“من أجل سلام الإمبراطورية ..”
في الحقيقة ، كان ذلك من أجل حماية عائلتي… من كيم تاي هيون ..
ولتحقيق ذلك ، كان من الضروري رفع نتائج الفرقة الأولى لتفتيش العائلة الإمبراطورية التي يشرف عليها راينهارت ، مما يعزز من مكانته ..
“يا لها من ذريعة رائعة ..”
عبس راينهارت وكأنّه لا يستطيع فهم الأمر ،
بدت عيناه الخضراوان مليئتين بالتفكير العميق ، وكانت تعابيره متوترة للغاية ..
“أشعر أنكِ تخفين شيئًا.”
“أنا لا أخفي شيئًا.”
لأول مرة ، كذبت إيرين ، شعرت بوخز في ضميرها ، وتساءلت لماذا تصبح ضعيفة أمامه ..
“حسنًا ، سأصدر قرار نقل إلى الفرقة الأولى للتفتيش غدًا ..”
قال راينهارت ، وهو يتنهد بنبرة ثقيلة قبل أن يعلن انتهاء اللقاء ..
—
وقت العشاء في قصر دوق ليكاون ..
منذ دخوله غرفة الطعام ، لم يلمس سيدريك الطعام ، بل اكتفى بشرب الماء فقط ..
رأت كلوي ذلك ، فبادرت بالسؤال:
“أبي ، هل هناك شيء ما؟”
حبس سيدريك أنفاسه قليلاً قبل أن يجيب مع تقطيب حاجبيه:
“لقد نُقلت إيرين إلى الفرقة الأولى للتفتيش.”
“ماذا؟!”
نهض ديترِيش بغضب من مقعده ، مما أدى إلى اهتزاز الطاولة العنيفة بسبب بنيته الضخمة ..
لكن لم يجرؤ أحد على التعليق على ذلك ..
“من الذي أصدر هذا القرار؟!”
“إيرين هي الفائزة الأولى ؛ الأمر يعود إليها.”
ردت كلوي وهي تمسح زوايا شفتيها بالمنديل ، غير مبالية بتناول المزيد من الطعام ..
“ألم تكوني تعرفين أين ستُرسل؟”
ولو علمت ، فقد كانت كلوي على استعداد لإقناعها بالتراجع فورًا وتقديم
طلب جديد ..
توهجت عينا ديترِيش بالغضب ، لكنه سرعان ما تلاشى …
“لقد كانت تعرف المكان جيدًا ، ولهذا تقدمت للوظيفة …”
“هل جنّت؟! هل أرادت الموت؟”
“ربما أُجبرت على ذلك بسبب الوصية الإلهية.”
ردّت كلوي بصوت هادئ وغير مبال ، وأخذت تحتسي الماء مثل سيدريك ، ووجهيهما يعكسان نفس الحالة ..
كان الجو مليئًا بالتوتر وكأنه يمشي على الجليد الرقيق ..
“كيف لك أن تلاحقها الى هناك ولا تفعل شيئًا لإيقافها؟!”
تنهّد ديترِيش بوجه منهك وسقط في مقعده ، ثم نهض مجددًا بغضب ، محدثًا اضطرابًا آخر للطاولة ..
“سأذهب هناك بنفسي!”
“أنت لست مؤهلاً لذلك ..”
“ولمَ لا؟! أستطيع الحصول على خطاب توصية ، أليس كذلك؟”
“وهل لديك شخص يمنحك إياه؟”
حدقت كلوي في ديترِيش بعينين فارغتين ، لم يكن بإمكان شخص مثله أن يذكر خطاب التوصية بسهولة ..
كان من النادر جدًا أن يتم رفضه ، فكيف لم يدرك ذلك؟
“سأطلبه من ولي العهد! بالطبع سيوافق!”
“وهل تعتقد أنك ستحصل عليه بمجرد الطلب؟”
“إذا لم يكن لي ، فلمن سيعطيه؟”
تفاخر بثقة وهو يبتسم ، لكن كلوي اكتفت برفع فنجان شايها ببرود ..
