عندما عادت إلى غرفتها ، كانت لونا تنتظر إيرين وهي تحمل رسالة ..
“وصلت رسالة لسيدتي …”
“رسالة؟”
تساءلت إيرين عن إمكانية تلقي رسالة ، ثم تذكرت الهدية التي أرسلتها مساء أمس ، من المفترض أن تكون قد وصلت في الفجر اليوم ، لكن هل يعقل أن يأتي الرد بهذه السرعة؟
فتحت إيرين الرسالة ، كان الخط المكتوب بها أكثر أناقة بكثير من الخط الذي كتبت به رسالتها …
[تلقيت القلم الرائع ، سأستخدمه بامتنان ،
أما السوار الذي أرسلته سابقاً ، فلم يعد له فائدة ، لذا أرسلت لكِ واحداً جديداً ،
يقال إنه من الإصدار الجديد ،
آمل ألا تضطري لاستخدامه ، ولكن من الأفضل أن ترتديه بشكل دائم …]
“إصدار جديد؟”
مالت إيرين برأسها بحيرة ، عندما وضعت الرسالة جانباً ، لاحظت وجود صندوقين على الطاولة ، كان عليهما أيضاً ختم برج السحر ..
“إنهما خاتم وسوار!” صاحت لونا بعيون متلألئة ..
“تصميمهما أجمل بكثير من السابق!”
“حقاً؟”
سرعان ما دخلت إيرين في دوامة جديدة من التفكير ، نظرت إلى يديها ومعصميها ، حيث كانت ممتلئة بالخواتم والأساور بالفعل ، هل يجب عليها أن ترتدي المزيد؟
‘ربما أستبدل أحد الأساور ..’
ولكن ارتداء خاتمين كان يسبب لها إزعاجاً ، لم تكن إيرين من محبي الأشياء المتكدسة ، لذا أخذت وقتها في التفكير …
بعد الكثير من التردد ، قررت إيرين ارتداء الهدايا التي أرسلها لها راينهارت في اليد اليسرى بدلاً من اليمنى ..
بينما كانت يداها ومعصماها ممتلئين بالمجوهرات المتدلية ، شعرت بشيء من الانزعاج ..
‘هل سيكون الأمر مريحاً أثناء التدريب؟’
قلقت قليلاً ، لكنها قررت احترام نوايا من أهدوها تلك الهدايا …
ألقت نظرة أخرى على الرسالة ، ولاحظت شيئاً لم تره في البداية ، وهو ملاحظة مكتوبة بخط صغير في الأسفل:
[ملحوظة: اعتني بنفسكِ جيداً خلال الأشهر الثلاثة القادمة ..]
الأشهر الثلاثة؟
كان تعبيره غريباً ، وكأنه يشير إلى حدث ما سيحدث بعد ثلاثة أشهر ..
*. *. *.
مرّت ثلاثة أشهر منذ ذلك الحين ، وكانت الفترة هادئة ومستقرة ..
يد ومعصم إيرين أصبحا خاليين تماماً من المجوهرات ..
“يا! لماذا لا ترتدين السوار الذي أهديته لكِ؟”
“يزعجني ..”
“وماذا عن الخاتم الذي قدمته لكِ؟”
“يشوشني ..”
تجاهلت إيرين انتقادات ديتريش ومايكل بسهولة واستمرت في تركيزها على تدريبها بالسيف ، لم يستطع ديتريش ومايكل مجادلتها أكثر بسبب ردها الحاسم ..
حتى كلوي نظرت إليها نظرة غير راضية ، لكنها لم تتحدث ، فقد بدت تصرفات شقيقيها سخيفة للغاية لدرجة أن كلوي أرادت الحفاظ على كرامتها على الأقل ..
‘الحركة تمنحني شعوراً بالانتعاش ..’
بعد أن أنهت تدريبها على السيف ومسحت عرقها ، رفعت إيرين بصرها نحو رجل كان يقترب منها …
كان لوغان ، مساعد الدوق ..
“الدوق يطلبكِ …”
عند سماع كلماته ، توجهت إيرين إلى مكتب الدوق ..
طرقت الباب قبل أن تدخله ، لكنها شعرت ببعض الارتباك ، لأول مرة ، بدلاً من أن يكون مشغولاً بالوثائق ، كان دوق ليكاون يحدق بها ممسكاً بورقة في يده ..
“ما الأمر؟”
“…”.
