“إن كنتِ قد أضفتِ شيئاً لا تعرفينه ، فهذه مشكلة أكبر …”
أضافت كلوي بصوت بارد ..
تحولت نظرات الدوق إلى الخادمة التي اعترفت سابقاً، وسألها:
“وأنتِ، ألا تعرفين؟”
أدركت الخادمة أنه لم يعد بالإمكان التهرب من الحقيقة بعد هذا السؤال ، فردت بصوت مرتجف:
“أمرت بإضافة البطاطا التي بدأت تنبت…”
“متى أمرت بذلك؟!”
صرخت ميا بصوت غاضب ، لكنها سرعان ما سكتت عند إحساسها بالجو البارد المتوتر ، كان العرق يتصبب من جبينها ..
تحدث الدوق بصوت هادئ ولكنه مليء بالهيبة:
“سأمنحكِ فرصة للاعتراف بصراحة ..”
كان كلامه موجهاً لشخص واحد فقط: ميا رينييه ..
أخذت ميا ، التي حُوصرت في زاوية ضيقة ، ترتجف بينما ركعت أمام الدوق ..
“لقد… لقد أخطأت ، يا سيدي…”
سألها الدوق بصوت بارد:
“لماذا تعتقدين أنني غضضت الطرف عن استفادتكِ الشخصية تحت اسم ليكاون؟”
كانت هذه أول مرة تسمع فيها إيرين هذا الأمر ، وحتى ديتريش بدا عليه الذهول …
“لأن… لأنني أعرف بعض الأسرار…”
لكن كلمات ميا توقفت عندما خيمت نظرة الدوق القاتلة على وجهها ، كانت النظرة الحادة والقاتلة كافية لجعل الجميع يتوقفون عن التنفس ..
“لأنني لم أقلل أبداً من أهمية تربيتكِ لديتريش …”
تراجعت ميا عن كلامها سريعاً ووضعت جبهتها على الأرض قائلة:
“أستحق الموت على خطئي!”
كان الدوق ينظر إليها ببرود أشد مما أظهره حتى تجاه كايرون ، ثم تحدث:
“إضافة البطاطا التي بدأت تنبت عمدًا يعني أن نيتكِ كانت إيذاء شخص آخر …”
ردت ميا بصوت متقطع:
“أردت فقط التخلص من المكونات المتبقية ، وكنت أظن أن التغير في الطعم فقط هو المشكلة…”
لم يصدق أحد هذا الادعاء ، حتى المبتدئون في المطبخ يعرفون مدى خطورة البطاطا التي بدأت تنبت ..
قال الدوق بهدوء:
“حسناً ، لنفترض أن كلامكِ صحيح ، لماذا أضفتِ تلك المكونات فقط إلى هذا الحساء؟”
عند هذه الكلمات ، التقت نظرات ميا بإيرين شعرت ميا بمزيج من الكراهية والندم وهي تنظر إلى عيني إيرين الحمراء ، كانت غاضبة لأنها تعاني من الإذلال بسبب شخص غير شرعي ..
“ظننتُ أنه لن يكون هناك ضرر…”
كرر الدوق كلماتها بصوت منخفض:
“لن يكون هناك ضرر… إذن ، يبدو أن ما فعلته بدافع أن الأمور لن تتغير لم يكن قليلًا.”
صرخت ميا:
“هذا ليس صحيحاً!”
لكن الدوق الذي بدا أنه اتخذ قراره قال:
“اذهبي وانتظري حكمكِ في غرفتكِ ..”
صرخت ميا مستنجدة:
“يا سيدي! أنا مظلومة!”
لكن الدوق أشار بنظراته إلى الخادمات المحيطات بها ..
فهمت الخادمات الإشارة وأمسكن بميا وسحبنها من غرفة الطعام ..
“هاه…”
عبس دوق ليكاون قليلاً وأطلق تنهيدة طويلة ، رغم انتهاء الوجبة منذ فترة طويلة ، لم يجرؤ أحد على مغادرة المكان ، أو بالأحرى ، لم يستطيعوا ذلك ..
كان ديتريش ، على وجه الخصوص ، ينظر للأسفل ، عاضًا على شفتيه بقوة محاولًا كبح دموعه ..
لقد كان تصرفًا متوقعًا ممن ينتظر العقاب ..
ومع ذلك ، نهض الدوق من مكانه فجأة بعد أن شرب الماء دون أن يقول شيئًا ..
“إيرين ، هناك مكان يجب أن نذهب إليه.”
“…حسنًا.”
عندما طلب منها أن تتبعه ، ألقت إيرين نظرة على ديتريش للحظة ثم حولت نظرها واتبعته ، على الرغم من أن التعامل مع ميا رينييه قد انتهى ، إلا أنها شعرت بمرارة في فمها ..
—
عندما تبعت الدوق إلى غرفة الاستقبال ، وجدت امرأة وفتى يجلسان هناك ..
كانت الملابس البيضاء التي يرتديانها مزينة بشجرة العالم الذهبية ، رمز الكنيسة البابوية.
لفت انتباه إيرين لون شعر الفتى ..
شعر سماوي؟ ..’
فتى صغير يرتدي زي الكهنة بشعر سماوي ،
بجمع هذه الصفات ، لم يكن هنالك سوى شخص واحد يخطر في البال ..
‘آلان كريستيان؟ ..’
التفت الفتى ذو الشعر السماوي ، الذي كان يجلس وظهره للباب ، عند سماعه صوت فتح الباب ..
“…آه!”
عندما التقت عيناه بعيني إيرين ، ابتسم ابتسامة مشرقة ..
