لكن ، عندما نظر كيم تاي هيون إلى وجهها البارد ، قال بنبرة اعتذارية:
“يا سيدتي ، لحظة واحدة!”
ثم خفض عينيه كما لو كان يشعر بالذنب ..
“إذا كان لديكِ وقت لاحقًا ، ما رأيكِ في تناول كوب من الشاي؟ أريد أن أعتذر بصدق عن ما حدث سابقًا ..”
“لا داعي لذلك ..”
ردت إيرين بهدوء ، كلماتها كانت الحقيقة بعينها ..
فالذي يمثل المشكلة الحقيقية ليس ما حدث ، بل وجودك “أنت” نفسه ..
“آه…”
شاهد كيم تاي هيون إيرين وهي تستدير بخطوات ثابتة ، بنظرة مذهولة ، لم يمر وقت طويل حتى بدت ملامحه متجهمة ..
“ماذا بحق الجحيم؟ أتعاملني هكذا بسبب أمر تافه كهذا؟”
بالطبع ، كان لويد في صغره متهورًا ومزعجًا ، لكنه لم يكن يتوقع أن يتم التعامل معه بجفاء على أمر حدث منذ سنوات …
‘لو كانت مجرد ابنة غير شرعية لكان الأمر أسهل ..’
استرجع كيم تاي هيون بعض الأحداث وخلص إلى أن القوة الحقيقية لعائلة ليكاون قد تكون بيد إيرين ليكاون نفسها ..
في الرواية الأصلية ، كانت إيرين توصف بأنها ابنة متواضعة تعاني في كنف أسرتها ، لكنها هنا ، بدت ذات نفوذ قوي ..
‘ما الذي يجري؟ لماذا الأمور تختلف عن الرواية؟ ..’
علاوة على ذلك ، بدا أن عائلة ليكاون تسيطر على السلطة أكثر مما كان يُذكر في الرواية ..
‘لا بأس! سأظهر لها تدريجيًا أنني رجل جيد ..’
كان مقتنعًا أن النساء دائمًا ينجذبن للرجل الذي يغير نفسه للأفضل ، ليس ذلك فحسب ، بل قد يغرقن أكثر في حب من يبدل حاله بشكل كبير ..
ومع هذه الفكرة ، ابتسم كيم تاي هيون ابتسامة واثقة ومبتهجة …
—
في اليوم التالي ، حان موعد حفل قسم الفرسان ..
وقفت إيرين أمام المرآة وهي ترتدي زي الفرسان الرسمي ، تنظر إلى انعكاسها ..
رغم أن مظهرها لم يتغير عن حياتها السابقة ، إلا أن مشاعرها الآن كانت مختلفة تمامًا ..
في حياتها السابقة ، ملأ القلق والخوف قلبها تمامًا ..
‘لقد كان المكان غريبًا حينها ..’
على الرغم من كرهها ، كان قصر عائلة ليكاون بمثابة أول منزل لها ..
لكن مغادرته والذهاب إلى مكان جديد وغير مألوف تمامًا بمفردها لم يكن بالأمر السهل ..
وكما توقعت ، كانت الأوقات في الفيلق صعبة ، واجهت التمييز ، والمضايقات ، والتسلط ..
لكنها لم تستطع الشكوى من الظلم ، فقد كان من المعروف أن من يشتكي من المشاكل داخل الفيلق يُعتبر شخصًا مهووسًا بالاهتمام ..
ومع كل ما رأته ، اختارت إيرين أن تصمت وتحمل ما يحدث ..
“مايكل ..”
عندما خرجت من مكان إقامتها ، وجدت مايكل ينتظرها ، نظرت إليه بإحساس من الفضول ، فأخذ يسعل بخفة ليغطي إحراجه ..
“من الأفضل أن تناديني بالأخ الأكبر هنا ..”
“لماذا؟”
“حتى نبدو أشقاء مترابطين ، فلا يجرؤ أحد على مضايقتكِ …”
“……”
باتت إيرين تعرف الآن جيدًا أن مايكل يكذب ، لا بد أنه يبحث فقط عن فرصة لسماعها تناديه بهذا اللقب ..
