الفصل 17 

 

“ما هذا… بالضبط؟ كيف يمكن لمحصول منقرض أن يحمل مثل هذا التأثير…؟” 

 

نظر لي إيون جاي بعينين مرتعشتين، يتناوب بين النظر إلى بيك يون والبطاطس. 

 

بما أنه مستيقظ، فمن المحتمل أنه رأى نافذة النظام. 

 

“إنه تأثير تعزيزي للبطاطس. لكنه يستمر لمدة أسبوع واحد فقط.” 

 

قالت بيك يون ذلك وهي تتحقق سرًا من معلومات البطاطس. 

 

[وصف العنصر 

 

الاسم: بطاطس مسلوقة

الدرجة: S

الوصف: بطاطس طازجة تم حصادها للتو وتم سلقها لتصبح ألذ. عند تناولها، يصبح القلب قويًا ونشطًا لمدة أسبوع.] 

 

أصبح تعبير لي إيون جاي مشوشًا. كان وجهه يعبر عن عدم التصديق حتى بعد تجربته بنفسه. 

 

“كيف يمكن أن يحدث هذا…! هل هذه قدرتكِ؟” 

 

“نعم، شيء من هذا القبيل.” 

 

لم يتمكن من التحدث لفترة. مرت مشاعر الارتباك والامتنان والدهشة والرهبة على وجهه بالتتابع. 

 

بعد أن نظر إلى البطاطس لفترة طويلة بتعبير مفعم بالعاطفة، تمتم لي إيون جاي بهدوء. 

 

“لقد أنقذتِ حياتي مرتين. هل هذا مصير؟” 

 

تجاهلت بيك يون حديث لي إيون جاي عن المصير وفرحت بفكرة أخرى. 

 

‘يبدو أن تأثير البطاطس فعال!’ 

 

يا إلهي. إذا كان الأمر كذلك، ألستُ مذهلة حقًا؟ أنا مثل صيدلية طبيعية متنقلة، هذا رائع! 

 

بينما كانت تهنئ نفسها وتشعر بالفخر، سألها لي إيون جاي. 

 

“لذلك، يجب أن نخرج من هنا أحياء بأي ثمن. هل لديكِ درع حماية أو إكسسوارات؟” 

 

“لا، ليس لدي. وأنتَ؟” 

 

“لدي خاتمان للحماية الجسدية. سأعطيكِ واحدًا.” 

 

“شكرًا لك!” 

 

لم ترفض بيك يون وأخذته على الفور. أمام مسألة الحياة، لم تكن لديها نية للتظاهر بالرفض بدافع الكياسة. 

 

فتح لي إيون جاي فمه بتعبير محرج قليلاً. 

 

“هل نتعرف على بعضنا بشكل رسمي؟ من المزعج أن أستمر في مناداتكِ بـ ‘أنتِ’.” 

 

“أنا بيك يون.” 

 

مدت بيك يون يدها لمصافحته. نظر لي إيون جاي إلى يدها للحظة، ثم ابتسم بخفة وأجاب. 

 

“أنا لي إيون جاي.” 

 

كانت يد لي إيون جاي، على عكس يد لي دو جاي، باردة عندما صافحته. أفلت يده ببطء وتحدث. 

 

“بقي 10 دقائق فقط. هل نشتري بعض الجرعات أو معدات الحماية من سوق الصيادين قبل أن نتحرك؟” 

 

“لنفعل ذلك.” 

 

وافقت بيك يون على اقتراح لي إيون جاي، وبينما كانت تتصفح سوق الصيادين، رفعت رأسها فجأة. 

 

‘بيك دان يجب أن يكون على علم بهذا الوضع الآن، أليس كذلك؟’ 

 

لديها حاليًا 6500 عملة فقط. مبلغ غير كافٍ تمامًا لشراء أسلحة أو معدات حماية. 

 

بعد تفكير قصير، سجلت بيك يون البطاطس في سوق الصيادين. 

