مرت عدة أيام ، وارتفعت إنجازات القسم الثالث من وحدة البحث بشكل هائل ..
كان “التلوث” بلا شك أكبر مشكلة تواجه الإمبراطورية مؤخرًا ..
في إحدى الحانات الأكثر ازدحامًا ، جرت مناقشات متنوعة بين الحضور …
“واو ، هل من الممكن أن ينخفض التلوث بهذا الشكل؟”
كان الجميع يبدون أكثر استرخاءً وراحة ، ذلك لأن الإمبراطورية بأسرها كانت غارقة في يأس مطبق بسبب التلوث في الآونة الأخيرة …
“يبدو أن القسم الثالث من وحدة البحث يقوم بعمله على أكمل وجه …”
“لمن يتبع هذا القسم الثالث؟”
“يقال إنه يتبع الأمير الثاني ..”
كان المواطنون يدركون تمامًا ، بفضل الصحف المتكررة ، لمن يعود الفضل في الحد من التلوث ، ساعد في ذلك الصحف التي كانت توزع مجانًا …
“لكن عندما كان القسم الأول من وحدة البحث يعمل ، كان التلوث يتزايد بدلاً من أن ينخفض …”
تحدث أحدهم ، وكان ذلك تساؤلاً طبيعيًا ..
“إلى من كان يتبع القسم الأول؟ أكان تابعًا لولي العهد؟”
“نعم ، يبدو أن القيادة هي الأهم …”
“من الواضح أن الأمر يعتمد على القائد ، أليس كذلك؟”
ساد الصمت ، أدرك الجميع أن الحديث أكثر قد يجلب لهم المتاعب ..
لكن أحد الرجال ، وقد أفرط في الشرب واحمر وجهه ، تحدث بتهور:
“إذن ، ألا يعني ذلك أنه يفتقر إلى المهارات القيادية؟”
“انتبه لما تقول! قد يسمعك أحدهم!”
حاول أحد الزبائن تهدئته ..
ومع ذلك ، لم يعترض أحد على كلماته ..
كان هذا هو الرأي العام السائد في الإمبراطورية ..
[ولي العهد راينهارت ، ضعف الأداء تحت قيادته للقسم الأول من وحدة البحث يظهر للعيان …]
كان هذا العنوان المثير يتصدر الصفحات الأولى للصحف ، وينتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية ..
كانت الإمبراطورة تدفع رشاوى للصحف لتوجيه الرأي العام بهذا الشكل …
—
في ذلك الوقت ، في القصر الشرقي ، قصر
الإمبراطورة ..
“الرأي العام يميل بشكل واضح لصالح لويد ..”
ابتسمت الإمبراطورة راضية بعد سماع تقرير رئيسة خادماتها …
ولكن شعورًا بالقلق تسلل إليها ..
‘الوضع هادئ جدًا.’
راينهارت إلفييرس ، باتت يعرف الآن …
عندما يلتزم الصمت ، فإنه يخبئ شيئًا ما …
“ما آخر أخباره؟”
“لا شيء جديد ، ما زال يتولى إدارة شؤون الإمبراطور …”
‘ما الذي يفكر فيه؟’
عادت الإمبراطورة تشعر بعدم الارتياح ..
في تلك اللحظة ..
“ابتعدوا عن طريقي!”
فتح الباب بعنف ، كان كيم تاي هون …
“ها…”
أطلق كيم تاي هون ابتسامة ساخرة ، وكان يحمل جريدة في يده …
“يبدو أن جلالتكِ قد أبلت بلاءً حسنًا ، أليس كذلك؟”
“ما الذي تريده؟”
نظرت إليه الإمبراطورة كما لو كانت تنظر إلى شخص مزعج ..
لكن كيم تاي هون ابتسم بسخرية دون أن يبالي ..
“لماذا تحتجزينني؟ أتحاولين أن تستأثري بكل شيء لنفسكِ؟”
كان في عينيه عداء واضح ..
