الفصل 28

 

ضحكت بيك يون بفخر وهي تبتسم ابتسامة عريضة.

 

“هل رأيت؟ هذه هي قوتي الحقيقية!”

 

“كنتِ تخافين من أن يتم كشفكِ، والآن أصبحتِ جريئة، يا فستقة.”

 

“ههه… إخفاء قوتي ممتع حقاً… مثير! هل هذا هو الشعور الذي يدفع المرء لإخفاء قوته؟”

 

هز بيك دان رأسه بتعبير محير وهو يرى رد فعلها.

 

ثم ألقى نظرة على شاشة الأخبار على التلفاز وتمتم بهدوء:

 

“كن حذرة. حتى لو لم يتم اكتشافكِ من خلال بيع الأشياء في سوق الصيادين، ماذا لو تم رصدكِ وأنتِ تزرعين؟”

 

“لهذا السبب يجب أن أنقي أراضٍ أخرى بسرعة. إذا بدأ الكثير من الناس بالزراعة، فلن يبدو الأمر غريباً، أليس كذلك؟”

 

“وماذا في ذلك؟ أنتِ الوحيدة التي تستطيع زراعة المحاصيل ذات التأثيرات.”

 

هزت بيك يون كتفيها بخفة وجلست بجانب الأريكة رداً على قلقه.

 

“ما لم يتذوقوها، لن يعرف أحد أنها محاصيل ذات تأثيرات. هل تعتقد أن أحدهم سيكون جريئاً بما يكفي لسرقة محاصيل من مزرعتي؟”

 

‘إذا كان هناك شخص كهذا، سأتعامل معه على الفور.’

 

عند كلامها الحاد، نقر بيك دان لسانه متذمرًا وضغط على كتفيها بقوة. فتلوّت بيك يون وهي تتجهم.

 

“اتركني! هذا ثقيل!”

 

“يا أختي الصغيرة التي لا تعرف العالم، لو كنتِ مكانهم، ألم تكوني لتسرقين؟ كانوا سيأتون ليلاً ويسرقون كل شيء حتى تصبح مزرعتكِ خالية!”

 

“ماذا؟ يجرؤون على مزرعتي؟”

 

بعد أن تحررت من قبضته، هتفت بيك يون بغضب:

 

“سأرفع السياج عالياً حتى لا يرى أحد داخل المزرعة، وسأوظف شركة أمن. بالطبع، سأديرها بحيث لا يدخل أحد سواي!”

 

‘في هذا العصر، هل أنا غبية لأزرع علناً؟’

 

وعلاوة على ذلك، لم يكن هذا هو الشيء الذي كانت قلقة بشأنه، بل كانت كاميرات الأقمار الصناعية.

 

يمكنها إدارة المزرعة بحيث لا يدخلها أحد، لكن لا يمكنها تجنب عيون كاميرات الأقمار الصناعية.

 

‘لا يمكنني بناء سقف فوق المزرعة أثناء الزراعة.’

 

لكن إذا لم تكن هي الوحيدة التي تزرع، وإذا شوهدت الزراعة في أماكن مختلفة؟

 

قد يتم اكتشاف أنها تزرع، لكن من بين كل هؤلاء المزارعين، كيف سيعرفون أنها هي التي تزرع المحاصيل ذات التأثيرات؟

 

‘حتى أنا لا أعرف التأثير إلا عندما أتذوقه.’

 

كان هذا أحد الأسباب التي جعلتها تسعى جاهدة لتنقية الأراضي بسرعة.

 

“حسناً، سأتولى ترتيب شركة الأمن. بالمناسبة، كيف ستكون ردود الفعل على الزراعة؟ أنا متحمس بالفعل.”

 

‘بالطبع، سأمنعهم من الاقتراب منكِ.’

 

تمتم بيك دان ثم مدد جسده وأسند رأسه على ظهر بيك يون. فنهضت بيك يون من الأريكة مذعورة.

 

“ما الذي أصابك اليوم؟ لماذا تزعجني هكذا؟”

 

فرك بيك دان مؤخرة رأسه، بعد أن ارتطم بالأريكة، وتذمر:

 

“آه، يا لكِ من قاسية…”

 

“متى سنذهب إلى المتجر؟”

 

“بعد ساعتين. لكن، إذا كنتِ تستطيعين تنقية 3000 بيونغ فقط في الساعة، متى ستتمكنين من تنقية كل تلك الأراضي؟”

 

“سأضطر إلى التخلي عن النوم الجيد لفترة، ماذا يمكنني أن أفعل؟…”

 

تنهدت بيك يون وهي تجلس على الأرض.

