الفصل 27

 

“كان من الرائع رؤيتكِ اليوم، يا يون.”

 

ابتسم لي إيون جاي بسعادة، وجهه يلمع بعد أن تناول الطعام بنهم.

 

عندما التقيا لأول مرة في المقهى، كان يبدو واهناً كما لو أنه سينهار في أي لحظة…

 

لكن تلك الهالة المؤلمة لم تعد موجودة الآن.

 

شعرت بيك يون بتأثر غريب في قلبها.

 

[يقول كوكبكِ ‘قاضي الموتى’، وهو يرقص بحماس، لنمنع نهاية العالم هكذا!]

 

‘لا تدمر لحظتي الحساسة وأنا أفكر بهدوء…’

 

بينما كان الاثنان يتبادلان التحيات عند الباب الأمامي، تدخل لي دو جاي فجأة:

 

“سأوصلكِ إلى منزلكِ.”

 

هزت بيك يون رأسها.

 

“لا بأس، أنا ممتلئة جداً، لذا سأمشي قليلاً.”

 

“حسناً، دعينا نمشي معاً. الوقت متأخر وقد يكون خطراً.”

 

لم تجد سبباً للرفض، فأومأت موافقة.

 

بعد مغادرة منزل لي دو جاي، فتحت بيك يون تطبيق الخريطة للتحقق من المسافة.

 

كانت حوالي 6 كيلومترات، أي حوالي ساعة ونصف بالمشي.

 

‘مسافة مناسبة لهضم الطعام.’

 

مشى الاثنان بهدوء لفترة طويلة.

 

بينما كانت بيك يون تنظر إلى مياه نهر هان السوداء دون هدف وهما يعبران الجسر، فتح لي دو جاي فمه فجأة.

 

“يا آنسة بيك.”

 

تحولت نظرة بيك يون، التي كانت مركزة على النهر، إليه ببطء.

 

نظرت إليه كما لو تقول “تحدث”، ففتح لي دو جاي فمه وهو يبدو غارقاً في التفكير.

 

“هل… فعلتُ شيئاً خاطئاً؟”

 

‘ما الذي يتحدث عنه الآن؟’

 

“لا، لماذا تعتقد ذلك؟”

 

عند سؤالها، أطلق لي دو جاي زفرة طويلة.

 

“أنتِ تبتسمين بلطف لإيون جاي، لكنكِ دائماً تظهرين وجهاً جاداً معي. تساءلتُ إذا كنتُ قد أغضبتكِ بشيء.”

 

بدا تعبيره جاداً للغاية.

 

‘هل هذا تمثيل أم أنه جاد؟’

 

كانت بيك يون تشعر دائماً بشيء غريب في سلوك لي دو جاي.

 

كأنه يتعمد إخفاء نفسه.

 

بعد تفكير قصير، بدلاً من الرد على كلامه، أثارت بيك يون موضوعاً آخر.

 

“أيها الأستاذ، بخصوص قدرة إيون جاي على رؤية العالم.”

 

“مرة أخرى تتحدثين عن إيون جاي؟”

 

بدا لي دو-جاي محبطاً قليلاً، لكن بيك يون تجاهلت ذلك وأدارت رأسها.

 

“ليس بالضرورة عن إيون جاي، بل إنه رد على سؤالك.”

 

أخذت نفساً عميقاً وتابعت:

 

“يقولون إن قدرته تتيح له رؤية الأحداث الكبيرة التي ستحدث في العالم مسبقاً. اسأله مرة. كيف سيكون حال هذا العالم قريبًا.”

 

“ما الذي تعنينه… هل هذا رد؟”

 

“نعم.”

 

تغير تعبير لي دو جاي بشكل غريب.

 

‘أليس هذا وكأنها تعرف بالضبط ما سيحدث في المستقبل؟’

 

‘لماذا؟ كيف يمكن أن يكون ذلك ممكناً؟’

 

‘والأهم من ذلك، إذا كان ذلك صحيحاً، فكيف يظهر هو في المستقبل الذي تعرفه حتى تظهر بهذا التعبير المظلم؟’

 

‘هل تحاول اختباري؟’

 

نظر لي دو جاي إليها للحظة كما لو كان يحاول قراءة تعبيرها، ثم ابتسم بحزن.

 

كان هناك دائماً الكثير من الأشخاص الذين يرغبون في الاقتراب منه.

 

الثروة والقدرات التي وُلد بها. بعد أن فقد والديه، اللذين كانا يديران شركة ناجحة، في بوابة، حصل بأعجوبة على قدرة استيقاظ من الدرجة S.

 

بفضل إرثه الوفير وقدراته الاستثنائية، كان من الطبيعي أن يتجمع الناس حوله.

 

كان يرى بوضوح دوافع الأشخاص الذين يقتربون منه، وكان ذلك دائماً يشعره بالملل.

 

لكن هذه الفتاة الصغيرة أمامه لم تكن كذلك.