أخذت رشفة ، ثم وضعت الفنجان وقالت بخفوت:
“بعد أن قمت بالفوضى في موقع الاختبار ، بات الحصول على خطاب توصية أمرًا مستحيلًا …”
“آه…”
تجلى الإدراك على وجه ديتريش ، ملقياً بظلال من الإحباط ، تنهدت كلوي بشدة ..
يا لهذا الأخ الساذج ، كيف يمكن التعامل معه؟
‘لا فرق بيننا على أية حال …’
فكرت كلوي ، كانت قد فقدت عقلها أيضًا حين علمت برحيل إيرين بدون إخبارهم ، وهجمت على القصر الإمبراطوري مباشرة ..
‘ربما كان هناك طريقة أكثر ذكاءً للتعامل مع الموقف ..’
ابتلعت كلوي إحساسها بالإحباط ، وأخذت رشفة أخرى من فنجان شايها ..
—
في اليوم التالي ، ذهبت إيرين مباشرة إلى عملها الجديد في الفرقة الأولى لتفتيش العائلة الإمبراطورية ..
“إيرين ليكاون ، أتمنى أن نتعاون جيدًا.”
انحنت برأسها قليلًا عند التعريف بنفسها ، كان الجميع في المكتب ينظرون إليها وكأنها مخلوق نادر ..
تحدث رجل في منتصف العمر ، يبدو أنه الأكثر خبرة بينهم:
“أول مرة أرى فارسًا يتطوع للانضمام إلينا ، هل أخطأتِ القسم ربما؟”
“أليس هذا قسم التفتيش الأول؟”
“نعم ، هو كذلك …”
أخفى الرجل ارتباكه وعاد إلى مظهره الجاد ..
“أنا كريس ، قائد هذا القسم ، بإمكانكِ مناداتي بالقائد بكل راحة.”
مدّ يده لمصافحتها ، فأمسكت إيرين بيده الخشنة والسميكة وانحنت برأسها مجددًا ..
“أتطلع للعمل معكم ..”
كريس إيدموند ..
كان أحد الفرسان الذين لقوا حتفهم في المعركة الأخيرة ضد الشياطين في حياتها السابقة ..
تذكرت إيرين كيف رأت وفاته بأم عينها ، فشعرت بثقل في قلبها ..
‘شخص طيب ، وفارس رائع ..’
شيئًا فشيئًا بدأ الأعضاء الآخرون ينهضون مترددين ويقدمون التحية ..
بدوا متأكدين في البداية أنها أخطأت القسم ، لكن بعد رؤيتها ظلوا يتبادلون النظرات ..
امرأة رئيسة المتدربين ، وتتطوع مباشرة للقسم الأول للتحقيق ، ومع خلفية عائلة دوق ليكاون! ..
‘لا شك أنها مجنونة ..’
كان هذا هو الحكم الداخلي الذي خرجوا به جميعًا ..
راقبت إيرين نظرات أعضاء القسم الموجهة نحوها بشيء من الاستغراب ..
بدوا وكأنهم خائفون منها ، رغم أنهم في الحقيقة يبدون مثل المجرمين بسبب ملامحهم الصارمة ..
‘هل يجب أن يكون مظهر الشخص بهذه الصرامة ليجعل المجرمين يعترفون؟ ..’
انغمست إيرين في أفكارها للحظة ، لكن الباب الذي فُتح أخرجها منها ..
“الجميع هنا ، أليس كذلك؟”
دخل شاب وسيم ذو شعر أشقر ، يسير بخطوات رشيقة ، كان راينهارت ..
“تحية للشمس الصغيرة!”
وقف الجميع في وقت واحد وأدّوا التحية ، مسح راينهارت المكتب بعينيه الخضراوات ، التي بدت كأنها تحتوي على لمعان الصيف ..
“سمعت أن موظفًا جديدًا انضم إلينا اليوم ، لذا أردت التحقق …”
“نعم ، لا أذكر متى كان آخر موظف جديد لدينا ، نحن في غاية السعادة بانضمام فرد جديد إلى صفوفنا!”
ضحك كريس بصوت عالٍ ، لكن راينهارت ، الذي نصح إيرين سابقًا بعدم الانضمام إلى هذا القسم ، أبعد نظره عن وجه كريس المبتسم …
“شكرًا لجهودكم جميعًا.”