 

[المنتج: بطاطس

السعر: 589,191 عملة لكل واحدة 

 

هل ترغبين في تسجيل العنصر؟

نعم│لا] 

 

ضغطت بيك يون على ‘نعم’ وتحققت من ساعتها. بقي 8 دقائق فقط. 

 

إذا كان الأمر يتعلق ببيك دان، فمن المؤكد أنه سيفهم نيتها. 

 

∞∞∞ 

 

في مقهى لين في سينشون، التقى بيك دان بلي دو جاي واستمع إلى كل التفاصيل. 

 

إذن، أختي أبرمت عقدًا مع هذا الشخص. 

 

“أنا آسف لما حدث. لم أكن أعلم أن بيك يون ستكون هناك تنتظر مسبقًا.” 

 

“لا بأس، هل لدى أخيكَ معدات حماية كافية؟” 

 

“لقد اشتريتُ له الكثير، لكن لا أعرف إذا كان يحملها معه.” 

 

“أختي، اللعنة، ليس لديها شيء على الأرجح… آه.” 

 

ندم بيك دان بشدة على عدم شراء معدات حماية وأسلحة لها مسبقًا على الرغم من علمه بأنها مستيقظة. 

 

كان يجب أن يذهب للبحث عن بطاقة المستيقظ الخاصة بها ويأخذها إلى متجر كبير منذ البداية. 

 

بما أن بإمكانها الوصول إلى سوق الصيادين من داخل الزنزانة، كان يأمل أن تشتري شيئًا باستخدام العملات التي حصلت عليها من بيع الخس، بينما كان يلوم نفسه بوجه مليء بالندم. 

 

فجأة، خطرت له فكرة. 

 

‘صحيح، سوق الصيادين!’ 

 

“إذا كان لي إيون جاي يحمل شيئًا، فمن المحتمل أن يشاركه، لذا لا داعي للقلق كثيرًا…” 

 

“انتظر. لحظة فقط.” 

 

قاطع بيك دان كلام لي دو جاي واتصل بسوق الصيادين. بعد البحث في المنتجات، وجد ما كان يبحث عنه أخيرًا وضحك بخفة. 

 

“يا لها من فكرة ذكية، يا أختي الصغيرة.” 

 

كما توقع بيك دان، كانت بيك يون قد أرسلت له رسالة. 

 

بطاطس واحدة بـ 589,191 عملة. 

 

حتى لو كان محصولًا منقرضًا، لا يوجد شخص مجنون ليشتري بمبلغ كهذا. المعنى واضح، على الأرجح “أخي، أنقذني”. 

 

‘يبدو أنها تطلب الإنقاذ بالمال.’ 

 

دون تردد، اشترى بيك دان البطاطس بـ 589,191 عملة. 

 

بالعملة الكورية، كان ذلك مبلغًا يقارب 600 مليون وون. 

 

“في هذا الوضع، كل ما يمكنني فعله هو تقديم الدعم المادي والمعنوي بهذه الطريقة.” 

 

“عمَّ تتحدث؟” 

 

سأل لي دو جاي بتعبير متعجب. لم يجب بيك دان، بل استمر في التحديق بسوق الصيادين. 

 

بعد انتظار قصير، ظهرت بطاطس أخرى للبيع. 

 

هذه المرة، بسعر 1,472,230 عملة. 

 

عندما كانا صغيرين، كان بيك دان وبيك يون فضوليين بشأن الرموز السرية، فكانا يتحدثان باستخدام الأرقام. 

 

فك بيك دان الرمز على الفور وتنهد بارتياح. 

 

1,472,230 تعني كل شيء على ما يرام، لا مشاكل. 

 

“يبدو أن أختي وأخيكَ بخير الآن.” 

 

يتمنى فقط أن يظلوا بخير حتى النهاية. 

 

نظر بيك دان إلى البوابة بقلب يغلي من القلق. 

 

∞∞∞ 

 

قبل 3 دقائق فقط من اختفاء حدود المنطقة الآمنة، بيعت البطاطس التي سجلتها بيك يون في سوق الصيادين. 

