لم تتردد في لوي معصم هاكان وانتزاع سيفه ،
ساد الهمس واللغط بين الجمهور ..
“……”
مع أن معصمه انثنى بشكل مفرط تحت قوتها الهائلة ، إلا أن هاكان لم يصدر أي أنين من الألم ، بل حدّق في إيرين بنظرات ثابتة …
‘بالفعل ، دماء الساكار تجري في عروقها …’
في عينيه الحمراوين الباردتين لمعت شرارة من الإعجاب ..
‘يا لها من ابنة رائعة أنجبتها نيوب ..’
بالرغم من أن والدتها نيوب التي تركته وغادرته قد أنجبت ابنة تشبهها تمامًا في مظهرها ، إلا أن القوة التي تمتلكها كانت دليلًا قاطعًا على أنها ابنة أبيها ..
“العدل؟… كنت عادلًا بما فيه الكفاية ، أليس ما تفعلينه الآن هو الظلم بعينه؟”
مع ذلك ، اشتعلت في قلبه رغبة أقوى لجعلها وريثته …
“إذا كنت ترغب بشدة في أن أصبح وريثتك ، فلنعد إلى الشرط الذي اقترحته أولاً ..”
قالت إيرين بصوت حازم ثم خطت بثبات نحو قائد الفرسان ومدت يدها ..
“سيدي القائد ، هل يمكنني استخدام سيفك؟”
أصيب قائد الفرسان بحيرة وارتباك من تدخلها المفاجئ ..
“إيرين ليكاون ، هذا مخالف لقوانين المبارزة ..”
ردت بصرامة دون أن يظهر عليها أي تردد:
“المخالفة بدأت من السيد هاكان أولاً ..”
نظر إليها قائد الفرسان بارتباك وسأل:
“ما دليلكِ على ذلك؟”
كانت إيرين تحدق في هاكان بهدوء ، وكأنها تحذره من الكذب ..
قرأ هاكان نظراتها وأطلق ضحكة قصيرة ومستهزئة:
“حتى في هذا ، أنتِ تشبهين نيوب ليكاون ..”
ثم أسقط سيفه واتخذ وضعية الاستسلام ، بحركة استهزائية مليئة بالثقة ..
“لنفترض أنني خسرت ..”
أثارت طريقة استسلامه أعصاب إيرين ، حيث بدا وكأنه يمنحها الفوز بدلًا من خوض المعركة بجدية ..
“ليس هناك حاجة لذلك ، لنكمل المبارزة…”
لكن قبل أن تنهي كلامها ، اختفت الثقة من وجه هاكان لأول مرة ، شعرت إيرين بشيء من التوتر ينبعث منه ..
“لننهي الأمر هنا ، لا أريد المزيد من الإحراج.”
كشف هاكان بجرأة عن شعوره الحقيقي ، أنه يريد فقط مغادرة ساحة المبارزة بأسرع وقت …
“لقد خسرت ، أيها الحكم.”
أشار هاكان بيده بلامبالاة ..
على الرغم من استياء قائد الفرسان من سلوك هاكان المتعجرف ، إلا أنه أعلن النتيجة دون إظهار ذلك:
“سيدريك ليكاون ، هو الفائز!”
كان سيدريك يراقب الوضع ، لكنه لم يكن يبدو سعيدًا ، كان وجهه يحمل ملامح شخص لم يرضَ عن فوز لم يكن كما أراده ..
“….”
تركزت نظرات سيدريك على هاكان ، وكانت مليئة بهالة من العداء القاتل ..
هاكان ربت على كتفه بابتسامة متكلفة ..
“كانت مواجهة جيدة ، يا دوق.”
رد سيدريك ببرود:
“أتمنى أن نخوض هذه المواجهة الجيدة مرة أخرى ..”
ضحك هاكان بخفة ، وقال وهو ينظر إلى إيرين:
“يبدو أن عناد ابنتك هو شيء متوارث في عائلتك …”
ومع اشتعال عيني سيدريك الزرقاوين ببريق بارد ، غادر هاكان الحلبة بخطوات واثقة ..
