“الوجبات كانت دوماً سيئة، لكنك كنتِ تعلمين ذلك، فلماذا شعرتِ بالصّدمة اليوم تحديدًا؟”
في اليوم الأول الذي جاءتْ فيه أورديل إلى للمعبد، ارتعبت عندما رأت حال قاعة الطعام، وأمرت أن تُجلبَ الوجبات إلى غرفتها فقط من الآن فصاعدًا.
ومنذُ ذلك الحين، طوالَ عامين، لم تطأ قدمها قاعة الطعام مرّةً واحدة، لذا من المؤكد أنها لم ترَ ما يأكله الآخرون.
لكن من غير الممكنِ أنها لم تكن تعرف شيئًا على الإطلاق.
فهي التي أمرت بتحسينِ جودة طعامها حتى لو كان ذلك على حسابِ تقليل كمية طعام الكهنة.
ومع ذلك، أن تصدم الآن؟
“هل من الممكن أنها لم تتخيل أن الوضع بهذا السوء؟”
عند التّفكيرِ بالأمر، أورديل كانت تصرخ دائمًا، لكنها لم ترفع يدها على الأطفال قط.
ربما كانت ضعيفة أمامَ الأطفال.
هل حقًا تحاول القديسة أن تتغير؟
هل تندم بصدق، وليست مجرّد نزوةٍ عابرة؟
رغبة صادقة بأن يكون الأمر كذلك ظهرت فجأةً قبلَ أن تأتي فكرة أنه من المستحيل.
“…….”
إيريك كان يفكر بالأمر نفسه.
أورديل التي لم تعد تنغمس في الترف أو التصرفات البغيضة فجأة.
لقد صُدم بشدّةٍ عندما رفضت حتى منصب القديسة، الذي وإنْ كان زائفًا، إلا أنه كان يشبع غرورها.
لكن ذلك لم يكن بقدر ما صُدم من تصرفها اليوم.
لأنها حزنت عندما رأت وجبة الأطفال السيئة والحديقة القاحلة.
لم يرها تبكي، لكن من المؤكدِ أنها كانت حزينة.
لأن كلّ ذلكَ كان نتيجة ترفها.
“……هل ستقول مجددًا إنها ستغادر؟”
هذا سيكونُ كارثيًا.
وجود قديسة ترتكب الفظائع أفضل من عدم وجود قديسة على الإطلاق، فذلك وحده كفيل باستمرار المعبد.
إضافة إلى أن الفظائع من القديسين أو القديسات ليستْ أمرًا نادرًا.
المشكلة أن أورديل مزيفة، والمعبد لا يملك التمويل لتحمل ترفها.
على أيّة حال، إذا اختفت القديسة ، فالمعابد الأخرى ستنتهز الفرصة لإسقاط معبدنا تمامًا.
فالمعابد كانت تتنافس بعدد التّابعين، دونَ فرق بينها.
ولتعزيز قوة المعبد الذي ينتمونَ له، كانوا يسعون لابتلاع المعابد الضعيفة، لذا وجود القديسة كان ضروريًا.
“ماذا؟! ماذا تقول؟! هل قالت القديسة إنها ستغادر المعبد؟!”
صُدم ديتريش عندما سمع تمتمة إيريك.
“لا، هذا لن يحدث، لذا لا تذكرْ ذلكَ في أيّ مكان.”
إيريك، الذي لم تكن لديه نية للسماح لأورديل بالرحيل، أمرَ ديتريش بصرامة أن لا يتحدث عن الأمر.
لو كان ينوي تركها تذهب، لما تحمل كل تلكَ الإهانات من الكونت كيريس.
لذا، مهما كلف الأمر، سيبقي أوردل هنا.
* * *
“تم الحصول على المكافأة.”
ما إن عدتُ إلى غرفة النوم، حتى تلقيت على الفور مكافأة قبول المهمة.
【”الشمس التي زحفت من الموت” تهب أول مكافأة لقديستها. تزيد القوة المقدسة للمستخدم.】
رائع!
