كلمات غير متوقعة أوقعتني في ذهول.

“استخدم… جيريمي؟”
“بالضبط. سأكون أكثر تصديقًا من أي أب خيالي. لقد رأى جلالته بالفعل ثلاثتنا.”
لكنه محق. سيكون جيريمي أفضل درع ضد شكوك رايموند. كحجة مؤيدة، رأى رايموند جيريمي وأنا في حفلة قبل 6 سنوات. ولكن هناك شيء واحد هنا. لن يدع رايموند جيريمي يفقد هذا التركيز أبدًا. لم تكن هناك حاجة لإشراكه على الإطلاق.
بينما كان ذهني مليئًا بالشكوك، واصل جيريمي بحزم.
“إيلي، لا تفكري في أي شيء آخر سوى سلامة كارلايل.”
“لا يزال عليّ الحضور غدًا…”

في اليوم التالي. توقفت عربة عائلة كروفت خارج القصر الإمبراطوري.
“سيدة كروفت.”
عندما غادرت العربة، اقترب مني خادم.
“قد الطريق.”
بدت نبرتي وكأنها تُحرج هذا الخادم. لذا تجمد للحظة، لكنه سرعان ما أظهر ابتسامة لطيفة وقال.
“جلالته ينتظركِ.”
رايموند ينتظرني… لا يوجد شيء فظيع في هذه الكلمات، لكنني كنتُ متوترة للغاية اليوم لدرجة أنني هززتُ رأسي على الفور. سيتعين علينا التحدث عن ابني. لا يمكنني قول كلمة إضافية، لا ينبغي أن تكون هناك أي ثغرات في قصتي. بكل تأكيد، لا يمكنني السماح له بمعرفة أن كارلايل كان ابن رايموند. هذا هو السبب الرئيسي وراء عيشي في الخارج خلال السنوات الست الماضية. لم أكن أريد أن أُغرق ابني في مذبحة تسمى صراع على السلطة.
“جلالتكَ، لقد وصلت السيدة كروفت.”
“دعها تدخل.”
رن صوت رايموند العميق.
فُتح باب المكتب. دخلتُ ببطء. أخفيتُ قلبي المرفرف قدر استطاعتي وأعددتُ مجاملات.
“مرحباً جلالة الإمبراطور، إمبراطورية الشمس.”
“ارفعي رأسكِ.”
بدا الصوت وكأنه يخرج مباشرة من حلقه، أقل بكثير من المعتاد. وهكذا وقف رايموند أمامي، وتحدث.
“لدي شيء لأخبركِ به.”
كانت عينا رايموند السوداوان أكثر قتامة من أي وقت مضى. لم تعدني المشاعر القوية في تلك العيون بأي شيء جيد.
نظرتُ إليه وقلتُ بهدوء.
“سأطيع أمركَ يا جلالتكَ. لكنني أطلب فقط أن يتم ذلك على انفراد.”
هل تعتقد أنني لا أعرف موضوع المحادثة؟
نظر إليّ رايموند لكنه لم يجب.
“ليغادر الجميع.”
غادر جميع الخدم والفرسان، وأغلق باب المكتب بإحكام.
“يبدو أنكِ رأيتيني بالأمس.”
.لم يكن من الصعب جمع اثنين زائد اثنين. بعد كل شيء، أرسلتُ رسالة بالأمس أطلب مقابلة. سيكون من الغريب أن أرغب فجأة في الدردشة مع زوجي السابق. وهذا بعد ما قلته له في المعبد.
“نعم. علمتُ بالأمس أن جلالته كان في منزلي.”
“هذا القصر ليس ملككِ حتى.”
“لا أعتقد ذلك. والطفل الذي رأيته جلالتكَ الإمبراطور هو ابني أيضًا.”
تغير وجه رايموند بشكل كبير.
“هذا حقًا طفلكِ. لم أُرد أن أُصدّق.”
قال رايموند، وهو يكبت اندفاعه بقوة.
كان الأمر كما لو أنني طعنته بخنجر في قلبه الآن.
“كارلايل ابني. وليس ابن جلالتكَ. طلبتُ مقابلة لتوضيح أمر واحد. كارلايل مجرد ابني ولا علاقة له بجلالة الإمبراطور.”
“ابنكِ فقط؟ وأين ذهب أبيه إذا كان مجرد ابنكِ؟ هل أنتِ خائفة من أن أحصد روح جيريمي درويت؟”
لمعت عينا رايموند السوداوان بتهديد.
حتى اللحظة الأخيرة كنتُ آمل أن يكون الأمر على ما يرام. لكنه أخطأ في الواقع بين جيريمي ووالد كارلايل. بعد لحظة، تذكرتُ ما قاله جيريمي. إذا اتبعتُ كلام جيريمي، ستكون هناك مشكلة أقل. لكنني لن أتمكن من النوم جيدًا في الليل. لن أستخدمه كدرع بشري.
“وريث دوق درويت ليس والد طفلي.”
“كيف لا يكون كذلك؟!”
ابتسم رايموند كما لو أنه لا يريد أن يصدقني.
“لقد مات والد ابني بالفعل.”
نظرتُ إلى أسفل ونطقتُ الكلمات.تم فبركة وثائق والد الطفل حتى قبل المغادرة من مملكة لوند.
“لم أكن أتوقع من قبل أن تُغطي درويت كثيرًا.”
ومع ذلك، لم يُصدقني رايموند. لا، ربما لا يريد أن يُصدق أنني قابلتُ رجلًا آخر وحملتُ في غضون أيام من الطلاق؟
“لا بد أنكَ أرسلتَ أشخاصًا إلى مملكة لوند بحثًا عنا. وإلا، كيف ستجد موقع القصر؟ تظاهر وريث بيت درويت فقط بأنه والد طفلي. يجب أن تعلم أننا لم نعيش معًا.”
لم يكن لدى رايموند ما يُجيب عليه. لم أكن أعرف بعد ما إذا كان قد صدق أم شك أكثر.
انفرجت شفتا رايموند الصامتان أخيرًا ببطء.
“ظننتُ أنه طفلي.”
كان قلبي ينبض بقوة عند سماع هذه الكلمات. قبضتُ أصابعي المرتعشة في قبضة.
“هل تريدين أن تخبريني أنكِ وجدتِ رجلًا آخر بمجرد طلاقكِ مني؟”
كان غاضبًا. كان هذا السؤال يأكله من الداخل، وقرر أخيرًا أن يصب كل شيء عليّ.
“أنتَ تسأل سؤالًا ليس لدي سبب للإجابة عليه.”
“لا يوجد سبب للإجابة لأننا مطلقان بالفعل، هل هذا ما تريدين إخباري به؟”
“هذا صحيح.”
“يا لها من مصادفة! والد الطفل قد مات، فلماذا لا نتفق مع جيريمي درويت هذا؟”
“جلالتكَ!”
حينها فقط ارتجف رايموند واستعاد رباطة جأشه. الآن بدا وكأنه أدرك أنه أخطأ.
“ما قلتُه للتو… أنا، أنا…”
تنهد ومسح وجهه بيده.
“لقد سئمتُ من التدخل المستمر في حياتي الشخصية.”
“إيلي…”
“مرة أخرى، لا علاقة لطفلي بجلالتكَ.”
ارتجفت عيناه الداكنتان وشفتاه مفتوحتين على مصراعيهما، لكن لم تخرج منه كلمات. نظرت إليه مباشرة، دون أن أتجنب نظراته. كان من المزعج رؤيته محطمًا هكذا، لكنني قررتُ أن أفكر فقط في كارلايل. لا يمكنني أن أرمي ابني في رحى حرب العرش. وريثًا أم لا، تمنيتُ له أن يعيش بسعادة وحرية. دون تهديد أبدي للحياة. لذا لا ينبغي أن أثير أي شك الآن.
“جلالتكَ، إذا كُشف عن وجود كارلايل، فسيُحدث ذلك ضجة كبيرة. لا أريد أن يتجول طفلي في مخابئ سرية طوال حياته.”
“هل تريديني أن أصمت؟”
“نعم، إن أمكن.”
“هاها.”
انطلقت ضحكة غريبة من رايموند. لا أستطيع حتى تخمين ما إذا كان هذا سخرية أم أنه وهم؟
“لقد فهمتكِ.”
“شكرًا لكَ يا جلالتكَ.”
بدا عليه الانزعاج الشديد. يبدو أنه سيستغرق بعض الوقت ليتقبل الحقائق.
“يجب أن أغادر.”
ودعته وغادرتُ المكتب.