 

ثم تمتمت بصوت منخفض:

 

“شرح مهارة التنقية.”

 

 

مهارة كوكبية: التنقية (A)

تعيد كل ما هو ملوث إلى حالته الأصلية وتمنعه من التلوث مجدداً.  

لإيقاف المهارة في الوضع التلقائي، قولي “توقف عن التنقية!”  

 

تحذير: إذا تم استخدامها لأكثر من 3000 بيونغ، ستتوقف المهارة تلقائياً.  

وقت التهدئة: ساعة واحدة  

الوضع الحالي: تلقائي (الافتراضي)  

 

حتى بعد التأكد مجدداً، لم يتغير النص الذي يذكر 3000 بيونغ.

 

‘حقاً، كيف سأنقي كل هذا بهذه الطريقة…’

 

‘يا أوبا جك-سيم، هل يمكن ترقية المهارات الكوكبية أيضاً؟’

 

[يخبركِ كوكبكِ ‘قاضي الموتى’ أن الأمر ليس مستحيلاً إذا بذلتِ جهداً. قاتلي!]

 

‘…’

 

‘لكن كم من الجهد يلزم؟…’

 

تذكرت بيك يون المهارات التي استخدمتها حتى الآن.

 

الدرجة D كانت 100 بيونغ، الدرجة C كانت 500 بيونغ، الدرجة B كانت 1000 بيونغ، والدرجة A كانت 3000 بيونغ.

 

‘إذن، كم ستكون الدرجة S؟’

 

‘5000 بيونغ؟… 10000 بيونغ؟…’

 

‘يمكنكَ على الأقل إخباري بهذا!’

 

[يضحك كوكبكِ ‘قاضي الموتى’ قائلاً إن طفلتي لا تعرف أن الفرق بين S وA كالفرق بين السماء والأرض.]

 

‘حسناً… لم أتوقع أن تخبرني مباشرة. لا أعرف الكمية بالضبط، لكن يبدو أن 10000 بيونغ ممكن بسهولة.’

 

‘لكن ماذا يفيد ذلك؟ أنا الآن في الدرجة A.’

 

‘آه! حتى لو كان لدي عشرة أجساد، لن يكون ذلك كافياً!’

 

‘لو أكملتُ المهمة على الأقل، ربما أشعر براحة أكبر…’

 

تنهدت بيك يون ثم رفعت رأسها فجأة.

 

‘لحظة، ربما هناك طريقة لإكمال المهمة بسرعة؟’

 

ابتسمت بيك يون بخبث ونظرت إلى بيك دان.

 

“ما هذه النظرة…”

 

فرك بيك دان رقبته بتعبير متردد، وكأنه شعر بقشعريرة.

 

“يا بيك دان، ما رأيك في القول إن المال كلما زاد كان أفضل؟”

 

“هل هذا سؤال؟ بالطبع هو صحيح جداً!”

 

“أليس كذلك؟ إذن، يا أخي…”

 

ضحكت بيك يون بخفة وتابعت:

 

“ليس لديك شيء تفعله بعد المتجر اليوم، أليس كذلك؟ قلتَ إنك في إجازة.”

 

“أم، نعم؟ هذا صحيح، لكن…”

 

‘ما الذي تخطط له بتلك النظرة الغريبة؟’

 

حاول بيك دان تجنب نظراتها.

 

لكن بيك يون تجاهلته تماماً وهتفت بنبرة مرحة:

 

“حسناً! إذن، لنذهب إلى المتجر أولاً!”

 

***

 

“يا فستقة، أنا بحاجة ماسة لدورة المياه.”

 

بمجرد وصولهما إلى المتجر، تحدث بيك دان بصوت عاجل بعد تسليم السيارة لخدمة ركن السيارات.

 

‘وماذا أفعل بذلك؟…’

 

“اذهب إذن.”

 

“سأعود بسرعة، فابدئي بالتجول.”

 

أومأت بيك يون بتعبير متردد.

 

“اتصل بي عندما تنتهي.”

 

“حسناً!”

