بدأ القسم الثالث من فرق التفتيش بالتحرك تحت إمرة لويد ، أي كيم تاي هون ..
بابتسامة مليئة بالثقة ، ألقى كيم تاي هون التقرير على مكتب الإمبراطورة ..
“هذه هي إنجازاتي …”
نظرت الإمبراطورة بلا مبالاة إلى التقرير الذي أظهر ارتفاع إنجازات القسم الثالث ، حاولت كتم ضحكتها الساخرة …
‘إنهم لا يعلمون أننا نحن من يتحكم في
هذا التلوث …’
راقبت كيم تاي هون وهو يغرق في وهمه المتعجرف بأنه المسؤول عن كل هذا ، ورفعت حاجبيها ببرود …
“حسناً ، لقد قمت بعمل جيد …”
أثنت عليه بشكل عابر ، ثم أمرته بالخروج …
‘يا له من أحمق ..’
لو كانت تستطيع ، لاتبعت نصيحة رئيسة الخادمات وقتلته ، واستبدلته بشخص آخر متنكر في شخصية لويد …
‘لكن هذا قرار متسرع الآن …’
تبديل الجسد يعني أن الشخص الجديد لن يكون وريثها الحقيقي ..
‘سيصبح ساحر أسود متنكر في هيئة لويد هو من يعتلي العرش …’
هل سيكون هذا في صالحها؟ كانت تساؤلاتها تدور حول ما إذا كان هذا سيعود بالنفع عليها
‘وإن استغلوا هذا لطردي؟’
كانت تدرك جيداً أن علاقتها مع طائفة السحر الأسود مبنية فقط على المصالح المتبادلة ،
وإن انتهت تلك المصالح ، أو أصبحت غير مفيدة لهم ، فقد يكون ذلك تهديداً لها أيضاً ..
‘الأمور أصبحت معقدة للغاية ..’
شعرت الإمبراطورة بشيء من التوتر وهي تستدعي رئيسة الخادمات …
“هل اكتشفتم الشخص الذي وضع الصحيفة في غرفة لويد؟”
“لا، ولكن يبدو أنه من فعل ولي العهد …”
وافقت الإمبراطورة على هذا الرأي ، لابد أن شخصاً تابعاً لولي العهد هو من نفذ هذا العمل ،
لأنه يجب أن يكون شخصاً يتمتع بمهارات عالية ليتمكن من التسلل إلى غرفة لويد ، متجاوزاً حراسة نخبة الفرسان …
‘إيرين ليكاون …’
الشخص الوحيد الذي أثار شكوكها كانت هي ..
تذكرت الإمبراطورة الأوامر التي أصدرتها وسألت بحدة:
“ماذا عن محاولة الاختطاف؟”
“فشلت جميعها ..”
عبست رئيسة الخادمات ، بالرغم من إرسال أشخاص لتنفيذ الأمر ، إلا أن سيوفهم قُطعت على يد إيرين ، ولم يكن من الممكن الاقتراب منها إطلاقاً ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها رئيسة الخادمات بالقلق ..
‘من تكون هذه المرأة حقاً؟’
إيرين ليكاون ، الشخص الذي تم الإشارة إليه على أنه مبعوث إلهي …
من خلال أفعالها ، كانت تبدو وكأنها لا تُهزم ..
وأكثر ما يثير القلق هو أنها تعرف اسم دومينيك كلون …
“ثم ، لماذا وضع ولي العهد تلك الصحيفة في غرفة لويد؟”
“يبدو أنه يريد التلاعب به.”
“وماذا يريد أن يحقق بذلك التلاعب؟”
“لا أعلم.”
كان الشيء المؤكد هو أن ولي العهد يحاول توجيه تصرفات لويد ..
في تلك اللحظة ، اقتربت خادمة أخرى لنقل الأخبار ..
“انتهت عطلة القسم الأول من فرق التفتيش …”
—
في ساحة الإمبراطورية ..
دوّى صوت الهتافات في أرجاء الساحة ، حيث خرج الجميع إلى الشوارع للاحتفاء بظهور شخصية شهيرة ..
كانت الهتافات ترتفع من كل مكان ، وكان بطل هذا المشهد رجلاً واحداً ..
“سمو الأمير لويد!”
كان الامير لويد إلفييرس ، أو كيم تاي هون ، هو المقصود ..
