كُسرت التقاليد التي كانت تُقام دوماً في القصر الإمبراطوري ، وأُقيمت المراسم هذه المرة في ساحة العاصمة …
كانت الممرات المزينة بالزهور مفروشة بسجاد أحمر مطرز بخيوط الذهب ..
“متى سيصل؟”
“حقاً ، لا أعلم…”
عادةً ما كان يحضر مراسم الخلافة النبلاء فقط ، لكن هذه المرة ، كان معظم الحاضرين من مواطني الإمبراطورية ، بينما حضر عدد قليل جداً من النبلاء ….
بدأ بعض النبلاء يهمسون لبعضهم البعض ..
“يبدو أننا نحن فقط من تمّت دعوتنا.”
“يبدو كذلك… على ما أعتقد. .”
ردّ النبيل الآخر وهو ينظر حوله بحذر وهمس قائلاً:
“يبدو أن النبلاء الآخرين قد تم استبعادهم.”
“لا بد أن هذه هي رغبة جلالته… لا ، أقصد جلالة الإمبراطور ..”
أخذوا ينظرون خفية نحو مقاعد النبلاء ..
وكما توقّعوا ، لم يكن الماركيز هايلد موجوداً.
وفي تلك اللحظة—
“أليس ذلك هو؟”
“نعم ، إنه هو!”
ظهر شاب وسيم أشقر يرتدي زيًا أبيض ومعطفًا من المخمل الأحمر ، وسط همسات ودهشة الناس ..
“…واو.”
وقف الجميع مذهولين من جماله ، وكأنه نجم يتلألأ تحت ضوء الشمس ..
تقدّم راينهارت بخطوات واثقة نحو المنصة
وكان هناك آلين كريستيان بانتظاره ..
“لم أرك منذ زمن.”
“صحيح.”
ابتسم راينهارت ابتسامة دافئة ، لكن آلين نظر إليه بنظرة مترددة ومحرجة. .
‘كل تفكيره منصبّ على إيرين ليكاون ..’
حتى في مثل هذا الموقف ، كان رأسه ممتلئًا بها بالكامل. .
‘يا للرهبة… ‘
لو علمت إيرين بذلك ، ربما كانت ستهرب ،
لكن إن أخبرها ، لم يكن يظن أن الرجل الواقف أمامه سيتركه وشأنه ..
كان ألين يعرف كيف قتل راينهارت والده ، وكيف تخلّص من الإمبراطورة ، ولذلك قرر ألا يتدخل في شؤونهم بعد الآن ..
‘أنا آسف ، يا آنسة إيرين…’
هل تنتهي صداقتهما عند هذا الحد؟
كانت نظرات ألين نحو إيرين مشحونة بالمشاعر المعقّدة ..
“إلى أين تنظر؟”
سأله راينهارت بصوت منخفض لا يسمعه سواه ..
سؤال طرحه وهو يعرف إجابته مسبقًا ..
رأى ألين الغيرة الشديدة المتأججة في عينيه الخضراوين ، فشعر بالقشعريرة وبدأ بسرعة في إلقاء كلمة تنصيب الوريث ..
“يا من نلت بركة الشمس ، جئنا جميعًا إلى هنا ، متحدين بروح واحدة ، لنبارك مهمتك العظيمة تحت مشيئة الحاكم ، ولنجعل منك القائد الحقيقي الذي سيقود شعبه نحو السلام والطمأنينة …”
وُضع التاج الإمبراطوري على رأس راينهارت.
وفي تلك اللحظة—
“وااااه!”
تعالت الهتافات من كل مكان ..
كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يشهد فيها عامة شعب الإمبراطورية تنصيب ولي العهد إمبراطورًا فانتابهم الحماس الشديد ..
وكانت إيرين من بينهم ..
فخوفًا من أن يكون هناك متمردون مختبئون ،
تسللت بين العامة خفية ..
“…يبدو رائعًا حقًا.”
تمتمت إيرين ..
كان التاج على رأسه يضفي عليه جمالًا ساحرًا، وكأنه لوحة فنية نابضة بالحياة ..
ونسيت تمامًا مهمتها في مراقبة الوضع من حولها ، واكتفت بالتحديق فيه بذهول ..
“هيه ، انتبهي ، فكّكِ راح يسقط!”
قال ديتريش بجانبها متهكمًا بعد أن لاحظ فمها المفتوح قليلاً ..
“أعجبكِ لهذه الدرجة؟”
“أجل …”
أجابت إيرين بلا وعي ، ثم احمرّ وجهها سريعًا.