ظل الدوق صامتاً لفترة وهو يحدق بها ، كان الجو مشابهاً لتلك اللحظة التي وقعت داخل العربة سابقاً ، مما جعل إيرين تشعر ببعض التوتر وهي تنتظر كلامه ..
“الامير الأول أرسل رسالة توصية عنكِ.”
“رسالة توصية؟”
رسالة توصية؟
“عادةً ، لا يُسمح بالدخول الرسمي إلى فرسان القصر الملكي إلا لمن تجاوزوا الثامنة عشرة ، ولكن مع رسالة توصية ، يمكن قبول المرشحين في سن الثانية عشرة كفرسان متدربين …”
شهقت إيرين بصوت مسموع ..
“…هل تقول إن رسالة توصية للفرسان المتدربين قد أُرسلت بالفعل؟”
سألت إيرين غير مصدقة ، فأومأ الدوق برأسه.
اخذت الورقة الممتدة نحوها ببطء وبدأت في قراءتها ..
كما قال ، كانت الرسالة مكتوبة بخط يد راينهارت ..
‘لم أتوقع أن يمنحني هذه الفرصة بسهولة…’
إيرين ، التي كانت جزءاً من فرسان القصر الملكي في الماضي ، كانت تدرك جيداً أهمية هذه الرسالة …
إنها امتياز يمكن لأحد أفراد العائلة المالكة استخدامه مرة واحدة فقط في حياته ..
رسالة توصية للفرسان المتدربين ..
كانت الرسالة تُستخدم لتوصية نبلاء شباب يرغب الشخص في إقامة علاقة وثيقة أو مقربة معهم ، بمعنى آخر ، كانت بطاقة يمكن استغلالها سياسياً بشكل فعّال ..
‘ما الذي يفكر فيه بحق السماء؟..’
كانت إيرين قد أنقذت حياته سابقاً ، وكانت تعتقد أن قبول طلبها آنذاك قد سدد ذلك الدين بالفعل ، لذلك ، خططت للانضمام رسمياً إلى فرسان القصر الملكي بعد بلوغها سن الرشد وإتمام الإجراءات المعتادة ..
لكن هذا الامتياز الثمين وغير المتوقع جعلها تحدق في رسالة التوصية بدهشة وصمت …
أسفل الرسالة كان هناك خانة مخصصة لتوقيع ولي الأمر ، لم تكن رسالة التوصية فعالة إلا بموافقة الوصي ..
“……!”
بينما كانت تنظر بشكل عفوي إلى خانة التوقيع ، فوجئت إيرين عندما رأت أن الخانة لم تكن فارغة ، كان التوقيع بخط يد دوق ليكاون ..
“الاختيار الآن متروك لكِ …”
“…هل تعني أنك تمنحنني حرية الاختيار؟”
“نعم …”
كانت عينا الدوق الزرقاوان تحملان ظلالاً قاتمة ..
“سيكون الشعور بالندم على هذا القرار مسؤوليتي …”
كلماته جعلتها تسترجع شعوراً مألوفاً ، تذكرت تقديم طلب الانضمام إلى الفرسان في حياتها السابقة ..
‘هل أنتِ واثقة أنكِ لن تندمي على هذا القرار؟ …’
‘نعم ، لن أندم ..’
‘حسناً ، الشعور بالندم سيكون مسؤوليتي إذن ..’
كانت المحادثة تسير بنفس النمط ، الفرق الوحيد هو أنها لم تتخذ قرارها بعد
هذه المرة ..
تحدث دوق ليكاون بصوت منخفض:
“…خذي وقتكِ الكافي للتفكير جيداً ..”
لم تستطع إيرين كبح فضولها بشأن موقفه ..
“ماذا تأمل أن أفعل يا سيدي الدوق؟”
“ليس لدي الحق في أن أفرض عليكِ شيئاً.”
“لا، أريد فقط معرفة رأيكِ ..”
كانت متأكدة من شيء واحد: في حياتها السابقة ، لم تكن لتسأله هذا السؤال مطلقاً.
“…بالطبع ، أنا…”
وجه الدوق الذي فتح فمه لم يحمل أي أثر للتردد ..
“أتمنى أن تبقي في مقاطعة ليكاون.”
“لماذا؟”
“لأنكِ من عائلة ليكاون …”
كانت تعلم جيدًا أن رغبته في بقائها لم تكن بهذه البساطة فقط ..
