“أنت ، اخرج …”
“ماذا؟ لا ، لن أفعل ..”
ابتسم رون بمكر ، مما جعل إيرين تشعر بارتباك شديد ، كانت تعلم أن العلاقة بين راينهاردت ورون وطيدة ، لكن هل يمكن حقًا أن يتجرأ أحد الحراس الشخصيين على رفض أمر سيده بهذه الطريقة؟
“أخبرتك ، اخرج دون كلام إضافي ..”
ظهر في نبرة راينهاردت أثر من الضيق ، كان يبدو دائمًا ناضجًا ، لكن فجأة بدا وكأنه صبي في عمره الحقيقي ، حاولت إيرين كبح ابتسامة كادت أن ترتسم على وجهها؛ ربما كان من غير اللائق أن تجد الأمر لطيفًا ..
“…تسك.”
خرج رون من المكتب وعلى وجهه علامات الإحباط ، وهكذا ، بقيت إيرين وراينهاردت وحدهما ..
بادرت إيرين بالحديث:
“هل لديك أمر هام آخر تريد قوله؟”
“…لا.”
رد راينهاردت بنبرة متعبة بعض الشيء ..
“أنا آسف لأنني أضعت وقتكِ دون سبب.”
“لا عليك ، بإمكانك أن تناديني في أي وقت.”
سرعان ما طلب منها المغادرة ، وبينما كانت تستعد للخروج ، لم تستطع إيرين أن تمنع نفسها من الحديث ، فقد أقلقها وجهه الشاحب
“رغم انشغالك بالأعمال ، تذكر أن صحتك هي الأهم ، اعتنِ بنفسك جيدًا.”
“…شكرًا لكِ ، وأنتِ أيضًا ، اعتني بنفسكِ جيدًا …”
ارتسمت ابتسامة هادئة على وجه راينهاردت ، كانت ناعمة ومشرقة كأشعة الشمس ، وجدت إيرين صعوبة في النظر إلى تلك الابتسامة ، فحولت عينيها بعيدًا …
كانت تلك الابتسامة مشرقة جدًا ، وكأنها لا تناسب روحها المثقلة بالانتقام والظلام ..
‘كيم تاي هون …’
ذلك الرجل الذي جعلها على هذا الحال ، قبضت على يدها بإحكام وهي تستحضره
في ذهنها مرة أخرى ..
اشتعلت عيناها الحمراوان بوهج مظلم وقوي .
‘الغفران ..’
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي لن تسمح له بها أبدًا ..
—
مرت ست سنوات ..
شهدت هذه الفترة العديد من الأحداث ..
تعززت الروابط بين عائلة ليكاون وراينهاردت أكثر من أي وقت مضى ، بينما ظلت ديبورا بيتزيل ، التي أصبحت دوقة الآن ، محافظة على موقفها المحايد ..
ومع تزايد قوة عائلة ليكاون ، شعرت الإمبراطورة بالقلق وقررت تقديم اقتراح عاجل لهم ..
كان الاقتراح يتضمن تقليل الضرائب المفروضة على التجارة بين ليكاون والدول الأخرى ..
على الفور ، اقترح راينهاردت توسيع الأعمال التجارية في مجال التجارة البحرية ، ووافق دوق ليكاون على الفكرة ..
كان ذلك إعلانًا صريحًا بأن ليكاون أصبح حليفًا كاملًا لراينهاردت ..
أدى ذلك إلى تقليل الضرائب على التجارة وفتح الأبواب أمام تجارة الأسلحة ، مما جعل ليكاون يعيش فترة ازدهار لا مثيل لها ..
“هذا أمر جيد ، لكن…”
عبست إيرين وهي تحدق في الورقة الموضوعة أمامها ..
“ما الذي يدور في ذهن دوقة بيتزيل؟”
مرّ أكثر من عام على توليها منصب رئيسة العائلة ..
في الأصل ، كان ينبغي أن تقف بيتزيل في صف الإمبراطورة في هذه المرحلة وفقًا لأحداث القصة الأصلية ، ولكن لحسن الحظ ، لم تظهر الدوقة أي تحركات في هذا الاتجاه ، باستثناء أمر واحد غريب ..