ترددت للحظة قبل أن تقول:
“لا حاجة لذلك ، إذا حاول أحد مضايقتي ، سأتعامل معه بنفسي …”
على الرغم من شعور مايكل بخيبة أمل طفيفة، إلا أن ملامحه سرعان ما أضاءت بعد سماعه لكلماتها التالية:
“لذا لا تقلق ، أيها الأخ الأكبر …”
شعرت إيرين ببعض الإحراج وهي تشاهد رد فعله المفرط السعادة ، وتجاوزته بخفة ..
‘لماذا يبدو سعيدًا لهذا الحد؟ …’
سواء كان ذلك والدها أو مايكل ، لم تستطع فهم هؤلاء الأشخاص على الإطلاق ..
وصلت إيرين إلى القاعة التي ستُقام فيها مراسم قسم الفرسان ..
كان الباب الرمادي الضخم مفتوحًا على مصراعيه ، كاشفًا عن أرضية مفروشة بسجاد أحمر فاخر …
توقفت فجأة عندما أدركت أمرًا مختلفًا بين حياتها السابقة وحياتها الحالية ..
“ما الذي تفكرين فيه؟ …”
نظر إليها مايكل بتعبير متسائل عندما توقفت فجأة ..
“لا شيء …”
تظاهرت إيرين بعدم الاكتراث وتابعت خطاها إلى الأمام …
في هذه المرة ، لم تكن وحدها خلال المراسم ..
—
بعد انتهاء مراسم القسم ، وقفت إيرين أمام مكتب ولي العهد بعد أن استدعاها …
أصر مايكل على مرافقتها ، لكنها رفضت بصرامة بعدما تذكرت ما حدث في ساحة الاختبار ..
بصعوبة تخلصت منه ، وكانت تحمل في يدها “ليفيدور”. وعندما تذكرت وعدًا قطعته قبل ست سنوات ، طرقت باب المكتب …
طَرق ، طَرق ..
“ادخلي ..”
قبل أن تمر خمس ثوانٍ على الطَرق ، جاء الرد سريعًا ، ظنت إيرين أن الإجابة جاءت بسرعة أكبر من المتوقع ، لكنها لم تركز على الأمر طويلًا ودخلت ..
“أحيي شمس الإمبراطورية الصغيرة.”
قدمت تحيتها باحترام بعدما أدت قسم الفروسية أمام الإمبراطور للتو ..
“لقد مضى وقت طويل منذ أن تحدثنا بشكل رسمي ، يا ابنة الدوق ، أو ربما يجب أن أدعوكِ الآن بالفارسة؟”
“نادني بما يريحك ، سموك ..”
انحنت إيرين برأسها ، لم تحمل في نفسها أي توقعات أو رغبات معينة تجاه اللقب الذي سيستخدمه ولي العهد ..
بالنسبة لها ، كان الأمر مجرد اختيار متروك لولي العهد باعتباره السيد ..
“الأكثر راحة بالنسبة لي هو لقب ابنة الدوق ، لكن…”
توقف راينهارت لوهلة وكأنه يفكر قبل أن يردف:
“في هذا المكان ، من الأنسب أن أناديكِ بالفارسة …”
تفاجأت إيرين قليلاً من قراره ..
“لماذا تبدين متفاجئة؟”
سألها راينهارت بنبرة مستفسرة بعدما لاحظ تعبيرها …
“لا شيء ، سموك ..”
لم تكن إيرين متأكدة من السبب الذي جعلها تشعر بالدهشة ..
‘لماذا شعرت بالمفاجأة؟ ..’
فكرت بعمق في الأمر وأدركت شيئًا: في داخلها ، كانت تتوقع بل وكانت متيقنة أنه سيناديها “ابنة الدوق”..
لكن ما حدث كان العكس ، فقد دعاها “الفارسة”.
وفهمت جيدًا المعنى الضمني لهذا اللقب:
‘احترام الفارس …’
لاحظ راينهارت تعبيرها وبدت عليه ملامح القلق ..
“يا فارسة ، هل هناك مشكلة؟”
لإخفاء اضطرابها الداخلي ، سارعت إيرين بتغيير الموضوع ..
“لا شيء ، سموك ، ولكن ، هل لي أن أسألك عن سبب استدعائي؟”
أومأ راينهارت قبل أن ينتقل إلى صلب الموضوع ..
