في النهاية ، وبعد فشلهم في القبض على الساحر الأسود رفيع المستوى ، عاد كيم تاي هون إلى قسم البحث الثالث ليجد أن أجواء المكتب قد أصبحت فوضوية تمامًا ، كان القلق والارتباك واضحًا على وجوه الجميع. .
“ما الأمر؟”
في تلك اللحظة ، ناوله أحد أعضاء القسم صحيفة وقال له بتردد:
“يا سموّ الأمير… الخبر في النشرة…”
<الأمير الثاني ، يُتهم بفقدان الساحر الاسود تحت قيادته…>
كان هذا هو العنوان العريض في الصحيفة ..
فتح كيم تاي هون الصحيفة بيدين مرتجفتين وقرأ:
<على الرغم من أن فريق البحث تم تشكيله تحت إشراف الأمير الثاني ، إلا أنه ، مدفوعًا برغبة جامحة في تحقيق إنجازات شخصية ، قام بتنفيذ خطة منفردة متهورة ، ما أدى إلى فشلهم في القبض على الساحر الأسود.>
<العالم يترقب كيف سيتحمل الأمير الثاني المسؤولية عن هذا الخطأ الجسيم الذي كاد أن يؤدي إلى دمارٍ يتجاوز الإمبراطورية.>
“م… ماذا؟”
بدأ وعي كيم تاي هون يتلاشى تدريجيًا ، كيف وصل الخبر إلى الصحافة بهذه السرعة؟ سأل نفسه وهو يتلفت من حوله ، الغضب يرتسم على وجهه ..
“من… من هو؟! كان يجب أن تكون مهمة سرّية بالكامل… من هو الجاسوس ، اللعين؟!”
عندها ، وقعت عيناه على راينهارت …
كان راينهارت يراقب المشهد بوجه خالٍ من أي تعبير ، وبالنسبة لكيم تاي هون ، بدا وكأنه كان يتوقع هذا كله مسبقًا ..
دون تردد ، اقترب منه غاضبًا:
“أنت… أنت من فعلها ، أيها اللعين!”
وحين حاول الإمساك بياقة راينهارت ، طَق!، أمسكت إيرين بمعصمه ..
كانت عيناها الحمراوان تتوهجان غضبًا …
“ما الذي تفعله ، بحق السماء؟”
لم يستطع كيم تاي هون تحرير يده مهما حاول ، حدق بإيرين مصدومًا، ثم صرخ وهو يتذكر:
“أنتِ أيضًا متورطة معه ، أليس كذلك؟!”
“لا أفهم ما الذي تتحدث عنه ، سمو الأمير.”
قالت ذلك ببرود ، مدعية الجهل ، كانت بالفعل قد تواطأت مع راينهارت ، لكنها لم تكن تنوي الاعتراف بذلك إطلاقًا …
فجأة ، انفتح الباب بقوة ، واندفع والتر ، أحد أعضاء القسم الثالث ، إلى الداخل ..
“يا سموّ الأمير، لدينا مشكلة كبيرة! هناك مظاهرات أمام جدار القصر الإمبراطوري!”
“مظاهرات؟! لماذا؟!”
“يطالب الناس باستقالتك من منصبك في القسم الثالث!”
“ومن سيتولى المهمة إن تركتها؟!”
“في الواقع…”
نظر والتر إلى راينهارت ..
“ولي العهد هو من يقود هذه المظاهرات ، ويطالب بأن يُعاد له المنصب …”
“…ماذا؟”
ضحك كيم تاي هون بسخرية ، لم يستطع تصديق ما يسمعه ..
هل هذا حلم؟ لا ، للأسف ، كانت الحقيقة ..
“تبا!”
أدرك أخيرًا أن الموقف قد خرج عن السيطرة ، وغادر المكتب على عجل ..
لم يعد هناك من يستطيع إنقاذه… سوى الإمبراطورة نفسها ..
