لاحظت إيرين أن راينهارت تجمّد ولم يستطع إكمال كلامه ، مما أثار ريبتها ..
‘ما خطبه؟ ..’
كانت شفتا راينهارت ترتجفان ، لم تره يومًا يرتعد من الخوف بهذا الشكل ، فشعرت هي الأخرى بالتوتر ..
“ماذا يحدث عادةً إذا خضع أحدهم لسحر الإغواء؟”
“عادةً ، من يقع تحت تأثيره يُجبر على الوقوع في حب الشيطان ، وتتحكم مشاعره وجسده بالكامل بحسب إرادته.”
ازداد شحوب وجهه ، وكأن العالم انهار أمامه ،
عندها فقط أدركت إيرين ما الذي كان يظنه ، فسارعت لتوضيح الموقف:
“لم يحدث شيء.”
ثم شرحت بسرعة أكبر:
“لحسن الحظ ، كوني مكلّفة بالمهمة ، فإن لدي مناعة ضد مثل هذا السحر …”
تنهد راينهارت بارتياح ، وقد بدا عليه الارتياح الصادق ..
ثم حول نظره إلى الفرسان الملطخين بالدماء والراقدين على الأرض، فصمت فجأة …
“…ليس الوقت مناسبًا للشعور بالارتياح.”
“سأتوجه لمقابلة البابا الآن.”
“حسنًا، سأقوم بإرسال إشعار عاجل …”
لم تجد الوقت لتسأله عن الجهة التي سيُرسل إليها الإشعار ، وركضت على الفور ..
لم يكن الوقت مناسبًا لتبادل الأحاديث ..
“هل مرّ الأمير الثاني من هنا؟”
“لقد صعد للتو فوق السور! إن كنت لم أتوهّم…”
قال الفارس المقدس بلهفة ، لكنه أنهى جملته بنبرة مشككة وكأن ما رآه غير ممكن ..
نظرت إيرين نحو السور ، كان ارتفاعه يزيد عن خمسة أمتار ..
كان الفارس يبدو وكأنه غير قادر على تصديق أن بشريًا تسلقه ..
“فهمت.”
أخذت إيرين نفسًا عميقًا ثم قفزت ..
“هاه!”
صدر صوت شهقة من خلفها ، عندما نجحت في تجاوز السور بخفة ..
ما إن هبطت على الأرض ، حتى فتحت كل حواسها ..
لم يكن من السهل التقاط الأثر ، لكنها ركزت كل انتباهها ..
…!
عيناها الحمراوان تلألأتا فجأة.
أحست بأثر خافت ، لكنه كان واضحًا ..
الاتجاه كان لا لبس فيه…
مكان زارته من قبل:
شجرة العالم ..
شعرت بأن دماءها تجف في عروقها ،
قبل عودتها في الزمن…
“شجرة العالم دُمِّرت!”
تذكرت صرخات الجميع بوضوح ..
“لقد انفتح باب الأبعاد بعد سقوط الشجرة.”
بدأت إيرين بالركض مجددًا ..
كان هدف الشيطان واضحًا: تلويث شجرة العالم بالكامل ..
“يجب أن أمنعه ، مهما كلّف الأمر ..”
كانت جثث الفرسان المقدسين مبعثرة في طريقها ..
ثم رأت من بعيد ظهر رجل ذو شعر طويل يركض أمامها ..
آلان كريستيان ، البابا الحالي ..
كان محاطًا بالفرسان المقدسين الذين يحمونه بإحكام ..
“لماذا أنتم هنا؟”
كان هو الآخر متوجهًا نحو شجرة العالم ..
لوّح آلان بيده بضيق ، وعلى وجهه علامات الانزعاج ..
“هاه… هاه… تلك النبوءة اللعينة!”
رغم أنه لم يُكمل جملته ، إلا أنه كان واضحًا أنه تلقى وحيًا يحذّره من خطر يهدد شجرة العالم ..
“هاه… متعب جدًا!”
ظل يطلق الشتائم وهو يلهث ، لكن جسده كان يطيع أوامر الحاكم بكل أمانة …
-دوويين
دوّى صوت انفجار من مكانٍ قريب ، فسارعت إيرين إلى الاتجاه نحوه ..
“هاه…”
كان الباب المؤدي إلى شجرة العالم قد تحطم تمامًا ..
وأمام الباب ، كانت الكاهنة روزيكا التي التقت بها سابقًا ملقاة على الأرض تنزف ..
“روزيكا!”
هرع آلان إليها وبدأ في معالجتها.
-تشااااااا
أضاء نور أبيض جسدها ، وبدأ تنفّسها بالانتظام من جديد ، لحسن الحظ ، لم تمت ..
تنفّست إيرين الصعداء ، ثم نظرت عبر الباب المحطم… وتجمدت ..