“لقد اجتزتِ اختبار الفرسان بتفوق ، وكونكِ الأولى يعني أن اختيار الفيلق الذي ستنضمين إليه يعود إليكِ وليس لي ، هل كنتِ تعلمين ذلك؟”
“أجل ، أعلم ..”
أومأت إيرين برأسها ، ففي حياتها السابقة ، اختارت الانضمام إلى فيلق حراسة الأمير الثاني لويد ..
كان لويد هو الشخص الوحيد الذي استقبلها في ساحة الاختبار بتشجيع ودي عندما رآها لأول مرة ..
“إن جرأتكِ في خوض الاختبار وحدكِ كانت رائعة حقًا …”
كان ذلك أول تعليق لطيف تتلقاه من أحد ، وتأثرت بكلماته ، لذا ، استخدمت حقها في الاختيار لصالحه ..
‘ كان ذلك تصرفًا أحمق …’
غامت نظرات إيرين للحظات قبل أن تعود إلى توهجها مجددًا ، وامتلأت بعزيمة راسخة بعدم تكرار نفس الخطأ ..
“أرغب في الانضمام إلى القسم الأول لوحدة التحقيق الإمبراطورية …”
تنقسم وحدة التحقيق إلى قسمين:
القسم الثاني يتعامل مع الجرائم البسيطة داخل الإمبراطورية ، بينما القسم الأول يتحرك لحل الجرائم الكبرى التي تهدد أمن الإمبراطورية …
كانت المخاطر في القسم الأول كبيرة ، وحياة الفرسان دائمًا في خطر ، مما جعله القسم الذي يسجل أعلى معدل وفيات سنويًا ..
عندما أدرك راينهارت هذا ، بدا وجهه متصلبًا ..
“أعتقد أنني الأنسب لذلك المكان بسبب ما أملك …”
“ما تملكينه؟”
كان المقصود هو “ليفييدور”، الأداة المقدسة القادرة على الكشف عن جذور التلوث ..
وبالنظر إلى أن المهمة الرئيسية للقسم الأول هي تعقب السحرة السود ، لم يكن ما قالته إيرين خاطئًا ..
“هل تعنين أنكِ ستقتحمين الميدان بنفسكِ باستخدامه؟”
“نعم ..”
واجه راينهارت صعوبة في الرد على الفور ، بدا كأنه يزن كلماته بحذر قبل أن ينصحها:
“إذا ذهبتِ هناك ، فقد تموتين ، السحرة السود ليسوا خصمًا يسهل التعامل معه ..”
“أعلم ذلك ، لديهم إيمان أعمى ، ورغبة لا نهاية لها في الانتقام ، ووحدة متماسكة ، واستعداد للتضحية بحياتهم دون تردد ..”
كان هذا الوصف دقيقًا للسحرة السود الذين يعبدون حاكم الشر ..
فأي اعتداء على أحد أتباعهم يُقابل بانتقام أضعافه ، ودون أي قيود أو اعتبار ، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم ..
“يبدو أنكِ تعرفينهم جيدًا ..”
ظهرت على راينهارت ملامح التعجب من إجابة إيرين غير المتوقعة ..
‘لقد خضتُ حربًا معهم لسنوات …’
كانت إيرين واثقة بأنها أكثر من يعرف عن السحرة السود ، بعد أن فقدت عائلتها واحدًا تلو الآخر بسببهم ..
لو لم تتذكر تلك التفاصيل ، لكان الأمر غريبًا ..
“حتى مع علمكِ بكل ذلك ، هل يجب أن تذهبي؟”
بدت على راينهارت رغبة واضحة في ثنيها عن قرارها ..
استغربت إيرين من إصراره على منعها ، إذ رأت أن تلك المهمة من صميم عمل الفرسان ، وبعد تفكير قصير ، قررت الإفصاح عن سببها:
“تلقيتُ وحيًا ..”
“وحيًا؟”
“طلب مني الحاكم أن أطهر التلوث…”
“…”
نظر إليها راينهارت بتعبير مرتبك وغير مستوعب لما تقوله ..
“ولماذا يجب أن تكوني أنتِ من يفعل ذلك؟”
توقفت أفكار إيرين فجأة عند سماع هذا السؤال غير المتوقع ..
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 67"