“أعني… لا…”
“يا إلهي ، لقد وقعتِ في غرامه تمامًا!”
اتسعت عينا ديتريش دهشة ..
“تعالوا بسرعة ، جميعكم!”
نادى على كلوي ومايكل اللذين كانا واقفين بعيدًا ..
“إيرين واقعة في حب الإمبراطور!”
“ليس بالأمر المفاجئ ..”
“حقًا، لا يُفاجئ ..”
عبّر ديتريش عن دهشته ، لكن رد فعل كلوي ومايكل كان فاتراً أكثر مما توقع ..
“ما هذا… هل أنا الوحيد الذي لم يكن يعلم؟”
“أجل.”
أومأت كلوي برأسها ..
وفي تلك اللحظة ، اقترب سيدريك وقال:
“أنا أعارض أن تصبح الإمبراطورة ..”
كان هناك ضماد ملفوف حول بطنه ..
وعندما رأت إيرين سيدريك يحضر مراسم الخلافة رغم أن إصابته لم تُشفَ بعد ، شعرت بالارتباك ..
“طريق الوصول إلى منصب الإمبراطورة سيكون شاقًا جدًا ، تذكّري ذلك …”
لم تستطع إيرين أن تفهم لماذا بدأ سيدريك يتحدث عن الإمبراطورة منذ الآن ..
فحتى لو كان راينهارت يحبها ، كانت تدرك تمامًا أن الحب وحده لا يكفي ليجعل الإمبراطور يختار زوجته ..
ومع ذلك ، كان سيدريك يتحدث وكأن احتمال أن تصبح إمبراطورة أصبح أمرًا مفروغًا منه ..
“لذلك ، من الأفضل أن تتركي الفروسية وتعودي إلى قصر العائلة …”
فوجئت إيرين بشدة من اقتراح سيدريك ..
“ولِمَ ذلك؟”
“ماذا ستفعلين إذا تقدم جلالته بخطبة رسميّة؟”
“لا تفترض أمورًا لم تحدث بعد ، سموه — أقصد ، جلالته— ليس من النوع الذي يفرض مثل هذا الأمر على أحد بالقوة …”
تدخلت كلوي قائلة:
“لا أحد يمكنه الجزم بذلك …”
“هيه ، وقت ما ظننا إنكِ ميتة… نظراته كانت مجنونة تمامًا!”
قال ديتريش ، مما جعل إيرين تثور غاضبة:
“كيف تجرؤ على مناداته هكذا؟ قل جلالته!”
“أنتِ مزعجة جدًا ، بحق!”
قالها ديتريش بغضب وهو يهمّ بالمغادرة.
نظرت إليه إيرين بلا اكتراث ، ما الذي يزعجه إلى هذا الحد؟
لكن أفكارها حوله سرعان ما تلاشت ، ليبقى شيء واحد يسيطر على عقلها:
الإمبراطورة ..
منصب لم تفكر فيه من قبل .
ولم تكن تعتقد أنه أمر يمكن أن يتحقق بإرادتها وحدها ..
فمنصب الإمبراطورة لا يُنال بالحب فقط…
بل هو أداة واضحة لتعزيز قوة العائلة الإمبراطورية ..
ماركيز بيتزيل …
أليس من المرجح أن تكون له الحظوظ الأكبر في جعل ابنته تتولى هذا المنصب؟
رغم أنه فقد الكثير من مكانته ، إلا أن امتلاك ماركيز بيتزيل لجيلد المعلومات كان ميزة كبيرة ..
ومن وجهة نظر راينهارت ، كان الخيار المنطقي هو التحالف مع بيتزيل …
أما هي ، فقد عليها أن تكتفي بالبقاء إلى جانبه كمخلصة له ..
“…نعم ، هذا قدري …”
ومع ذلك ، شعرت بوخز في قلبها ، وكأن دموعها على وشك الانهمار ..
‘ليتني بقيت بنصف روح… كان الأمر أسهل ‘
حين تفكّر فيه ، كانت مشاعرها تضطرب كأنها على أرجوحة ..
تلاقت عيناها بعيني راينهارت بينما كان يتلقى التصفيق الحار والتهاني ..
وفي تلك اللحظة ، ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة ..
“…آه.”
للحظة ، بدا الزمن وكأنه يتباطأ …
كانت عيناه أشبه ببراعم الربيع ، تحمل دفئًا وسعادة لم ترهما فيه من قبل ..
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 131"