في نهاية يوم مليء بالأحداث ، عادت إيرين إلى مقر إقامتها لتأخذ قسطًا من الراحة ..
“فوو…”
لكن الغريب أنها لم تستطع النوم ، فبقيت مستلقية على السرير وعيناها مفتوحتان ..
كيم تاي هون ..
كانت قلقة من رد فعل ليفيدور تجاهه ..
“لكن ، لم يكن مغمورًا بالسحر الأسود …”
ما الذي حدث بالضبط؟
لم تكن تملك وسيلة لمعرفة حالته الكاملة ، فلا بد أن هناك أمورًا تجهلها ..
“يجب أن أعرف الحقيقة.”
حين رأت كيم تاي هون يرتجف عند قدميها من الخوف ، فقدت خيط عقلها ..
اندلع فتيل الانتقام ..
“الألم الذي عانيته ، عليك أن تشعر به أيضًا.”
سواء استجاب له ليفيدور أم لا ، فقد قررت أن تدفعه إلى الجحيم ..
“لقد فعلتها.”
خفق قلبها بشدة غريبة ..
نهاية انتقامها ، الذي طالما تاقَت إليه ، بدأت تلوح في الأفق ..
“سقوط كيم تاي هون.”
تلك النهاية باتت قريبة ..
رغم ضوء الفجر الذي تسلل من النافذة ، لم تستطع النوم ، وبينما كانت تتحرك في سريرها
طَرق طَرق ..
سمعت صوت طرق على الباب ، تناولت ليفيدور تلقائيًا ، لكنه لم يُظهر أي ردة فعل ..
“من هناك؟”
”آه، هل كنتِ نائمة؟ ..”
هذا الصوت… بدا مألوفًا
”أنا، رون ..”
تذكرت أنه من أقرب فرسان لاينهارت ، ففتحت الباب على عجل ..
“هل حدث شيء لسمو الأمير؟”
“آه…”
تحركت نظرات رون بتوتر ، مما جعل قلبها يبرد فجأة ..
تذكرت صورة لاينهارت الأخيرة ، والتي لم تكن طبيعية ..
“فلنذهب أولاً.”
قالها رون ، فلم تتردد إيرين وسارت على الفور ..
سرعان ما وصلت إلى غرفة نوم ولي العهد
فتحت الباب دون طرق ..
“سموك؟”
كان لاينهارت جالسًا ، يلف يده بقطعة قماش مغطاة بالدم ..
تجمد وجه إيرين …
“هل كان هناك هجوم؟”
“لا، ليس كذلك…”
ردّ لاينهارت بإحراج ، فلم يكن من السهل عليه أن يعترف بأنه جرَح نفسه من خلال قضم أظافره حتى سال الدم ..
“ما سبب إصابتك؟”
مع إصرار إيرين المتكرر ، بدا التوتر واضحًا على وجهه ، وتحول نظره فورًا إلى رون ..
‘لماذا جلبتها في مثل هذا الوقت؟ ..’
نظرته إلى رون كانت مليئة باللوم .
“آه، صحيح… يجب أن أقف للحراسة…”
قالها رون بسرعة وخرج من الغرفة متظاهرًا بالانشغال ..
“أخطأت أثناء إمساكي بسكين الرسائل ، فقط خدش بسيط.”
“آه… فهمت.”
تنهدت إيرين بارتياح ، فقد أدركت أنه لم يكن هناك أي هجوم ..
لكن لمَ بدا رون في غاية العجلة حين ناداني؟
تساؤل واحد بقي في ذهنها ، لكن الشخص الذي دعاها خرج متذرعًا بالحراسة ..
“لكن ، لماذا لم تنم؟ لماذا تسهر حتى الفجر؟”
عندما سألته ، أغلق لاينهارت شفتيه بإحكام
“إن كان الأمر بسبب العمل ، يمكنني مساعدتك.”
كان من المزعج لها أن تراه مرهقًا بهذا الشكل ، شاحب الوجه ..
“لا… ليس بسبب العمل…”
قال ذلك وكأنه اتخذ قرارًا أخيرًا.
“أنا فقط… خفت أن ترحلي عني.”
“ماذا؟”
“لأنني… مخيف ، ومقزز ، ومثير للقشعريرة.”
بدأ يعترف وكأنه في لحظة اعتراف دينية ، عينيه كانتا تغرورقان بالدموع ..
“ظننتُ أنكِ قد ترحلين فجأة غدًا، دون أن تقولي شيئًا.”
“ولِمَ تفكر بهذا الشكل؟”
شعرت إيرين بالحيرة والشفقة في آن واحد ، من تخيلاته هذه ..
“لستُ خائفة منك ، سمو الأمير.”
شعرت إيرين أنها بحاجة لشرح نفسها، إذ بدا أن حالته أسوأ مما توقعت ..
لم أتخيل أنه يشعر بهذا الكم من الخوف ،
رجلٌ لطالما قاتل وحده ، من الطبيعي أن يبلغ به الأمر هذا الحد ..
عينيها وقعتا على يده الملطخة بالدم ..
“الشيء الوحيد الذي أخافه فعلًا ، هو أن أفقد أحبتي.”
تذكرت ماضيها ، حين ماتت عائلتها نيابةً عنها في حياتها السابقة ، كان ذلك أشد لحظة ألم
فكرت كثيرًا في اللحاق بهم ..
“غير ذلك ، لا يوجد شيء يرعبني.”
