“…لا أعلم ما الذي سمعتُه للتو. هل تدركين ماذا سيكون يوم غدٍ؟”
على عكس البداية، أصبحت نبرتُه جامدة.
طبعًا أعلم. أعلم ذَلك أكثر مِن أيِّ شخصٍ آخر.
عندما فتحتُ عيني هًذا الصباح، شكرت الحاكم لأنني حصلتُ على فرصةٍ جديدة بعد الموت. لكن اليوم الذي عدتُ إليّه كان…
اليوم الذي يسبق زفافي بيومٍ واحد فقط.
لَمْ يكُن أمامي شهرٌ ولا أسبوع، بل يومٌ واحد فقط. كان وقتًا حرجًا يصعب فيه تدبير خطط معقدة.
ولو تزوجتُه غدًا مجددًا، فلا شيء يضمن ألا تتكرر المأساة التي عشتها في حياتي السابقة.
‘يجبُ أنْ أمنع ذًلك مهما كلف الأمر.’
حتى لو تلطخ اسم العائلة وشرفي.
“نعم. أعلم جيدًا. ولهَذا أطلب إنهاء هَذهِ الخطبة في أسرع وقتٍ مُمكن. لَن يكون هُناك زفافٌ غدًا ولا في أيِّ يومٍ قادم بيني وبين سمو الدوق.”
“إلينيا…! الزواج غدًا! كيف تقولين هَذا الهراء…!”
“ليس هراءً. لَمْ نتلقَ بعد بركة الكاهن، ولَمْ نتلو قسم الزواج أمام الناس. نحن ما زلنا مُجرد خطيبين حتى لو بقي يومٌ واحد فقط. لا يوجد ما يمنع فسخ الخطوبة الآن.”
مددت أمامه شهادةً حصلت عليها مِن والدي. كانت تحتوي على طلبٍ رسمي بفسخ الخطبة، وفي أسفلها توقيع والدي.
“هاه… ما هَذا بحق…”
يداه التي تمسكان بالورقة كانتا ترتجفان بشدة.
“أكرر مُجددًا، سمو الدوق. عائلة هيستيا تطلبُ رسميًا بفسخ الخطبة مع الدوق تيسيوس. علاقتنا تنتهي هُنا.”
عند سماعه كلمة تنتهي، بدا وجهُه مشوهًا بطريقةٍ لَمْ أرَها مِن قبل.
“أما عن المصاريف التي أُنفقت على ترتيبات الزفاف، فستتحملها عائلتنا بالكامل. وإن لزم الأمر، سنعوضكم بمنحكم ملكية منجم الأحجار الكريمة الذي تملكه عائلتنا في أطراف المنطقة الشرقية.”
“…..”
التقطت أنفاسي قليلًا. كان تيسيوس، الجالس أمامي، ما زال يُحدق بي بوجهٍ وكأنه لَمْ يستوعب بعد ما يحدث.
“لقد أرسلنا بالفعل رسائل إلى بقية العائلات والحاضرين، لذَلك لَن تحتاج إلى القيام بأيِّ ترتيباتٍ إضافية. سأغادر الآن، فلا يجبُ أنْ أشغل وقتكَ طويلًا وأنتَ مشغولٌ بأمور المقاطعة.”
“إلينيا…”
رن صوتُه المنخفض في قاعة الاستقبال، وكأنه يغلي وهو ينطق باسمي.
لكنني لَمْ أعطه أيِّ اهتمام، وغرستُ آخر مسمارٍ في نعش علاقتنا.
وبعد أنْ رأيتُ ذَلك المشهد الأخير، أدرتُ ظهري وغادرت غرفة الاستقبال.
رُبما لأنه كان قرارًا مدعومًا باسم العائلة، لَمْ يُبدِ أيِّ رد فعلٍ واضح. أو رُبما لَمْ يجد ما يقوله في تلكَ اللحظة.
على أيِّ حال، كانت النتيجة ناجحة. صحيحٌ أنني أشعرُ ببعض الأسف لتقديم منجم الأحجار الكريمة في الشرق كتعويض، لكن هَذهِ الخسارة كانت ضروريةً لضمان شرعية فسخ الخطوبة.