“من أين حصلت على تلك الصحيفة؟”
لاحظت الإمبراطورة الصحيفة في يده وسألته …
كان كيم تاي هون محتجزًا في القصر الغربي ، تحت حماية أشخاص تابعين للإمبراطورة …
اسميًا ، كان ذلك من أجل “الحماية والمراقبة”، لكنه كان في الحقيقة احتجازًا ومراقبة صارمة..
“أجبني …”
حدقت فيه الإمبراطورة بنظرة حادة ، فرد كيم تاي هون بوجه ملول:
“لقد قرأتها فقط من تلك الموجودة في غرفتي ، هل هناك مشكلة؟”
“ماذا؟”
تلاقت نظرات الإمبراطورة ورئيسة خادماتها …
‘كنا قد تأكدنا تمامًا من منع أي أخبار خارجية من الوصول إليه …’
لذلك ، تم تعيين نخبة الفرسان من الحرس الملكي حول غرفة نوم لويد ..
‘هل تمكنوا من اختراق هذا الحصار؟’
نادراً ما يستطيع شخص ما تجاوز أنظارهم ، والتسلل إلى غرفة لويد ، وترك صحيفة هناك بشكل سري ..
‘من يكون؟’
عبست الإمبراطورة ، توقيت ترك الصحيفة أثار ريبتها ..
لكن لويد ، أو بالأحرى كيم تاي هون ، جلس بجرأة على الأريكة ، غير مكترث …
” اذا كنت أريد أن اقوم بدور الواجهة ، يجب على الاقل ان أكون في مكاني ، أليس كذلك؟”
تحدث وهو يلوح بالصحيفة في يده ، كانت عيناه الذهبيتان ، التي تألقت بالشهوة ، قد استوعبت للتو مضمون الصحيفة …
‘الفرصة الآن!’
فرصة لإثبات تأثيره وقدراته أمام العامة ..
“امنحيني فرصة واحدة فقط ، هذه المرة سألقن ذلك الوغد درساً لن ينساه …”
كان يشير إلى راينهارت …
نظرت الإمبراطورة إليه بنظرة غير راضية ..
‘لا أستطيع أن أثق به أبداً.’
لا يوجد شخص أكثر خطورة وحماقة من الذي يفرط في تقدير قدراته ، ولويد كان واحداً من هؤلاء …
“وإذا رفضت ، ماذا ستفعل؟”
“حينها سأتنحى عن منصبي كأمير ، في النهاية ، العرش ليس محسوماً بعد ، أليس كذلك ، جلالتكِ؟”
قال لويد بابتسامة ساخرة وهو يفتح ذراعيه.
“لا شيء أخسره سوى حياتي …”
ضحكت الإمبراطورة بسخرية على تهديده الصريح ..
‘كنت أعتقد أنه غبي فقط ، لكنه يعرف كيف يحافظ على مصالحه.’
ضحكت على إصراره الغريب على إثبات نفسه.
“جلالتكِ.”
تحدثت رئيسة الخادمات وهي تنظر إلى الإمبراطورة ..
“من الأفضل أن تدعيه يتنحى .”..
“ماذا؟”
نظر كيم تاي هون إليها بذهول …
عرفت الإمبراطورة مغزى كلمات الخادمة ..
كانت تعني أنه يجب التخلص منه وإيجاد “لويد” جديد ليصعد إلى العرش …
“لا حاجة لذلك ..”
رفضت الإمبراطورة اقتراح الخادمة بشكل غير مباشر ..
“لويد ، لكن يجب أن تدرك أنه إذا تجرأت على التصرف بتهور مرة أخرى ، فإن حياتنا جميعاً ستكون في خطر …”
“بالطبع أفهم ذلك …”
ابتسم كيم تاي هون بثقة ..
“فقط امنحيني فرصة ، سأقود القسم الثالث من وحدة البحث بطريقة رائعة.”
سيصعد إلى العرش بأي وسيلة ..
