أخرجت ليليس على الفور سيفًا أسود من صدرها وهاجمت إيرين …
– تشانغ!
تصدّت إيرين للهجوم بمهارة ، لكن قوة الضربة كانت أقوى من المعتاد ، مما جعل يدها ترتجف ..
ما هذا؟
نظرت إيرين عن كثب إلى عيني الخادمة ، واللتين كانتا بلون بني ، لكنها الآن أصبحت سوداء معتمة تمامًا ..
“أأنتِ… لستِ بشرية؟”
“وهل هذا مهم؟”
ارتسمت ابتسامة باردة على شفتي ليليس ،
وهكذا بدأت معركة شرسة ، لأول مرة ، كان القتال متكافئًا ، وتصبّب العرق من يد إيرين ..
في تلك اللحظة ، أُلقي ظل خلف ليليس ..
“إذًا، أنتِ.”
رنّ صوت رجولي خافت في الزنزانة ..
كان مايكل ، بعينيه الزرقاوين الباردتين ، يحدّق في ليليس ، وسيفه قد وُجه بالفعل نحو عنقها …
“…ها، لقد أُلقي القبض عليّ ، إذًا؟”
فجأة بدأت كتفيها تهتزان ..
“هاهاها!”
انفجرت ليليس ضاحكة ..
“لن يُجديكم شيء ، حتى لو أمسكتُم بي ، اقتلوني إن شئتم!”
كانت نظراتها مجنونة ، وكأنها فقدت عقلها بالكامل ..
إيرين ، التي لطالما رغبت في طرح سؤال ، تقدّمت وسألتها:
“ما الذي فعلته بكيم تاي هيون؟”
توقّفت ليليس عند سماع الاسم ..
“من أين عرفتِ ذلك الاسم؟”
ابتسمت بسخرية وقالت:
“آه ، لأنكِ المبعوثة ، أليس كذلك؟”
ثم حدث كل شيء بسرعة ..
– بووخ!
طعنت ليليس نفسها بسيفها الأسود ..
“آه…”
تدفقت الدماء الحمراء من جسدها ، وحتى من فمها، لكنها لم تُظهر أي ألم ..
كان مشهدًا غريبًا ومرعبًا ، الجميع وقف مصعوقًا يراقب ، إلى أن فتحت شفتيها المصبوغتين بالدم وقالت:
“…آه، يا حاكم الظلام… اعتنِ بي برحمتك.”
– طخ!
ركعت ليليس على ركبتيها ، وبياض عينيها تحول بالكامل إلى اللون الأسود …
“رئيسة الخادمات!”
صرخت الإمبراطورة بذهول ، رغم كل شيء ، كانت تلك المرأة قد خدمت بجانبها لسنوات ، رؤية موتها بهذا الشكل المروّع جعل جسدها يرتجف كأوراق الشجر …
“على الأقل ، أنقذنا حياة الإمبراطورة.”
قالت إيرين ..
شدّت الإمبراطورة على أسنانها ، محاولة إخفاء ارتجاف شفتيها ..
سألتها إيرين:
“ما الذي حدث للويد ، أو بالأحرى ، لكيم تاي هيون؟”
ساد صمت ثقيل ، وبعد لحظات طويلة ، فتحت الإمبراطورة شفتيها المتشققتين ببطء.
“إن سامحتُموني على ذنوبي… فقد أكون على استعداد لكشف بعض الأمور …”
كانت كلماتها تبدو وكأنها محاولة أخيرة للنجاة.
“جلالتكم!”
صرخ الحارس ، فاستدارت إيرين لترى رجلاً بشعرٍ أشقر يظهر تحت ضوء المصباح …
فتح راينهارت فمه وقال:
“هل تعتقدين أن بإمكانكِ الحصول على المغفرة؟”
“…”
“لقد أعماكِ الطمع ، فقتلتِ والدتي ، وتسببتِ في مآسي لا تُحصى.”
ردّت الإمبراطورة متحدّية:
“وأين دليلك على أنني قتلتُ تلك المرأة؟”
كانت وقحة بشكل لا يُصدّق ، مما جعل راينهارت يُخفي غضبه بصعوبة ، وهو يتنفس بعمق ..
ثم قال بصوتٍ منخفض:
“أنا… رأيتُ ذلك بنفسي.”
قال راينهارت وهو يعض على أسنانه ويتابع الحديث ..
“رأيتكِ تضعين مسحوقًا في فنجان شاي أمي ، حينها ظننت بسذاجة أنه سكر …”
لم يدرك الحقيقة إلا بعد أن سمع من الخادمة مقربة من والدته سبب وفاتها ، عندها فقط علم أنه كان الشاهد على تلك الجريمة …
كان صغيرًا جدًا في ذلك الوقت ، ومع ذلك ، كره نفسه بشدة لأنه لم يدرك الأمر ولم يمنعه ..
‘لو كنت تحدثت حينها…’
ربما كان أنقذ أمه ، ربما لم تكن لتُقتل ..
أما إيرين ، التي سمعت القصة للمرة الأولى ، فشعرت وكأن أنفاسها انقطعت ..
‘لقد شهد موت والدته بعينيه؟’
حتى بعد أن أصبحت بالغة ، لم تستطع نسيان صدمتها عند رؤية موت أحد أفراد أسرتها عن قرب ..
فكيف به وقد شهد ذلك وهو طفل؟
لم تستطع حتى تخيل مدى الصدمة والرعب اللذين عاشهما راينهارت ..
وهاج بها الغضب تجاه الإمبراطورة ..
