بخطوات ثابتة تقترب شيئًا فشيئًا من بوابة الأبعاد ، سمعت إيرين صوتًا يناديها من خلفها يمسك بها ..
“هل فقدتِ عقلكِ؟”
كانت كلوي ، فتحت إيرين فمها لتسأل عن الشخص الذي كان غائبًا عن بالها منذ قليل ..
“ماذا عن مايكل؟”
“إنه بجانب والدي …”
تنفّست إيرين الصعداء قليلاً ، لحسن الحظ ، كانت العائلة تحمي بعضها البعض بأمان …
شعرت بقلبها يخف قليلًا ، مطمئنة أنها لا تحتاج للقلق بشأن ما سيحدث بعد مغادرتها لهذا المكان ..
“حسنًا ، بلّغيه أنني أعتمد عليه …”
“أحقًا تنوين القفز إلى هناك؟”
كانت عينا كلوي الزرقاوان ترتجفان وهي تحدّق بإيرين ، فأومأت الأخيرة برأسها ..
تصلب وجه كلوي ..
“إذن ، سأذهب معكِ ..”
“لا. أنتِ ابقي مع ديتريش ، واحمِ بعضكما البعض حتى تكتمل طقوس التطهير ، وكونوا حماة القلعة …”
“وماذا عنكِ؟!”
علا صوت كلوي ، وهو أمر نادر من امرأة طالما اعتزّت برزانتها وأناقتها ، عيناها الزرقاوان أضاءتا بحدة صارخة ..
“ثقي بي …”
بمجرد أن أنهت إيرين كلماتها ، أبعدت يد كلوي عنها بخفة وتقدمت بخطى حازمة نحو البوابة ..
“حقًا ، إنكِ عنيدة بشكل لا يُصدق…”
همست كلوي ، ولم تنكر إيرين ذلك ، فهي تعلم أنها عنيدة ، ولم تكن تنوي التراجع الآن ..
خطت خطوة أخرى للأمام ..
“آه!”
سقطت مباشرة أسفل البوابة ، شعرت وكأنها تُسحب بقوة إلى الداخل ، وبينما كانت تهوي ، نظرت بسرعة إلى الجدران المحيطة ..
طاخ!
تمكنت من الإمساك بحجر بارز من الجدار وتعلقت به ، تلهث وهي تلتقط أنفاسها ..
“كدت أموت…”
لاحظت أن الأرض كانت قريبة جدًا منها ، لو تأخرت قليلاً فقط ، لكانت نهايتها ..
نظرت حولها لتتفقد المكان ..
“هذا هو الجحيم …”
كان الحمم الحمراء تغطي الأرض هنا وهناك ، وضباب أسود كثيف يتقدم مصحوبًا برائحة كريهة ، من مكان ما ، كانت تُسمع صرخات ، ومن مكان آخر ، ضحكات مجنونة تنبعث ..
“…سموه هنا؟”
شعرت إيرين بالقلق يتصاعد في قلبها ، أرادت أن تجده بسرعة وتغادر معه ، ما إن هبطت على الأرض ، حتى بدأت تركض بلا هدف ..
لم تكن تعرف أين هو ، لذا لم يكن أمامها سوى الجري بشكل أعمى ..
“غررر…”
“لماذا يوجد جسد بشري هنا؟”
كانت شياطين الجحيم ووحوشه تتردد في الاقتراب منها ، فلم يسبق لهم أن رأوا إنسانًا حيًّا بجسده يدخل الجحيم ، الذي لا يُسحب إليه سوى الأرواح ..
“آآآه! هذا السيف ينبعث منه شعور مشؤوم!”
صرخ شيطان صغير الحجم مشيرًا إلى سيفها—ذلك السيف الذي سُرق من الحاكم …
“من يرغب في الموت ، فليتقدم …”
بمجرد أن قالت ذلك ، ترددت الشياطين
والوحوش التي تتلقى أوامر منهم لم تفعل شيئًا سوى الزمجرة ..
“إنها إنسانة مجنونة.”
“كيف دخلت إلى هنا وهي لا تزال حية…”
الجحيم تحكمه قاعدة البقاء للأقوى ..