حديقة ماركيز ناسيوس.
تجمدت ريجينا، التي كانت تعبث الآن بالزهور الصغيرة، عندما رأت الشخص يدخل الدفيئة. سلّمت ليلى، الخادمة ذات الشعر الرمادي، على ريجينا.
“ماذا حدث؟”
عندما كانت ريجينا تقضي وقتًا في الحديقة، كانت تحب ألا يزعجها أحد. وليلى تدرك هذه الحقيقة جيدًا. لذلك، فهي مسألة مهمة.
“سيدتي. عندما بحثت عن جيريمي درويت وإليشا كروفت، وجدتُ شيئًا مثيرًا للاهتمام.”
“ماذا يوجد هناك؟”
“لدى السيدة كروفت طفل.”
“ماذا؟ طفل؟”
“ربّت السيدة كروفت طفلاً، مختبئةً متخفيةً تحت ستار صاحب محل زهور في مملكة لوند. والآن، يختبئ الصبي في قصرٍ على مشارف العاصمة.”
“إخفاء الطفل يعني… ولماذا؟”
تجمد دم ريجينا في عروقها.
“هل لديكِ تفاصيل؟”
“يبدو أن الطفل عمره 5-6 سنوات، ومظهره… يتطلب التحقيق.”
“من 5 إلى 6 سنوات. غادرت إليشا الإمبراطورية قبل ست سنوات. إذا كان الطفل عمره 6 سنوات… فمن المحتمل أنه قد يكون ابن جلالته. يا لها من مفاجأة رائعة! ظهور أمير جديد. الآن سيهتز منصب إدموند بشدة.”
عضّت ريجينا شفتيها.
“كدنا نصل. على مرمى حجر. قفزت إليشا كروفت فجأةً وأفسدت خططي مرة أخرى.”
سألت ريجينا ليلى، محاولةً تهدئة نفسها.
“ما خطبه؟ لا يوجد أيُّ رمزٍ لعائلة الإمبراطور؟”
“يقول التقرير: كان الشعر البلاتيني والعينان الأرجوانيتان مرئيَّين من بعيد.”