“ثم ، تنوي قتلي؟”
“لا، لن أقتلكِ ..”
قال راينهارت بثبات ..
“أمن رعايا الإمبراطورية على المحك الآن ، ولا يمكنني أن أضع مشاعري الخاصة فوق ذلك.”
“هاها، يا لها من فضيلة رائعة تليق بالإمبراطور.”
قالت الإمبراطورة وهي تضحك بوجه منهك ، متكئة على الحائط …
“وماذا تريد إذًا؟”
“أخبِريني عن العلاقة بين رئيسة الخادمات ولويد ، بالتفصيل.”
“هذا ليس صعبًا، لكن المكان هنا غير مريح.”
قالت الإمبراطورة وهي تبتسم باستهزاء وتتأمل المكان من حولها ، موضحة أنها لا ترغب في الاعتراف بشيء هنا …
“افتح الباب.”
“لكن…”
“قلت افتح الباب.”
راينهارت تجاهل اعتراض الحارس المذهول وأمره بحزم ..
في النهاية ، فتح الحارس باب الزنزانة بأمر من ولي العهد ..
نظرت الإمبراطورة إلى راينهارت بدهشة ، وكأنها لم تتوقع أنه سيستجيب لطلبها فعلاً.
“خذوها إلى جناح الضيوف.”
قال راينهارت بوجه بارد لا يظهر عليه أي تأثر ، رغم نظراتها إليه ..
“واعتنوا بها جيدًا.”
رغم أن كلماته بدت وكأنها احترام ، شعرت الإمبراطورة بانزعاج غامض لم تستطع تفسيره، لكنها تجاهلته بصعوبة ..
‘الخروج من السجن…’
هذا وحده كان كافيًا لها في الوقت الحالي ، لم تكن تنوي قول الحقيقة بشأن لويد …
كانت تخطط لجمع قواها بكل الوسائل …
‘وسأصنع نهاية مغايرة للمسرحية.’
وهكذا ، خرجت الإمبراطورة من السجن مربوطة بالحبال تحت إشراف مايكل وبمرافقة الجنود …
وساد الصمت بعدها ..
لم تستطع إيرين أن تفهم قرار راينهارت بسهولة ..
لكنها كانت تدرك إلى حد ما مشاعره تجاه الإمبراطورة ..
‘لن يمنحها موتًا سهلاً أبدًا ..’
فجأة ، تذكرت إيزابيلا ، لماذا فعلت كل ذلك؟
“……”
بقي راينهارت يحدق في الزنزانة لفترة طويلة، ثم تنهد بعمق ..
كانت إيرين تقف إلى جانبه ، استحضرت الحوار الذي دار للتو ، وشعرت بثقل في صدرها منعها من الحديث ..
ثم فتحت فمها أخيرًا، بصعوبة:
“لقد كانت معركة وحيدة ، أليس كذلك؟”
تساءلت إن كانت قد تجاوزت حدودها بالكلام، وشعرت بقليل من الندم ..
هي لم تكن بارعة في المواساة ، فهي تلك الغبية التي كانت تنهمك دائمًا في تدريبات السيف ..
“لماذا يصعب عليّ مواساة أحد بهذا الشكل؟”
لكنها كانت تعرف ..
قبل ست سنوات ، في وجه راينهارت ،
رأت أحيانًا وحدة لا يمكن وصفها …
ومع ذلك ، تجاهلت ذلك ، وعادت إلى ليكاون
والآن شعرت بالندم على ذلك أيضًا ..
كان ظهره وهو يحدق في الزنزانة يبدو حزينًا ، ووحيدًا ..
“لقد قررت أن أنسى الماضي.”
قال وهو يدير وجهه نحوها، ونظر مباشرة في عينيها ..
كانت عيناه الخضراوان نقيتين ، تشبهان أوراق الصيف ..
حين تلاقت نظراتهما، لم تستطع أن تزيح عينيها عنه ..
“سأركز على الحاضر والمستقبل ،
وحاضري ومستقبلي…”
كانت نظراته تملؤها بوضوح ..
“إيرين ، هما أنتِ.”
شعرت إيرين بوخز في صدرها ، إحساس لطيف وسريع التلاشي ..
رغم أنها بدأت تعتاد ذلك ، شعرت بأن قلبها هش ..
وشعرت بالغيظ من القدر ..
لقد منحها حياة جديدة ، وهذا كان بركة ،
لكن لماذا سلب منها مشاعرها تجاهه؟
لقد كانت تعتبر ذلك لعنة ..
عضت على شفتيها بصمت
فقال راينهارت بصوت هادئ:
“لا تقلقي ، لن أُرغمكِ على أن تبادلي مشاعري.”
ظهرت لمحة من المرارة في عينيه ، ثم تلاشت ..
“حتى لو لم تستطيعي الشعور بأي شيء تجاهي ، واستمر ذلك إلى الأبد…”
قال بصوت هادئ:
“فمشاعري ستبقى ثابتة لا تتغير …”
عندما قرأت إيرين صدقه ، شعرت فجأة بدموع تتجمع في عينيها ، فخفضت بصرها.
‘لماذا يخبرني بذلك … من أكون حتى يقول ذلك؟ …’
“يكفيني أن تصغي فقط.”
كان لطيفًا بشكل مؤلم ..
وكانت تلك اللطافة تزيد من ألمها ، لأنها كانت تعرف جيدًا كم هو مؤلم أن تحب من طرف واحد …
“سأنجز مهمتي مهما كلف الأمر.”
قالتها وقد اتخذت قرارها ..
ستُتم مهمتها، مهما كان الثمن ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 112"