الفصل 43

 

بعد الانتهاء من الوجبة والحلوى، توجه الاثنان إلى المنزل فقط بعد هضم الطعام وإكمال التنقية أيضاً.

 

في السيارة أثناء العودة، فتحت يون الموضوع بهدوء.

 

“بيك دان. تذكر ما قلته سابقاً. قصة اللص الذي سرق الطابق العاشر في ويغريوم.”

 

“نعم.”

 

“هل تعرف تفاصيل أكثر عن ذلك اللص؟”

 

“……؟”

 

التفت بيك دان نحو يون ببطء.

 

كانت تنظر إلى الأمام بسبب القيادة، لكن نظرتها كانت قوية جداً بحيث لا يمكن تجاهلها.

 

“ما الذي تخططين له الآن؟”

 

“ت… تخطط؟ ما الذي أخطط له.”

 

نفت يون المذنبة، فضاقت عينا بيك دان.

 

“لم تظهري اهتماماً حينها. فجأة أصبحتِ فضولية الآن؟”

 

“يمكن أن يصبح المرء فضولياً فجأة…”

 

في ذلك الوقت، سُمع تنهد فجأة.

 

“فستقة. أنتِ تخفين شيئاً عني، أليس كذلك؟”

 

هل من المستحيل خداع بيك دان حقاً.

 

ظلت يون ترمش بعينيها لفترة، ثم سألت بهدوء.

 

“…هل يظهر ذلك بوضوح؟”

 

“جداً. كنت أعرف منذ البداية أنكِ تخفين شيئاً، لكنني كنت أنتظر حتى تخبريني بنفسك.”

 

“……”

 

“لكن ذلك ممكن فقط إذا كنتِ آمنة.”

 

في الواقع، لا تعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، لكن يون لم تكن واثقة من قدرتها على التخطيط دون علم بيك دان.

 

رغم أنه أخ يضحك دائماً ويقول كلاماً سخيفاً، إلا أنه في أموره الخاصة يملك حدساً يخترق السماء.

 

“سأخبرك لاحقاً. الآن لا يوجد شيء مؤكد جداً…”

 

“متى يصبح مؤكداً؟ ماذا إذا كان ذلك بعد أن تورطتِ في أمر خطير لا تستطيعين السيطرة عليه؟”

 

يبدو أنه يتجاهل الأمور عادة، لكن اليوم لا يظهر أي علامة على ذلك.

 

كأن هناك إصراراً قوياً على سماعه.

 

‘ربما أخبره فقط.’

 

قد يكون الاعتراف أفضل.

 

لا يمكنها الحديث عن ‘شظايا الحقيقة’، لكن إعطاء إشارة قليلة عن داي هان قد يكون مقبولاً.

 

يحتاج بيك دان أيضاً إلى الحذر من محيطه إلى حد ما.

 

‘نعم. هذا القدر يمكن قوله.’

 

فتحت يون فمها بعد تردد.

 

“في الواقع، كان داي هان يحضر أكاديمية الرخصة نفسها التي كنت أحضرها.”

 

“داي هان؟ لماذا لم تخبريني؟”

 

“لم يكن أمراً مهماً، فلم أرَ ضرورة لذكره.”

 

“على أي حال، ثم ماذا؟”

 

“اليوم بعد انتهاء الأكاديمية، بينما كنت ذاهبة إليك، رأيت داي هان يتحدث مع شخص ما. لكن يبدو أن ذلك الشخص لديه وشم شجرة على معصمه، فسألتك عن ذلك.”

 

“……”

 

أصبح تعبير بيك دان غامضاً.

 

كان متوتراً ومستعداً للسماع، لكن وجهه يبدو كأنه خاب أمله.

 

“آه، كنت أظن أنه شيء آخر.”

 

ضحك بيك دان بخفة مع صوت هواء خفيف، وأضاف.

 

“أعرفه منذ الطفولة، ليس النوع الذي يفعل أموراً مشبوهة. ربما بسبب كثرة الناس حوله، والوشم الشجري الذي رأيته اليوم مجرد وشم عادي.”