 

ضحكت بيك يون بخفة وهي ترى رأس بيك دان تختفي بسرعة من مجال رؤيتها، ثم مرت عبر الباب الدوار ودخلت ببطء.

 

اقترب منها حارس أمن كان ينتظر في الأمام وطلب بأدب:

 

“من فضلك، أريني بطاقة الصياد.”

 

‘كنتُ أعلم أن هذا سيحدث، لذلك مررتُ بمكتب الإدارة قبل القدوم إلى المتجر!’

 

أخرجت بيك يون بطاقتها الجديدة من محفظتها وأظهرتها للحارس.

 

“تسوقي بسعادة.”

 

بعد اجتياز نقطة الأمن، ظهرت نافورة كبيرة في القاعة الفسيحة أمام عينيها.

 

وكذلك الصيادون الذين كانوا يمرون حولها بأريحية.

 

“أقل عدداً مما توقعت.”

 

على عكس مخاوفها، كان داخل المتجر هادئاً. ‘ربما لأنه متجر مخصص للصيادين؟’

 

بالنسبة لبيك يون، التي لا تحب الأماكن المزدحمة، كان هذا الهدوء مريحاً للغاية.

 

“بالمناسبة، إلى أين يجب أن أذهب؟”

 

كانت دائماً تأخذ ما يشتريه لها بيك دان، وهذه كانت المرة الأولى التي تأتي فيها بنفسها، لذا بدا كل شيء غريباً.

 

لكن التجول عشوائياً لم يكن خياراً. فالمتجر يقيد الدخول حسب رتبة الصياد.

 

متجر “ويغريوم” المخصص للصيادين في تشونغدام دونغ.

 

عند افتتاحه، أثار الجدل بسبب تمييزه ضد غير الصيادين، لكنه استمر في النمو والازدهار. كان ذلك متوقعاً، فالمعدات بالنسبة للصيادين الذين يغلقون الشقوق الخطيرة هي بمثابة شريان الحياة.

 

قبل 24 عاماً، كان ويغريوم مجرد مبنى من ثلاثة طوابق، لكنه افتتح ثلاثة فروع أخرى في سيول، ثم توسع إلى العاصمة والمناطق الإقليمية.

 

أصبح ويغريوم المتجر الرائد للصيادين في كوريا، وحتى داخل المتجر، تم إنشاء نظام طبقي.

 

“ربما أنتظر فحسب.”

 

بما أنها من الدرجة C، لن تتمكن من الوصول إلى الطابق العلوي الذي ينوي بيك دان اصطحابها إليه بدون وجوده.

 

بينما كانت بيك يون تخدش رأسها وتبحث عن خريطة المتجر، سمعت صوتاً عميقاً من خلفها.

 

“هل أنتِ أخت دان؟”

 

‘من هذا؟’ استدارت بيك يون وهي تميل رأسها، ورأت وجهاً مألوفاً.

 

“السيد جو داي هان؟”

 

“كنتُ متردداً، لكنكِ أنتِ بالفعل. لماذا تقفين هنا بمفردك؟”

 

ابتسم جو داي هان بحماس شديد، وكأنه سعيد حقاً برؤيتها.

 

‘ما الذي يجعله ودوداً هكذا؟’

 

‘من يراه قد يظن أننا نعرف بعضنا منذ ثلاث سنوات.’

 

“لم آتِ بمفردي.”

 

“أوه، فهمتِ. أنا جئتُ بمفردي.”

 

‘وماذا في ذلك…’

 

كان جو داي هان يرتدي قميصاً أبيض وجينزاً، وبفضل طوله وملامحه، كان الناس من حوله ينظرون إليه.

 

شعرت بيك يون ببعض الانزعاج من الأنظار الموجهة نحوهم، لكنها تحملت ذلك.

 

كانت تبحث عن طريقة للاقتراب منه، لذا كان هذا اللقاء مرحباً به سراً.

 

‘لم أستطع الحصول على رقم هاتفه لأن هاتف بيك دان محمي بكلمة مرور، لذا هذا جيد.’

 

بينما كانت بيك يون تفكر في كيفية تبادل أرقام الهواتف بطريقة طبيعية، تحدث جو داي هان بابتسامة سعيدة.

 

“هل تعلمين؟ لقد فكرتُ فيكِ كثيراً.”