وهكذا انتهت معركة النفوذ بين الطرفين بفوز سيدريك ..
—
في هذه الأثناء ، كان كيم تاي هيون يراقب الوضع من بعيد ، غير قادر على إخفاء دهشته
“ما هذا بحق الجحيم؟”
سلسلة من الأحداث الغامضة تتابعت أمامه ،
في اليوم التالي مباشرة لتقديمه تقريرًا للإمبراطور يتهم فيه أحد فرسان البلاط بالتواطؤ مع ملك أجنبي ، تمت إقامة مباراة مفاجئة تحت إشراف ولي العهد ..
‘ما الغرض من هذه المباراة؟ وما هو هذا التسلسل الغريب للأحداث؟ …’
ما أزعجه أكثر هو تدخل إيرين ليكاون ، بدا الأمر وكأنها تتفوق على هاكان ، مما جعله يشعر بالقلق ..
ثم ، في لحظة واحدة ، تذكر المحادثة التي دارت بين هاكان وإيرين في الحفل ..
‘هل يمكن أن تكون…’
المحادثة التي بدأت تتضح له في عقله:
“ابنة سيدريك؟”
“نعم ، إيرين ليكاون …”
“هل تعرفين نيوب ليكاون؟”
“من هي والدتكِ؟”
عند التفكير مليًا ، أدرك أن هذه لم تكن محادثة عادية ، في ذلك الوقت ، كان غاضبًا للغاية بسبب رفض عرض زواجه من دوقة بيتزيل ، فلم ينتبه للتفاصيل ..
‘لا يمكن… هل إيرين ليكاون هي الابنة الحقيقية لهاكان؟ …’
قضم شفته من شدة توتره مع هذا الاستنتاج الجديد ..
‘شعر أسود وعيون حمراء…’
تلك هي السمات الجينية النموذجية لشعب الساكار ، افترض دائمًا أنها ورثتها من والدتها ، ولكن إذا كانت والدتها نيوب ليكاون ، فهذا يعني أنها ورثتها من والدها ..
‘تبا ، ما هذا الوضع؟ ..’
الأمور أصبحت معقدة للغاية ، إذا لم يكن هناك تواطؤ بل لقاء عابر بين الأب وابنته الحقيقية ، فإنه لم يرتكب خطأ بسيطًا فحسب ، بل ألقى بتهمة قد تقوض ثقته لدى الإمبراطور ..
‘لقد أشعلت شرارة فتنة قد تتحول إلى فضيحة! …’
إذا ثبت لاحقًا أن هذه الشرارة كانت مبنية على افتراء ، فإن مكانته ستتراجع بشكل كبير ..
في تلك اللحظة ، تغيرت نظرات كيم تاي هيون ..
“لا… الأمر ليس كذلك.”
إخفاء نسب ملكي هو جريمة خطيرة بحد ذاتها ، كان بيت ليكاون قد أشعل شرارة الفوضى بسبب هذا الإخفاء ..
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ..
لطالما كان بيت ليكاون ، الحليف الأساسي لولي العهد ، شوكة في جانبه ، الآن ، أصبح لديه ذريعة للإطاحة بهم ..
“تهمة إخفاء نسب ملكي؟ هل تخطط لتغيير استراتيجيتك هذه المرة؟”
كان الصوت منخفضًا لكنه بارد كالثلج ..
تفاجأ كيم تاي هيون حين أدرك أن نواياه قد كُشفت ، فنظر بجانبه متوترًا ..
كان راينهارت يحدق فيه بنظرة هادئة ، مما جعله يشعر وكأنه مكشوف تمامًا أمامه ..
“جرّب أن تتحدث ، إن كنت تجرؤ ..”
قالها راينهارت بهدوء ، مما جعل كيم يشعر بشعور ساحق ، فقبض يديه بقوة بسبب إحساسه بالمهانة ..
