‘…لا يستطيع قراءة أفكاري ..’
كانت هذه هي القدرة التي يمتلكها ..
أدركت إيرين أخيرًا السبب وراء تصرفه الودي تجاهها منذ لقائهما الأول ..
“لذلك لم يكن أمامي خيار سوى التعرف عليكِ من خلال ذكريات الآخرين ، ولهذا أعرف عنكِ الكثير …”
مرت أمام عينيها صورة دوقة بيتزيل وهي تمر قبل لحظات ..
لا بد أنه علم أيضًا بالمحادثة التي جرت بينهما بشأن ألين …
شعرت إيرين بالارتباك ، وكأنها قد كُشِفَت تمامًا ..
“لكن من المثير للاهتمام أنكِ كنتِ دائمًا متسقة ، هذا ما أثار فضولي أكثر …”
عكست عيناه الرماديتان صورتها ..
“أتساءل دائمًا عمّا تفكرين فيه وما الذي تشعرين به ..”
“أنا مجرد إنسانة عادية …”
شخص مهووس بالانتقام ، لا أكثر ولا أقل ..
هكذا عرّفت إيرين نفسها ..
لم يكن لديها أي هدف عظيم تسعى إليه ..
‘كيم تاي هيون ..’
لم يكن بوسعه السيطرة على السلطة أو انتزاع دور البطولة طالما كانت هي على قيد الحياة ..
“أنا حقًا فضولي لمعرفة الدافع الذي يحرككِ ، إيرين …”
“هل أنتَ مهتم فعلًا؟”
قالت إيرين ، وقد لمحت في عينيه نوعًا من الهوس الغامض ..
‘استغلّيه …’
تذكرت نصيحة دوقة بيتزيل لها ..
“إذا كنتُ صريحة معك ، هل ستساعدني في تنقية التلوث؟”
سألت مباشرة ..
اتسعت عينا ألين بدهشة ، وكأنه لم يتوقع منها أن تسأل بهذا الشكل ..
“…وإن لم أفعل؟”
“فلن أخبرك بشيء …”
“لكننا أصدقاء ، أليس كذلك؟”
عند سماع كلمة “أصدقاء”، ارتعشت إيرين قليلًا …
تذكرت ما قالته له قبل مغادرتها المعبد …
“نعم ، يمكننا تبادل الأحاديث كأصدقاء …”
كان قد استعاد كلماتها تمامًا وأعادها إليها كما هي …
غرقت إيرين في التفكير ؛ لم يكن بإمكانها الاستهانة بوزن الكلمات ..
‘ كيم تاي هيون ..’
لقد استهان بمعنى الكلمات ..
كل شيء كان كذبًا ، وكل شيء لم يكن سوى محاولة لاستمالتها من أجل مصلحته الخاصة …
بعد تردد طويل ، تحركت شفتاها أخيرًا ..
“حسنًا ، سأخبرك …”
عند رؤية تعبيرها الجاد ، انفجر ألين ضاحكًا ..
“هاهاها!”
نظرت إليه إيرين باندهاش ، غير مستوعبة سبب ضحكه المفاجئ …
بعد أن ضحك طويلًا حتى اغرورقت عيناه بالدموع ، قال مبتسمًا:
“إذا كنتِ تتعاملين مع الأمر بهذه الجدية ، فلن يكون لدي خيار آخر ..”
بعد لحظات ، تحولت عيناه الرماديتان إلى بحر هادئ وساكن ..
“إن كان الأمر صعبًا عليكِ إلى هذا الحد ، فمن واجبي كصديق ألا أسألكِ عنه …”
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه .
“وبما أننا أصدقاء ، يمكنني مساعدتكِ أيضًا ..”
حدقت به إيرين ، غير قادرة على استيعاب كلماته …
“ماذا عليّ أن أفعل أولًا؟”
لم تتوقع أن يعرض مساعدته بهذه السهولة ..
