مر أسبوع منذ دخول القديسة إلى القصر الإمبراطوري ..
اقترب موعد الاحتفال بعيد الميلاد ، وكانت الحراسة مشغولة في التحضيرات ..
تم إدراج إيرين ضمن قائمة الحراسة بصفتها عضوة في الفرقة الأولى للاستطلاع ..
وكما هو الحال ، تم استبعاد مايكل مرة أخرى .
“هذا توزيع متعمد تمامًا ..”
تذمر مايكل بنبرة مستاءة وهو يحدق بها ، بدا وجهه غاضبًا للغاية …
إيرين ، التي لم تستطع فهم سبب غضبه الشديد ، ردت بلا مبالاة وهي تواصل سيرها ..
“لا بد أن لصاحب السمو غاية في ذلك .”
توقفت إيرين عند الطريق المؤدي من الجناح الغربي إلى فرقة الاستطلاع الأولى ، لتلاحظ الخدم المشغولات ..
“ما بال هذه القديسة المسماة إيزابيلا تطلب الكثير؟ هي ليست حتى نبيلة أو فتاة تقدم لأول مرة في حفلة الظهور!”
“إنها أوامر صاحب السمو ، ماذا بوسعنا أن نفعل؟ على الخدم تنفيذ الأوامر بلا اعتراض ..”
تمتمت الخادمات بامتعاض ، ويبدو أن التحضيرات لحفلة الظهور الخاصة بإيزابيلا تجري على قدم وساق ..
مرت إيرين بجوارهن ، لكنها استمرت في سماع حديثهن عن الموضوع ..
“هل الأمير الثاني معجب بالقديسة؟”
“على الأقل هو معجب بها.”
“بالطبع ، هذا واضح.”
وفي تلك الأثناء ، تفاجأت إيزابيلا عندما أخبرتها الخادمات عن طلب مفاجئ ..
“…يريدون رؤيتي؟”
حدقت الخادمات في وجهها ، الجميل كوجه غزال صغير ، وهن يهززن رؤوسهن ..
“نعم ، جلالة الإمبراطورة ترغب في رؤيتكِ …”
“هل يمكنني الذهاب الآن؟”
رافقت الخادمات إيزابيلا إلى الجناح الشرقي ، وعندما دخلت حديقة جناح الإمبراطورة ، شهقت من روعة المكان …
كانت الحديقة تحت ضوء الشمس أشبه بجنة خيالية ..
كانت الزهور البيضاء النضرة تزين أحواض الزهور بتناغم ، ونافورة منحوتة بعناية على شكل جنية تتوسط المكان ..
“أهلًا بكِ.”
رحبت بها الإمبراطورة بابتسامة مشرقة ، كانت ابتسامتها الجميلة تنافس زهور الحديقة ..
إلى جانب الإمبراطورة ، كان يقف لويد ..
“أهلًا بكِ!”
رحب بها لويد بحماس ..
“أه… مرحبًا.”
ابتسمت إيزابيلا بخجل ..
نظرت الإمبراطورة إلى إيزابيلا بنظرة فاحصة غير ملحوظة ، وابتسمت بلطف ..
“أنتِ جميلة للغاية.”
“أوه ، شكرًا… لكن كيف لي أن أضاهي جمال جلالتكِ؟ فأنتِ تشرقين بهذا الشكل الرائع ..”
توقفت الإمبراطورة للحظة ، متفاجئة من هذا الإطراء غير المتوقع ، ثم نظرت إلى إيزابيلا بنظرة ذات مغزى ..
“أخبروني إنكِ فقدتِ ذاكرتكِ …”
لكن من طريقتها في الرد على الإطراء ، لم تكن كلماتها تنم عن شخص فاقد للذاكرة ..
‘هذه ليست مجرد ثعلبة عادية ، بل ثعلبة بيضاء ماكرة ..’
رسمت الإمبراطورة ابتسامة غامضة على شفتيها ، وقد أدركت سريعًا طبيعة إيزابيلا ..
