الفصل 42

 

كان الرجل الذي مع داي هان يرتدي قبعة، ولم يكن مرئياً إلا من الخلف، لذا لم يظهر وجهه على الإطلاق.

 

من حيث البنية الجسدية، لم يبدُ كبيراً في السن، لكن ذلك لم يكن الأمر المهم.

 

‘من يكون هذا الشخص؟’

 

من الجو، لا يبدو صديقاً…

 

ربما هو من القوى التي اختطفت أيون جاي في ‘شظايا الحقيقة’؟

 

‘آه. لو كان وجهه مرئياً لكان أفضل.’

 

بسبب المسافة الكبيرة بين داخل الزقاق ومكان يون، لم تسمع أي صوت من حديثهما.

 

كل ما استطاعت معرفته هو أن داي هان يحدق فيه بوجه بارد.

 

في الوقت الذي كانت فيه يون الفضولية تبحث بعناية عن أي سمة للرجل، التقطت نظرتها شيئاً.

 

‘وشم؟’

 

مع رفع كم القميص المربع قليلاً، ظهر شيء أسود داكن داخل المعصم ثم اختفى.

 

‘ليس حروفاً، بل يبدو رسماً.’

 

للوهلة الأولى، بدا كشكل شجرة.

 

فجأة، تذكرت يون الحديث الذي دار بينها وبيك دان في ويغريوم سابقاً.

 

“لا. يبدو أنهم لم يمسكوا به. كان هناك دليل، لكنهم يختبئون جيداً، وربما تخلوا عن البحث عنه في ويغريوم الآن.”

 

“دليل؟”

 

“نعم. قالوا إن الذي سرق كان لديه وشم على شكل شجرة في معصمه.”

 

هل تذكر حديثها مع بيك دان مصادفة؟

 

‘لو استطعت رؤيته مرة أخرى فقط.’

 

بينما كانت يون تضيق عينيها وتتبع حركات الرجل، لاحظت فجأة أن داي هان يدير رأسه نحو جهتها.

 

‘آه!’

 

فزعت يون وأخفت جسمها بسرعة. كان قلبها يخفق بقوة.

 

توقفت للحظة، ثم تحركت بخطى سريعة نحو مبنى الأكاديمية.

 

خشية أن يخرج داي هان من الزقاق إذا لاحظها.

 

“هل رآني؟ ربما لا؟”

 

لقد سحبت جسمها قبل أن يدور رأسه تماماً.

 

على طول الطريق إلى الأكاديمية، التفتت خلفها عدة مرات للتأكد، لكن داي هان لم يخرج من الزقاق.

 

لم تكن متأكدة تماماً أنه لم يرها، لكن القول إنه رآها كان غريباً أيضاً.

 

‘إذا كان يتآمر مع قوى الظلام، فلن يتركني وشأني إذا اكتشف أنني رأيته.’

 

أم لا؟ ربما ينتظر داي هان ليرى كيف سأتصرف أولاً؟

 

بسبب شخصيته الغامضة، لم تستطع تخمين ما يفكر فيه.

 

أو ربما كان يتحدث مع معارف حقيقيين فقط.

 

الاحتمال الثاني يريح البال، لكن إذا كان الأول، فقد تكون فرصة لمعرفة القوى.

 

على أي حال، بسبب عقد المنع، لن يتمكن من كشف السر، لكن تركه هكذا يثير شعوراً بالقلق.

 

‘ربما أفكر بعمق زائد.’

 

بما أنه لا يوجد شيء مؤكد الآن، قررت التحقق أكثر عن اللص الذي ذكره بيك دان في ويغريوم سابقاً.

 

***

 

بعد أخذ الحقيبة من أكاديمية الرخصة وركوب تاكسي فوراً، كانت يون تنتظر بيك دان في موقف سيارات نقابة يوندان.

 

“أين سيارتي؟ هيهيهي.”

 

مررت بين السيارات اللامعة وهي تغني.

 

“لقد رفض اللون الأحمر أو الأزرق تماماً، لذا ربما اشترى سوداء؟ أو بيضاء؟”

 

قال إنها ليست سيارة رياضية، لذا ربما SUV كبيرة أو سيدان كبيرة.

 

تخيلت يون سيارتها بين السيارات العديدة في الموقف، مبتسمة بسعادة.

 

ثم لاحظت سيارة ملفتة للنظر بشكل كبير.

 

“آه. مذهلة. هناك ذهبية أيضاً.”

 

ليس أصفر، بل ذهبي مخجل، لماذا يقودون مثل هذه؟

 

بينما كانت يون تنقر بلسانها وتمر بجانب الفيراري الذهبية.

 

سُمع صوت فتح قفل السيارة التي سخرت منها للتو، مع صوت بيك دان.

 

“فستقة! ماذا؟ كيف عرفتِ ووقفتِ هناك بالضبط؟”

 

اقترب بيك دان من يون بخطى واسعة بعينين مستديرتين.

 

“ما الذي تقوله؟ كنت أمر فقط.”

 

“واو. هذا أكثر إثارة. كيف عرفتِ أنها سيارتك وعبرتِ هناك مصادفة.”

 

“……؟”

 

بالتأكيد لا يقصد السيارة الذهبية.

 

نظرت يون إلى الفيراري مرة، ثم إلى بيك دان ببطء.

 

“هل تقصد هذه…؟”

 

هز رأسه بحماس صعوداً ونزولاً.

 

“كيف ترينها؟ هل أعجبتك؟”

 

“آه! أكرهها تماماً! رفضتها تماماً! اقودها أنت! وهذه سيارة رياضية!”

 

كيف أذهب إلى المدرسة بها!

 

ستعرض هويتي لكشف أسرع إذا قادتها أثناء التنقية.