عندما عجزت عن الرد ، هز ألين كتفيه قائلاً:
“أنا أفعل ذلك فقط من أجل المتعة ، لذا خذي الأمر ببساطة …”
عندها فقط ، بدأت شفتي إيرين تتحركان ببطء …
“إذن—.”
عندما انتهت من الحديث ، لمعت عينا ألين ببريق مثير للاهتمام ..
*. *. *.
في اليوم التالي ..
اتجهت الفرقة الأولى للبحث والتفتيش نحو المعبد وفقًا للجدول الزمني ، بعد تلقيهم بلاغًا عن اكتشاف مادة ملوثة هناك ..
“يا للخسارة ، لم تستمتعي بإجازتكِ كما يجب وانتهى بكِ الأمر بالعمل هنا ، أشعر بالذنب حقًا …”
قال كريس مازحًا وهو ينظر إلى إيرين .
عندها فقط ، أدركت أنها قدمت طلب إجازتها في نفس اليوم بسبب استعجالها. ..
“أعتذر …”
“لا ، لم أقل ذلك لأسمع اعتذاركِ— اللعنة ، هل أبدو بهذا الضيق من التفكير؟”
ألقى كريس نظرة حوله ، فوجد زملاءه يضحكون بصوت عالٍ ..
“بالطبع لا! أنت شخص كريم للغاية!”
أجابت إيزابيلا بضحكة مشرقة ، فتنهد كريس وضحك قائلاً:
“هاه ، لا أحد يقدرني إلا قديسة الحرس …”
بينما كانت إيرين تراقب الموقف ، التقت عيناها بعيني راينهارت …
لم تكن تتوقع أن يكون ضمن المشاركين في هذه المهمة …
‘لقد أصبح يظهر كثيرًا مؤخرًا ..’
كانت نظرات راينهارت موجهة نحو إيزابيلا ، وكانت هادئة ورصينة …
“ها هو هنا!”
صاح أحد الأعضاء ..
أشار إلى نبات أسود متفحم بفعل التلوث ..
“يا لهم من وقحين ، تجرؤوا على التسلل إلى هنا أيضاً؟”
هز كريس رأسه متذمرًا ..
“لماذا أصبحوا فجأة أكثر جرأة في أساليبهم؟”
تمتم كريس بوجه جاد ..
لطالما تحرك السحرة السوداء في الخفاء ، متعمدين نشر الملوثات بين الناس سرًا ، حتى يخضعوا تدريجيًا لسيطرتهم العقلية دون إدراكهم ..
‘ لم يعودوا بحاجة إلى الحذر بعد الآن …’
استنتجت إيرين ذلك ..
هذا يعني أن نفوذ السحرة السوداء أصبح أقوى من ذي قبل ..
لم يكن بإمكانهم التوسع بهذا الشكل دون جهة قوية تدعمهم من الخلف ..
لا بد أن هناك قوة هائلة تقف وراءهم ..
“آه!”
تعالت شهقة مفاجئة من مكان قريب…
كانت إيزابيلا ، التي وجدت كتابًا في زاوية الحرم .
“هل أسقطه أحد السحرة السوداء؟”
أدركت إيرين على الفور ماهية الكتاب الذي عثرت عليه ..
فتح راينهارت الكتاب ، لكن وجهه سرعان ما تجمد ..
“إنه مكتوب بلغة قديمة ..”
قال راينهارت على الفور ، ثم التفت إلى أحد الفرسان بجانبه وأمره:
“تحقق مما إذا كان هناك شخص داخل المعبد قد فقد هذا الكتاب ..”
“نعم ، سيدي!”
لكن إيرين كانت تعلم بالفعل أن هذا الكتاب لم يكن مفقودًا من الداخل …
“اللغة القديمة ..”
كان هذا هو السبب الحاسم الذي أدى إلى صعود نفوذ كيم تاي هيون داخل البلاط الإمبراطوري ..