 

“……”

 

لا، أيها الأحمق. هو مشبوه بالتأكيد.

 

دخلت يون الزقاق المؤدي إلى المنزل بوجه معقد، وسألت.

 

“بيك دان. لماذا تثق بداي هان إلى هذا الحد؟”

 

“أه؟ ذلك بسبب……”

 

“لأن داي هان أنقذني عندما كنت طفلة؟ هل هذا السبب؟”

 

“كيف تعرفين ذلك؟”

 

تصلب وجه بيك دان فوراً.

 

“كيف أعرف؟ سمعت من داي هان.”

 

“كان فمه واسعاً… “

 

فرك بيك دان شعره بعنف وتنهد قصيراً.

 

من تعبيره، يبدو أنه يثق بداي هان بشكل أعمى بسبب إنقاذه ليون في الطفولة.

 

“إنقاذه لي أمر مشكور، لكن ذلك لا يضمن أنه جيد مع الآخرين أيضاً، بيك دان.”

 

“……”

 

“كما تهتم بسلامتي، أنا أيضاً أهتم بك. بالطبع ليس داي هان خطيراً، لكنني أقول لا تثق به كثيراً.”

 

“فستقتي… متى كبرتِ وأصبحتِ تهتمين بي هكذا…”

 

“أقولها مراراً، الفرق بيننا 5 دقائق فقط؟ توقف عن الكلام كأنك عجوز عاش حياته؟”

 

أوقفت يون السيارة في المرآب بشكل مثالي، وأطفأت المحرك ونظرت إلى بيك دان.

 

“على أي حال، أنا أراه مشبوهاً قليلاً، فأجب على سؤالي السابق.”

 

فك بيك دان حزام الأمان، ثم استند إلى المقعد وضحك.

 

“لا أعرف الكثير. سمعت من سي هيون أنه قوة ما. إنهم مجموعة سرية، لا يُعرف عنهم الكثير، أعرف فقط ما سرقوه من ويغريوم حينها.”

 

“ما الذي سرقوه؟”

 

“جهاز النسخ.”

 

“جهاز النسخ؟ ينسخ ماذا؟”

 

“كما يقول الاسم، ينسخ قدرات الإيقاظ. لا يمكن استخدامه بدون موافقة الشخص المراد نسخه، وهو للاستخدام مرة واحدة، لكنه شيء مذهل. لو كان السعر مناسباً، لكان ناجحاً جداً.”

 

“كم كان سعره؟”

 

“100 مليار للواحد. سرقوا 19 منها.”

 

“مجنون…”

 

لهذا كان ويغريوم حساساً جداً تجاه الأمان.

 

“…ما الذي يخططون لاستخدام وشم الشجرة له؟”

 

“لا أعرف. لكن مرت 3 سنوات على السرقة ولا يزال الهدوء، لذا يعتقد الناس أنهم لم يستخدموه في أمر كبير.”

 

“هذا رأي الناس، ما رأيك أنت، بيك دان؟”

 

“لو كنت أنا، لما استخدمته وأبقيته مخفياً. سرقة 19 يعني استخداماً كبيراً، فسأنتظر حتى يتضح الهدف. وعند الاستخدام، لن أنسخ قدرة تكشف بسهولة.”

 

قدرة تكشف.

 

هل هناك قدرات لا تكشف؟ عادة تكون القدرات مرئية…

 

ماذا عن داي هان؟

 

توقفت يون في تفكيرها.

 

‘القياس النفسي قدرة غير مرئية.’

 

كذلك عالم أيون جاي.

 

بالنسبة ليون، تذكرت اثنين فوراً، وكما قال بيك دان، لن ينسخوا قدرة تكشف.

 

“دخلنا بسرعة. سأتحقق من داي هان بنفسي. كما قلتِ، إذا كان قد التقى اللص حقاً، يجب التحقق.”

 

“…حسناً.”

 

نزلت يون من السيارة ونظرت إلى ظهر بيك دان الذي يتقدم أمامها.