فدوّن ذَلك، لَمْ يكُن مِن السهل إثبات أحقيتي.
اعتبارًا مِن اليوم، سيغرقُ الإمبراطورية في سيلٍ مِن الشائعات التي يصعُب السيطرة عليها.
سيشتعل المُجتمع الراقي لفترةٍ بسبب خبر فسخ الخطوبة غير المسبوق.
“آنستي، هل نعود الآن إلى القصر؟”
سألني السائق وهو ينظر إليّ.
“لا. سنتجه إلى قصر الدوق كايلوس.”
‘طالما الحديد ساخن، يجبُ أنْ يُطرق. لا داعي للتردد، ولا يجبُ أنْ أترك مجالًا لتيسيوس كي يستوعب الأمر.’
عندما أفكر فيما ينتظرني لاحقًا، أشعر أنْ كل يومٍ مهمٌ للغاية.
“انطلق بسرعة.”
وانطلقت العربة نحو وجهتها الجديدة.
***
‘هل كان لدى دوق كايلوس حديقةٌ كهَذهِ مِن قبل…؟’
ما إنْ نزلتُ مِن العربة ورأيتُ قصر الدوق كايلوس، حتى فوجئت بالمشهد الذي لَمْ يكُن كما تخيلته.
في الأساس، لَمْ يخطر ببالي قط أنْ يكون هُناك حديقةٌ في قصره.
‘ما كل هَذهٍ الأزهار؟ لَمْ أرَ مثلها مِن قبل…’
لَمْ أكُن أتوقع وجود حديقة أزهارٍ مزروعةٍ بهَذهِ العناية.
كانت الأزهار، رغم اختلاف ألوانها الزاهية، مِن النوع نفسه.
وبتلاتها الصغيرة بدت وكأنها قُصّت ولُصقت بعنايةٍ مِن ورق ملوّن.
مهما نظرتُ إليّها، كانت هَذهِ الأزهار بعيدةً تمامًا عن الصورة التي رسمتها لدوق كايلوس.
تفاجأت بصوتٍ مُفاجئ خلفي، فالتفتُّ لأرى رجلًا بشعرٍ أسود قاتم يقفُ عند مدخل القصر، يُحدق بي.
“لا أظن أنْ الآنسة ابنة الماركيز جاءت إلى هُنا لرؤية زهرةٍ متواضعةٍ كهَذهِ. ما الذي جاء بكِ إلى هُنا؟”
وعندما اقتربتُ، بدا وجهه أكثر وسامةً مِما توقعت.
كان شعرهُ الأسود كالجزع يتلألأ تحت أشعة الشمس، وتحت خصلاتهِ ظهرت عيناه الزمرديتان اللامعتان، التي تُثبت دماء العائلة الإمبراطورية، مِما زاد ملامحهُ وضوحًا وجاذبية.
رغم أنْ تيسيوس كان يُعد مِن أكثر الرجال وسامةً في الإمبراطورية، إلا أنْ دوق كايلوس كان يملك جمالًا يفوقه.
على الأرجح، ورث ملامحهُ الساحرة مِن والدتهِ التي قيل إنها كانت أجمل راقصة.
لو كان دوق كايوس يظهرُ في المجتمع الراقي بشكلٍ أكثر، لرُبما كان سيحظى بلقب أجمل رجُلٍ في الإمبراطورية.
“أتقدم بأحرّ التحايا إلى سمو الدوق كايلوس. أعلم أنْ زيارتي المُفاجئة تُعد تصرّفًا غير لائق، لكن لدي أمرٌ مهم أود التحدث بشأنه.”
“لا أعلم ما الذي تودّ الدوقة المستقبلية قوله لي.”
“في الحقيقة، الأمر الذي جئتُ لأخبركَ به يتعلق بذَلك تمامًا. أعلم أنني أتجاوزُ حدودي، لكن أتمنى منكَ أنْ تستمع لما سأقوله.”
أجابني الدوق بصمتٍ وهو يفتح باب القصر، كإشارةٍ منه لقبول الحديث.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《قناة التيلجرام مثبتة في التعليقات 》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"