“لقد تلقيتُ إشعارًا بقدومكِ. هَذهِ المرة زُرتِني بعد إبلاغٍ مُسبق. ما الأمر؟”
كان صوته ينطوي على نبرةٍ مِن السخرية الطفيفة.
“هل يجبُ أنْ يكون هُناك سببٌ لزيارة خطيبي؟”
“همم؟… هَذا صحيحُ أيضًا.”
وافق بسرعة وأومأ برأسه. ولأنني لَمْ أجد ما أقول بعدها، حولت الحديث إلى مشهد تدريب الفرسان الذي رأيتُه خلال زيارتي السابقة.
“رأيتُ في المرة الماضية أنْ الفرسان يتدرّبون بجد. هل هو تدريبٌ يومي؟”
“أحيانًا، كلما توفّر الوقت.”
كان في نبرة صوتهِ شيءٌ مِن التحفّظ لا يُمكن تجاهله.
في تلكَ اللحظة، بدأت أصوات حديثٍ تأتي مِن خلف القصر. ومِن الممر المُتصل بالساحة الخلفية، خرجت خادمتان تحملان كومةً مِن الغسيل بين أذرعهما، تتحدثان بحماس.
“حقًا؟ الدوق تيسيوس والآنسة ابنة المركيز؟”
“الكثيرون رأوهم معًا.”
“ماذا عن دوقنا إذًا؟ ماذا سيحصل له؟”
“ما الذي سيحصل؟ مِن الواضح أنه استُغل فقط. أراهن أنه سمع الشائعة ولَمْ يفعل شيئًا لأنه يعرف الحقيقة…”
خشخشة—
توقفت الخادمة المتحمّسة فجأةً عن الكلام عند شعورها بوجود شخصٍ ما.
وما إنْ رأت وجه الرجل الواقف أمامها، حتى شحُب وجهها فجأة.
“هاه! د- دوق!”
ولَمْ تكد تقول ذَلك حتى سقطت كومة الغسيل مِن بين ذراعيها مِن شدّة الذهول.
وسرعان ما شحُب وجهيهما أكثر عندما شعرتا ببرودة عينه التي فحصتهُما بنظرةٍ حادّة.
“ألَمْ أقل إنه لا يجبُ التهاون في كتمان الألسن داخل منزلي؟ يبدو أنني لَمْ أوصل كلامي جيدًا.”
“ن- نعتذر، سموّك!”
توسلت الخادمتان بصوتٍ مرتعش، ودموعٍ تتجمّع في أعينهما.
لكن نظرات دوق كايلوس الموجهة إليّهما لَمْ تحتوِ سوى برودةً قاسية.
“غادرا هَذا المنزل اليوم فورًا. لا حاجة لي بأشخاصٍ يثرثرون كيفما شاؤوا.”
“نحنُ نعتذر بشدة… لقد كنا نردّد فقط ما سمعناه مِن شائعات…”
“إنْ لَمْ تختفيا حالًا، فلًن تنتهي الأمور بالطرد فقط.”
تحت تهديدهِ البارد، نهضت الخادمتان وركضتا بعيدًا.
“أعتذر، إلينيا. هَذا تقصيرٌ مني في إدارة القصر.”
خرجت منهُ كلمات اعتذار بصوتٍ خافت، لَمْ أكُن أتوقّعها.
لكن ما صدمني لَمْ يكُن اعتذاره، بل شيء آخر.
“…إذًا، لقد سمعت بالشائعة.”
“……”
رغم سؤالي، اكتفى بالنظر إليّ بصمت.
“لماذا لا تسألني شيئًا؟”
“وما الذي عليّ أنْ أسأله؟”
هَذهِ المرة، أنا مَن فقد القدرة على الرد. وبعد لحظةٍ مِن الارتباك، أجبت:
“مثلًا… هل الشائعة صحيحة؟ هل أنهيتِ علاقتكِ حقًا مع الدوق تيسيوس؟… شيءٌ مِن هَذا القبيل…”
“إذًا أخبريني. هل الشائعة صحيحة؟”
بدت نظراتُه عميقةً ومظلمة وهو يواجهني.
“لا! لَمْ يسبق أنْ كان لي لقاءٌ سري مع الدوق تيسيوس، ولَمْ تكُن علاقتنا غير منتهيةٍ في أيِّ وقت.”
وبينما كان غارقًا في التفكير، بدأ فجأةً بالتحديق بي بثبات. لَمْ أستطع فهم سبب نظرتهِ تلكَ، فبدأتُ أُعدّل في وجهي بلا سبب.
‘ما الأمر؟ هل عَلِق شيءٌ على وجهي؟’
وفي محاولةٍ لتجنّب نظرتهِ الحارقة، أخذتُ أُجول بناظري في أرجاء الغرفة، حتى توقّفت عيني على خزانة الحائط المُثبّتة في أحد الزوايا.
داخل تلكَ الخزانة الخالية والباردة كالغرفة نفسها، كان هناك سيفٌ مألوف معلّق.
كان حجر الزمرد المنحوت بدقةٍ فوق الغمد المصنوع مِن الجلد الصلب يلمع بسطوعٍ، مبرزًا حضوره.
كان ذَلك الزمرد، الذي يُعتبَر مِن كنوز العائلة، قد جلبه أحد الأجداد مِن بلادٍ بعيدة أثناء رحلة عودته. وبشكلٍ غريب، توالت على العائلة الحظوظ منذُ العثور عليه، لذا تناقله الورثة جيلاً بعد جيل.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"