 

شعر لي دو جاي بالفضول والضيق في نفس الوقت تجاه بيك يون، التي لا تمنحه ثقتها بسهولة. وجد نفسه مضطرباً باستمرار بسببها، على الرغم من أنه لم يعرفها منذ وقت طويل.

 

استعاد رباطة جأشه وعاد إلى تعبيره المرتاح المعتاد.

 

“أنتِ بطريقة ما تبدين دائماً كلغز بالنسبة لي.”

 

‘لو سمع بيك دان هذا، لسخر مني قائلاً “هل تجمدت الألغاز حتي الموت؟”.’

 

لم تكن تقصد ذلك، لكنها أصبحت فجأة شخصية غامضة.

 

هزت بيك يون كتفيها، ونظرت إلى لي دو جاي، الذي لم يعد يسأل، ثم استمرت في المشي للأمام.

 

***

 

عندما عادت بيك يون إلى المنزل، أعدت الطعام لوالديها وبيك دان في اليوم التالي.

 

فأذرف والدها، بايك مون كي، دموع الإعجاب.

 

ضحكت العائلة بأكملها بسعادة على هذا المشهد.

 

“يا سان هي، منذ متى لم نأكل بطاطس مقلية؟ أنا لا أحلم، أليس كذلك؟”

 

تمتم بايك مون كي وهو يأكل البطاطس المقلية المكدسة على طاولة غرفة المعيشة.

 

“كف عن المبالغة. يون، لم تجهزي الكاتشب بعد، أليس كذلك؟ أمك ستصنع لكِ الكاتشب.”

 

“حقاً؟ هل تستطيعين صنعه؟”

 

“بالطبع! كنتُ أصنعه يدوياً في الماضي. إنه ليس صعباً، بل سهل للغاية!”

 

“رائع! لدينا الكثير من الطماطم في الحديقة، فاستخدميها كما تشائين!”

 

استلقت بيك يون، وهي مبتهجة، على سجادة غرفة المعيشة وتدحرجت بحماس.

 

كان من النادر أن تجتمع العائلة بأكملها للعشاء، لذا كان الجميع في غرفة المعيشة.

 

فجأة، دفع بيك دان، الجالس على أريكة غرفة المعيشة، بيك يون بقدمه برفق.

 

“يا فستقة، متى سنذهب إلى المتجر؟”

 

“أبعد قدمك.”

 

رفعت بيك يون قبضتها وضربت ظهر قدمه بقوة.

 

ضحك بيك دان، وكأن ذلك لم يؤلمه، وسخر من قبضتها الناعمة.

 

“إذا لم يكن لديكِ شيء غداً، ماذا عن الذهاب غداً؟”

 

كان الغد عطلة نهاية الأسبوع.

 

لكن بالنسبة لبيك يون، التي ليس لديها أصدقاء، لم يكن هناك مواعيد.

 

“حسناً، لنذهب غداً.”

 

“الغداء توكبوكي؟”

 

“يا إلهي، رائع! موافقة!”

 

ضحك بيك دان مرة أخرى عندما رأى عينيها تتسعان بحماس.

 

بعد ذلك، شاهدت بيك يون التلفاز مع عائلتها في غرفة المعيشة، ثم عادت إلى غرفتها.

 

“همم، ربما حان الوقت لتصفح متجر البذور.”

 

[يوبخكِ كوكبكِ ‘قاضي الموتى’ قائلاً إنه أعطاكِ المكافآت منذ زمن، وتتحققين منها الآن فقط؟]

 

“هذا قراري. توقف عن التذمر.”

 

فتحت بيك يون متجر البذور، وهي تخرج لسانها قليلًا.

 

أذهلتها البيئة المنظمة جيداً في المتجر.

 

بذور الحبوب، بذور الفاصوليا، بذور الخضروات، بذور الفواكه، بذور الأشجار… كان من الصعب العثور على شيء غير موجود.

 

“واو… هذا مذهل.”

 

لم تكن المشكلة فقط في تنوع البذور، بل كانت بذور المحاصيل المنقرضة تظهر باستمرار.

 

[يصيح كوكبكِ ‘قاضي الموتى’، وهو يضرب صدره، إن جميع البذور في المتجر اختارها بنفسه، لذا الجودة مضمونة.]

 

“ما هويتك بالضبط، يا أوبا جك-سيم؟”

 

‘لا يمكن أن يكون نظام متجر البذور من صنعه أيضاً، أليس كذلك؟’

 

نظرت بيك يون إلى متجر البذور بشكوك، لكن لم يأتِ رد من الكوكب.

 

“همم، هناك الكثير، لا أعرف ماذا أشتري.”

 

عندما تمتمت بيك يون، تغير ترتيب متجر البذور فجأة.

