كان الردّ غير متوقّعٍ تمامًا، مما جعل ذهني يصاب بالخدر، وكأنَّ أحدهم ضرب مؤخرة رأسي بعنف.
ما الذي قد يدفع الكونت تريجي إلى إرسال شخصٍ لمراقبتنا؟ لقد رأيتُ في حفل الشاي السابق إلى أيّ طرفٍ تميل الكونتيسة، لكن…
الكونت تريجي رجلٌ حذر، وعلى حدّ علمي، لم يُحدّد بعد إلى جانب من سينضم.
وفوق ذلك، لم أكن قادرةً على تحديد ما إذا كان هدف المراقبة هو أنا أم كايلوس.
“هل حصل شيءٌ مؤخرًا قد يكون له علاقةٌ بالكونت تريجي؟”
بدا أنَّ كايلوس أيضًا يشاركُني الحيرة ذاتها، فقد بدا عليه التفكير، وانعقد حاجباه قليلًا.
“لا. وماذا عنكَ، حضرة الدوق؟”
“لستُ أذكر أمرًا يستدعي التورّط مع ذاك الطرف.”
‘ما الذي يجري بحقّ السماء…’
ظهرت تجاعيدٌ دقيقة في جبيني وجبينه في الوقت ذاته.
وفي النهاية، عدنا من دون أن نُزيح الشكوك المتعلقة بعائلة الكونت تريجي. وما إن نشأ الشكّ في رأسي، حتى صار يلاحقني بلا هوادة.
وفوق ذلك، هناك مشكلةٌ مزعجة بانتظاري.
‘رأسي… يؤلمني.’
لم يكد الصداع الذي سبّبه لي تيسيوس يهدأ، حتى ظهرت لي الآن مشكلة تُدعى ليزي ديلّيا.
إلى هذا الحدّ، صرت أتساءل ما إذا كان الاثنان قد تعاونا عن قصد لإزعاجي.
أتذكّر جيّدًا ليزي ديلّيا في اليوم الذي سبق حفل تتويجي كإمبراطورة.
كيف يمكنني أن أنسى؟ وجهها الذي كان يبتسم بلا مبالاة بينما كنتُ أحتضر أمامها، والخنجر مغروسٌ في صدري.
كانت تبتسم وهي تخطو فوق دمائي، دون أن ترفّ لها عين.
وما زاد من شعوري بالمرارة هو أنّني لم أُدرك حقيقتها إلّا بعد فوات الأوان.
قبل شهرٍ من التتويج، دعا تيسيوس فجأةً ليزي إلى القصر الإمبراطوري، زاعمًا أنَّ عائلة بارون ديلّيا قدّمت دعمًا كبيرًا له أثناء تتويجه وتحضيراته الحالية.
لكنها كانت حجّةً واهية. في الحقيقة، كان يُعدّ العدّة للإطاحة بي منذ ذلك الحين.
كم رغبتُ أن أقول: “وهل كان من المناسب أن تبقى ابنة عائلة بارون في القصر لهذه الأسباب التافهة؟ إنَّ عائلتي، في الواقع، هي من قدّمت لكَ أكبر دعم!”
لكنني كتمتُ كلامي، لأنّني كنتُ آنذاك الوحيدة التي ستقف إلى جانبه يوم التتويج، وزوجته.
ظننتُ أنّه لا يمكن لابنة عائلة بارون تافهة أن تُهدّد موقفي.
وكان ذلك هو غروري، وأكبر خطأ ارتكبته.
حتى حين بدأت تتعلّم آداب البلاط، وشاركت في حفلات الشاي التي حضرها كبار النبلاء، وظهرت أمام الجميع في الحفل الملكي مرتديةً فستانًا فاخرًا، كانت تفرضُ وجودها بهدوء.
لم أعرف شيئًا، أو على الأدق، لم أستطع أن أعرف بسبب تيسيوس الذي كان يعمي بصيرتي.
ذاك الذي كان يُحيطني بكلماتٍ معسولة، ويُقيّدني بذراعيه.
حتى حين اقتربتُ من لحظة موتي، لم أكن أعلم الحقيقة.
أشعرُ بالقشعريرة كلما تذكّرتُ ذلك.
لقد طلبتُ من كايلوس أن يترك لي أمر ليزي، لذا فهي الآن من شأني بالكامل.
وإن لم تكن قد تعلّمت شيئًا من الذي حصل سابقًا، فالأمر سيكون مختلفًا هذه المرّة.
“كايا، استدعي السائق.”
تألّقت النافذة تحت أشعة الشمس، وانعكس الضوء كالشفرة الحادّة.
***
كان قصر بارون ديلّيا يقع في أقصى أطراف العاصمة.
وكان منزله الصغير، الذي يقع على حافة منازل المنطقة، يبدو أشبه ببيت تاجرٍ ميسور، لا منزل نبيل.
لولا الراية التي تحمل شعار العائلة والمعلّقة على السور الأمامي، لما عرف أحدٌ أنّه منزل بارون.
بما أنّني أرسلتُ إخطارًا مسبقًا بزيارتي، فقد كان البارون ينتظرني أمام الباب بنفسه.
ومنذ حديثنا يوم الخطبة، بدا أنّه قد أوهم نفسه بأنّني أصبحتُ مهتمّة به، وكان وجهه مليئًا بالتوقّع والبهجة.
إلى جانبه، كانت ليزي واقفةً بوجهٍ عبوس.
“أهلًا وسهلًا بكِ، سموّ الدوقة! هل كانت رحلتكِ مريحة؟ إنّه لشرفٌ كبير لنا أن تُشرّفينا بزيارتكِ إلى هذا المنزل المتواضع.”
ركض البارون نحوي على عجل، وهو يفرك يديه ويُحييني بظهرٍ منحنٍ.
ليزي، التي كانت تُشاهد المشهد، أدارت وجهها بعيدًا كما لو أنّها رأت شيئًا مقززًا.
رفض البارون أن يُوكِل الخدم بمرافقتي إلى غرفة الاستقبال، وأصرّ على أن يفعلها بنفسه.
“شكرًا على حفاوتكم رغم الزيارة المفاجئة. جئتُ لأناقش أمرًا مهمًّا.”
“آه، لا داعي للشكر! لكن… ما هو الأمر المهم؟”
التقت عيناي بعيني ليزي التي كانت واقفةً بتوتّر قرب باب الغرفة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"