ثم أضاف راينهارت بابتسامة باردة على شفتيه:
“لكن احرص على أن تتخذ قراراتك بعناية ، قد أغفر مرة ، لكن الثانية لن تمر بسهولة.”
كلمات راينهارت تلك جعلت رأس كيم يدور بسرعة .
‘لماذا يبدو واثقًا بهذا الشكل؟ …’
كان واضحًا أن راينهارت يعتمد على شيء ما ،
حين يتصرف بهذه الطريقة ، يكون لديه دائمًا خطة للرد .
في الرواية الأصلية ، كان راينهارت يُعرف بذكائه الحاد ..
‘ما هو ذلك الشيء الذي يعتمد عليه؟ ..’
بينما غادر راينهارت المكان بهدوء ، قضم كيم شفتيه بغيظ ..
‘يا له من شخص مزعج ..’
كانت ثقة راينهارت وعمله الاستباقي يذكرانه بأخيه كيم تاي هيوك قبل التجسد ، مما جعله يشعر بغيظ مضاعف ..
كيم تاي هيوك ..
‘لو لم يكن موجودًا ، لكانت الشركة لي الآن ..’
كانت شركة “تاي كيونغ”، إحدى أكبر الشركات الرائدة في الاقتصاد الكوري ، وكان كيم تاي هيون الابن غير الشرعي للعائلة ..
لكنه خسر دائمًا أمام أخيه كيم تاي هيوك ، سواء في الأداء أو في الثقة ، مما جعل المسؤوليات الكبرى تذهب دومًا لأخيه ..
‘وكأن القدر يسخر مني! حتى في هذا العالم ، أنا أيضًا الابن غير الشرعي! ..’
لذلك ، أراد أن يثبت نفسه هذه المرة ، لكنه وجد أن راينهارت أصبح عقبة أخرى أمامه ..
بدأ كيم يبحث في الحشد عن شخص معين ..
“إيزابيلا!”
كانت إيزابيلا تحدق في الحلبة بوجه غاضب ، لكنها غيرت تعابيرها سريعًا عندما سمعته يناديها .
“أوه ، سموك …”
ابتسمت بسلاسة وكأنها لم تكن غاضبة قبل لحظات ، فتألقت كزهرة متفتحة ..
على الرغم من أن كيم لاحظ التغير المفاجئ في تعابيرها ، إلا أنه تصرف وكأنه لم يلحظ شيئًا ، وقال لها بهدوء ..
“حان الوقت للدخول إلى ‘هناك’.”
ترددت إيزابيلا قليلاً وقالت:
“لكن ذلك المكان… سمعت أنه خطر ..”
رد عليها كيم بابتسامة مطمئنة:
“لن يحدث شيء خطير ، سأحرص على مراقبة كل شيء ، كل ما عليك فعله هو مراقبة إيرين
ليكاون هناك …”
بعد لحظة من التردد ، أومأت إيزابيلا برأسها بحماس وقالت:
“حسنًا!”
لكن في داخلها ، لم يكن الأمر متعلقًا بإيرين فقط ، فقد كان هناك شخص آخر في بالها ..
“راينهارت…”
وسيم ، مثقف ، صاحب حضور قوي ، كان يشبه شمسًا متألقة لكل من يراه ..
وريث مثالي للإمبراطورية ..
‘إن كان يدير الفرقة الأولى للتفتيش ، فهذا يعني أنني سألتقيه هناك ..’
بدأت تفكر بسرعة ..
‘ سأتظاهر بالندم العميق ، وبأنني ألوم نفسي بشدة…’
بشرط أن أُظهر ابتسامتي المشرقة وأعمل بجد ، لن يستطيع مقاومتي ..
‘سأغريه ببطء وبمهارة …’
ابتسمت في داخلها بخبث ..
‘ إيرين ليكاون …’
‘أنا أفضل منكِ ، وسأثبت ذلك مهما كان الثمن …’
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 82"