لكَ. فقط اتركني أعيش. أرجوكَ، اتركني أعيش.”
نظر جيرارد إلى حيثُ كان ليونارد جالسًا وتوسل بكل ما لديهِ مِن قوة. في تلكَ اللحظة، عندما كانت هيلينا تُراقب الوضع، غيرت موقفها بسرعة واقتربت من ليونارد وهمست لهُ.
“كريج. أسرع واقتل هَذا الوغد الشرير. لو تركنا شخصًا يطمع في لقب الكونت حيًا، فنحنُ لا نعرف ماذا سيفعل لاحقًا.”
“همم. كلامكِ صحيح. بيلوتشي.”
“نعم.”
“أقتل هَذهِ المرأة.”
“كريج!”
استدار بيلوتشي وأمسكَ رأس هيلينا وألقاها على الأرض. صرخت ليلي وركضت نحو هيلينا، تبكي بحرقة.
“أمي! كريج، ماذا تفعل، كيف تفعلُ هَذا لأمي.”
“الم ترِ كيف حاولتَ أمكِ نصب فخٍ لقتلي للتو؟”
“لقد خُدعت مِن قبل جيرارد. أنتَ تعرفُ كم تُحبك أمي وتهتمُ بكَ. صحيح؟”
“عُذرٌ غير مُقنع. ألا تملكين شيئًا أكثر إبداعًا؟”
“برأييّ، لا يجب مُسامحتهم. دعنا نقتلهم جميعًا هُنا.”
رفع بيلوتشي سيفه ونظر بحذرٍ إلى ليونارد. لو حرك ليونارد ذقنه قليلاً، لكان السيفُ قد ضربهم فورًا.
“آه!”
في تلكَ اللحظة، مع صرخةٍ قصيرة، ترنح أرنولد وسقط. كان هُناك خنجرٌ مغروزٌ بعمقٍ في فخذه، ألقاهُ بيلوتشي.
“أين تظنُ نفسكَ ذاهبًا، أتهرُب مثلَ الجُرذ؟”
“ك-كريج، اغفر لي هَذهِ المرة فقط. أمي وخالي قد خدعوا حقًا. كل هَذا بسببِ ذَلك الوغد!”
“إذا كذبتِ مُجددًا، سأقطعُ لسان أمكِ.”
تهديدُ ليونارد جعل وجهَ ليلي يشحُب. بدأت ترتجف وتنظرُ حولها.
ثم لاحظت الشخص الوحيد الذي بقي هادئا وسط هَذا المكان الدموي. صرخت ليلي نحوها.
“كورديليا!”
“نعم؟”
كان أرنولد يلهثُ، ممسكا بفخذه النازف، وجيرارد كان خارج وعيه بعدما سيطر عليه بيلوتشي، كانت هيلينا أيضًا تنزف مِن رأسها بعد أن ألقيت. كان البارون لانكستر يحبسُ أنفاسه وينظرُ حولهُ باستمرار.
لكن كورديليا كانت مُختلفةً. كانت تأكلُ كما لو كانت وحدها بالغرفة.
“تحدثي مع كريج، أرجوكِ”
” عن ماذا ؟”
“كريج يُحاول قتلَ أمي كيف يُمكنُكِ أكل البطاطا في هَذا الوضع ؟”
“البطاطا لذيذةٌ بشكلٍ خاصٍ اليوم.”
ردت كورديليا بلا مبالاة وهي تضع لقمةً مِن البطاطا المهروسة في فمها. كانت جادةً. البطاطا كانت تنزل إلى معدتها بسلاسةٍ.
لم تستطع ليلي كبح غضبها وصرخت بصوتٍ عالٍ.
“يااا! ألا تفهمين الوضع الآن؟ كريج، زوجكِ!”
“ليلي، ألا تفهمين بعد؟”
“ماذا؟”
“بدلاً من الصراخ في وجهي، يجب أن تكوني على ركبتيكِ تتوسلين.”
“……”
“إذا كانت كرامتكِ تمنعكِ، فلا داعي لذَلك. هَذا يعني أنكِ لستِ في يأسةً بما فيه الكفاية.”
“أنتِ، أنتِ!”
تحدثت كورديليا بنبرةٍ ناعمةٍ، ثم أعادت نظرها إلى طبقها.
وفي هَذهِ الأثناء، رفع بيلوتشي إحدى ساقي أرنولد التي كانت بالقرب مِن الباب وسحبهُ كما لو كان قطعةً مِن الأمتعة ووضعهُ بجانبِ هيلينا.
“آااااااه!”
كان قد اختيار ساقهُ المطعونةَ عمدًا. صرخ أرنولد مُستنجدًا وكأنهُ يحتَضِر.
بالطبع، لم يكن بيلوتشي يهتم، بل ابتسم بلا مبالاة وبدأ يضرب رأس جيرارد بطرفِ سيفه، وسأل سيده.
“هل أقتلهُ؟”
“هممم. ماذا تظن؟”
“كونت أبرامز، أرجوكَ سامحني هَذه ِالمرة. لقد أعمى الطمعُ بصيرتي. إذا تركتني أعيش، سأغادر هَذهِ الأراضي ولن أعود أبدًا. أرجوكَ، أرجوكَ.”
جيرارد كان الأذكى بين الحاضرين. اعترف بليونارد ككونت وركع طالبًا الرحمة.
“كريج، كريج. الشخص الذي حرض الفرسان على قتلكَ كان هَذا الرجل. جيرارد أبرامز خطط لكُل هَذا! لقد أعماهُ الطمع على لقب الكونت!”
“ألستَ أنتَ مَن دعوت كونت أبرامز إلى العشاء اليوم؟”
تجادل أرنولد وجيرارد، ملقين اللوم على بعضهما البعض. بعد مراقبة هذا الجدال الممل، سأل ليونارد.
“ما رأيكِ، كورديليا؟”
“في ماذا؟”
“هل نقتل جميع الموجودين هنا؟”
“لا أُمانع ذَلك.”
“كورديليا!”
هيلينا، التي كانت صامتةً طوال الوقت، رفعت صوتها أخيرًا. نظرت إلى كورديليا بعينين مليئتين بالخيانة، كانت تأملُ أن تتدخل كورديليا لمنع هَذا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 21"
ايوههه يشيخة اتفلي بوجههم
حماااس هههههههه