 

“آه، كنتُ متوترة للغاية.” 

 

لكن بفضل بيك دان الذي لم يتأخر، تمكنت بيك يون من شراء أسلحة ومعدات حماية وجرعات من سوق الصيادين. 

 

بما أن الوحوش قد تظهر في أي وقت بعد دخول الزنزانة، كان من الأفضل تجهيز كل شيء أثناء وجودها في المنطقة الآمنة. 

 

‘لا يمكنني استخدام سوق الصيادين بهدوء داخل الزنزانة.’ 

 

بعد أن اشترت ما يكفي، وزعت بعض المعدات على لي إيون جاي، وفي الوقت المناسب، انهار حاجز المنطقة الآمنة. 

 

وهكذا، خطا الاثنان خطوتهما الأولى في الزنزانة التي بدأت الوحوش تتدفق منها. 

 

عندما اختفى الحاجز الغامض للمنطقة الآمنة، كان أول ما شعروا به رائحة كريهة لا يمكن وصفها. 

 

“آه. ما هذه الرائحة؟” 

 

لم تكن هناك وحوش مرئية، لكن الزنزانة كانت مليئة برائحة حامضة لدرجة أنها تسبب تخدير الأنف. عبست بيك يون تلقائيًا. 

 

‘رائحة حلوة وحامضة في آن واحد. ما هذا المزيج؟’ 

 

وعلاوة على ذلك، كانت الأرض التي يقفون عليها لزجة، مما جعل الشعور غير مريح على الإطلاق. 

 

كانت أجواء الزنزانة مظلمة بشكل عام، ولم يكن هناك شيء مرئي حولهم، فقط فراغ واسع. 

 

“ما هذا المكان بالضبط؟” 

 

“الإحساس تحت قدمي… كأنني عالق في مستنقع.” 

 

عندما رفعت رأسها لتنظر إلى السماء، رأت غشاءً أصفر باهتًا وغير شفاف يحيط بالمكان. 

 

يبدو أنها ليست زنزانة في الهواء الطلق، بل زنزانة داخلية محصورة. 

 

‘ما هذا الإحساس تحت قدمي؟ إنه مقزز حقًا…’ 

 

عبست وهي تتقدم إلى الأمام، عندما سمعت صوت طنين قادم من مكان ما. 

 

توقفت بيك يون فجأة، متفاجئة، ووضعت لي إيون جاي خلفها. أمسكت بقوة بالمنجل ( سيف يُعرف بسكين قطع الأشجار أو سيف الغابة)  الذي اشترته من سوق الصيادين. 

 

“انتظر لحظة. ألا تسمع صوتًا قادمًا من مكان ما؟” 

 

“…أسمعه. يبدو كصوت حشرة تطير.” 

 

أجاب لي إيون جاي بصوت متصلب، وجهه شاحب قليلاً. 

 

“آه، أكره الحشرات بشدة.” 

 

أمسكت بيك يون بالمنجل بقوة في يد واحدة ونظرت حولها بتعبير متوتر. 

 

كانت الزنزانة التي يقفان فيها ذات هيكل غريب بعض الشيء، وعند النظر عن كثب، بدت كمكعب. 

 

مكان لزج ومظلم ينبعث منه رائحة حامضة. 

 

شعرت بإحساس مشؤوم يمر عبر ظهرها. 

 

“يبدو أن هذه الجدران ضعيفة بعض الشيء. إذا حاولنا، قد نتمكن من كسرها والتحرك.” 

 

قال لي إيون جاي وهو يوقف بيك يون. عندما لوح بالمنجل بخفة، بدأت الشقوق تظهر على الجدار بالفعل. 

 

“لا يمكن أن يكون علينا صنع مخرج بهذه الطريقة، أليس كذلك؟” 

 

“يبدو أن هذا هو الحال. لم أرَ أي مخرج آخر منذ قليل…” 

 

نقرت بيك يون بلسانها ولوحت بالمنجل بقوة. 