تحركت إيرين مباشرة نحو راينهارت بخطوات ثابتة …
“ماذا؟”
نظر إليها بدهشة ، وقد بدا أن وجهه احمر قليلًا بسبب اقترابها المفاجئ ..
أدركت إيرين أن المسافة بينهما كانت قريبة جدًا ، فتراجعت خطوة إلى الوراء …
“هل يمكنني إلقاء نظرة؟”
“…أنتِ؟”
“نعم …”
ظهرت علامة استفهام طفيفة على وجه راينهارت ، لكنه في النهاية ناولها الكتاب ..
كان كتابًا قديمًا بغلاف مهترئ ، يبدو عاديًا من الخارج ، لكنه لم يكن كذلك من الداخل …
‘ يمكنني قراءته …’
كان مكتوبًا بالكورية ..
تذكرت إيرين ذكريات “لي يون هي”، مما جعلها قادرة على فهمه ..
“…هل يمكنكِ قراءته؟”
سألها راينهارت عندما لاحظ تعابير وجهها ، في حين كان الجميع يترقبون إجابتها ..
خاصةً إيزابيلا ، التي كانت تنظر إليها بقلق واضح ..
بعد لحظة من التردد ، هزّت إيرين رأسها بهدوء ..
“…لا، لا يمكنني قراءته ..”
ظهرت على وجوه باقي الأعضاء تعابير محبطة ، وكأنهم كانوا يتوقعون ذلك مسبقًا ..
لاحظ راينهارت النظرة التي رمقتها بها ، فقال بهدوء:
“فهمت ، إنه لأمر مؤسف ..”
بعد فترة وجيزة ، عاد الفارس الذي كان قد أُرسل للتحقيق ..
“لم يُعثر على أي شخص داخل المعبد أبلغ عن فقدان هذا الكتاب …”
كما توقع راينهارت ، لم يُظهر أي مفاجأة وقال بهدوء:
“سنعود …”
القصر الإمبراطوري الغربي ..
عندما سمع كيم تاي هيون خبر حصولهم على الكتاب القديم كما كان متوقعًا ، لم يستطع إخفاء فرحته …
“أخيرًا!”
لقد حان الوقت ليبدأ في التحرك ..
بعد أن قرأ جزءًا من الكتب القديمة في مكتبة القصر الإمبراطوري ، خطط لشيء محدد:
“صنع كتاب قديم …”
اختار عمدًا كتابًا مهترئًا وقديمًا ، وكتب فيه عشوائيًا بأي كلام بالكورية ..
بما أنه الوحيد الذي انتقل إلى هذا العالم ، فلن يكون هناك أي شخص آخر قادر على قراءة “اللغة القديمة”.
“وهذا يعني أن استغلالها سيكون بيدي بالكامل …”
ارتسمت على وجهه ابتسامة مفعمة بالثقة ، لكنها سرعان ما تلاشت ..
“ذلك الوغد المزعج …”
لطالما ذكّره راينهارت بأخيه الأكبر ، كيم تاي هيوك …
كلاهما كان متعجرفًا ، متصنعًا للكبرياء ، بنفس الغرور والتعالي ..
نظراتهما التي توحي بالتفوق ، والطريقة التي يتصرفان بها وكأنهما دائمًا في القمة ، كانت أكثر ما يثير اشمئزازه ..
“فلنرَ من سينتصر هذه المرة …”
هذه المرة ، لن يفشل في الإطاحة به تمامًا ..
في حياته السابقة ، لم يتمكن من وراثة شركة العائلة ، لكن الأمر مختلف الآن ..
فهنا ، لم يكن يسعى خلف مجرد شركة ، بل خلف سلطة هائلة وجذابة كانت في متناول يده ..
“لا يمكنني التفريط بها بأي ثمن …”
في عينيه الذهبيتين ، تأجج بريق طمعٍ عميق ..
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 86"