“رسالة أخرى …”
قبل أن تنضم إلى جلسة شاي عائلة ليكاون ، ألقت إيرين نظرة على الرسالة التي وصلت من دوقة بيتزيل ، وارتسمت على وجهها ملامح ضجر …
“يا ترى ، ما نوع الأسئلة التي ستكتبها هذه المرة؟”
منذ أن التقت ديبورا بإيرين في إحدى الحفلات ، بدأت ترسل لها رسائل مليئة بالأسئلة وكأنها اكتشفت كائنًا نادرًا ..
ومن خلال ذلك ، أدركت إيرين حقيقة عن ديبورا بيتزيل:
“بلا شك ، هواية ديبورا بيتزيل هي دراسة البشر …”
كانت ديبورا شخصًا مختلفًا تمامًا عن إيرين التي لا تكترث للآخرين ، كانت ديبورا تراسلها بانتظام كل أسبوع ، وتطرح عليها أسئلة غريبة تحت ذريعة التواصل ..
[ما الذي ستفعلينه إذا اكتشفتِ أن حبيبكِ يتآمر مع قائد جيش العدو؟]
تنهدت إيرين وهي تقرأ تلك الرسالة التي يصعب تجاهلها ، ثم فتحت الجريدة الصباحية .
أصبح روتين صباحها يبدأ دائمًا بقراءة الجريدة ..
[دوقة بيتزيل تتبرع بمبلغ كبير لدعم الفقراء.]
منذ أن تولت ديبورا منصب الدوقة ، واصلت تقديم الدعم للكنيسة ..
إنها شخص غريب بالفعل ، تكره البشر أكثر من أي أحد ، لكنها مع ذلك تسعى إلى مساعدتهم ،
انخفضت عيناها لتقرأ خبرًا آخر …
[تقرير حصري: راينهاردت إلفيريوس يُعيّن وليًا للعهد ..]
أخيرًا ، أصبح راينهاردت وليًا للعهد ، وهذا يعني أمرًا واحدًا فقط ..
‘قريبًا ، سيتجسد كيم تاي هون ..’
كان لويد في غيبوبة بعد سقوطه عن حصانه ، واستغل راينهاردت الفرصة ليحصل على لقب ولي العهد …
وبعد شهر ، ستتقمص روح كيم تاي هون ، الذي تعرض لحادث سيارة ، جسد لويد ..
“متى سيستيقظ يا ترى؟”
سيتقمص كيم تاي هون الجسد أولاً ، ثم بعد مدة قصيرة ، ستظهر القديسة ..
ذلك إذا سارت الأمور كما في القصة الأصلية ..
“هل أتيتِ؟ لقد تأخرتِ قليلاً اليوم …”
عندما وصلت إلى غرفة الشاي ، كانت كلوي تجلس بوقار وترفع فنجان الشاي إلى شفتيها ..
“لماذا يجب أن نعقد اجتماع العائلة في غرفة الشاي؟ يمكننا القيام بذلك في ساحة التدريب …”
عبّرت إيرين عن استيائها بصوت خافت ، لم تفهم لماذا كان يجب عليهم قضاء وقتهم في جلسة شاي ..
كان التواصل بالسيوف أكثر متعة وفائدة للصحة ، برأيها ..
“نحن أيضًا عائلة نبيلة ، أليس من المناسب أن نعيش بأسلوب راقٍ بعض الشيء؟”
“ليس علينا تقليد بقية النبلاء ، أليس كذلك؟”
عبست إيرين وهي تنظر إلى مايكل وديتريش تطلب دعمهما ، لكنها تفاجأت بخيانتهما غير المتوقعة ..
“أوافق على كلام كلوي …”
الأول ، خيانة مايكل …
“همم ، نحن الآن نبلاء حقيقيون.”
الثاني ، خيانة ديتريش ..
“ومنذ متى لم نكن نبلاء؟”
حدّقت إيرين بديتريش وقد بدا عليها القليل من الدهشة ، كان أطول أفراد العائلة وأكثرهم عضلات ، وهي هيئة تناسب مرتزقًا أكثر مما تناسب نبيلًا ، باستثناء وجهه الوسيم الذي يتميز به أفراد ليكاون .
“كيف تسير استعدادات حفل ظهوركِ للمجتمع؟”
سألتها كلوي ، أظهرت إيرين ملامح مترددة ورددت السؤال:
“حفل الظهور…؟”
ما حدث في الحفل قبل ست سنوات لا يزال يتراءى لها وكأنه حدث بالأمس ..
“كما توقعت تمامًا.”
نقرت كلوي لسانها بخيبة أمل وهزت رأسها ، حينها فقط أدركت إيرين الغرض من هذا اللقاء ..