تدفقت طاقة ذهبية من العدم وأحاطت جسدي، تمامًا كأشعة الشمس الدافئة.
غطيت فمي بيدي من التأثر.
زيادة في القوة المقدسة؟ ترى كم سترتفع؟
هل من الممكن أن أحصل على 10% على الأقل؟
حتى هذا سيكون أفضل بكثير من الآن…!
【القوة المقدسة الحالية: 5%】
“…….”
عضضت شفتي عند هذه البركة ذات الـ3%.
صحيح، هذا النظام مفلس حاليًا.
لو كان يستطيع منح المزيد، لما جعل شخصًا مزيفًا مثلي قديسة حقيقية.
【لقد بلغت القوة المقدسة للمستخدم 5%. تم فتح المهارة “تعزيز الجسد”.】
“آه.”
هل سمع شتيمتي؟
كنت قلقة بالفعل بشأنِ كيفية استخدام القوة المقدسة.
يبدو أن المهارات تُفتح تدريجيًا كلما زادت القوة المقدسة، لذا عليّ أن أعمل على زيادتها بجد.
لكن كيف؟
“عليّ الحصول على القوة المقدسة، لذا لا مفر من زيادة عدد التابعين للمعبد…”
هناكَ طريقتان رئيسيتان لزيادة عدد الأتباع.
الأولى، أن يُظهر القديس أو القديسة قوّةً عظيمة لجذب الناس.
والثانية، خدمة الناس لإظهار هيبة المعبد.
“ولا واحدة منهما ممكنة.”
منذُ البداية كانت العقبات كثيرة.
بما أنني لم أحقق سوى 5% من القوة المقدسة، فالأولى مستحيلة، والثانية غير مؤكدة.
صفة حاكم الشمس هي الشفاء.
والكهنة أيضًا متخصصون في الشفاء، لكن بسببِ ضعف معبدنا في نواحٍ كثيرة، لا يستطيعون إظهار قوة شفاء قوية.
حتّى أن جرعات الخيميائيين أقوى من شفاءنا.
لذلك، الناس يلجؤون للخيميائيين أكثر من معبد الشمس، ما زادنا فقرًا.
“أيها النظام، هل هناك طريقة أخرى غير زيادة عدد التابعين لتقوية قوة حاكم الشمس؟”
【تم العثور على طريقة أخرى واحدة.】
“حقًا؟ ما هي؟”
【قدِّم تبرع.】
“……؟”
تبرع؟
عندما تقول تبّرع، أنتَ تقصد تقديم أموال أو هدايا طوعًا للمعبد…
بكلمة واحدة، يعني الآن، يريدون مني أن أدفع مالًا…؟
واو، بعد أن جعلوني أُتَلبَّسُ بجسدٍ مُفلِس، يطلبون مني مالًا الآن؟
“هاه. لا يمكنني أن أسترد المال الذي خصصته لطعام الأطفال، لذا سأتبرّعُ بالمال الذي حصلت عليه من بيع الفستان الأزرق كما هو…”
على أيّ حال، بما أن الخروج من المعبد أصبح مستحيلًا، فما الفائدة من الاحتفاظ بمال سري.
سأقدمه كله وأستخدمه لزيادة قوتي المقدسة.
لكن فقط حتى 40%، لا أكثر.
بما أنني لا أنوي أن أصبح قدّيسة حقيقية، يكفيني أن أتمكن من حماية نفسي وكشف الأسرار السماوية.
في هذا العالم، ما فائدة أن أصبح قديسة حقيقية؟ لن يكون هناكَ سوى قتال مع الأعداء.
لذلك سأستمر في أداء دور القديسة الزائفة حتى النهاية.
“جيد، ممتاز. إذًا أول شيء يجب أن أفعله قبل كسب المال هو…”
تنظيف المعبد من الدّاخل أولًا، بالطبع.
تنظيفُ الفساد الموجود حتى في أكثر الأماكن فقرًا.
هذا كانَ اختصاصي عندما كنت محققة.
