هل من الممكن أن يكون المعبد الذي يفتقر إلى الأتباع غنيًا؟
بالطبع لا. فهو يعيش بالكاد على التبرعات التي ترسلها كيريس، إلى حد الفقر المدقع.
ومع ذلك، فإن سبب فخامة غرفة أوريديل هو أنها أهدرت تلكَ التبرعات ببذخ.
“كان هذا مشهدًا ظهرَ في الرواية أيضًا، لكنني نسيت ذلك.”
عندما رأيت غرفة الملابس لأوّل مرة، شعرت بصدمة شديدة.
فجميع أنواع الفساتين كانت موجودة، وكلها باهظة وفاخرة.
دعنا من البحث عن الأموال السرية.
لقد أهدرتْ المال كله على الترف، فكيف يمكنُ أن يكون هناكَ مال سريّ؟
لذا، لم يتبقَ سوى خيار واحد.
“لنقم بالبيع.”
لنقم ببيع كل الزينة والفساتين والمجوهرات في الغرفة، وكل ما يمكن أن يُجلب مالًا.
فأنا لا أحتاج لأيّ شيء الآن بعد أن سأغادر المعبد على أيّة حال.
ويجب عليّ أن أعيد ولو جزءًا من المال إلى المعبد، أليس كذلك…؟
“بما أنه ليس مالي، فلا داعي للندم.”
مسحت دموعي المتساقطة بخفة.
في هذه الحالة، أحتاجُ إلى شخص يعالج هذه الأمور كلها نيابة عني لأنني لا أعرف قيمة هذه الأشياء…
من أوكل إليه المهمة؟
لا يمكن أن يكون لأوريديل، التي عُرفت بالفساد والبذخ، أيّ شخصٍ مقرّب في المعبد.
وإن أوكلت المهمة إلى إيريك، فلن أتمكن من الاستيلاء على المال السريّ، وذلكَ سيكون مزعجًا.
لا خيار أمامي. عليّ أولًا أن أرتب قائمة بالأشياء التي يمكن تحويلها إلى نقوذ.
وكي لا أُخدع في هذا العالم، يجب أن أكون على دراية بقيمة كل شيء تقريبًا.
* * *
مضت ساعات وأنا أرتب القائمة دونَ أن أخرج من الغرفة.
ثم سمعت صوت طرق على الباب فأفقت أخيرًا.
كان الورق الذي في يدي قد امتلأ تمامًا.
“أيتها القديسة، أحضرت لكِ طعام العشاء.”
“تفضل بالدخول.”
“…….”
“……؟”
لماذا لا يدخل؟
وعندما كنت على وشكِ أن أذهب لأفتح الباب بنفسي، دخلَ أحدهم أخيرًا.
كان رجلًا وسيمًا ذو شعر أحمر مجعد وعينين بلون الماء الجميل.
من الواضحِ أنه ليس شخصيّةً ثانوية.
لا يوجد في معبد الشمس من يمتلك هذه الملامح سوى شخص واحد.
هو ديتريش وورين، اليد اليمنى المخلصة لرئيس الكهنة، والشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه في المعبد.
“هل تحتاجين إلى شيءٍ آخر؟”
أوه، يبدو أنني كنتُ أحدّق به كثيرًا. ديتريش يكره أوريديل.
في الواقع، لا يوجد أحدٌ في هذا المكان يحب أوريديل.
“لا، لا أحتاج شيئًا.”
وضعت القائمة التي كنت أرتبها وجلست أمام الطاولة.
كانَ الطعام مشابهًا لما جلبه إيريك في الغداء.
لكن لماذا لم يغادر ديتريش؟ ولماذا يقف إلى جانبي وينظر إليّ باستمرار؟
كان ذلكَ مزعجًا جدًا.
“هل لديكَ ما تودّ قوله…؟”
“أنتظر فقط أن تنتهي القديسة لأزيل الأطباق، فلا داعي للقلق.”
لكن من الصّعب عدم القلق، فنظراتكَ حادة جدًا.
تظاهرت بعدم وجوده وأخذت قضمة كبيرة من الخبز.
“لكن، أيتها القديسة، هل لي أن أسأل لماذا تتحدثين فجأةً بلغة مهذبة؟”
كدت أعضّ لساني بدل الخبز!
صحيح، أوريديل ذاتُ الطبع السيئ كانت تتحدث بوقاحة مع الجميع.
حتى مع رئيس الكهنة إيريك نفسه.
إيريك لم يسأل عن ذلك، لكن ديتريش سأله بصراحة.
‘…ولكن، أليست هذه في الحقيقة فرصةً جيدة؟’
ديتريش يكره أوريديل أكثر من أيّ أحد آخر في المعبد، وهذا ليس مبالغة.
فقد كانت أوريديل دائمًا تستخف وتحتقر رئيس الكهنة الذي يخلص له.
بل و حتى وهو يظن أنها القديسة الحقيقية، لم يخفِ كرهه لها.
فهل سيفرح إذا قلت له إنني سأغادر المعبد؟
ربما يساعدني حتى في إقناع إيريك.
“لقد شعرت مؤخرًا بتغير داخلي.”
“…تغير؟”
“نعم. لقد كنتُ طائشة، وأعامل الكهنة بلا احترام. أنا آسفة جدًا.”
وقفت، وضعت يدي معًا بأدب، وانحنيت له.
“الآن، ماذا؟ مـ، ماذا قلتِ للتو؟”
أوه، إنه مرتبكٌ جدًا.
حسنًا، حتى إيريك تفاجأ، فمن الطبيعي أن يتفاجأ ديتريش أيضًا.
