الفصل 19 

 

“بيك يون!” 

 

خرج لي إيون جاي من خلف لي دو جاي، متوتر، واندفع إلى الأمام. 

 

“أه… مرحبًا؟” 

 

“كيف تشعرين الآن؟ هل أصبحتِ أفضل؟” 

 

كانت مغطاة بالبطانية حتى عنقها، لذا لم يكن هناك ما يُرى، لكن لي إيون جاي كان يدير رأسه هنا وهناك، يراقب بيك يون. 

 

“أنا بخير، لذا اهدئ قليلاً.” 

 

سحبت بيك يون يدها التي كانت تتحرك تحت البطانية وضربت كتف لي إيون جاي برفق. ارتجف لي إيون جاي قليلاً وتراجع إلى الوراء. 

 

“واو. يبدو أنك لا ترى سوى فستق.” 

 

نظر بيك دان، الذي كان جالسًا على الكرسي، إلى لي إيون جاي من الأعلى إلى الأسفل. وعندما أدرك لي إيون جاي وجوده، انحنى برأسه قليلاً. 

 

“مرحبًا. أنا لي إيون جاي.” 

 

“لا داعي للتعارف، بما أن حالتها ليست جيدة، قول ما لديك بسرعة.” 

 

“ماذا تقول؟ أنا بخير.” 

 

بينما كان بيك دان يتجاهل حالتها الصحية، اقترب لي دو جاي ووقف بجانب لي إيون جاي. 

 

عندما رأيت الأخوين يقفان جنبًا إلى جنب، شعرت فجأة أن الأجواء مختلفة تمامًا. 

 

كان ملامحهم متشابهة، لكن من المدهش كيف يمكن أن يكونا مختلفين إلى هذا الحد. 

 

“سمعتُ القصة من لي إيون جاي. شكرًا لك.” 

 

انحنى لي دو جاي بتهذيب، مختلفًا عن المرة التي رأيته فيها في الفصل أو في مطعم الوجبات التقليدية. 

 

“كان الأمر غير متوقع، لكن على أي حال، كان يجب أن أفعله.” 

 

بينما كانت بيك يون تتحدث بشكل غير مباشر عن العقد الذي أبرمته معه، ضحك بيك دان بسخرية. 

 

“هل تتحدثين عن الأمر الذي أبرمته مع ذلك الشخص؟” 

 

“ذلك الشخص… كيف عرفتَ ذلك؟” 

 

“كيف يمكنني أن أعرف؟” 

 

أشار بيك دان برأسه نحو لي دو جاي. 

 

‘خائن…’ 

 

بينما كانت بيك يون تنظر إلى لي دو جاي بنظرة لوم، ابتسم لي دو جاي. 

 

“كان يتصرف وكأنه سيقطع رقبتي بريح باردة في أي لحظة، لذا لم أستطع إلا أن أتحدث. يرجى التفهم أنني لم أكشف عن تفاصيل العقد.” 

 

“لدي الكثير لأقوله، لكنني سأتحمل لأنكِ مريضة، يا فستق.” 

 

‘أنا لست مريضة…’ 

 

في الحقيقة، كانت بيك يون قد ارتدت خاتم مناعة ضد السم كإجراء احتياطي، لذا لم تكن قلقة كثيرًا. 

 

“لكن، أليس لدينا حديث خاص بيننا؟” 

 

“حديث؟” 

 

“لم تقيدي فمي بعد.” 

 

آه! تتحدث عن عقد الحظر. 

 

كان من المفترض أن أبرم عقد الحظر قبل زيارة لي إيون جاي في المستشفى، لكن بسبب الحادث غير المتوقع، أنقذت لي إيون جاي أولاً. 

 

بما أن تأثير البطاطس لا تستمر سوى أسبوع واحد، فمن المؤكد أن سيبحث عنها بشكل دوري على أي حال، لكن كان من المفاجئ أنه هو من بادر بالحديث. 

 

‘ظننت أنه سيلتزم الصمت تمامًا.’ 

 

“ماذا تقول؟ هل هناك شيء آخر لم تخبرني به؟” 

 

“أنت لست الطرف المتعاقد معي، فهل هناك سبب يدفعني لأخبرك؟ ولماذا تتحدث بغير رسمية؟” 

 

‘كما هو متوقع، إنه قوي الإرادة.’ 

 

كان بيك دان يحدق به وكأنه يريد قتله، لكن بدا أنه لم يتأثر على الإطلاق. 

 

“أنت…! هل كنت تعتقد  أنني سأعاملك بشكل جيد بعد أن وضعت أختي في خطر؟” 

 

“بيك دان، اهدأ. يجب أن تتحدث بوضوح. لم يضعني الأستاذ في خطر، بل ظهرت بوابة في المكان الذي كنت فيه.” 