“ربما سنتفاهم جيدًا ، أنا وأنتِ …”
*. *. *.
الاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور الستين
دخلت إيرين الحراسة تحت قيادة قائد الحرس لحماية راينهارت ..
وقف الجميع في صفوفهم بتركيز عالٍ ، محاذين تشكيل الحراسة المخصص …
“من هو الشريك المرافق لصاحب السمو ولي العهد؟”
سأل أحد الحراس ، ولأن هذا السؤال كان مثار فضول الجميع ، انتظروا الإجابة باهتمام ..
شريك ولي العهد ، خاصة في أول حفلة رسمية يحضرها بعد توليه منصبه ، كان محط أنظار الجميع ..
“حتى الآن ، لم يتم تأكيد هوية الشريك …”
رد قائد الحرس ، مما أثار همسات بين الفرسان ، كانوا يعتقدون أن شريك ولي العهد قد تم اختياره مسبقًا ، لذا أثار هذا الرد دهشتهم ..
“هل حقًا الإشاعة عن ميوله نحو الرجال صحيحة؟”
خلال استراحة قصيرة بعد محاكاة التشكيل ، بدأ الحراس يتحدثون عن ولي العهد ..
“لكن لا يبدو عليه ذلك ، من يحب الرجال يظهر عليه ذلك بطريقة ما ، أليس كذلك؟ تلك الأجواء الخاصة.”
“ما هذا؟ تتحدث وكأنك قد جربت ذلك ، هل لديك أحد قريب منك؟”
“هيه! لا أستطيع التحدث أمامك!”
بينما كانت إيرين تستمع إلى حديثهم ، بدأت تفكر
‘هل يعقل أنه يفضل الرجال فعلاً؟ ..’
في الرواية الأصلية ، لم يتم ذكر أي شيء عن مشاعر راينهارت أو ميوله ..
لأول مرة ، بدأت تفكر في ميول راينهارت العاطفية ..
:في كل الأحوال ، هذا الوضع ليس جيدًا ..’
مجرد انتشار هذه الشائعات بين الحراس كان مؤشرًا سيئًا ..
تفضيل ولي العهد للرجال ، إذا كان صحيحًا ، يمكن أن يُنظر إليه على أنه عيب خطير ، خاصة مع كونه ملزمًا بواجب إنجاب وريث.
قد يكون هذا نقطة ضعف يمكن للإمبراطورة استغلالها لإسقاطه ..
رفعت إيرين يدها بسرعة .
“هل لي أن أسأل عن مكان صاحب السمو ولي العهد؟”
“هل الأمر مهم لدرجة أن تخرجي من التشكيل؟”
“نعم.”
“وما السبب؟”
“يتعلق الأمر بشرف صاحب السمو ..”
“بشرفه؟”
“نعم.”
نظر إليها قائد الحرس بجدية وأخبرها بمكان ولي العهد بصوت منخفض ..
“مهما يكن السبب ، عودي سريعًا.”
ثم أضاف:
“رغم أن ولي العهد يوليكِ اهتمامًا خاصًا ، إلا أن التهاون في أداء الواجب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.”
تفاجأت إيرين من كلماته وسألت:
“هل قال صاحب السمو إنه يوليني اهتمامًا خاصًا؟”
بدوره ، بدا قائد الحرس متفاجئًا من ردها ..
“أليس هذا واضحًا؟ إنه يهتم بكِ أكثر من غيركِ ، هل كنتِ لا تعلمين؟”
“لا، لم أكن أعلم.”
“يا للعجب.”
بدا قائد الحرس وكأنه أدرك خطأه في الكلام ، كان يفترض أنها تعرف ، لذا تحدث بحرية ..
“رجاءً ، لا تخبري صاحب السمو ، يبدو أنني تحدثت دون قصد …”
“حسنًا.”