 

آه، لو كنتُ أعلم أن الأمر سيكون هكذا، لكنتُ اشتريتُ فأسًا. 

 

بينما كانت تفكر في شراء فأس الآن، زاد صوت الطنين فجأة، حتى أصبح يؤلم أذنيها، وبعد لحظة، أظلمت المنطقة التي كانا يقفان فيها. 

 

توقفت يدها التي كانت تلوح بالمنجل. رفعت بيك يون رأسها تلقائيًا إلى السماء، حيث رأت شيئًا يطير. 

 

‘…يا إلهي.’ 

 

إنه نحل. وأكبر من حجم الإنسان بضعفين…! 

 

نظر لي إيون جاي إلى السماء مثل بيك يون، وشحب وجهه تمامًا. 

 

“اسمع، يا لي إيون جاي.” 

 

“…نعم؟” 

 

“اركض!” 

 

منذ تلك اللحظة، بدأ الاثنان في تكسير الجدران والفرار من النحل بجنون. 

 

“لا! اللعنة! لماذا هم بهذه السرعة!” 

 

حتى لو كانا مستيقظين، فهما أقوى من الأشخاص العاديين، لذا في لحظة الأزمة، تمكنا من تكسير الجدران بسرعة. 

 

لكن ما الفائدة من ذلك؟ 

 

‘هذا الشيء يطاردنا بأجنحته بسرعة!’ 

 

كان يطاردهما بقرب شديد، كما لو كان يضع إبرة في مؤخرتهما، وشعرت بالرعب الشديد. 

 

“آآآه! أين نهاية هذا المكان بالضبط!” 

 

“احذري، يا بيك يون! يبدو أننا نتوغل أكثر إلى الداخل!” 

 

مع صيحة لي إيون جاي، كسروا جدارًا آخر، ليجدوا نحلة ضخمة تمتص شيئًا ما بداخله، ثم استدارت نحوهما. 

 

كانت ملكة النحل. 

 

“آه، يا إلهي. من بين كل الأماكن، لماذا وصلنا إلى غرفة الملكة…؟” 

 

لم يكن بإمكانهما الاستدارة والذهاب إلى مكان آخر. خلفهما مباشرة، كان هناك نحلة عملاقة أكبر من الإنسان تتربص بهما. 

 

محاصرون من كل الجهات. هل هناك تعبير أدق من هذا؟ 

 

ارتجفت يدها التي تمسك بالمنجل. 

 

“يبدو أننا في ورطة، هاها…” 

 

في تلك اللحظة. 

 

أصدرت ملكة النحل، التي كانت تتناول الهلام الملكي، صوتًا غريبًا باتجاههما. 

 

عندها، بدأت نحلات عملاقة تظهر من كل مكان، تصدر أصوات طنين وتتجمع نحوهما. 

 

“لي إيون جاي، هل لديكَ مهارات أخرى غير العالم الداخلي؟” 

 

“…لدي، لكنها ليست قدرة ستكون مفيدة كثيرًا في هذا الوضع.” 

 

‘أوبا جك-سيم! ساعدني بطريقة ما!’ 

 

كان عقل بيك يون مشوشًا تمامًا وهي تصرخ داخليًا. 

 

ثم، كمحاولة أخيرة يائسة، بدأت تطلق مهاراتها بشكل عشوائي. 

 

“آآآه! زراعة البذور! آه، لا! إنهاء زراعة البذور! حصاد!” 

 

 

[لا يمكن استخدام المهارة لعدم وجود مكان مناسب حول المستخدم.] 

 

“أي شيء ينفع! أي شيء! خدمة التنظيف!” 

 

[لا يمكن استخدام المهارة لعدم وجود مكان مناسب حول المستخدم.] 

 

“تنقية!” 

 

في اللحظة التي صرخت فيها وأغلقت عينيها بقوة، انبعث ضوء أبيض ساطع من يد بيك يون، مغطيًا سرب النحل الوحشي.