 

‘نعم. هذا القدر كافٍ الآن.’

 

أولاً، يجب كسر تلك الثقة العمياء لبيك دان تجاه داي هان.

 

لا يوجد دليل قاطع على أن داي هان هو الشرير، لكن كل الظروف تشير إلى أنه مشبوه.

 

تذكرت يون الرجل المقنع ذو العيون الزرقاء الذي رأته في ‘شظايا الحقيقة’، وتوجهت إلى المنزل بوجه جامد.

 

***

 

استحممت يون واستلقت على السرير، ثم اتصلت فوراً بسوق الصيادين.

 

“الآن سأسجل بعض البذور.”

 

بالإضافة إلى العشرة أنواع التي اشترتها سابقاً من متجر البذور، اشترت يون الخس والطماطم والبطاطس والملفوف والفلفل الحار أيضاً.

 

ثم بدأت تسجل 15 نوعاً من البذور في سوق الصيادين واحداً تلو الآخر.

 

العنصر: بذور الخس

 

السعر: 10 غرام مقابل 10 عملات

 

هل تريدين تسجيل العنصر؟

 

نعم│لا

 

رفعت السعر 100 مرة عن الذي اشترته من المتجر، لكنها لم تشعر بالذنب.

 

تعرف أن شراء 10 غرام فقط يكفي لإنتاج كمية تكفي لسنة.

 

‘وبالإضافة، أنا لست متطوعة.’

 

إذا أطلقت البذور التي يحتكرها الاتحاد الزراعي، فسينجح بعض الناس في الزراعة المائية حتى بدون أرض.

 

ثم سيُنسى ‘بطلة الخس’ قريباً، هكذا اعتقدت.

 

مع هذه الأفكار الإيجابية، سجلت كل الـ15 نوعاً.

 

“لكن هل ستباع كلها؟”

 

كانت 1,500 كيلوغرام.

 

وبذور الخس 10 غرام تحتوي على آلاف البذور.

 

‘إذا لم تبع، سأزرعها كلها بنفسي.’

 

على أي حال، إذا لم تبع، لا رسوم.

 

فكرت يون هكذا ونامت براحة.

 

***

 

في اليوم التالي.

 

استيقظت يون صباحاً وفتحت عينيها، ثم اتصلت فوراً بسوق الصيادين.

 

[تم بيع جميع العناصر المسجلة.]

 

“…ماذا؟”

 

تم بيعها كلها؟

 

عند التحقق من سجل المبيعات، تبين أنها بيعت في أقل من 10 دقائق بعد التسجيل.

 

“واو، ما هذا. واو…”

 

صُعقت.

 

لم تنتشر إشاعة تنقية الأرض، ويعتقدون أنها ملوثة ولا مكان للزراعة، فلماذا… بهذه السرعة؟

 

“انتظري، انتظري. كم المبلغ إذن.”

 

واحد، عشرة، مئة…

 

“مليون ونصف مليون عملة! 1.5 مليار! مجنون!”

 

سحر تحويل 15 مليون إلى 1.5 مليار!

 

استيقظت تماماً!

 

بينما كانت يون مذهولة تفتح فمها أمام شاشة سوق الصيادين.

 

سُمع صوت صخب من خارج الغرفة مع صوت بيك دان.

 

“يا فستقة! ماذا فعلتِ أمس؟”

 

ثم اهتز الهاتف فوراً.

 

كانت رسالة وصلت للتو من دو جاي.

 

دو جاي

 

هل تبدئين المزرعة الآن؟

 

أمس الساعة 10:15 مساءً

 

دو جاي

 

هل هناك مشكلة؟ لا رد، أنا قلق.

 

اليوم 8:32 صباحاً

 

وبالإضافة، كانت هناك رسائل من رجلين آخرين خلال الليل.

 

أيون جاي

 

يون! هل أنتِ من سجل البذور في سوق الصيادين؟

 

أمس 11:32 مساءً

 

عيون زرقاء

 

هل تنامين؟

 

أمس 10:18 مساءً