“تحية؟ إذا كنت تقصد التحية، فقد ألقيتها عندما رأيتك سابقًا.”
“إذا كان الفيكونت قد رأى السيدة بجانبي، فمِن المفترض أن يُلقي التحية أولاً. أليس هَذا مِن البديهيات؟”
“…”
احمرّ وجهُ أرنولد على الفور. لكنهُ قد استعاد هدوءهُ بسرعة وابتسم مُبتهجًا لـ كورديليا بالتحية.
“نعم، كورديليا. هاها. مر وقت طويل.”
“نعم.”
كانت هَذهِ أول تحية تتلقاها كورديليا منذُ أن عاشت في هَذا المنزل لمدة عامٍ كامل. تلقت التحية بشكلٍ مُحرج للغاية.
كان مِن المُضحك كيف أنهُ لم يعترف بها مِن قبل، ولكن بمجرد أن تحدث ليونارد، غيّر موقفهُ فورًا.
خفض أرنولد صوتهُ واقترب مِن ليونارد.
“لكن، كريج، لدي أمرٌ هامٌ يجب أن أتحدثَ عنه.”
“بما أنكَ قد قررتَ بالفعل التحدُث معي، فلا يُمكنني منعُك. قُل ما عندك.”
“ها، هاها. لكن يبدو أن طريقتكَ في الكلام قد تغيرت قليلاً. كما قُلت، أنا خالكَ يا كريج.”
“حسنًا. يالي مِن محظوظ لديّ خالٌ لم يزُر ابن أختِه المريض لمُدة خمسة أشهر.”
“هَذا لأنني كُنتُ مشغولًا جدًا ربما لم تكُن تُدرك ذَلك وأنت مُستلقٍ، لكن أبرامز لا يُمكن أن تعمل ليوم واحد بدون وجودي. خلال الأشهر الخمسة التي قضيتها مُستلقيًا، كُنت مشغولًا للغاية.”
تفاخر أرنولد وأطال الحديث. عندها قطع ليونارد كلامه بمضض.
“إذن، ما هو الأمر الهام الذي تُريد التحدثِ عنه؟”
“أهم ما أردتُ قولهُ هو أنكَ لن تستطيع فعل أيِّ شيءٍ بمفردكَ. هل تعرف كم عدد الذين يعارضونكَ الآن؟ إذا لم تكُن حذرًا، فإن جيرالد إبرامز سيأخُذ اللقب مِنك!”
“هممم.”
“لقد انضم كل من راسيل وفنيسنت ومانياس لـ جانب جيرالد. هؤلاء الحمقى الذين لا يعرفون مكانتهم.”
بينما كان أرنولد يتحدث بحماس، بدا ليونارد يشعر بالملل بشكلٍ مُتزايد.
“سأتولى هَذا الأمر بنفسي، لذَلك لا داعي لقلقكَ.”
“كريج! لماذا تقول ذَلك؟ لماذا لا ينبغي ليّ أن أقلق؟ نحنُ عائلتكَ. نحنُ نريدً بشدةٍ أن تُصبحَ الكونت.”
“عائلتي؟ من تقصد؟”
“أنا وهيلينا بالطبع! سمعتُ عن ما حدث لهيلينا. إنهُ حقًا مُخجل. لكنها تبقى والدتكَ. إذا ركزتَ على هَذهِ الأمور الصغيرة الآن، ستفوتكَ الأمورُ الكبيرة.”
“هل يبدو لكَ أن اختلاس أموال العائلة بشكلٍ غير قانوني هو مِن الأمور الصغير؟”
“آه، لقد بحثتُ في الأمر، واتضح أن هُناك سوء فهم. أقسم أنهُ لم يحدث شيءٌ مِن هَذا القبيل. لا أعرف مَنْ قال لكَ ذَلك، لكنهُ مخطئ.”
قال أرنولد بوقاحة.
على الرغم مِن أن ليونارد كان لديهِ الكثير مِن الأدلة على اختلاس أرنولد، إلا أنهُ لم يُكلف نفسهُ عناء إخراج تلكُ السجلات.
“يا، هل قلتَ أن اسمكَ هو الفيكونت ديلون؟”
“ما هَذا الأسلوب الوقح، ها؟ كريج، أنا خالُكَ…”
“لا تتصرف كأنكَ مِن العائلة بينما لا يوجد بيننا قطرةٌ دمٍ واحدة. هَذا مُثيرٌ للاشمئزاز.”
تجمد الهواء فجأة. ربما كانت كورديليا الوحيدة التي شعرتْ بذلك. كانت تحدقُ في ليونارد وأرنولد، مُتيبسةً.
احمرَ وجهُ أرنولد حتى كاد ينفَجر. بدا وكأنهُ يريدُ الصراخ، وقبضتهُ كانت ترتعش.
لكن ليونارد لم يعرهُ أيَّ اهتمام.
“إذا كُنتَ قد قُلتَ كُل ما لديك، فاخرُج. لا أحتاجُ لـ مساعدتك.”
“ستندم على هَذا.”
“حسنًا، فهمت، الآن اخرُج.”
أشار ليونارد بيده كما لو كان يطردُ ذبابةً مزعجة.
خرج أرنولد مِن الغرفة بغضب، وقبل أن يُغلق الباب خلفه، سألتهً كورديليا بتردد.
“هل لا بأس حقًا بهَذا؟ ماذا لو انضم الفيكونت ديلون إلى الجانب الآخر؟”
“لينضم. هل تعتقدين أنني لا أستطيع الحفاظ على لقب الكونت في هَذا المكان الريفيّ الصغير؟”
“أعتقد ذَلك.”
بالطبع، لم يكن ليونارد عاجزًا أمام أرنولد، لكنها شعرت بعدم الارتياح حيال ذلك.
* * *
“يا لهُ مِن طفلٍ وقح!”
بمجردِ دخولهِ غرفته، بدأ أرنولد في إلقاء الأشياء مِن حوله. تحطمت مزهرية مُصدرةً صوتًا حادًا.
حتى بعد تحطيم الأشياء، لم يهدأ غضبُه حتى أصبحت الغرفة فوضى بالكامل.
“أرنولد! يا إلهي، ماذا حدث هُنا؟”
“ماذا حدث؟ هل تعرفين ما الذي قالهُ لي كريج للتو؟”
دخلت هيلينا الغرفة وبدت مذهولة مِن الفوضى. أخذ أرنولد يروي لها ما قالهُ كريج.
تحدثت هيلينا عندما سمعت شيئًا غير مُتوقع.
“هل أخبرك كريج أن تُلقي التحية على كوردليا؟”
“نعم. لقد طلب مني أن أنحني لتلك المرأة التي اشتراها بالمال.”
“هَذا غريب. هُناك شيءٌ غيرُ طبيعي.”
كانت هيلينا تتمتم وهي تمسح وجهها بيدها. ركل أرنولد الأريكة بنزق.
“ليس فقط غريبًا، إنه يبدو وكأن عقله قد تشوش تمامًا.”
“لا. أعتقد أن كريج لم يقُل هَذا بنفسه.”
“إذا لم يفعل، فمن فعل ذَلك؟”
“بالتأكيد تلكَ المرأة هي التي كانت وراء ذِلك.”
“مِن؟ هل تعني امرأة باسكويز؟”
“نعم. ألا تجد ذلك غريبًا؟ كيف تغير كريج فجأة؟”
بالفعل، تغيرت شخصيةُ كريج بشكلٍ كاملٍ. فقد ابتعد عن كل عشيقاتهِ المفضلات وابقى فقط بكورديليا بجانبه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 12"