لكن سرعان ما اختفت البهجة وحلّ محلها القلق في وجه راينهارت ..
‘ لا بد أنها أول حفلة لها ..’
ويا لها من حفلة! عيد ميلاد الإمبراطور في القصر الإمبراطوري ، الجميع يعلم مدى حساسية النبلاء تجاه الأصول ومدى تحفظهم ، كانت بالنسبة لهم طعماً سهلاً ومثاليًا ..
لكنه لم يتوقع أن يحميها أفراد عائلة ليكاون .
طرق ..
دخلت إحدى الوصيفات مع صوت الطرق ، كانت ترتدي زيّاً أبيض خاصاً بخادمات القصر الإمبراطوري ، وقالت:
“إنه أمر من جلالته بحضور العشاء ..”
“… لدي أعمال كثيرة اليوم.”
“جلالته يشتاق لرؤيتك كثيراً.”
كان بإمكانه مقابلته في لقاء رسمي ، لكن راينهارت لم يكن يرغب في حضور العشاء ،
لأنه كان يعلم أن الإمبراطورة ولويد سيكونان هناك بلا شك ..
الإمبراطور استدعاه لهذا العشاء لهدف واحد:
تعزيز الروابط الأسرية ..
‘هل يجهل أنه أمر مستحيل؟ ..’
الإمبراطور لم يكن يدرك بعد مدى خبث الإمبراطورة ولويد ، لأن راينهارت اختار التزام الصمت ..
‘لن يفيد إخباره بشيء ..’
كان يعلم كيف ستلتف الإمبراطورة حول الموقف بالكلمات ..
بل وربما ستتهمه بأنه يحاول استغلال أصولها وأصول لويد للإطاحة بهما ، وتصوّره على أنه متمرد ..
وحينها ، سيقتنع الإمبراطور بأن راينهارت يسعى إلى السلطة ..
‘يا له من لقاء بعد مدة طويلة ..’
عندما دخل إلى قاعة العشاء ، كان الجميع بالفعل في أماكنهم ، استقبلته الإمبراطورة بابتسامة دافئة ..
الجميع ، عدا الإمبراطور ، كان يعلم أن تلك الابتسامة ليست صادقة ..
الإمبراطورة كانت تتقن ارتداء قناع التودد والتظاهر برغبتها في أن تكون أماً له أمام الإمبراطور …
الإمبراطور رحب به قائلاً:
“أهلاً بك ، راينهارت …”
“كنت منشغلاً مؤخراً ، أعتذر يا جلالتك …”
“وكيف ألومك على ما تعانيه بسببي؟ هيا نجلس لنتناول الطعام..”
“… بالطبع ، سأحرص على الحضور أكثر ..”
ابتسم راينهارت بلطف وهو يجلس ..
الإمبراطورة ، التي كانت تراقب المشهد بسعادة ، قالت:
“من الجيد أن نجتمع هكذا بين حين وآخر لتناول الشاي معاً…”
“… أجل ..”
كان راينهارت منشغلاً بمحاولة تهدئة شعوره بالغثيان ..
كم كان وجهها جريئاً لتتحدث معه بكل هذه العفوية ، وهي من أرسلت قاتلاً مأجوراً له في مهرجان الأرواح!
كان لويد ينظر إليه بابتسامة خبيثة قبل أن يقول:
“أخي ، سمعت أن إيرين ليكاون ستأتي أيضاً إلى عيد الميلاد هذه المرة ، هل بلغك الخبر؟”
نظر راينهارت إليه بصمت ..
كان سماع اسمها يخرج من فم لويد مزعجًا ومثيرًا للاشمئزاز ..
“جيد جدًا! أردتُ أن أراها بنفسي لأعرف من تكون!”
نظر راينهارت إلى لويد بعينين خضراوين متوهجتين ، وكأنهما على وشك قتله ..
كانت نظراته تقول بوضوح: اخرس .
لكن لويد لم يهتم ، وظل يبتسم بسخرية ..
“سمعت أن تلك الفتاة أنقذتك في مهرجان الأرواح السابق …”
أبدى الإمبراطور اهتمامه أيضًا …
“حقًا؟”
“نعم ، يا جلالتك ..”
أومأ راينهارت برأسه ..
قالت الإمبراطورة بابتسامة خفيفة:
“أشعر بالفضول أيضًا ، فتاة غير شرعية ، ولكن بمهارات مثل هذه في هذا العمر… مثير للاهتمام..”
لكن خلف ابتسامتها ، كانت تشعر بالغضب لأن الأمور لم تسر وفق خططها ..
قرأ راينهارت أفكارها بوضوح وابتسم قائلاً:
“هناك العديد من أصحاب المهارات المميزة بين أبناء النبلاء الآخرين ، أليس كذلك؟”
كانت رسالته واضحة: لا داعي للتركيز على تلك الفتاة من عائلة ليكاون غير الشرعية ..