 

قائمة البذور الموصى بها

 

1. بذور القمح (9 عملات لكل 1 كجم) (كجم اختصار كيلوجرام) 

2. بذور الأرز (10 عملات لكل 1 كجم)  

3. بذور الفاصوليا البيضاء (8 عملات لكل 1 كجم)  

4. بذور الذرة (12 عملة لكل 1 كجم)  

5. بذور البطاطس الحلوة (14 عملة لكل 1 كجم)  

6. بذور الملفوف (9 عملات لكل 1 كجم)  

7. بذور الفجل (8 عملات لكل 1 كجم)  

8. بذور الثوم (10 عملات لكل 1 كجم)  

9. بذور البصل (10 عملات لكل 1 كجم)  

10. بذور البصل الأخضر (10 عملات لكل 1 كجم)  

 

.  

.  

.  

 

★موصى به بشدة★$عرض خاص محدود!  

☞ منجل خفيف الوزن للغاية★فقط 399 عملة!  

عرض محدود★لا تفكر كثيراً، سينفد المخزون♥  

 

“منجل… هل أشتريه؟ يبدو خفيف الوزن مغرياً.”  

 

‘لكن لدي شعور أنني قد أُخدع…’  

 

بعد تفكير، اشترت بيك يون المنجل و100 كجم من كل نوع من البذور من 1 إلى 10.  

 

كانت تملك الكثير من العملات بفضل بيك دان الذي اشترى البطاطس مقابل 589,191 عملة في المرة السابقة.  

 

“أوه، سأملأ مخزني أولاً.”  

 

ذهبت البذور والمنجل المشتراة مباشرة إلى مخزونها.  

 

على الرغم من أنها لم تزرعها بعد، شعرت بيك يون بالامتلاء بالفعل.  

 

استلقت على سريرها ودخلت إلى سوق الصيادين.  

 

كانت تخطط لبيع البطاطس هذه المرة.  

 

على الرغم من أن الحماس للخس لم يهدأ بعد، كان هذا ضرورياً لخططها المستقبلية.  

 

“كم يجب أن أعرضها؟”  

 

‘إذا كانت البطاطس الحلوة المشابهة تُباع بحوالي 200,000 وون للكيلوغرام الواحد… هل 200 عملة مناسب؟’  

 

“لا، إنها محصول منقرض، ربما يجب أن أرفع السعر قليلاً؟”  

 

أمسكت بيك يون رأسها وفكرت للحظة.  

 

‘على أي حال، إذا نجح آخرون في زراعتها، سينخفض السعر حتماً.’  

 

لكن حتى لو حدث ذلك، لن يتمكنوا من إنتاج محاصيل ذات تأثيرات مثلها.  

 

‘إذن، لا بأس بوضع بعض التمييز.’  

 

أومأت بيك يون وتحركت يدها ببطء على لوحة الهولوغرام.  

 

المنتج: بطاطس  

السعر: 40 عملة لكل 1 كجم  

 

هل ترغبين في تسجيل العنصر؟ 

 

نعم│لا  

 

ضغطت على “نعم”، وبعد وقت قصير.  

 

كانت قد سجلت 100 كجم من البطاطس.  

 

استغرق بيع الكمية بالكامل 5 ثوانٍ فقط.  

 

[تم بيع 15 * 1 كجم من البطاطس.]  

[تم بيع 50 * 1 كجم من البطاطس.]  

[تم بيع 35 * 1 كجم من البطاطس.]  

[تم بيع جميع العناصر المسجلة.]  

 

“واو، ماذا…”  

 

‘هل سجلتها بسعر رخيص جداً؟ هل يُباع بهذه السرعة؟’  

 

شعرت بيك يون بالذهول، هزت كتفيها وأغلقت عينيها.  

 

‘لا يمكن فعل شيء الآن.’  

 

‘لقد بيعت، فلأذهب للنوم.’  

 

***

 

في اليوم التالي، استيقظت بيك يون مبكراً، شربت كوباً من الماء البارد، ونزلت إلى الطابق الأول.  

 

بينما كانت تتجه نحو الباب لجمع الطماطم الجديدة، توقفت عند سماع صوت من التلفاز.  

 

[…تسبب تأثير المحصول المنقرض “البطاطس”، الذي ظهر في سوق الصيادين الليلة الماضية، في موجة عالمية. تم تأكيد البطاطس كثاني محصول ذي تأثير بعد “الخس”، وهي مفيدة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب…]  

 

‘أوه، أليس هذا عن بطاطسي؟ هل وصلت إلى الأخبار بهذه السرعة؟’  

 

رفعت بيك يون أذنيها واستدارت.  

 

[…خاصة أن طلبات إنشاء معرفات في سوق الصيادين من مرضى القلب في جميع أنحاء العالم تتدفق بكثافة. السلطات في حالة استثنائية…]  

 

“يا إلهي… يا فستقة، لقد أصبحتِ شخصية عظيمة!”  

 

استدار بيك دان، الجالس على الأريكة ويشاهد التلفاز، وابتسم ابتسامة عريضة.