“أعتقد أنني لا أستحق أن أكون قديسة. لذا قررت أن أتركَ كل شيء وسأغادر قريبًا.”
عند سماعه ذلك، تجمّدَ وجه ديتريش من شدّة الصدمة.
“منصب القديسة ليس شيئًا يمكن الجلوس عليه أو التخلي عنه كيفما تشائين!”
“إذن، هل سيكون من المقبول أن أواصل العيش هنا على هذا النحو؟”
“هذا…!”
يبدو أنه لا يستطيع أن ينطق بكلمات ترجوني أن أبقى، حتى لو تمزق فمه.
إنه يكره أوريديل حقًا.
“بالطبع، أنا لا أقول إنني سأرحل على الفور. أفكر في تعويض الأضرار التي سببتها للمعبد قدر الإمكان قبل أن أغادر.”
“هاه. تعويض، تقولين؟”
“أرغب في الاعتذار للجميع. لكلّ من تأذى نفسيًا بسببي.”
وجه ديتريش أصبحَ أكثر ارتباكًا.
لكنني صادقة. صادقة تمامًا دون ذرة كذب.
“وأمرٌ آخر أيضًا.”
ناولته قائمة الأشياء التي قضيت فترة الظهيرة كلها في تنظيمها.
“هذه قائمة بالأشياء التي أمتلكها. أودّ لو يقوم الكاهن ببيعها وتحويلها إلى نقد.”
نظر ديتريش إلى القائمة الطويلة وكأن عينيه ستخرجان من مكانهما.
كان يبدو فاقدًا للتركيز وكأنه تلقى ضربات متتالية على مؤخرة رأسه.
“أشعر أنني استخدمت أموال المعبد لأغراضي الخاصة، لذا أرغب في إعادتها.”
“لا، مهلاً، هذا…”
“آه! باستثناء هذا الشيء.”
أشرت إلى الفستان في أول سطر من القائمة.
كان فستانًا من المرجح أن يجلب مبلغًا لا بأس به عند بيعه.
“اشتريت هذا بمدخراتي من الأموال التي كنت أجمعها أحيانًا من عائلتي، لذا أود أن يعادَ لي ثمنه.”
بالطبع، هذا كذب. كيف لي أن أعرف بأي مال اشترت أوريديل هذا الفستان؟
لكن إن أعطى ديتريش المال كله إلى آيريك، فسأضطر إلى المغادرة مفلسة.
رغم شعوري بالذنب، كان عليّ أن أبتز قليلاً لأحصل على بعض المال السري.
آمل فقط أن ديتريش لا يعرف مصدر هذا الفستان.
“وأودّ أيضًا أن تخبرني بثمن كل قطعة بيعت بدقة. وإن قارنته بمصاريف المعبد فسيكون أفضل. أريد أن أراجع و أندم على مدى الإسراف الذي كنت أعيشه.”
في الحقيقة، أفعل هذا فقط لأفهم الأسعار وسوق البضائع.
“إذن، أعتمد عليكَ.”
وضعت القائمة في يد ديتريش المرتجفة بابتسامة هادئة.
إذا نجح هذا الأمر، فسأتمكن من مغادرة المعبد مع المال السري، دون أي شعور بالذنب!
لكنني لم أكن أعلم في ذلكَ الوقت…
أن كل هذه الخطة ستنقلب تمامًا في غضون يوم واحد…
* * *
خرج ديتريش من غرفة أوريديل بوجهٍ شارد.
لكنه لم يتمكن من المغادرة فورًا، بل وقف ساكنًا في مكانه لفترة طويلة.
ما الذي حدثَ بالضبط الآن؟
هل كنت حقًا أتحدث مع أوريديل قبلَ قليل؟
“الآن فهمت لماذا أمرني الكاهن الأعلى بمراقبة القديسة فجأة…”
لابد أنه شعر أيضًا أن شيئًا ما غريب بشأنها.
لا، هذا ليسَ مجرّد شيءٍ غريب.
حينما ناولت أوريديل القائمة، شكَّ ديتريش للحظة أنها ربما فقدت عقلها بسببِ مرض شديد.
وبعينين معقدتين، نظر إلى القائمة ثم توجه إلى غرفة آيريك ليقدّمَ تقريرًا.
“تقول إنها ترغب في بيع كل ما في هذه القائمة…”
نظر آيريك إلى القائمة بعينين مليئتين بالتعقيد.
كان قد خرج لتوه من غرفة الصلاة بعد أن أمضى وقتًا طويلاً فيها، غير قادر على التغلب على الشعور بالذنب لأنه نصب قديسة مزيفة، لكن الخبر الذي جلبه ديتريش زاد من تعقيد مشاعره.
“وتقول إنها ستعيد المال الناتج إلى المعبد.”
في الواقع، معظم الأشياء التي تملكها أوريديل قد اشتُريت بأموال المعبد.
وكانت تقول إن استخدامها لتبرعات عائلة كيريس أمر طبيعي.
نظرًا للفارق الكبير بين وجود قديسة في المعبد أو عدم وجودها، فقد قرروا تحمّل الخسائر واختيار قديسة مزيفة، لكنه بدأ يشكّ في قراره في تلكَ اللحظة.
والآن، تقول إنها ستندم وتعيد كل شيء؟
ما الذي تفكر فيه فعلًا؟
“آه، قالت إنها لن تُعيد هذا الشيء الوحيد. قالت إنها اشترته بأموال ادخرتها من مصروف عائلتها، لذا تود استرجاع ثمنه فقط.”
ثم أشار ديتريش إلى العنصر الموجود أعلى القائمة.
فتح إيريك عينيه على اتساعهما عندما رأى ذلك.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"