كانت الإمبراطورة مستلقية على سرير مريح ، على عكس ما كان في الزنزانة ، وتمتمت بصوت خافت ..
كانت القيود قد أُزيلت من معصميها دون أن تنتبه ..
“جسدي مرتاح… لكن…”
قلبها لم يكن كذلك ..
بل شعرت وكأن السرير المريح الذي تستلقي عليه ليس من القطن ، بل من الأشواك ..
“راينهارت… ما الذي تخطط له؟”
لم يكن من النوع الذي يُعاملها بهذه السلاسة ،
الآن بعد أن فهمته قليلاً، شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها ..
فكرت أن ما ينتظرها ربما يكون انتقامًا أشد قسوة ..
“ما الفرق بين هذا المكان والسجن؟!”
المكان قد تغير ، لكن شعورها بالخوف لم يتغير أبدًا ..
أرادت أن تمسك براينهارت وتسأله مباشرة:
“ما الذي تخطط لفعله بي؟”
‘هاه…’
فجأة ، راودها شعور قوي ..
راينهارت لن يترك من قتل والدته يفلت من العقاب ..
ألم يقتل والده الذي وقف متفرجًا ، ثم ذرف دموع التماسيح بعد ذلك؟
‘هذه ، هذه فرصتي الوحيدة… لأموت بكرامة.’
نظرت حولها بارتباك ، حتى وقعت عيناها على طبق زينة ..
أمسكته بسرعة ، ثم أسقطته على الأرض ..
تحطم!
تناثر الطبق إلى قطع صغيرة ، وما إن أمسكت بإحدى الشظايا ووجهتها نحو عنقها ..
فجأة انفتح الباب بعنف
“توقفي!”
اقتحم الفرسان الغرفة بعدما سمعوا الضجة.
“اتركوني!”
صاحت وهي تضغط الشظية على عنقها ،
لكنها فشلت في الانتحار ..
“هل كنتِ ترغبين بالموت لهذه الدرجة؟”
دخل راينهارت الغرفة.
وبإشارة منه ، بدأ الفرسان بسحب الإمبراطورة ..
“سأحقق لكِ أمنيتكِ ..”
قالها بابتسامة باردة ..
ارتجفت الإمبراطورة ، عاجزة عن مقاومة الرعب والرهبة اللذين استحوذا عليها ..
“إلى أين تأخذونني؟!”
وبينما كانت تُسحب بالقوة إلى العربة ، لاحظت من نافذة العربة أن المكان يبدو مألوفًا …
ثم توقفت العربة.
في تلك اللحظة ، أدركت الإمبراطورة الهدف من كل ذلك ..
“هذا المكان…!”
مكان يُقاد إليه أفراد العائلة المالكة الذين ارتكبوا أفظع الجرائم لينالوا نهايتهم المحتومة ..
المقصلة ..
وبصفتها فردًا من العائلة المالكة ، كانت أول من يقف أمام المقصلة منذ 200 عام ..
سُحبت إلى المنصة وسط صيحات وهتافات شعب الإمبراطورية الغاضبين ..
“أنتِ شيطانة!”
“أختي ماتت بسبب التلوث!”
“موتي! تستحقين!”
“دعيها تتألم وتموت ببطء!”
كانوا من شعب الإمبراطورية الذين فقدوا عائلاتهم بسبب تلوث السحر الأسود ..
وجوههم كانت مغطاة بدموع الغضب والألم ،
تجمعوا أمام المقصلة يصرخون بالغضب والحقد …
“موتي! موتي!”
كان الحشد غارقًا في الجنون ، يطالب بموتها.
حينها، تقدم أحد الفرسان قائلًا:
“ليتقدم المواطنون الذين يرغبون برجم هذه المجرمة!”
كانت الحجارة موضوعة بكثرة أمام المقصلة ،
وعند تلك اللحظة، أدركت الإمبراطورة تمامًا المصير الذي ينتظرها ..
الرجم بالحجارة ..
لم يحدث قط أن لقي فرد من العائلة المالكة هذا النوع من النهاية ..
“هاه…!”
ارتجف جسدها كله ..
كان من الأفضل لها أن تُقطع رقبتها بضربة واحدة على المقصلة ..
أما الموت رجمًا ، فكان إذلالًا ، وإهانة ، وموتًا بطيئًا لا يُحتمل ..
“راينهارت! أرجوك ، دعني أموت على المقصلة! أترجاك!”
صرخت متوسلة ، لكن راينهارت الذي كان يقف أمامها لم يُظهر أي رد فعل …
نظرته الباردة دفعتها إلى هاوية اليأس ..
“موتي!”
“موتي!”
“أيتها الشيطانة!”
بدأ المواطنون الغاضبون برمي الحجارة عليها.
– ضربة!
أصابها حجر مباشرة في عينها ..
“آاااه!”
صرخت من الألم ، وبدأ الدم يتدفق من عينها.
“لا… لا أستطيع الرؤية!”
لكن هذه لم تكن سوى البداية ..
عندما سمع الحشد صرختها ، ازدادت نظراتهم جنونًا، وانهالت عليها الحجارة من كل مكان ..
– ضربة!
– ضربة ضربة ضربة!
راقبت إيرين كيف تحولت الإمبراطورة إلى قطعة ممزقة من اللحم ، لكنها لم تحتمل المشهد أكثر ، فحولت بصرها بعيدًا ..
كان منظرًا فظيعًا يفوق التصور ..
“هل هذه هي نهاية الإمبراطورة؟”
صحيح أن جرائمها لا تُغتفر ، لكنها لم تتوقع يومًا أن تتعرض الإمبراطورة للرجم ، وتستجدي الموت بالمقصلة ..