اتجه كيم تاي هون نحو الشرق ، نحو قصر الإمبراطورة ، كانت الإمبراطورة تحتسي الشاي بهدوء ووجهها يعكس راحة نادرة ..
لكن ما إن أخبرها كيم تاي هون بما حدث ، حتى تغيرت نظراتها لتصبح باردة كالجليد ..
“ومتى كان ذلك حين قلت إنك ستدبر أمورك بنفسك؟”
ركع كيم تاي هون على ركبتيه بسرعة تفوق الضوء ..
“أمي! أرجوكِ ، أنقذيني هذه المرة فقط!”
نظرت إليه الإمبراطورة بازدراء ، وكأنها تتساءل في صمت: ماذا أفعل مع هذا الأحمق؟
سألت:
“رئيسة الخدم ، ماذا عن اللقاء مع الدوقة بيتزيل؟”
“تم الاتفاق على أن يتم مساء اليوم ..”
“والخزانة الخاصة؟”
“تم تجهيزها بالكامل ..”
ارتسم الارتياح على وجه الإمبراطورة ، لكنها لم تخلُ من لمحة سخرية ..
قالت إناه تحتاج وقتًا لوحدها… وفي النهاية الأمر كله يتعلق بالمال؟
ابتسمت بسخرية خفيفة ، طالما كان المال هو الغاية ، فإن التعامل يصبح أسهل بكثير ..
ولحسن الحظ ، كان تدفق الأموال من جهتها أكثر مرونة بكثير من ولي العهد ..
كم من الجهد بذلتُ لأكسب ثقة الإمبراطور طوال هذه السنين ..
لحظة نادرة شعرت فيها أن كل شيء لم يذهب سُدى ، رغم أنها لم تتخيل أن تضطر لإنفاق كل تلك الجهود على إنقاذ هذا الأحمق ..
نظرت مجددًا إلى كيم تاي هون ، والغضب يشتعل في داخلها ..
رفعت قدمها المغطاة بحذاء فخم… وبدأت تركله دون رحمة ..
طاخ! طاخ! طاخ!
“آه! أواه! لا…!”
وجهها احمرّ من شدة الغضب ، ولم تكتفِ بركلة واحدة ، أشارت بيدها ، فجلبت رئيسة الخدم الماء بسرعة وبأناقة ..
كان كيم تاي هون ملقى على الأرض ، وجهه مليء بالدماء والكدمات ..
ارتشفت الإمبراطورة قليلاً من الماء ثم قالت بهدوء شديد:
“الآن، أملك الأمل الوحيد في الدوقة بيتزيل.”
سألتها رئيسة الخدم:
“وماذا لو فشلت المفاوضات؟”
ردت الإمبراطورة دون تردد:
“سنستغل نقطة ضعفها ..”
“نقطة ضعف؟”
“ابن عمها الوحيد المتبقي… سنأخذه كرهينة.”
كان والدا الدوقة قد توفيا بسبب مرض مزمن ، ولم يبق لها من عائلتها سوى أنتون بيتزيل ..
سمعت أن العلاقة بينهما قوية جدًا…
سيكون رهينة مناسبة تمامًا ، نظرت الإمبراطورة إلى رئيسة الخدم نظرة ذات مغزى ..
“يبدو أنني سأحتاج مساعدته هذه المرة.”
أومأت رئيسة الخدم برأسها بثقة:
“سأبدأ الترتيب فورًا.”
رفع كيم تاي هون رأسه وسأل بخوف:
“مساعدته؟ من هو؟”
لكن الإمبراطورة ورئيسة الخدم تجاهلتا سؤاله كليًا …
لم يجرؤ على تكرار السؤال ، فقد تجمد في مكانه أمام نظراتها الحادة التي تخترق الأعماق …
قالت الإمبراطورة أخيرًا:
“هل كان ذلك حقًا ساحرًا أسود رفيع المستوى؟”
أجاب بخفوت:
“أظن أن كل شيء كان مدبرًا من طرفهم… لم يصلنا أي تقرير واضح حتى الآن …”
“هاه! كنت أعلم أن الأمر سينتهي هكذا.”