 

عندما صبت يون غضبها، أرخى بيك دان عينيه بأسف.

 

“هناك اثنتان فقط في البلاد…”

 

“هناك شخص آخر يقود مثل هذه؟”

 

هزت يون رأسها، فسحب بيك دان معصمها وقادها إلى مكان ما.

 

“إذن، ماذا عن هذه؟ للحيطة، أعددت أخرى! إنها بسيطة جداً ومملة وبدون أي ميزة، لا تعجبني، لكن.”

 

أشار بيك دان إلى SUV سوداء كبيرة مبتسماً.

 

تنهدت يون براحة أخيراً.

 

“نعم؟ هذه هي؟ كنت أثق بك…!”

 

كما قال بيك دان، لا ميزات خاصة، لكنها كبيرة وقوية، أعجبتها كثيراً.

 

“سأقود الفيراري الذهبية إذن! بل أفضل ذلك~”

 

إذا تعاملت معها، فأنا أفضل ذلك أيضاً…

 

تركت يون بيك دان المبتسم وركبت السيارة.

 

ربطت حزام الأمان أولاً، ثم شغلت المحرك.

 

أنزلت نافذة الراكب وصاحت نحو بيك دان.

 

“اركب! بسرعة!”

 

صعد بيك دان بسرعة وقال ضاحكاً.

 

“إذن، قيادة آمنة من فضلك!”

 

– بروم

 

خرجت يون فوراً من الموقف وتوجهت إلى المنزل.

 

بسبب ساعة الذروة، كانت الطرق مزدحمة، لكن يون تجنبتها بمهارة وقادت جيداً.

 

“…فستقة، أنت… قاسية جداً.”

 

تمسك بيك دان بمقبض السقف من جانب الراكب، شاحباً الوجه، وهمس.

 

ردت يون بوجه فخور.

 

“كيف تراها؟ هل أستحق النجاح دفعة واحدة؟”

 

“لكن، إلى أين نذهب الآن؟”

 

“لأكل التوكبوكي.”

 

عندما تحمل بيك دان غثيانه عدة مرات، وصلا أخيراً إلى المطعم.

 

كان المطعم فاخراً من الخارج.

 

“مرحباً بكم.”

 

جلسا عند النافذة باتباع دليل الموظف.

 

نظر بيك دان إلى القائمة أولاً وقال.

 

“التوكبوكي من القمح المطحون، بالتأكيد.”

 

“ما هذا الكلام. يجب أكل توكبوكي الأرز.”

 

“؟ أكلنا أرزاً المرة الماضية. هذه المرة، تنازلي أنتِ، فستقة.”

 

“آه ما هذا. بدلاً من ذلك، وضعنا المزيد من الأودينغ في التوكبوكي المرة الماضية.”

 

“لا مفر. إذن، حجر ورق مقص؟”

 

حدقت يون في بيك دان، ثم أخرجت مقصاً فجأة وصاحت.

 

“حجر ورق مقص! آه!”

 

كان ما أخرجه بيك دان قبضة.

 

حتى في الهجوم المفاجئ، كأنه يعرف أنها ستفعل ذلك، أخرج قبضة بهدوء…

 

“هيهيهي! فزت، لذا لا تعترضي ونأكل تبوكي. بدلاً من ذلك، نسبة التوكبوكي والأودينغ نصف نصف.”

 

“……”

 

ابتسم بيك دان ونادى الموظف.

 

ثم طلب التوكبوكي والسونداي والمقليات كلها.

 

نظرت يون بوجه متعب إلى خارج النافذة.

 

ثم فتحت فمها فجأة بفكرة طرأت.

 

“آه صحيح، بيك دان. أفكر في إنشاء مزرعة قريباً.”

 

“بالفعل؟ لم تنتهي التنقية بعد؟”

 

“نعم. على أي حال، يبدو أن التنقية ستستمر حتى بعد إنشاء المزرعة. لا يمكنني زراعة المزيد في الفناء الأمامي، لذا سأبدأ التحضير.”

 

بالإضافة إلى ذلك، الآن يجب أن يكون الخس ينمو في الأرض التي نقيتها سابقاً.

 

‘مرت ثلاثة أسابيع منذ أول تنقية مع بيك دان ويون سي هيون.’

 

بالطبع، زرعتها في منطقة نائية بدون كاميرات، لذا حتى لو لم تكتشف بعد، فإن اكتشافها من قبل الجميع مسألة وقت.

 

“ماذا أفعل لك؟ هل أبحث عن شركة حراسة التي ذكرتها؟”

 

“نعم. الآخرون بخير، فقط ابحث عن ذلك.”

 

“فستقتي، الآن ستأكلين حتى الاتحاد الزراعي.”

 

ضحك بيك دان.

 

لكن يون لم تضحك.

 

“هذا يقلقني قليلاً. يبدو أن الاتحاد الزراعي سيبدأ التحرك جدياً. ماذا إذا اقتحموا مزرعتي للتحقيق لاحقاً؟”

 

بكلماتها التنهدية، شد بيك دان وجهه.

 

“ما هذا الكلام؟ مستحيل. الاقتحام بدون إذن جريمة واضحة. سأرتب حراساً من الدرجة الأولى، فلا تقلقي.”

 

شعرت يون ببعض الراحة مع إضافته أن تثقي به فقط.

 

رغم الشجارات اليومية، إلا أنه أخوها.

 

“…شكراً.”

 

“إذا كنتِ شاكرة، ادفعي اليوم أنتِ.”

 

نظرت إلى الفاتورة، حوالي 800 ألف…

 

نعم. حتى الآن، تطوع ليكون سائقاً لها، وأهداها سيارة لنجاحها في الرخصة، فما هي عشاء كهذا!

 

“سأدفع حتى الحلوى.”

 

ردت يون بوجه فخور.