اقتربت منه ، وأمسكت بيده الملطخة بالدم ،
يده الباردة ، التقت بيدها الدافئة ، فارتجف قليلاً ..
“لذا ، لا تخف.”
قالتها بصدق ، لعلّ كلماتها تصل إلى قلبه ..
أرادت أن تُكمل مهمتها سريعًا لتفهم بصدق ما تشعر به تجاهه ..
أريد أن أفهم ..
لماذا هو خائف إلى هذا الحد؟
ما السبب وراء هذه المشاعر؟
ولكي تفهم ذلك ، عليها أن تُنهي “الواجب” الذي أنزله القدر عليها ..
في تلك الأثناء ، كان كيم تاي هون يعبث بمقبض الباب بعنف بعد أن اقتحم الغرفة عنوة ..
“تبًا!”
لم تكن هناك قضبان حديدية ، لكن شعوره كان كما لو أنه في زنزانة حقيقية ..
غير أن الباب المغلق بإحكام لم يتحرك قيد أنملة ..
طَرق طَرق طَرق!
انتهى به الأمر إلى الطرق على الباب ..
“دعوني أخرج!”
ثم جلس منهكًا على الأرض ، لقد استنزف كل قوته في محاولات الهروب …
“أنا… أنا جائع! أعطوني طعامًا!”
عندها ، صرخ الحارس من خلف الباب:
– اخرس! أتدري كم عانينا بسببك؟ …”
ثم تبع ذلك سيل من الشتائم الحادة
ارتعد كيم تاي هون وتراجع للخلف بسرعة ،
فكّر في أنهم قد يفتحون الباب ويبرحونه ضربًا ..
فلم يكن أحد من الحراس يطيقه ، نظرًا لتعجرفه وسوء تعامله معهم في السابق ..
تبًا…
شعر باليأس وتحرك بحذر ..
توجه نحو المرآة الكبيرة الواقفة ..
“اللعنة…”
وما إن وقف أمامها ، حتى رأى مشهدًا لم يكن يراه أحد سواه ..
لم يصدق ما يراه ..
“ماذا… ماذا أفعل الآن؟”
كان هناك قيد أسود يلتف حول عنقه ، لا يراه أحد غيره ..
جهل ما يعنيه جعله يشعر بالرهبة والخوف ،
كان متأكدًا من علاقته بالسحر الأسود ، لكنه لم يكن يعلم ما هو بالضبط ..
ماذا فعلتِ بي ، يا رئيسة الخادمات؟
تذكر ما حدث في الليلة الماضية… حين وضعت رئيسة الخادمات القيد حول عنقه ، ثم اختفت ..
كل شيء كان غامضًا ومخيفًا للغاية ..
تبًا… أعيدوني إلى كوريا ، أرجوكم ..
لكن حتى لو عاد ، فكيف لجسد صدمه شاحنة أن يكون بخير؟
ومع ذلك ، لم يمانع أن يعود بتلك الحالة المزرية ، فقط ليهرب من هذا الكابوس ..
هووووو…
هبت نسمة ليل باردة ومسحت خده ،
استدار بدهشة
“لكن النافذة كانت مغلقة…”
كانت النافذة الآن مفتوحة على مصراعيها.
“ما… ما هذا؟”
نظر حوله بشك ، إذ شعر بقشعريرة تسري في جسده …
ولم يكن هناك أحد …
“هاه!”
كانت هناك امرأة ذات شعر طويل ..
فتاة شابة ذات شعر بني وعينين بنيتين ،
ذات وجه جميل
“رئيسة الخادمات؟”
“الآن… لم يعد هناك مفر.”
قالت ذلك بصوت خافت كأنها تتمتم ..
“حتى الإمبراطورة التي كانت دمية انتهى بها الحال هكذا…”
تحولت حدقتا ليليس ، رئيسة الخادمات ، إلى سواد قاتم بالكامل …
“سأقدّمك له ، الروح القادمة من بُعدٍ آخر تملك قوةً أعظم.”
لم يفهم كيم تاي هون ما كانت تقوله ، لكنه شعر في أعماقه أن الأمر لا يبشّر بخير ..
“سيكون راضيًا بك بلا شك.”
قالت ليليس بابتسامة ممتلئة بالرضا ، وبينما كانت تقترب منه تدريجيًا، ارتد تاي هون إلى الخلف مرعوبًا ..
“لا، لا تقتربي!”
حاول ضربها ، لكن ليليس أمسكت بيده بسهولة مذهلة ..
“آآاااه!”
وسرعان ما حطّمت يده بقوة رهيبة ، صرخ من شدّة الألم …
هذه ليست قوة بشرية!
رغم أن إيرين ليكاون كانت معروفة بقوتها المخيفة ، فإن ليليس كانت شيئًا مختلفًا كليًا.
لم تكن بشرية ، بل بدت كمخلوق من نوعٍ آخر.
“حسنًا، بما أنك أصبحت مطيعًا ، فلنبدأ.”
أخرجت سكينًا سوداء من ملابسها ، وقطعت بها ذراعه دون تردد ..
تدفّق الدم الأحمر مشكّلًا خطًا على الأرض ..
“أُقدّمه لك… أيها الملك.”
فبدأ الدم يتوهّج بلونٍ أحمر متوهّج ..
“آآآاااااااه!!”
ترددت صرخات فظيعة من غرفة نومه ،
لكن لم يجرؤ أحد على الدخول…
ترجمة ، فتافيت …
التعليقات لهذا الفصل " 110"