ولتحقيق ذلك ، كان عليه التخلص من راينهارت أولاً ، خصمه اللدود ..
‘وبعد ذلك…’
سيقتل الإمبراطورة ميليسا ، لم ينسَ الإهانة التي تعرض لها على يدها ..
‘هل تعتقدين أنه بإمكانكِ السخرية مني؟’
أخفى نواياه الخبيثة وابتسم ببرود ..
—
في تلك الليلة ، في قصر ولي العهد ..
بخطوات خفيفة ، ظهرت شخصية ترتدي زي خادمة وتغطي رأسها بغطاء ، متسللة إلى القصر ..
فتحت النافذة وقفزت بخفة إلى غرفة العمل ..
“آه!”
هل هو قاتل؟
ارتعب الخدم الذين كانوا يعملون ليلاً وأحاطوا براينهارت لحمايته ..
كانوا يرتجفون من الخوف ..
“احموا جلالته!”
لكن راينهارت كان هادئاً ، إذ كان يعرف من تكون هذه الخادمة …
“السيدة إيرين …”
قال بينما يبتعد عن الخدم ، متوجهاً نحوها ليتأكد من سلامتها …
“سيدتي ، هل أنتِ بخير؟”
“نعم ..”
خلعت غطاء رأسها ، فانسكبت خصلات شعرها الأسود الطويل ، للحظة ، خطفت أنظار راينهارت …
وبعد صمت قصير ، تحدث قائلاً:
“لقد فعلتِها حقاً.”
لم يكن يتوقع كثيراً ، لكنه لم يستطع إخفاء دهشته من قدراتها ..
لم تكن الدهشة وحدها ، بل شعر بالإعجاب كذلك …
‘هذا مذهل …’
كانت الحراسة حول غرفة لويد أكثر صرامة من المعتاد ، حيث تمركز نخبة الفرسان في القصر …
‘مع ذلك ، تمكنت من اختراق الحراسة وإيصال الصحيفة …’
تساءل إلى أي مدى يمكن لقدرات إيرين أن تصل …
“هل لاحظتِ أي شيء آخر غريب؟”
عند سؤاله ، استرجعت إيرين الأحداث في ذاكرتها ..
“في الصباح ، كانت هناك محاولة اختطاف ..”
“ماذا؟”
“لكنني ضربتهم جميعاً وأفقدتهم الوعي …”
تحدثت بنبرة عادية وكأن الأمر لم يكن مهماً ، مما ترك راينهارت عاجزاً عن الرد للحظة …
“أريد حمايتك يا مولاي …”
قبل ست سنوات ، وعدته الفتاة بحمايته ،
واليوم ، أدرك تماماً أن كلماتها لم تكن مجرد وعود جوفاء ، بل كانت حقيقة صادقة …
‘ما الذي ينقصها؟’
جمالها ، شخصيتها ، قوتها… كانت امرأة مثالية بكل المقاييس ..
‘لابد أنها تراني ككائن ضعيف …’
راودته هذه الفكرة للحظة ..
‘ولكن إذا كان هذا يعني أنها ستبقى بجانبي بهذه الطريقة.’
ربما لا بأس بإظهار بعض الضعف ، حتى لو كان هذا مجرد قناع ..
فهو الآن يحمل سراً مروعاً: قتل والده …
‘لا أريدها أن تكرهني …’
كانت فكرة كشف حقيقته أمامها أكثر ألماً من مواجهته المرتقبة مع الإمبراطورة …
‘لم أتوقع أن تكون هكذا يا جلالتك.’
كان يحلم ليلاً بأنها تكتشف سره وتتركه ببرود ، كان هذا الكابوس أكثر إيلاماً من أحلامه عن الموت ..
‘ماذا لو تحول ذلك إلى حقيقة؟’
كان عليه أن يحفظ هذا السر بأي ثمن ..
فكلما ازدادت مشاعره تجاهها ، ازدادت الظلمة والقلق في قلبه ..
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 99"