* * *
ذهبت إلى قاعة الطعام مجدّدًا وقت الغداء.
كنت قلقة من أن يصابَ الناس بالذعر عندَ رؤية وجهي، لكن لا مفرّ من ذلك.
على أي حال، سيضطرون لرؤية وجهي باستمرار من الآن فصاعدًا، فليعتادوا عليه ببطء.
“…….”
“…….”
“…….”
ما إن دخلت قاعة الطعام، حتى استقبلني صمتٌ بارد، مما جعلني أرتبك قليلًا…
لكن تماسكت.
“لقد أتيتِ، يا سيدتي القديسة.”
على الأقل، كان إيريك وحده من رحّبَ بي.
جلست في المقعد الرئيسي بتوجيهٍ منه، ثم نظرت إلى المائدة.
جميع الكهنة، حتى المتدربين والخدم، كانوا يخفضون رؤوسهم بوجوهٍ شاحبة.
حتى الخادمات والخدم الذين كانوا يقدمون الطعام بدوا بوجوه كئيبة.
كان صمتًا مزعجًا بحق، لكنني حافظت على تعبير وجهي بثبات.
سأريهم، كم تغيّرتُ تمامًا.
“ها هو.”
قدّمَ لي إيريك الطعام بنفسه.
كان طبق حساء واحد، تمامًا كما طلبت، مثل الجميع.
حساء خفيف جدًا، دون أي قطعة لحم.
“…هل أنتِ حقًا بخير بهذا؟”
“ولم لا أكون بخير؟ إنها الوجبة نفسها التي يتناولها الجميع.”
بدأت بالأكل على الفور.
رغم أن مظهره لم يكن مغريًا، إلا أنه كان لذيذًا بشكلٍ مفاجئ.
ربما لا يعجب ذوي الأذواق الرفيعة مثل أورديل، لكنه كان وجبة مرضية جدًا لي، التي كنت أتضور جوعًا كثيرًا في حياتي السابقة.
“لذيذ.”
عندما واصلت الأكل بلا تردد، شعرت أن إيريك تنفّس الصعداء.
على عكسه، كان ديتريش يحدّق بي بذهول تام.
وحين شربت بقية الحساء دفعة واحدة من الوعاء، بدا وكأن عينيه ستخرجان من محجريهما.
“الآن بعد أن فكرتُ في الأمر، لقد كنت أتناول طعامًا لذيذًا طوال هذا الوقت، لكن لم أمدح الطباخ ولو مرة واحدة.”
عندما وضعت الوعاء وتحدثت، بدا على إيريك الحيرة.
“هل أستدعي لكِ الطباخ؟”
“لا. بما أنني أريد أيضًا إلقاء نظرة على المطبخ، سأذهب بنفسي.”
“ماذا؟”
سواء ارتبك إيريك أم لا، وقفت من مكاني متجهة إلى المطبخ فورًا.
تبعني إيريك و ديتريش بسرعةٍ خلفي.
“آه، ماذا نفعل؟”
“هل نتركها و شأنها…؟”
وصلتني أصواتُ القلق من خلفي.
يبدو أنهم يظنون أنني ذاهبة لافتعال مشكلة في المطبخ، لكن انتظروا.
عن قريب، ستتفاجأون حتى تخرج أعينكم.
دووم!
فتحت باب المطبخ بعنف، فاستدار الطباخ كينتو، ذو اللحية البنية غير المهذبة، والخدم العاملون هناك بعيون مذهولة نحوي.
“ماذا، م، ما الذي أتى بسيدتي القديسة وسيد المعبد إلى هذا المكان المتواضع…؟”
“لا شيء خاص. شعرت بالرّضا الشديد عن الوجبة التي أعدها الطباخ اليوم، ففكرت أن أمدحه.”
ماذا…؟ هل هذا تلميح ساخر عن أن الحساء لم يكن جيدًا…؟
من كلماتي، ظهرت مشاعرهم الداخلية بوضوح على وجوههم.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"