 

“لذا، لو لم تتفقي مع ذلك الشخص، لما تعرضتِ للأذى هكذا!” 

 

“لا بأس. أنا الآن بخير أمام عينيكِ. لذا لا داعي للشعور بالذنب.” 

 

ربما كان بيك دان يريد أن يلوم أي شخص لأنه لم يتمكن من إنقاذها. 

 

عندما تحدثت بيك يون بصوت هادئ، بدأ الغضب يتلاشى قليلاً. 

 

“…عندما رأيتكِ تخرجين منهارة، شعرت وكأن العالم قد انتهى. لا أريد أن أختبر ذلك مرة أخرى.” 

 

أعرف. لقد شعرت بالجنون عندما رأيتك تموت في الشظايا. 

 

أخفت بيك يون ابتسامة مريرة وأخبرت بيك دان. 

 

“سأكون أكثر حذرًا في المستقبل. عندما أخرج، دعنا نذهب إلى المتجر. سأفعل ما تريد.” 

 

“حقًا؟” 

 

“نعم. لذا، اخرج الآن. لدي حديث مع الأستاذ.” 

 

“لا يمكن.” 

 

“لقد قلتُ لك ألا تكون مفرط الحماية. لا تتصرف مثل المهووس بأخته. هل ستخرج أم لا؟” 

 

“……” 

 

بد بيك دان متوتر، حيث كان يمسح وجهه وينظر بين بيك يون ولي دو جاي. 

 

ثم تنهد بعمق ووقف من مكانه. 

 

“سأعطيك 30 دقيقة. سأكون خارج الباب، لذا لا تفكر في فعل أي شيء غريب.” 

 

“لا أستطيع أن أفعل شيئًا غريبًا تجاه من أنقذ أخي.” 

 

بدا أن بيك دان قد تشوه وجهه بسبب ابتسامة لي دو جاي وهو يغادر غرفة المستشفى. 

 

“لي إيون جاي، عليك الخروج.” 

 

“لكن، أخي….” 

 

“أسرع.” 

 

نظر لي إيونزجاي إلى بيك يون بتعبير يبدو أنه يريد قول الكثير، لكنه استدار بصمت وغادر غرفة المستشفى. 

 

عندما بقي لي دو جاي وحده، ساد الصمت. 

 

وضع باقة الزهور التي أحضرها على الطاولة وجلس على الكرسي. 

 

“أنتِ حقًا بطلة الخس، أليس كذلك؟” 

 

قال لي دو جاي بابتسامة غريبة. 

 

“لم أكن أعلم أنني سأُدعى بهذا الاسم.” 

 

عندما أجابت بيك يون وهي تخدش مؤخرة رأسها، ضحك لي دو جاي بخفة. 

 

“كنتُ فضولياً حول كيفية شفاء لي إيون جاي، وكانت طريقتكِ حقًا مبتكرة.” 

 

على الرغم من أنها تعرضت للإصابة أثناء وجودها مع لي إيون جاي في الزنزانة، إلا أن هذا كان مريحًا. 

 

‘لا أحتاج إلى شرح ذلك.’ 

 

“ليست الطريقة المثالية. التأثير يستمر لمدة أسبوع واحد فقط، لذا سيتعين عليه تناول البطاطس بشكل دوري.” 

 

“إذا كان سيتحسن، فما المشكلة في ذلك؟ شكرًا لك.” 

 

انحنى لي دو جاي مرة أخرى. 

 

“لقد انتهت التحيات الآن. على أي حال، إنه عقد.” 

 

“نعم، عقد.” 

 

ضرب لي دو جاي الطاولة بأصابعه الطويلة، ثم نظر إليها بتركيز. 

 

“لكن، آنسة يون. هل كان ذلك عقدًا يستحق المخاطرة بحياتك؟” 

 

“……؟” 

 

“سمعتُ من لي إيون جاي. أنكِ تعرضتِ لهجوم من الوحش أثناء محاولتكِ إنقاذه.” 

 

“آه، ذلك لأنني ارتديت خاتم مناعة ضد السم…” 

 

“عندما سمعت ذلك، شعرت بمشاعر متناقضة. أشكركِ… لكن لماذا أشعر بالضيق في جزء من قلبي؟”

ـ-م-لانك بدت تحبها-ـ 

 

“……” 

 

“آمل ألا يحدث ذلك مرة أخرى، لكن إذا حدث نفس الموقف مرة أخرى، أريدكِ أن تتجنبي ذلك.” 

 

“حتى لو كانت أخيكِ في خطر؟” 

 

“سأحمي أخي.” 

 

تغيرت نظرة لي دو جاي، وأصبح صوته أكثر حزمًا. بينما كان يحدق بها حتى تجيب، أومأت بيك يون برأسها. 

 

“حسنًا.” 

 

هذه المرة، كان الأمر بسبب المهمة. أنا أيضًا أعلم أن حياتي ثمينة. 

