ولسببٍ ما، وبينما كنتُ أشعر بالارتباك لرؤية هدوئه ذاك، تسللت إلى نفسي مشاعرٌ مشاكسة لا أعرف لها سببًا.
‘صحيح أنّه لا يحمل لي أيَّ مشاعر، لكن مع ذَلك… أليس هَذا تصرفًا باردًا للغاية؟’
مِن دوّن أنْ أُظهر تلكَ المشاعر، أمسكتُ باليد التي مدّها إليّ، ثم بدأت أسير متوجهةً إلى النبلاء الحاضرين في حفل الخطوبة.
“أتوجه مُجددًا بالشكر لكل الضيوف الكرام الذين حضروا هَذا الحفل. أرجو أنْ تستمتعوا بما تبقى مِن الوقت.”
***
بعد انتهاء حفل الخطوبة، عاد قصر الدوقية إلى هدوئه. وبينما كنتُ أنظر إلى الحديقة التي بدت خاليةً بعدما أنهى الخدم تنظيفها بعناية، انتابني شعورٌ وكأنَّ ما حدث اليوم لَمْ يكُن إلا حلمًا.
أما كايا، فكانت منشغلةً تتنقل بين الطابق الثاني لجمع فستاني وعدة حُلي أخرى.
‘قلتُ لها أنْ تجهز الضروري فقط…’
لقد قامت كايا بجلب جميع الفساتين والأحذية والحُلي الموجودة في منزل الماركيز استعدادًا لحفل الخطوبة.
وبإضافة هدايا النبلاء الذين قدموا التهاني اليوم… تجاوز عدد العربات اللازمة لنقل الأمتعة خمس عربات.
“إلينيـا، هل لي أنْ أتحدث معكِ قليلًا؟”
تجمد جسدي فجأةً حين سمعت الصوت القادم مِن خلفي.
في الحقيقة، لَمْ أتحدث مع دوق كايوس منذُ تلكَ القُبلة التي حدثت قبل قليل. بل الأصح أنني كنتُ أتفاداه متعمدة.
“أمـمم، ما حدث قبل قليل كان مُجرد خطأ! لقد تصرّفتُ بلا وعي…”
“آه، كنتُ أود الحديث عن السيف فقط.”
“ماذا؟ آه…!”
شعرتُ بنظراتهِ الثابتة تتجه نحوي.
بدأ وجهي يسخُن مِن الخجل، حتى أنْ خديّ احمرّا بشدةٍ. وددت لو تنشق الأرض وتبتلعني.
يبدو أنني وحدي مَن ظل يُفكر بتلكَ القُبلة طوال اليوم. وإزاء شعوري بأنهُ قرأ أفكاري، لَمْ أستطع النظر مباشرةً إلى وجهه.
“يبدو أنني اخترتُ التوقيت الخاطئ.”
قالها بنبرةٍ مازحة، تلاها ضحكةٌ خافتة.
“لـ-لا تضحك! كنتُ شاردة الذهن فحسب…!”
“أفهم… مثل التفكير بتلكَ القُبلة مثلًا؟”
“…..”
“لقد كانت مؤثرةً حتى بالنسبة لي، وإنْ لَمْ تكُن بمقدار تأثيرها عليكِ.”
مؤثرة؟! بدا وكأنه عقد العزم على السخرية مني. وإلا لما كان يبتسم بتلكَ الطريقة الصغيرة عند زاوية شفتيه.
“على أيِّ حال، بخصوص ما كنتُ أود قوله…”
في اللحظة التي همّ فيها بالكلام، ظهرت كايا وهي تلهث، حاملةً حزمةً ضخمة مِن الأمتعة أثناء نزولها مِن الطابق الثاني.
“آنستي، جهزتُ كل الأغراض. هيا بنا!”
تظاهرتُ بأنني لَمْ أسمع ما كان سيقوله، وغادرتُ المنزل برفقة كايا.
“لنتحدث لاحقًا، مِن الأفضل أنْ أعود الآن بما أنْ الوقت قد تأخر.”
“إلينيـا…”
سمعتُ صوت دوق كايلوس يناديني مِن الخلف، لكنني سارعتُ إلى إغلاق باب العربة.
“آنستي، ألَمْ يكُن صاحب السمو الدوق يناديكِ؟”
“لا، لننطلق بسرعة!”
أوقفتُ كايا عن فتح الباب، ثم أسرعتُ بطرق جدار العربة إشارةً للانطلاق. وعندما جذب السائق اللجام، تحركت الخيول محدثةً صهيلها، وبدأت العربة بالتحرك.
أما الأمور اللاحقة… فهي شأنٌ آخر. المهم الآن هو الهروب مِن هَذا المكان.
‘بالمناسبة، ما الذي كان الدوق يريد قوله؟ لا أدري… سأفكر بذَلك لاحقًا.’
ما كنتُ بحاجةٍ إليه الآن هو بعض الوقت كي أمحو مِن ذاكرتي هَذا الموقف المُخجل.
***
حتى بعد وصولي إلى المنزل، لَمْ أتمكن مِن نسيان ما حدث مع دوق كايلوس بسهولة.
أحسستُ أنني سأحتاج إلى وقتٍ طويل كي أتمكن مِن نسيان ذَلك، وبدأتُ أفكر كيف سأتمكن مِن مواجهة الدوق كايلوس في المرة القادمة.
“إلينيـا، تعالي لنتحدث قليلًا.”
بمُجرد أنْ دخلتُ البهو، سمعتُ صوت والدي يناديني مِن أمام مكتبهِ في الطابق الثاني.
لاحظت أنْ صوته بدا أكثر توترًا مِن المُعتاد.
تركتُ أمر ترتيب الأمتعة لكايا، وأسرعتُ إلى المكتبة.
وقف أبي يتأملني بصمتٍ حين دخلتُ الغرفة.
وقد خيّم جوٌ ثقيل مختلف عن المعتاد، حتى خُيّل إلي أنْ شيئًا ضاغطًا يكتم أنفاسي.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 8"