ردت الإمبراطورة بابتسامة لطيفة:
“ولكن باعتبارها أنقذت ابني ، فمن الطبيعي أن أُظهر لها بعض الاهتمام كأم.”
رغم كلماتها ، لم يعتقد راينهارت للحظة أن نواياها كانت حسنة ..
ابتسم بابتسامة باردة وقال:
“بالتأكيد .”
أدرك أنه إذا استمر في معارضتها ، فقد يزيد ذلك من فضولها تجاه إيرين ، لذا قرر أن يتظاهر باللامبالاة وواصل تناول طعامه ..
قالت الإمبراطورة بابتسامة:
“بما أنها ستأتي إلى عيد الميلاد هذا العام ، فأنا أتطلع لرؤيتها …”
أنهت الإمبراطورة حديثها وعاد الجميع إلى تناول الطعام ..
بعد ذلك ، تبادلوا بضع كلمات سطحية ، لكن الجو كان مشحونًا ببرود لا يخفى على أحد ..
*. *. * .
بعد بضعة أيام …
كانت إيرين تقف بجانب العربة الضخمة بينما تترك جسمها بين يدي لونا والخادمات الأخريات اللواتي يعتنين بمظهرها ..
على غير العادة ، كانت العربة فاخرة وضخمة ..
لاحظ لوجان الذي كان يصدر التعليمات للخدم أمام العربة ، نظرات إيرين المليئة بالتساؤلات وشرح قائلاً:
“بسبب عدد النبلاء الذين سيذهبون إلى القصر الملكي ، تم تحديد عدد العربات لكل عائلة إلى عربتين فقط ، بما في ذلك عربات الأمتعة ..”
“إذن ، هذا يعني أن جميع أفراد العائلة سيستقلون هذه العربة.”
كان هذا أول مرة تخوض فيها إيرين تجربة كهذه ، وبدأت تشعر بالحرج مسبقًا .
عندما فتحت باب العربة ، كانت عينا مايكل وديتريش تتجهان نحوها ..
“من تكونين؟”
قال ديتريش بعينين متسعتين وكأنه جرو صغير متفاجئ ، مما جعلها تبتسم قليلاً ..
لكنها سرعان ما أخفت ابتسامتها عندما أدركت أنها ابتسمت دون قصد ..
قالت:
“خادمات كلوي وصانع الملابس من البوتيك ساعدوني …”
كانت ترتدي فستانًا أسود بسيطًا ولكنه مزين بشكل مناسب بالأحجار الحمراء ، مما أضفى عليه لمسة من الأناقة دون أن يبدو مبالغًا فيه ، حتى إيرين ، التي كانت عادة لا تكترث كثيرًا لمظهرها ، فوجئت عندما رأت انعكاسها في المرآة ..
قال مايكل ، المعروف ببروده تجاه مظهر الآخرين:
“بالفعل ، الملابس تصنع الإنسان …”
كان وجهه يحمل علامات الدهشة ، مما جعل إيرين تشعر ببعض الإحراج أثناء جلوسها أمامهم .
كانت عائلة ليكاون معروفة بوسامتهم ، ومع ارتدائهم لتلك الأزياء الرسمية ، بدوا أكثر تألقًا.
‘حتى في حياتي السابقة ، كانت شهرة مايكل وديتريش لا تُضاهى ..’
على الرغم من أن علاقتها بهم حينها كانت مليئة بالعداوة ولم تكن تهتم بسماع شائعاتهم ، إلا أن سمعتهم كانت واسعة الانتشار ..
فمهاراتهم العالية في المبارزة ووسامتهم التي تحمل دماء ليكاون النقية جعلتهم محط الأنظار ..
كانت إيرين تنظر إلى الشابين الجالسين أمامها ، وهي تدرك الآن فقط مدى صحة تلك الشائعات ..
‘حقًا ، إنهما وسيمان ..’
مر وقت طويل قبل أن يُفتح الباب فجأة ، ليهب نسيم يحمل معه رائحة الزهور ويلامس خدها ..
كانت كلوي ..
بفستان أزرق مزين باللآلئ البيضاء ، بدت مثل بجعة أنيقة ..
صاح ديتريش وهو يتذمر:
“آه! لماذا تأخرتِ كثيرًا؟”
لكنها تجاهلته بابتسامة وقالت:
“سأرى إن كنت ستقول ذلك لأبي بنفس الطريقة …”
“… همف!”
زمجر ديتريش وأدار رأسه بعيدًا ..
سرعان ما فتح باب العربة مجددًا ، ودخل دوق ليكاون ..
“الجميع هنا.”