“شجرة العالم…”
كانت الشجرة ، التي كانت تتلألأ بالذهب ، قد اسودّت بالكامل ..
“…لا يُعقل.”
لم يتمالك الفرسان المقدّسون المحيطون بها أنفسهم من التنهّد بأسى ..
حتى آلان كريستيان نفسه صُدم ..
—
لم يكن من السهل تتبع أثر الشيطان المتلبّس بجسد لويد ..
شعرت إيرين بندمٍ داخلي: كان من الأفضل استدعاء آلان إلى القصر الإمبراطوري بدلًا من الذهاب به إلى الفاتيكان ..
“لكن، ماذا لو قُتل آلان في الطريق؟”
عندها ، لن يكون هناك أمل في منع الدمار ،
ربما كان ما حدث متوقعًا منذ لحظة دخول الشيطان جسد لويد ..
“ليليس …”
هل هذا ما كانت تريده في النهاية؟
قررت إيرين عدم إخبار كلوي بما حصل ،
فلو عرفت ، خاصة وهي تلوم نفسها مسبقًا على عدم الإمساك برئيسة الخدم ، فستغرق في الذنب أكثر ..
“في النهاية ، سيفتح باب الأبعاد كما قالت النبوءة.”
قالها آلان ، فتذكرت إيرين طقس التطهير الذي كانت إيزابيلا تعمل على إنشائه ..
كان عمودًا هائلًا يزيل أغلب الشياطين عند اكتماله ..
“لكن لم يمنع الدمار في النهاية.”
عرفت إيرين السبب:
لقد تأخرت إيزابيلا كثيرًا في استكمال الطقس ، فبينما كان ينبغي لها التركيز على الطقس ، كان كيم تاي هيون يأخذها معه ويجعلها تشفيه في كل مرة يُصاب فيها ..
“هل يمكنك صنع طقس التطهير؟”
سألت إيرين بنظرات متوترة نحو آلان
أما راينهارت ، الذي كان يعرف القليل عن الطقس ، فقد آثر الصمت وراقب الموقف ..
“يمكنني ، لكنه مزعـ—”
“أرجوك ، أعتمد عليك.”
قاطعت إيرين كلام آلان بانحناءة عميقة ،
نظر إليها آلان وابتسم ابتسامة مشوشة ..
“أنتِ حقًا تجعلين من الصعب عليّ أن أرفض.”
“أريد أن أمنع هذا الدمار ..”
“أصبحتِ أكثر جدية من المرة الماضية.”
“لدي سبب هذه المرة.”
“وما هو هذا السبب؟”
لم تكن إيرين تتوقع أن يسألها ، فترددت قليلًا قبل أن تنظر إلى راينهارت ..
وبينما كان آلان يتابع تعبير وجهها، احمرّ وجه راينهارت تدريجيًا ..
“وفجأة لم أعد أرغب في المساعدة.”
جعد آلان جبينه بضيق ، لم تفهم إيرين سبب تقلبه المفاجئ ، فأحست بالارتباك ..
“هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟”
“ليس تمامًا…”
تحركت شفتا آلان بتردد ..
“أشعر بشعور غريب… هل تعرفين حقًا ما يدور في ذهن هذا الرجل؟”
لم يكن راينهارت يعلم أن آلان يستطيع قراءة الأفكار ، فبدأ ينظر إليه بشيء من التوجّس والريبة ..
“ماكرون بحق.”
“هاه.”
ضحك راينهارت بسخرية ..
“لقد تجاوزت حدودك ، يا قداسة البابا ، على أي أساس تتحدث هكذا؟”
“أنا أعلم الكثير.”
أجاب آلان باختصار ، فتجهم وجه راينهارت من الانزعاج ..
سألت إيرين:
“ألم يستجب لك الحاكم في شيء؟”
“هو ليس من النوع الذي يستجيب.”
فلم تستطع إلا أن تسأل:
“إذًا ، لماذا لم تخبرنا أن رئيسة الخادمات هي زعيمة ديانة الشياطين؟”
لا بد أنه رآها مع الإمبراطورة في حفلة الميلاد.
“…آه.”
تنهد آلان بتعب ، وبدا وكأنه يتجنب عينيها
كانت إيرين تعرف الجواب مسبقًا ..
“هل لأنك كنت تتمنى دمار هذا العالم؟”
بدأ الغضب يتصاعد في قلبها ..
هذا الأناني الذي لا يرى إلا نفسه…
ربما هو ضعف بشري ، لكنها لم تستطع كتم شعورها بالإحباط ..
“الكثير من الناس ماتوا، يا قداسة البابا.”
رؤية هذا الكم من القتلى جعلت سكوته ومراقبته تعادل الجريمة ..
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 115"