 

[هل حقًا كان الأمر بسبب المهمة؟ كوكبة ‘قاضي الموتى’ تبتسم بشكل غريب.] 

 

اصمت. إذا لم تكن لديك مهارة هجومية، فلا تتحدث بأشياء غريبة. 

 

بعد لحظة، أخرج لي دو جاي شيئًا من مخزونه. عندما أمالت بيك يون رأسها لتفحصه، كان عقد الحظر. 

 

“لقد كتبتُ محتوى العقد مسبقًا. إذا وافقتِ، سأفعله على الفور.” 

 

عقد الحظر 

 

1. يوافق الطرف الثاني، لي دوىجاي، على عقد الحظر مع الطرف الأول، بيك يون. 

 

2. إذا أفشى الطرف الثاني محتوى العقد خلال فترة العقد، سيتم تطبيق صدمة سحرية على دماغه وفقًا لمحتوى العقد. 

 

. 

 

. 

 

. 

 

10. لا يمكن إلغاء هذا العقد إذا لم يرغب الطرف الأول، بيك يون، في ذلك، وسيظل ساري المفعول حتى بعد وفاة الطرف الأول. 

 

كانت محتويات العقد الذي قدمه مثالية بلا أي إضافات. كان عقدًا مكتوبًا بدقة لصالح بيك يون. 

 

“هل هذا مقبول؟” 

 

كان هناك بند ينص على أنه لا يمكن إلغاء العقد إذا لم ترغب بيك يون، وأنه سيظل ساريًا حتى بعد وفاتها. 

 

عندما نظرت بيك يون إلى لي دو جاي بتعبير مفاجئ، ابتسم هو بلطف. 

 

“لا يهم. لم أكن أنوي إفشاء سركِ منذ البداية.” 

 

“حسنًا. يمكنك المتابعة.” 

 

“حسنًا.” 

 

وضع لي دو جاي يده على عقد الحظر وضخ الطاقة السحرية فيه. ارتفعت حروف غير مفهومة في الهواء وكأنها تتراقص. 

 

ثم جاء دور بيك يون. عندما أضافت كمية ضئيلة من طاقتها السحرية إلى العقد، تزينت جبهة لي دو جاي بنقوش ذهبية. 

 

ستظل تلك النقوش في رأسه إلى الأبد، وإذا أفشى محتوى العقد، ستخنقه. 

 

تكونت هالة من الضوء وشكلت حروفًا متنوعة، ثم اختفت في العقد. 

 

‘هكذا يتم إبرام العقد.’ 

 

عقد الحظر هو عقد يمكن إبرامه فقط بين المستيقظين. لذا، لم يكن أمامها خيار سوى رؤيته لأول مرة. 

 

“كيف تشعر؟ كيف يبدو شعورك بعد إبرام العقد؟” 

 

“أشعر بشيء من الضيق. لكن، ليس سيئًا للغاية.” 

 

على الرغم من أنه كان تحت تأثير العقد، بدا أن تعبير لي دو جاي لا يزال هادئًا بشكل غريب. هل هذه سمة من سمات الأشخاص الذين يتمتعون بالهدوء دائمًا؟ 

 

“إذا كنت بحاجة إلى عقد حظر مع لي إيون جاي، فلا تترددي في إخباري.” 

 

هزت بيك يون رأسها. 

 

“لا، لا أحتاج. لقد شاركنا الأسرار بالفعل. إذا أراد أخوك أن يستمر في الحصول على البطاطس مني، فلن يتحدث بشكل عشوائي في أي مكان. لكن، لا يزال يجب أن يراقبه الأستاذ.” 

 

“هاها. حسنًا. الآن بعد أن أتممنا عقد الحظر، هل يتبقى لنا موعد فقط؟” 

 

“موعد؟ اعتبره درسًا خصوصيًا فرديًا.” 

 

عندما تحدثت إليه بجدية بعد أن عاد إلى تصرفاته الماكرة، ضحك لي دو جاي مرة أخرى. 

 

في تلك اللحظة، انفتح باب غرفة المستشفى فجأة. 

 

“هل لم تنتهِ بعد من الحديث؟” 

 

“يبدو أنكِ شبح. لقد انتهينا للتو.” 

 

دخل بيك دان إلى الغرفة بخطوات سريعة، بتعبير ساخر. نظر لي دو جاي إلى بيك دان الذي بدا غير مرتاح، ثم عاد بنظره إلى بيك يون. 

 

“حسنًا، سأذهب الآن. نلتقي مرة أخرى في المرة القادمة.” 

 

“نعم. احرص على العودة بأمان.” 

 

ابتسم لي دو جاي وهو يلتفت ويغادر الغرفة. 

 

في تلك اللحظة، ركض لي إيون جاي، الذي كان واقف في الخلف متردد، نحو بيك يون وقدمت لها ورقة.