والشياطين يفهمون هذه القاعدة أفضل من أي جنس آخر ، فحدسهم في التمييز بين الضعيف والقوي متأصل بعمق في غرائزهم، أكثر من البشر بكثير ..
“تبا…”
تراجعوا في النهاية ، كان واضحًا أنهم شعروا بالإهانة لاضطرارهم إلى التراجع أمام إنسان ..
لم تتردد إيرين ، بل خطت خطوة أخرى للأمام ، كانت تبحث عن راينهارت ..
“الوهم…”
تذكرت ذلك الوقت الذي حُبست فيه ، شعرت كما لو أنها كانت واقفة وحدها وسط محيط شاسع ، لكن الآن ، الوضع مختلف ..
“راينهارت.”
كان لديها هدف واضح ، وعزيمة لا تتزعزع ، ركضت دون تردد ..
وفي عينيها الحمراوين ، ظهرت عزيمة شرسة ، تشتعل كما تشتعل حمم الجحيم ..
وفجأة ..
“إ… إيرين؟”
صوت مألوف أوقفها ، استدارت برأسها ، لم يكن صوت راينهارت ..
“أنت…”
كان رجلاً ذا شعر أسود وعينين سوداويْن ، كان قد فقد ذراعه وعينه من جهة واحدة ، مظهره العام كان مروعًا ..
“إنه أنا ، كي… كيم تاي هيون! لا، أقصد لويد!”
ابتسم ابتسامة باهتة ، لم يكن واضحًا إن كان يضحك أم يبكي ..
“أنقذيني ، أرجوكِ… من هذا المكان ..”
اقترب منها وأمسك بذراعها ، يتوسل ..
نظرت إليه إيرين بنظرة باردة، خالية من المشاعر ..
“هل هذا حقًا ما يجب أن أفعله؟ كان بإمكاني إنقاذها من قبل…”
“لا تفعلي ، إن أنقذتِ شخصًا دون داعٍ ، سينتهي بكِ الأمر في موقف لا يُحتمل …”
تذكّرت ما قاله كيم تاي هيون قبل العودة بالزمن ..
هي أيضًا لم تكن تريد أن تموت ، لا يوجد إنسان في هذا العالم لا يخاف الموت ..
لكن الألم الأعظم كان عندما يُخون إيمانك من قِبل شخص اعتبرته يومًا عزيزًا ..
“إن أنقذت شخصًا دون داعٍ ، سينتهي بك الأمر في موقف لا يُحتمل …”
ردّدت كلماته نفسها ببرود ..
نظر كيم تاي هيون إليها بحيرة ..
“ماذا؟ ماذا تقولين؟”
“هذه كانت كلماتك ، كيم تاي هيون.”
قالت إيرين بثبات ..
“أبدًا! لم أقل شيئًا كهذا!”
دافع عن نفسه كما لو كان مظلومًا ..
“أنتِ تخلطين بيني وبين شخص آخر! لستُ هو! أرجوكِ ، فقط أنقذيني!”
“أنت هو ، كيم تاي هيون… أو بالأحرى ، المتجسد كيم تاي هون …”
تجمّد في مكانه وكأن صاعقة ضربته ..
“ك… كيف عرفتِ ذلك؟”
تسلل الخوف إلى صوته المرتجف ..
دفعت إيرين يده المتشبثة بها بقوة ، تهاوى الرجل وسقط مترنحًا ، مهزومًا من آلام الجحيم ..
“لقد تقمصت جسد الأمير الثاني المنبوذ ، ثم تغلبت على الأمير الأول واستوليت على السلطة ، أليس هذا ما كنت تسعى إليه؟”
قالت إيرين وهي تستحضر مجريات القصة الأصلية ..
“وكانت خطتك أن تستخدمني كأداة لتحقيق ذلك ، أليس كذلك؟”
“…من… من أنتِ؟”
كانت شفتا كيم تاي هيون ترتجفان بشدة ، شعر برعب حقيقي ، وكأنه قد كُشف تمامًا أمامها بلا ستر ..
إلى أي حدٍّ تعرف الحقيقة؟
“هـ… هل الحاكم هو من أخبركِ؟”
قالت إيرين:
“حتى لو قلتُ إن الحاكم أخبرني ، فلن يكون ذلك تعبيرًا خاطئًا تمامًا.”