كان بالتأكيد آلان كريستيان ..
ولكن لماذا هو هنا؟
“أنتِ الشخص الذي التقيته سابقًا ، أليس كذلك؟”
سأل بابتسامة مشرقة ، كان وجهه خاليًا من أي ظل ، مما جعل من المستحيل معرفة ما يفكر فيه ..
“…هل تقابلنا من قبل؟”
نظرت إليه إيرين بارتباك واضح ، سواء في حياتها السابقة أو الحالية ، لم يكن لها أي لقاء مباشر معه ..
“لقد رأيتكِ عندما أنقذتِ الامير الأول.”
ابتسم ابتسامة مشرقة كأشعة الشمس ، ثم اقترب منها بعينين متألقتين ..
“لقد كان مظهركِ رائعًا للغاية! أردتُ دائمًا أن أراكِ ، وأنا سعيدٌ جدًا برؤيتكِ الآن ..”
عبست إيرين وتراجعت خطوة للخلف ..
‘ما هذا؟ ..’
رغم أنها اعتادت على الكراهية الصريحة التي كانت تواجهها من الآخرين ، إلا أن أحدًا لم يعبر عن اهتمامه بها بهذه الطريقة الصريحة من قبل ..
‘هل هو اهتمام فعلاً؟ ..’
كان يبدو أقرب إلى الفضول من كونه اهتمامًا حقيقيًا ..
ورغم نظراتها المتحفظة ، استمر آلان في التحديق بها كما لو أنه يجدها مثيرة
للاهتمام ..
بينما كان آلان يراقبها ، اقتربت الكاهنة التي كانت تبتسم من بعيد من الدوق وتحدثت قائلة:
“لقد مر وقت طويل ، يا دوق.”
صافح الدوق الكاهنة وتبادلا التحيات
“وأنتِ أيضًا يا سيرينا ، لقد مر وقت طويل.”
ثم وجهت سيرينا نظراتها إلى إيرين ،
كان على وجهها تعبير حزين بشكل ما ..
“هذه هي… الآنسة إيرين ، أليس كذلك؟”
“نعم.”
أومأ الدوق برأسه ..
كان الجو المشحون في الحديث بينهما يثير الفضول ..
قالت سيرينا بابتسامة حزن:
“مرحبًا بكِ ، آنسة.”
“كنتُ أتذكر دائمًا عندما كنتِ طفلة صغيرة ، وها قد كبرتِ سريعًا.”
رد الدوق بنبرة منخفضة:
“لقد مر الوقت بالفعل ..”
وسط هذا الجو المليء بالوقار ، ظلت إيرين صامتة ، ولكنها أدركت شيئًا واحدًا: العلاقة بين هذين الشخصين لم تُبنى بين ليلة وضحاها ..
لقد عرفا بعضهما البعض لسنوات طويلة ، على ما يبدو ..
‘ولكنني لم أقابلهما من قبل ..’
في هذه الحياة ، كان هناك الكثير من الأمور التي تعرفها للمرة الأولى ، بخلاف حياتها السابقة ..
سألت سيرينا بنبرة جادة:
“هل صحيح أنكِ تعاملتِ مع مادة ملوثة؟”
شعرت إيرين بالتوتر قليلاً ، لم تكن قد لمست المادة الملوثة بالفعل ..
ولكن أي شخص يملك قوة روحية كافية يمكنه كشف الكذب بسهولة ..
‘أتمنى ألا يكون آلان هو من يتحقق ..’
ولكن الأمور لم تسر كما تمنّت ، اقترب آلان منها بابتسامة طفولية وقال:
“هل يمكنكِ إغلاق عينيكِ للحظة؟”
نظر إليها بوجه بريء للغاية ، تنهدت إيرين بعمق وأغمضت عينيها ..
كان من الغريب أن ترفض الخضوع للتفتيش بعدما وصلت الأمور إلى هذه النقطة ..
شعرت إيرينيد بلمسة ناعمة على رأسها ، وبدأ دفء لطيف يحيط بجسدها بالكامل ..
مرت بعض اللحظات ..
“…هذا غريب.”
وصلها صوت آلان وهو يهمس ، فتحت إيرين عينيها على الفور ..
نظرت إلى عينيه الرماديتين المليئتين بالارتباك ، وبدأت تفكر بسرعة ..
‘كيف أبرر هذا؟’
ظهرت المادة الملوثة ، وهي شاهدة على الأمر ، لكن لا توجد أي علامات تدل على
أنها لمستها ..
سيكون ذلك كافيًا لإثارة شكوك دوق ليكاون ،
بدأ العرق البارد يتصبب منها ..
“روحكِ غير مكتملة ..”
شعرت إيرين بحيرة من نوع آخر ، ماذا يعني هذا؟
‘غير مكتملة؟’
لم تلمس المادة الملوثة أساسًا ، فما الذي يقصده بهذا الكلام؟
بدأت تبحث بسرعة في ذاكرتها عن أي حادثة قد تكون أثرت على روحها ..
وكان هناك احتمال واحد فقط .
‘العودة بالزمن.’
إذا كان ذلك قد تسبب في إلحاق ضرر بروحها ، فهذا يعني أن العودة بالزمن لم تكن رحمة إلهية أو نعمة ، بل شيئًا آخر تمامًا ..
‘إذن ، هل سأموت قريبًا؟’
لم تكن تخشى الموت لأنها ماتت مرة من قبل ، لكنها كانت تخشى أن تموت دون أن تُكمل المهام التي وضعتها نصب عينيها ..
اقترب دوق ليكاون بخطوات ثابتة نحو آلان ..
ترجمة ، فتافيت ..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 30"