جلس بجانب ديتريش ، مرتديًا زيه الرسمي الأسود ..
رغم أنه تجاوز منتصف الثلاثينيات ، إلا أن وسامته وجسده كانا يتفوقان على الكثير من الشباب ..
بدأت العربة بالتحرك ، وبعد فترة قصيرة ، قالت كلوي:
“هل حفظت قواعد الادب؟”
“آه! إنها صعبة جدًا ، ألا يمكنني التصرف ببساطة؟”
قال ديتريش وهو يتذمر ، لكنه قوبل بنظرة حادة ..
“هل تخطط لتشويه سمعة عائلة ليكاون؟”
ردت كلوي بنبرة صارمة ..
قال الدوق بصوت منخفض:
“لا حاجة لأن تكون مثاليًا.”
لكن كلوي اعترضت قائلة:
“لكن الاداب يعكس الرقي …”
رد الدوق لأول مرة على اعتراضها قائلاً:
“يكفي الحفاظ على الكرامة كإنسان ..”
صمت الجميع للحظة قبل أن يضيف:
“وإذا حاول أحدهم انتقادك ، أخبرني ..”
ثم وجه الدوق نظره نحو إيرين ، التي شعرت بتوتر خفيف لكنها أومأت برأسها بخجل ..
بينما كان النهار يتحول إلى الليل ، بدأت قمم القصر تلوح في الأفق من خلال النافذة ..
ظهرت عربات أخرى متجهة إلى القصر ، مزينة بشعارات عائلات نبيلة مألوفة لإيرين ، التي خدمت من قبل مع لويد في القصر الإمبراطوري ..
“ماينارد ، وبيتزيل …”
كانت عائلة ليكاون واحدة من ثلاث عائلات دوقية تُعتبر من أعرق العائلات في الإمبراطورية ..
ومع ذلك ، وبسبب طبيعتها التي تبتعد عن المشاركة في السياسة المركزية ، لم يكن بإمكانها مجاراة النفوذ الذي تمتلكه العائلتان الأخريان ..
‘ماينارد انضمت بشكل كامل إلى فصيل الإمبراطورة ، أما بيتزيل فموقفها غامض …’
كان دوق بيتزيل أكثر غموضًا من دوق ليكاون بكثير ..
بابتسامته الدائمة التي تخفي نواياه ، كان أكثر شخص تعرفه إيرين يتقن إخفاء مشاعره خلف قناع محكم ..
‘حتى وفد الكنسية هنا ..’
رأت العربة التي شاهدتها من قبل في مهرجان الأرواح ..
تساءلت قليلاً عن من قد يكون داخلها ..
‘إذا كان آلان موجودًا…’
كانت تنوي أن تسأله ، بأسلوب غير مباشر ، إذا كان تلف روحها قد يكون مرتبطًا بعودتها إلى الزمن ..
‘أشعر بالصداع بالفعل ..’
إيرين ، التي كانت ضعيفة في التحدث بأسلوب ملتف وغير مباشر ، وضعت يدها
على جبينها الذي بدأ يؤلمها من التفكير ..
لاحظ الدوق اتجاه نظراتها وتحدث قائلاً:
“لا تقلقي بشأن ذلك ، فأنا أتابع الأمر ..”
فهمت إيرين من سياق كلامه أنه يتحدث عن تلف روحها ..
“أحث الكنيسة على مدار الساعة لمعرفة
ما إذا كان هناك حل …”
“على مدار الساعة؟”
اعتقدت إيرين أنه مجرد تعبير مجازي ، فأومأت برأسها ..
“… شكرًا لك ..”
قال بابتسامة بدت وكأنها تعكس فخرًا:
“هذا واجبي كأب ..”
شعرت إيرين بالارتباك ، لم تكن تتوقع أن يكون الدوق مهتمًا بالأمر إلى هذا الحد ..
كان هناك احتمال كبير أن تلف روحها مرتبط بعودتها إلى الزمن ، ولم تكن ترغب في أن يصل هذا الأمر إلى مسامعه ..
قالت محاولة تهدئة الموقف:
“لكنني بخير ، فلا داعي للقلق ..”
سرعان ما تجمدت ملامح الدوق وقال:
“هل تطلبين مني أن أتجاهل مرضًا عضالًا؟”
“مرض عضال؟!”
التفت الأشقاء الثلاثة نحو الدوق بوجوه مصدومة ..
تفاجأت إيرين من وصفه المباشر وغير المتوقع ..
“مرض عضال؟ هذا مبالغ فيه قليلاً…”
كان وجه الأشقاء يزداد شحوبًا مع مرور الوقت ..
وكان ديتريتش أول من تحدث ، بصوت مرتجف:
“ماذا… ماذا تقصد؟!”
ترجمة ، فتافيت …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 50"