“لكن الأهم هو أنني لا أنوي إنقاذك ..”
“أيتها اللعينة…! أهذا ما يسمّى بإنسان؟! كيف يمكنكِ تجاهل ألم شخص من جنسكِ بهذه الطريقة؟!”
“صحيح…”
فكرت إيرين في نفسها:
“حتى أنا لا أفهم …”
كيم تاي هيون… قبل العودة في الزمن ، لم تستطع فهم أفعاله أبدًا ..
لو كانت قد أساءت إليه ، لكانت استطاعت تبرير تصرفاته ..
لكنها كانت دائمًا مخلصة له ..
بشكلٍ غبي تقريبًا ..
“ربما كانت مشكلتي أنني كنت مخلصة أكثر من اللازم…”
همست بذلك ..
في تلك اللحظة ، دوّت الأرض تحت وقع خطوات ثقيلة ..
“…كنت أتساءل أين اختبأ ، وها هو هنا كسمكة تنزلق من بين الأصابع. ..”
كان مخلوقًا شيطانيًا ، لكن شكله كان غير مألوف بالنسبة لها ..
وجهه كان وجه ذئب ، وعلى جبينه قرنان ، وجسده السفلي كان كجسد حصان يسير على أربع ..
“من أنتِ؟ أتيتِ لتنقذي ما هو لي؟”
“إن كان هذا الشيء يخصك ، فلا علاقة لي به.”
“كخخ… حسنًا ، أنا أيضًا لا أحب المعارك غير المجدية …”
ضحكة منخفضة خرجت منه ، ولُعاب سال من فمه ..
“إيييرين!!!”
صرخ كيم تاي هيون ، لكن في اللحظة التالية ، عضّه الشيطان من كتفه وقفز به بعيدًا ..
“آااااااه!!!”
ترددت صرخاته من مكان بعيد ، لكن إيرين تجاهلتها وكأنها لم تسمع شيئًا ..
رغم ذلك ، شعرت بغصة في قلبها ..
“هكذا إذًا تكون نهاية كيم تاي هيون.”
كانت تظن أن الانتقام سيمنحها شعورًا بالراحة ، لكنها شعرت بفراغ داخلي ..
“لكن لا وقت لهذا الآن …”
تذكّرت سبب دخولها إلى هذا الجحيم مجددًا ، وانطلقت تجتاز أرجاءه ..
لم يكن هناك وقت لتتردد ..
“راينهارت.”
أين يمكن أن يكون؟
كان الجحيم شاسعًا وقاحلًا ، فكرة أنه عالق هنا بمفرده كانت كابوسًا بحد ذاتها ..
تذكّرت كم كانت هي نفسها بائسة ووحيدة أثناء الوهم الذي حبسها ..
“لا بد أنه يشعر كما شعرت أنا.”
كل ما كانت تأمله هو أن لا تكون روح راينهارت قد تلاشت تمامًا ..
لا تدري كم من الوقت مضى ، لكنها ركضت كأن لا نهاية لهذا المكان ..
لو كانت إنسانة عادية ، ربما كانت لتنهار وتيأس منذ وقت طويل ..
لكن القوة التي كانت تدفعها للاستمرار ، لم تكن سوى راينهارت ..
وفجأة ، رأت رجلاً أشقر الشعر مستندًا إلى صخرة ، مغمض العينين ..
“سموّ الأمير!”
اقتربت منه بسرعة ، وعندها فتح عينيه ببطء ، في عينيه الخضراوين ، التي كانت قاتمة ، بدأت الحياة تدب من جديد شيئًا فشيئًا ..
“…إيرين؟”
كان صوته كما تذكّرته ، تمامًا كما رأته أول مرة في الوهم ..
“هل أنا أحلم؟”
تمتم راينهارت ، ولا يزال وعيه ضبابيًا ، وعيناه شبه مغلقتين ..
“…لا، لستَ تحلم.”
قالت إيرين وهي تتحقق من حالته
لحسن الحظ ، لم يكن مصابًا ..
لكن شيئًا ما كان غير طبيعي ..
كان هناك سلسلة معدنية معلّقة حول عنق راينهارت ..
ترجمة ، فتافيت …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 123"