“سيُقام حفل ظهوركِ برعاية العائلة الإمبراطورية ، والذهاب إليه من دون أي استعداد يشبه دخول ساحة معركة وحيدةً وبدون خطة ، بل معركة شديدة الخطورة.”
كان هذا التشبيه دقيقًا ، وتخيلت إيرين نفسها في هذا الموقف ، مما جعلها تشعر بالتوتر ..
‘لا أنوي الذهاب …’
حتى في حياتها السابقة ، لم تشارك قط في أي حفل ظهور ، ولم يكن ذلك برغبتها حينها ..
أما الآن ، فهي تعتزم رفضه بإرادتها …
بينما كانت شاردة ، محدقة في الفراغ ، تحدث ديتريش بجانبها بنبرة ساخرة:
“بالرغم من أن مظهركِ يشبه الثعلب ، إلا أنكِ في الواقع كالدب …”
“…لماذا لا تذهب إلى ساحة التدريب بدلًا من الجلوس هنا؟”
“على الأقل أعرف أكثر منكِ …”
قالها ديتريش وهو يكتف ذراعيه ويتفاخر ، كان جسده الضخم يغطي ظهر الكرسي بالكامل ، مما جعله يبدو وكأنه أكبر من المكان نفسه ..
“…حقًا؟”
رمقته كلوي بنظرة مستغربة ، بينما أطلق ديتريش ضحكة ساخرة ورد بثقة:
“لذا يجب أن أكون شريككِ ..”
“شريك؟”
لأول مرة ، أدركت إيرين أن حضور حفل الظهور يتطلب شريكًا ، تفاجأت من هذه الحقيقة ، لكن ديتريش بدا مذهولًا من جهلها ..
“انظري ، ألا أثبت أنني أعرف أكثر منكِ؟”
كلوي ، التي كانت قد أحدثت ضجة بتغييرها قواعد حفل الظهور الإمبراطوري ، ظلت تتابع النقاش بهدوء …
“لا خيار لدينا ، لا بد أن يساعدكِ شخص خبير في حفلات الظهور …”
قالت كلوي بنبرة واثقة وهي تنقر بإصبعها ، على الفور ، ظهرت خادمة تحمل مجموعة من الوثائق وسلمتها لإيرين .
“راجعي هذه الأوراق واستمعي إلى الشرح ..”
خلافًا لتوقعات إيرين بعدم اهتمام أحد بهذه التفاصيل ، انخرط الجميع بجدية في النقاش ..
“أليس هذا تصميمًا قديمًا؟”
“أتفق ، نحتاج إلى شيء أكثر بريقًا.”
بدأ مايكل وديتريش يناقشان تصميم الفستان الذي سترتديه إيرين ..
“هل تريدان تحويل إيرين إلى طاووس مثير للسخرية؟”
ردّت كلوي بنظرة حادة ، عبس مايكل وديتريش كـ رد فعل ..
“الظهور المميز هو الأفضل!”
“أتفق تمامًا..”
مع احتدام النقاش ، شعرت إيرين بالإرهاق يتسلل إليها ..
نظرت كلوي إليهما بنظرة ازدراء وقالت ببرود:
“إن كنتما لا تعرفان شيئًا ، فمن الأفضل أن تلتزما الصمت حفاظًا على الكرامة …”
“…تقولين لأشقائكِ أن يصمتوا؟”
اندلع التوتر بين مايكل وكلوي ، وتطايرت الشرارات بين نظراتهما ، بدا وكأن الأمر قد ينتهي بطلب مبارزة ، مما دفع إيرين إلى التدخل برفع يدها ..
“…سأعتني بالأمر بنفسي ، لذا توقفوا عن الجدال ، لا داعي للشجار على شيء تافه.”
توجهت أنظار الثلاثة إليها على الفور ..
“كيف يمكن أن يكون هذا تافهًا؟”
“كيف يكون هذا تافهًا؟”
“كيف يكون هذا-؟”
كرر الثلاثة العبارة وكأنهم ببغاء ..
“سأذهب الآن ، لدي أمر مهم.”
شعرت إيرين بإحساس سيئ يقترب ، فاختلقت عذرًا وغادرت المكان بسرعة ..
‘كاد الأمر أن يتحول إلى كارثة …’
تنفست الصعداء وهي تمدد جسدها المتعب ، ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها ..
“ما الأمر؟”
“أريد كتابة طلب للانضمام إلى الحرس الرسمي …”
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 63"