هزّ رأسهُ بلا اهتمام. كانت عيون كورديليا تلمعُ كأنها نجومٌ مِن شدة الحماس.
“أنا…أنا! هناك سحرٌ أردتُ تعلمهُ منذُ فترة. انه ذَلك السحر الذي رميتني به من قبل، كرة النار وتحريك الرياح. آه! وأريد تعلم هَذا الـ…..”
“كفاكِ عن هَذا. عليكِ أن تبدأي بسحر التعرف أولاً.”
“ماذا؟ ما هو سحر التعرف؟”
جلب صحنًا مليئًا بأنواع مختلفة من المكونات المقطعة ووضعه أمامها.
“لنبدأ بإيجاد الجزر أولاً.”
“همم؟ لماذا الجزر فجأة؟”
كان سحر التعرف الذي أصرّ عليه ليونارد معقدًا ودقيقًا للغاية، لدرجة أن السحرة المتوسطين يجدونهُ صعبًا للغاية. بالنسبة لكورديليا، التي كانت مجرد ساحرةٍ مبتدئة، كان الأمر مرهقًا للغاية.
بعد عدة أيام من محاولات فاشلة لتحديد الجزر والبصل المختلطين في الصحن، وضعت كورديليا الشوكة وتنهدت.
“ألا يُمكنني تعلمُ شيءٍ آخر؟”
“لا. ماذا ستفعلين إذا تناولتِ شيئًا خطأ مجددًا ومُتِّ؟ لذا عليكِ أن تعرفي ما في صحنكِ.”
“لكن مِن غير المعقول أن أتعرف على مكونات الحساء.”
“ماذا ستفعلين إذا كات هُناك فولٌ سوداني في الحساء؟”
“مِن سيضع الفول السوداني في الحساء؟ وحتى لو كان موجودًا بكميات صغيرة، لن يؤذيني… أريدُ تعلم سحرِ آخر…”
“توقفي عن الكلام الفارغ وركزي. ما هو المكون الثالث؟”
قال ليونارد ببرود. لم تكن محاولات كورديليا الضعيفة للمقاومة مجدية. في الحقيقة، لم تستطع تجاهل القلق الذي كان يشعرُ بهِ ليونارد.
“بيضة؟”
“مجددًا.”
استمرت تدريبات التعرف على المكونات حتى وقت الطعام، مما جعلها تقضي وقتًا أطول في تحديد المكوناتٍ أكثر مِن تناول الطعام.
“فلفل!”
“حتى لو كان لديكِ عينٌ واحدة، ستسطعين معرفة أن هُناك فلفلاً. التالي.”
“هَذا…”
“هل تمزحين؟ هل تظنين أن هَذا كان الجزرًا؟”
“كرري ذلك.”
“كم مرة أخبرتكِ أن هَذا ليس بطاطس؟”
“تشه.”
بدأ الخدم ينظرون إليهما بشكلٍ مُريب عندما أصبحوا يتشاركون الطعام، حيث كان هُناك ملعقتان في طبقِ واحد، ولكنهم لم يلاحظوا ما الذي يفعلونه.
بعد مرور الأيام والأسابيع، تحسنت مهارات كورديليا بشكلٍ ملحوظ. في البداية، كان مِن الصعب عليها تحديدُ ثلاثة أو أربعة مكونات، ولكن فيما بعد تمكنت مِن تحديد أكثر مِن عشرة مكونات.
“هاها، يمكنكِ مُناداتي بجيرارد فقط. السيدة إبرامز، هَذا هو لقاؤنا الثاني منذُ زفافكِ. ولكن أين الآخرون؟ لماذا لا يأتون لتحية الضيوف؟”
“آه.”
ابتسمت كورديليا بشكل محرجٍ. كانت وحدها مع بعض الخدم في الساحة المفتوحة لاستقباله.
“السيدة هيلينا قد ذهبت إلى المعبد للصلاة منذُ الصباح الباكر ولم تعد بعد، وكريج لم يتعافَ تمامًا بعد.”
“أوه، حقًا؟ مِن المؤسف أن ابن عمي العزيز لم يتعافَ بعد. سأذهب لرؤيتهِ شخصيًا.”
“الآن؟ لقد وصلت للتو، يجب أن ترتاح أولًا.”
“ألم تسمعي ما قُلته؟ قودي الطريق.”
أشار بفخر إلى الأمام. كان سلوكه مع السيدة المنزل فظًا للغاية، لكن كورديليا كانت معتادةً على هَذهِ المعاملة لدرجة أنها لم تلحظ شيئًا غير عادي.
دخل جيرارد القلعة مع كورديليا، ومُلأت القلعة جوًا من التوتر غير المفهوم. كان الخدم يتهامسون بينما ينظرون إليهما، أنهم كانوا يتساءلون من سيكون العائلة القادم.
وقفت كورديليا أمام باب كريج وطرقت بخفة.
“كريج، السيد جيرارد إبرامز هنا.”
“يا لها مِن طريقةٍ سيئة! لا بد أنهُ مستيقظ على أي حال، لماذا نحتاجُ لإذنه؟”
قبل أن تتمكن كورديليا من سماع رد ليونارد، دفع جيرارد الباب ودخل.
التقى ليونارد، الذي كان جالسًا على الأريكة في غرفة الضيوف، بنظرة على جيرارد.
“أوه، كريج. مضى وقتٌ طويل. هل تعرفني؟”
“لست متأكدًا. يبدو أنكَ لست شخصًا مهمًا. ما كان اسمكَ مرة أخرى؟ جايْد؟”
“كم هذا مؤسف. يبدو أن عقلكَ تالفٌ بالفعل. لانكَ لا تعرفُ اسمي.”
رغم كلماته، كان وجهُ جيرارد تعلوهُ إبتسامة. في الواقع، كان أكثر الناس رغبة في أن يكون لعقل كريج مشكلة.
“وجهكَ يبدو تالفًا تمامًا. هل سُحقتَ تحت عجلة العربة في طريقكَ إلى هنا؟”
“ها. انها نفسُ نبرتكَ البغيضة كالمعتاد. يبدو أنكَ لا تتذكرُني، لذا دعني أقدمُ نفسي رسميًا. أنا جيرارد إبرامز، الشخصُ الذي سيتولى مسؤولية هَذهِ العائلة بدلًا منك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 17"
وربي ليونارد دييفااا he eats whenever he opens his mouth💅