“شكرًا لك!”
أجاب الجميع معًا في صوت متناسق ، أظهر راينهارت ابتسامة محرجة وتابع حديثه …
“كما أقول دائمًا ، إذا واجهتم أي مواقف خطرة ، فضعوا حياتكم على رأس الأولويات …”
مرّ راينهارت بنظره على وجوه الجميع واحدًا تلو الآخر ، ثم استقرّ أخيرًا على وجه إيرين ..
“يجب أن تحموا حياتكم أولًا ، فحماية الإمبراطورية تعتمد على ذلك ..”
شعرت إيرين أن نظرته إليها استمرت أطول من الآخرين ، لكنها أقنعت نفسها بأن ذلك ربما كان وهمًا …
غمر التأثر وجوه أعضاء القسم ، وشعرت هي الأخرى باضطراب في قلبها ..
‘ إنه مختلف حقًا ..’
عادت إلى ذاكرتها صورة كيم تاي هيون في لحظاتها الأخيرة ، عندما أرغمها على التضحية بحياتها من أجل الإمبراطورية ..
شعرت بأن هذه المرة ، الطريق الذي سلكته هو الطريق الصحيح ..
—
بعد ذلك بفترة وجيزة ..
طرقت إحدى خادمات القصر الباب ودخلت قسم التفتيش ..
عرفتها إيرين على الفور؛ كانت خادمة مقربة من لويد ..
“صاحب السمو ولي العهد الثاني يطلب رؤيتكِ.”
“صاحب السمو ولي العهد الثاني؟”
شعرت إيرين بعدم الارتياح بمجرد التفكير في مقابلة كيم تاي هيون مرة أخرى ..
لاحظ كريس تعبيرها وقال بلهجة حازمة:
“اذهبي على الفور ، لا تقلقي ، لن يكون هناك شيء مقلق …”
رغم صوته الحازم ، لم يفلت من إيرين لمحة القلق التي ظهرت في عينيه ، أومأت برأسها واتبعت الخادمة ..
ما رأته كان مألوفًا جدًا لها؛ إنه المكان الذي اعتادت رؤيته عندما كانت تعمل كحارسة مقربة من لويد في حياتها السابقة ..
قادتها الخادمة إلى الحديقة.
“أوه ، آنسة الدوق ، أتيتِ.”
أشار كيم تاي هيون بمكان للجلوس بشكل غير مريح ..
أغمضت إيرين عينيها لثانية وأخذت نفسًا عميقًا ، ثم جلست أمامه ..
بمجرد أن رأت وجهه ، شعرت بغضب قاتل داخلها ، كان عليها أن تبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على هدوئها ..
‘آنسة الدوق ..’
كانت إيرين ترتدي زي الفرسان بكل وضوح في تلك اللحظة ، ورغم ذلك استشاطت غضبًا عندما خاطبها بلقب “آنسة الدوق”.
“مع احترامي ، أنا هنا بصفتي فارسًة ، يا سمو الأمير …”
تصلّب وجه كيم تاي هيون للحظة ، لكنه سرعان ما استعاد هدوءه ..
“آه ، معذرةً ، أيتها الفارسة ، شعرت وكأنني لم أعتذر بما فيه الكفاية عما حدث في المرة السابقة ..”
ابتسم بابتسامة متوترة وقدّم لها علبة صغيرة على هيئة هدية ..
“بدت يداكِ فارغتين ، فجهزت لكِ شيئًا.”
بدا وكأنه مقتنع تمامًا بفطنته ، متفاخرًا بتقديم الهدية ..
تذكرت إيرين حادثة القاعة منذ ست سنوات وترددت قليلًا قبل أن تأخذ الهدية …
‘…علبة خاتم؟ ..’
هل يعني أنه يريد إعطاءها خاتمًا لأن يديها بدتا فارغتين؟
“يقولون إن النساء يحببن هذا النوع من الأشياء ، لكنني لست خبيرًا بذوق النساء ، إذا لم يعجبكِ ، سأستبدله بشيء آخر …”
ابتسم كيم تاي هيون بخجل ، كأنه شخص عديم الخبرة يشعر بالحرج من تصرفاته ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 68"