قاد كيم تاي هون القسم الثالث من فرق التفتيش وظهر في المقدمة ، كانت الآراء العامة بفضل الإمبراطورة تميل لصالحه …
وسط تشجيع الشعب ، انحنى كيم تاي هون برأسه قليلاً ..
“سأعمل بجد من أجل الإمبراطورية …”
انتشرت موجة من التأثر بين الشعب بسبب إيماءة الأمير الثانية ..
لم يكن هناك في تاريخ الإمبراطورية من قبل موقف يظهر فيه أحد أفراد العائلة المالكة وهو ينحني للشعب ..
“يعيش الأمير الثاني!”
“يعيش!”
كان الجميع يمدحونه ، أما كيم تاي هون ، فقد كان يستهزئ بهم في داخله ..
‘كما توقعت ، الأمر سهل للغاية ..’
كان الشعب الجاهل يُظهر تعاطفاً بمجرد أن ينحني الشخص الأعلى رتبة لهم لمرة واحدة ، ثم يتحولون سريعاً إلى أتباع له …
لكن ، على عكس ما كان في داخله ، رسم كيم تاي هون ابتسامة براقة على وجهه …
“سأعمل بجد من أجل سلام الإمبراطورية!”
“وااااا!”
“نحن نعتمد عليك!”
في حين كانت مواكب الدعم الجارف من الإمبراطورية تمر ، ظهرت مجموعة من الأشخاص يرتدون الزي الرسمي ..
“من هؤلاء؟”
تساءل المواطنون بدهشة حتى وقع نظرهم على الرجل الذي كان يتقدمهم ، وشعروا بالصدمة ..
“إنه ولي العهد؟”
كان راينهارت إلفييرس …
شخص لم يكن هناك من يجهله ، فقد ظهر مراراً وتكراراً في الصحف …
بسبب الحزن على وفاة والده ، بدا وجهه شاحباً قليلاً ، لكن جماله الفائق ظل كما هو ..
توقف الجميع عن الكلام ونظروا إليه وكأنهم مسحورون …
وسط هذا الصمت الغريب ، كسره صوت راينهارت ..
“لويد …”
كان هو من بدأ الكلام ..
“…أنت ، لا ، يا سمو الأمير …”
تظاهر كيم تاي هون بالاحترام مستخدماً كلمات رسمية ، مدركاً أنه تحت أنظار العامة ..
وقف راينهارت أمامه مباشرة ، لم يكن كيم تاي هون يتوقع ما كان يخطط له ، مما جعله يشعر بالتوتر ..
“لقد كنت متكبراً.”
قالها راينهارت وهو يخفض نظره ..
نظر كيم تاي هون إليه بارتباك ..
‘ما الذي يحاول هذا الرجل فعله الآن؟’
لكن راينهارت تجاهله وأكمل حديثه ..
“هل تسمح للقسم الأول من فرق التفتيش بالتعاون مع القسم الثالث؟ بالطبع ، القيادة ستكون لك ، لويد ..”
بمعنى آخر ، كان راينهارت يقول إنه سيعمل تحت إمرة كيم تاي هون …
لم يستطع كيم تاي هون تصديق ما يسمعه ، فنظر حوله …
لكن بدا أن الجميع من أفراد القسم الأول لا يعترضون ، إذ كانت وجوههم هادئة …
في تلك اللحظة ، مدّ راينهارت يده فجأة نحو كيم تاي هون ..
“لنعمل معاً لخدمة الإمبراطورية.”
كانت يد راينهارت ممدودة ، نظر كيم تاي هون إلى اليد المتقدمة نحوه ، وداخله صراع …
لكن ، كان يقف أمام المواطنين …
إذا أظهر نفسه كشخص متسامح وكريم ، سيُنظر إليه بإعجاب أكبر ..
“حسناً …”
أخيراً ، أمسك بيد راينهارت …
“وااااا!”
تعالت هتافات الجماهير مجدداً ..
نظر كيم تاي هون إلى اليد التي أمسك بها ، ولم يستطع إخفاء شعوره بعدم الارتياح ..
‘الإمبراطورة قالت إن راينهارت هو من قتل الإمبراطور …’
راينهارت إلفييرس ، ما الذي يحاول أن يفعله بالضبط؟
“سأحرص على دعم القسم الثالث من الآن فصاعداً.”
قال كريس ..
ضحك والتر ، أحد أفراد القسم الثالث ، بسخرية ..