”هل تشعر بالذنب تجاهي بسبب ما حدث مع السيدة نيوب ..”
“ليس لهذا السبب في الوضع الحالي ..”
بعد لحظة صمت وكأنه ينظم أفكاره ، فتح فمه وتحدث:
“… لسلامتكِ ، أشعر بالاطمئنان أكثر إذا كنتِ بالقرب …”
الحديث الذي جرى قبل بضعة أشهر ، ووفاة ميا… يبدو أنه أصبح قلقًا بشكل متزايد بشأن سلامتها ..
بدأت تشعر بشيء من التساؤل ..
هل كان السبب في محاولته عدم تعريضها للعالم الخارجي فقط حفاظًا على شرف نيوب ؟
لم تستطع حتى تخمين أسباب أخرى ، فآثرت الصمت ..
“لكنني أعرف أكثر من أي شخص أن رأيي ليس الحقيقة المطلقة في هذا العالم …”
مرّت نظرة ندم عابرة في عينيه الزرقاوين
“لقد علّمتني نيوب هذا ..”
كان من الواضح أن شيئًا ما قد حدث بينهما ،
رغبت في سؤاله عن ذلك ، لكنها لم ترد أن تنبش الآن في ذكريات تبدو وكأنها لا تزال تؤلمه ..
“إذن ، من فضلك ، امنحني بعض الوقت للتفكير …”
—
شعرت بتعقيد في أفكارها ، فقررت الخروج للتدريب في ساحة التمرين بعد العشاء ..
مع غروب الشمس ، أصبح الجو لطيفًا وباردًا ..
‘يبدو أن الجميع يعاني من الحر ..’
كان معظم الموجودين في ساحة التمرين غارقين في العرق ويبدون منهكين ، ولم يكن أفراد عائلة ليكاون استثناءً ..
وحدها إيرين بدت وكأنها غير متأثرة بالحرارة.
‘سمعت أن سكان مملكة ساكار معتادون على الحرارة…’
بينما كانت تتأمل في أصولها مرة أخرى ، شعرت بمرارة تجتاحها ، فحاولت تحويل أفكارها بعيدًا ..
ما كان يشغل بالها الآن هو توصية الفارس التابعة لراينهارت ..
“ما هو الخيار الأمثل؟”
في الحقيقة ، كانت تعرف الجواب ..
لو فكرت بشكل منطقي ، فإن كسب ثقة راينهارت كمساعد مقرب له قبل أن يستعيد كيم تاي هيون وعيه سيكون أسرع طريق لتحقيق هدفها ..
لكن تصريح الخروج لا يُمنح إلا مرتين في السنة بالكاد ..
بمجرد أن تغادر هذا المكان ، سيكون من الصعب عليها أن تبقى كجزء من عائلة
ليكاون ..
كانت تعلم أن المسافة الجسدية تؤثر على المسافة العاطفية ..
لم تكن تهتم بذلك في الماضي ، لكن الأمر بات مختلفًا الآن ..
فمن خلال الأحداث التي مرت بها ، أصبحت تدرك صدق مشاعر أفراد عائلة ليكاون ..
‘ما الذي أريده حقًا؟ ..’
هل تريد فقط أن تسدد حياتها التي تدين بها لعائلة ليكاون وتنتقم من كيم تاي هيون؟
… أم أنها تسعى إلى الحصول على عائلة؟
ازدحمت أفكارها لدرجة أن خطوط سيفها أثناء التدريب بدأت تفقد اتزانها قليلاً ..
في تلك اللحظة ، ناداها أحدهم من خلفها وهي تتدرب ..
“هيه…”
كان ديترِيش ..
لكن على غير العادة ، بدا صوته خافتًا ويفتقر إلى الحماس المعتاد ..
توقفت عن التدريب واستدارت نحو مصدر الصوت بحيرة ..
لتجد وجهه يحمل تعبيرًا بائسًا للغاية ..
“هل هذا الخبر صحيح؟”
“أي خبر؟”
“لماذا تتظاهرين بعدم المعرفة؟!”
صوته المرتفع فجأة أزعج إيرين ..
لم تكن سعيدة بتطفله في لحظة تفكيرها ، وأزعجها أكثر أنه ألقى سؤالاً دون سياق واضح ، مما زاد من استيائها ..
“يقولون إنكِ حصلتِ على التوصية!”
ترجمة ، فتافيت …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 46"