قالتها الإمبراطورة وقد تأكدت من أن كل هذا ما هو إلا مكيدة دُبرت بإحكام من ولي العهد ، راينهارت ألفيوس ..
أحمق…، فكرت وهي تنظر إلى كيم تاي هون ، الملقب بـ “لويد”، والدماء والكدمات تغطي وجهه ، كان مظهره مثيرًا للشفقة ، بل أقرب إلى الخرقة البشرية ..
شعرت بلحظة ندم ..
ربما كان عليّ أن أستمع إلى رئيسة الخدم حين طلبت مني أن أُبعده عن المنصب ..
لم تتخيل يومًا أن يكون بهذه السذاجة ، ليسقط فريسة بسهولة في فخ ولي العهد ، ويحوّل الأمور إلى كارثة بهذا الشكل ..
لقد كنتُ متهاونة…
تألقت نظرات الإمبراطورة بوميض من الغضب القاتل ..
“ماذا سنفعل به الآن؟”
لم يعد صالحًا لأي شيء ، لقد أصبح عبئًا فقط كل هذا بسبب “الساميون”… أولئك الملعونين ..
قالت رئيسة الخدم بهدوء:
“ليتحمل المسؤولية… يجب عزله عن خط الخلافة …”
اتسعت عينا الإمبراطورة ، وحدقت فيها بحدة.
“وماذا عني؟”
أجابت الخادمة بنبرة عقلانية:
“مولاتي ، أولويتنا الآن هي تهدئة الرأي العام ، إن لم نتخذ إجراء حاسمًا ، فقد تبدأ الثورة من جديد …”
“…هاه.”
اعترفت الإمبراطورة لنفسها بأن كلامها منطقي ، ما فعله لويد كان تهورًا أحمق ، لقد تسبب بضرر جسيم بسبب رغبته في الظهور كبطل ..
لا هيبة ، لا نضج ، لا حكمة ..
لقد كشف نفسه أمام الجميع كأناني لا يهمه سوى مجده الشخصي ..
أما راينهارت …
لقد اعترف علنًا بقلة إنجازاته ، بل وطلب أن يعمل تحت قيادة لويد ..
قام بذلك أمام الشعب ، ومدّ يده للسلام أمامهم ، موقف كان سيُعتبر مهينًا ومذلًا لأي شخص يملك ذرة من الكبرياء ..
لكن راينهارت لم يكن كغيره ..
يعرف متى ينحني ..
وبالنظر إلى ما يحدث الآن ، فقد تحولت تلك اللحظة إلى رصيد كبير له أمام الشعب ، أصبح يُنظر إليه على أنه رجل دولة حقيقي ، يفكر بمصلحة الأمة لا مصلحته الشخصية ..
لقد كان يخطط لهذا منذ البداية!
عضّت الإمبراطورة على شفتها، غيظًا .
لاحظت رئيسة الخدم توترها ، فقالت بلطف:
“إن حصلنا على أسرار ولي العهد من خلال الدوقة بيتزيل … يمكننا تحويل الموجة الإعلامية لصالحنا.”
ابتسمت الإمبراطورة ، وقد أدركت أن
هذا بالفعل هو المخرج ..
“لهذا أحبكِ… دائمًا تعرفين الطريق ..”
“شكراً لمولاتي ..”
ابتسمت الخادمة برقة ..
“سآخذ الأمير الثاني إلى القصر الغربي ، وأستدعي الدوقة إلى هنا …”
“هممم…”
تنبهت الإمبراطورة فجأة إلى أنها بالغت في ضرب لويد ، خاصة وجهه… من الصعب جدًا إخفاء تلك الكدمات ..
“خُذيه دون أن يلاحظ أحد ، مفهوم؟”
“أمركِ.”
تلألأت عيناها المائلة إلى الأسفل بلون أسود خفي ، يشبه ظل المؤامرة ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 104"