“وهل نسيت أنك كنت تمسكني من ياقة ملابسي قبل وقت ليس ببعيد؟”
“لقد كنت مخطئاً في ذلك الوقت …”
ضحك كريس بهدوء وردّ بمكر ..
“بما أننا سنعمل معاً كزملاء من الآن فصاعداً ، أليس من الأفضل أن ننسى الماضي ونبدأ بداية جديدة ، والتر؟”
“همف…”
“أنا جاد ، أعتذر عما حدث …”
كرر كريس اعتذاره ، ولم يكن كيم تاي هون مستاءً من هذا الجو …
‘لقد خضع تماماً.’
في ظل هذا الوضع ، لم يكن لدى راينهارت خيار آخر ..
‘على أي حال ، لم تجد الإمبراطورة دليلاً على أن راينهارت قتل الإمبراطور …’
ربما الإمبراطور ، الذي كان يعاني من اعتلال صحي ، توفي ببساطة أثناء شرب الشاي ..
كان على كيم تاي هون أن يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن تكون توقعات الإمبراطورة غير دقيقة ..
‘الإمبراطورة تعتقد أن كل ما تفعله صائب ..’
ارتسمت على وجه كيم تاي هون ابتسامة ساخرة ..
‘امرأة لا تعرف سوى التملق أمام الامبراطور ، تجرؤ على سحق كبريائي؟’
كانت الإمبراطورة بدون الإمبراطور كسيارة بدون عجلات …
فمنذ البداية ، كانت امرأة بنت سلطتها بفضل حب الإمبراطور لها ..
‘الآن جاء دوري للتألق…’
أخفى كيم تاي هون ابتسامته الخبيثة وألقى نظرة سريعة حوله ..
في تلك اللحظة ، وقعت عيناه على امرأة …
كانت قد ربطت شعرها الأسود الطويل إلى جانب واحد وارتدت زيّها الرسمي …
إيرين ليكاون …
‘حتى عند رؤيتها الآن ، وجهها ليس سيئاً على الإطلاق …’
بدأ يفهم لماذا كان لويد في طفولته يتحدث عن اتخاذها كعشيقة …
“هل أنتِ بخير؟”
تذكر النظرة المعادية الواضحة في عينيها عندما نظرت إليه من قبل …
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة …
‘عليكِ أن تخضعي لي ..’
“لقد نسيتُ الماضي …”
على عكس ما توقعه من رد فعل مليء بالاستياء ، جاءت كلماتها بنبرة عادية ..
“أرجو دعمكم ، يا صاحب السمو …”
انحنت أمامه ..
شعر كيم تاي هون بفرحة غامضة ، ولم يستطع إخفاء ابتسامته المليئة بالغرور ..
‘الآن أدركتِ قيمتي الحقيقية ..’
لكن راينهارت كان يراقب هذا المشهد بنظرة باردة …
بسرعة ، أخفى مشاعره وبدأ بالكلام ..
“أليس علينا طلب إذن الإمبراطورة أولاً؟”
تبددت ابتسامة كيم تاي هون المتعجرفة للحظة …
لم يترك راينهارت تلك اللحظة تفلت منه وراقب كل شيء بعناية …
‘هل يعتقد هذا الوغد أيضاً أنني أقل من الإمبراطورة؟’
لم يستطع كيم تاي هون نسيان اللحظة التي داسته الإمبراطورة بقدمها …
كان يشعر بخليط من الإهانة والاحتقار والغضب والحقد …
ولسبب ما ، لم يتمكن من كبح الغضب المتصاعد داخله ، وتحدث بصوت صارم إلى حد ما …
“ما معنى طلب الإذن؟ أنا القائد هنا …”
“فهمت ذلك …”
أومأ راينهارت برأسه ..
لكن كلمات “فهمت ذلك” علقت في ذهن كيم تاي هون ، مما جعله يعبث بشفتيه ..
شعر برغبة ملحة في استجواب راينهارت حول ما قصده بهذه الكلمات …
ولكن لم يكن بوسعه أن يُظهر موقفاً سيئاً أمام العامة …
“أتمنى أن نعمل معاً جيداً ، لويد …”
“وأنا كذلك …”
رد كيم تاي هون على تحية راينهارت بابتسامة مصطنعة ..
ترجمة ، فتافيت ..
التعليقات لهذا الفصل " 100"