ردت إيرين بفتور ، وهي تشعر بالارتباك ،
تذكرت كلمات دايمون ، التي قالها ذات مرة وهو مخمور:
“من بين الجميع ، أنا أعرف شخصًا حصل على عناية صاحب السمو ولي العهد بنفسه ..”
كان دايمون قد حصل على المرتبة الثانية في اختبار الفرسان الأخير ، بعد أن انتزعت إيرين المرتبة الأولى ، بالنظر إلى موقفه المتعالي تجاه النساء ، بدا واضحًا أنه كان يشعر بالجرح ..
ظنت سابقًا أن كلماته كانت ناتجة عن الغيرة والمبالغة ، لكنها الآن بدأت تعيد التفكير في الأمر …
“سأذهب الآن ..”
وصلت إيرين إلى قاعة الانتظار الخاصة بالعائلة الإمبراطورية ، ودخلت بعد أن استأذنت من راينهارت ، كان راينهارت يضبط ملابسه بأناقة وهدوء …
يرتدي بدلة بيضاء مزخرفة ، كان يبدو وكأنه تحفة فنية صنعها حرفي ماهر بعناية ..
‘بشرته تبدو أفضل مما كانت عليه ..’
تساءلت إيرين وهي تميل رأسها قليلاً ، كانت بشرته أكثر نعومة وإشراقًا من بشرتها ، مما جعله يبدو أشبه بشخصية خيالية بجماله الساحر …
بينما كانت تحدق في ملامحه الفاتنة بتأمل ، استيقظت من شرودها على صوته ..
“هل هناك أمر ما؟”
تذكرت المحادثة التي جرت بينها وبين قائد الحراس ، وسألت بجدية:
“هل تخصّني بمعاملة خاصة؟”
نظر إليها راينهارت بنظرة متفاجئة ، مشيراً بوضوح إلى أنه لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال ، عكست نظراته المرتبكة حجم الصدمة التي شعر بها ..
“ما هذا السؤال المفاجئ؟”
أدركت إيرين متأخرة أن سؤالها قد يُعتبر غير لائق ، لقد ارتكبت زلة لسان ..
‘لقد عاملت القائد وكأنه شخص تُحركه مشاعره الشخصية ..’
قالت بسرعة وهي تحاول التراجع:
“أعتذر ، أرجو أن تتجاهل ما سمعته ..”
“لكن ، ما الذي دفعكِ لطرح هذا السؤال؟”
كانت على وشك أن تذكر المحادثة مع قائد الحراس ، لكنها تذكرت طلبه بعدم الكشف عنها
شعرت بالتردد؛ إذا أفصحت عن السبب ، فستضع القائد في موقف محرج ، أما إذا لم تفعل ، فسيبدو وكأنها تخالف أوامر ولي العهد …
ظهر التوتر بوضوح على وجهها ، مما دفع راينهارت إلى التلويح بيده لتهدئتها ..
“لا بأس ، هل هذا كل ما أتيتِ من أجله؟”
“آه…”
تفحصها راينهارت بعناية ، وكأنه يحاول قراءة تعابير وجهها ، بدا وكأنه قلق على شيء ما ،
استعادت إيرين تركيزها وشرحت السبب الحقيقي لزيارتها:
“تنتشر شائعات حول ميولك الشخصية.”
“آه ، فهمت ..”
بدا راينهارت وكأنه تنفس الصعداء ، مما أثار استغرابها.
“ألا يزعجك ذلك؟”
حول راينهارت نظراته إلى النافذة ، محاولاً تجنب الإجابة المباشرة ، نظر إلى السماء التي تزينت بلون غروب الشمس الخلاب قبل أن يقول بهدوء:
“أنا على علم بتلك الشائعات منذ فترة.”
“أفهم ذلك.”
شعرت إيرين داخليًا أن راينهارت لا يمكن أن يكون غافلًا عن هذه الشائعات ، لكن تأكدها من ذلك أثار استغرابها ..
‘إذا كان يعلم ، فلماذا يترك الأمر على حاله؟ ..’
بدأت التساؤلات تتزايد في ذهنها ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 73"