حاولت أن تفهم سبب وضع راينهارت لها في جناح الضيوف الفاخر مسبقًا ..
هل كان تكريمًا مؤقتًا؟
“ربما… لكن قد يكون العكس تمامًا.”
ربما كان يقصد منحها لحظة راحة زائفة ، ثم دفعها فجأة إلى الهاوية ، ليجعل من رعبها مضاعفًا ..
“لا… لا أريد أن أعرف.”
لأول مرة ، لم ترغب إيرين في معرفة ما يدور في عقل راينهارت ..
فهي وإن احترمت قراره بقتل من قتل والدته ،
إلا أن طريقته كانت مرعبة حتى لها ..
“لماذا أنتِ هنا؟”
سألها راينهارت ، وقد بدت عليه ملامح الدهشة لرؤيتها ..
ردّت إيرين بصوت متردد:
“تم ضمي إلى صفوف الحماية.”
“غريب… لقد طلبت صراحةً أن يُزال اسمكِ من القائمة…”
نظر راينهارت إلى إيرين بنظرة متوترة تهتز في عينيه ..
“إذاً… هل رأيتِ كل ذلك؟”
“ماذا تقصد ، يا جلالة الأمير؟”
صمت راينهارت للحظات قبل أن يتكلم بصعوبة:
“…الإمبراطورة.”
بدا وجهه مليئًا بالغيوم ..
القلق والتوتر اللذان ظهرا على وجهه في الليلة الماضية عادا يتكرران الآن بشعور مألوف ..
“فقط… خفت أن تتركيني.”
“نعم؟”
“خفت أن تخافي مني ، أن أبدو مرعبًا، مثيرًا للاشمئزاز، فتتركيني وترحلي دون كلمة في صباح الغد …”
“أنا لا أخاف منك ، يا سيدي.”
إيرين لم تتراجع عن كلماتها السابقة ..
‘إن كانت هذه هي طريقته…’
فهي ستتبعه دون تردد ..
قالت بحزم:
“لقد نالت الإمبراطورة عقابها المستحق ، يا سيدي.”
لم يكن هناك ما يمكنها قوله أكثر من ذلك ..
فهو من فقد والدته ، وقضى سنوات طويلة في الصراع وحيدًا ..
لم ترغب في التدخل في هذا الحقد العميق ..
“لذا، لا تشغل بالك بذلك كثيرًا.”
وإن كانت هذه النهاية قد جلبت له بعض السلام ، فهو أمر يدعو للراحة ، هكذا فكرت إيرين وهي تبتسم بخفة ..
وأخيرًا ، ارتسم بعض الارتياح على وجه راينهارت ..
—
في الجناح الغربي ، حيث يُحتجز الأمير الثاني “لويد”،
كان الهدوء يسود المكان بشكل مريب ..
منذ صرخة الألم التي أُطلقت سابقًا ، نام لويد بعدها ، ثم استيقظ وكأن شيئًا لم يحدث ، وعاد إلى حياته اليومية كالمعتاد ..
“ما الذي تنوي فعله بشأن لويد؟”
سألت إيرين ، بينما كان راينهارت يفكر بعمق
“في الوقت الحالي ، يبدو أنه لا علاقة له بالإمبراطورة أو بالسحر الأسود…”
لو كان يعرف أن الإمبراطورة استبدلت روحه ،
فلم يكن ليصرخ أو يتصرف بتلك الطريقة الفوضوية أمامها ..
من يعرف أنه قد يُستبدل في أي لحظة ، لا يتصرف بتلك الرعونة…
إلا إذا لم يكن يُقدّر حياته ..
“سأمنحكِ سلطة التصرف بشأن لويد ..”
“لي أنا؟”
تفاجأت إيرين من منح راينهارت لها هذه السلطة بسهولة ..
فهذا لا يبدو تصرفًا معتادًا بين حاكم وتابع
حتى هي كانت تدرك ذلك جيدًا ..
“كنا دائمًا نتجاوز حدود العلاقة بين الحاكم وتابعه.”
غرقت إيرين في التفكير ..
“سأزوره أولًا، وأقرر بعدها.”
وقفت أمام غرفة نوم لويد ، حيث كان محتجزًا ..
وما إن ظهرت ، حتى انحنى الحراس احترامًا لها، وانسحبوا من المكان ..
ترددت إيرين للحظة قبل أن تطرق الباب ، لكنها بدلًا من ذلك ، فتحت الباب بهدوء ..
“…أه؟”
نظر لويد إليها بوجه شاحب ومرتبك.
“إيرين ليكاون؟”
لكن هذه المرة، “ليفيدور” لم يُظهر أي رد فعل
‘ما الذي يجري؟’
كانت إيرين تعرف أن ليفيدور لا يتفاعل إلا مع مصدر التلوث ..
كانت تعتقد أن لويد قد وقع تحت تأثير السحر الأسود ، وأنه في طور الانغماس الكامل في التلوث…
…لكن ما يحدث الآن يناقض ذلك تمامًا .
‘كيف لا يُظهر ليفيدور أي رد فعل فجأة؟’
لم تستطع إخفاء ارتباكها أمام هذا التغير غير المتوقع ..
‘ليفيدور لا يتفاعل مع الشياطين ، بل فقط مع البشر المصابين بالتلوث ..’
تذكرت فجأة ما قاله كيم تاي هيون ذات مرة.
وبدون تردد ، سألت مباشرة:
“من أنت؟”
أجابها بضحكة صغيرة وبملامح متفاجئة:
“ولِمَ تسألينني ذلك الآن؟”
ثم تابع بابتسامة ساخرة:
“أنا كيم تاي هيون الذي تعرفينه جيدًا.”
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 113"