* * *
زحفت ببطءع خارجًا من داخل خزانة الأدراج حيث كنت أختبئ.
حين كنت شرطيّة، كنتُ أفتخر بعضلاتي الممشوقة، وكان جسدي كله يتألّم في كلّ مرة أختبئ فيها في مكانٍ ضيق، أما بجسد أوريديل النحيل، فالاختباء مريح جدًا.
أستطيعُ الآن تقوية جسدي بالقوة المقدسة، فلا حاجة للتّضخم العضلي كما في أيام الشرطة.
“أنتِ، أنتِ! من أنت! لماذا أنتِ هنا أيها اللعينة!”
عندما خرجت بالكامل ونفضت ملابسي واقفة، بدأ كينتو يشير إليّ بإصبعه.
ربما يجب أن أكسرها له.
“ألم تقل أن عليّ القدوم إلى المطبخ ليلاً؟ أنا شخص يفي بوعوده، لذا أتيتُ بسرور. للأسف، أنتَ في السجن ولن تستطيع القدوم، لذا فكرت أن أزور المكان وحدي.”
“إييييك……”
“لكن فجأةً رأيتكَ ، أنتَ الذي من المفترض أن تكون في السّجن، تدخل المكان. فتسائلت عما تفعله هنا وظللتُ أراقبك.”
بالطبع هذه كذبة.
كنتُ أعلم مسبقًا أن هذا الوغد سيهرب من السجن ويتسلل إلى هنا ليلًا.
وفقًا للقصة الأصلية، لم يكن كينتو يخفي المال في مكانٍ واحد فقط.
كنتُ مختبئة لأضبطه متلبسًا.
“وها أنا أكتشفُ مشهدًا رائعًا. يبدو أنني محظوظة جدًا.”
“أنتِ حمقاء لظهوركِ أمامي، إذًا أنتِ غير محظوظة!”
يبدو أن كينتو قد هدّأ من روعه فجأة، فنهض واقفًا.
وفي يده كان يمسكُ خنجرًا حادًّا.
“كنت أرغبُ في تلقينكِ درسًا على أيّ حال. هل تعلمين من أكون؟ هاه؟”
“أجل، طبعًا. مجرمٌ أُلقي القبض عليه بتهمة الاختلاس، وسيتعرضُ غدًا للتعذيب من قبل كبير الكهنة. والآن بعد أن هربتَ من السجن، ستنال تعذيبًا مضاعفًا. مجرّد تخيل نوع العذاب يجعلك ترتجف، أليس كذلك؟”
“تتحدثين عن تعذيب؟ لم أسمعكٌ سوى تتذمرين في وقت الطعام وأنتِ تمسكين بسكّين طعام! هل تظنين أنني سأخافُ من شخصٍ مثلكِ؟!”
…أوه. يقولون الجهل شجاعة.
مَنْ هو إيريك؟
إنه مرشح ليكونَ بطل هذا العالم.
صحيح أنه ليسَ البطل الرئيسي الذي ينتهي مع البطلة، لكنه أحد المرشحين المحبوبين من قبل عدد كبيرٍ من القراء.
أبطال روايات الفانتازيا الرومانسية مستعدون لفعلِ أي شيءٍ من أجل البطلة، فهل من الممكن أن يكون إيريك ضعيفًا؟
حتى في القصّة الأصلية، عندما لم يعد يستطيع تحمل رؤية أوريديل تعذّبُ البطلة، ساعد في قتلها، وكان يُعتبر عبقريًا في التعذيب.
كينتو انتهى الآن.
“كفى هراء! هل تعلمين مَنْ زرعني هنا؟ إنه الكونت كيريس بنفسه! وأنتِ، مجرّد قدّيسة مزيفة، تتجرئين على عرقلة عمل الكونت؟!”
ابتسمت بسخريةٍ حين سمعت الاسم المألوف.
نعم، كينتو كانَ أحد الجواسيس الذين زرعهم الكونت كيريس سرًا داخل معبد الكهنة ليجعلَ من أوريديل قديسة مزيفة.
و مَن جعلهُ يهربُ من السّجن هو جاسوسٌ آخر بالتأكيد.
أكثرُ النفقات في معبد الكهنة كانت تُصرف على “تكاليف المحافظة على كرامتي” – وتُقرأ: نفقات الترف – ومصاريف الطعام في المطبخ.
كينتو كان يزعم دائمًا ضرورة تخصيص ميزانية كبيرة للطعام من أجلِ تقديم وجبات جيدة للقديسة.
وإن كان الطعام سيئًا، كانت أوريديل تغضبُ بشدة، لدرجة أن إيريك لم يستطع الاعتراض.
لكن، لم يكنْ يعلم.
أن كينتو استغلَّ ذلكَ ليختلس المال سرًا طوالَ تلك المدة.
وأن أغلبَ الأموال المختلسة كانت تعود إلى الكونت كيريس عبر كينتو.
فمن البداية، زرعَ الكونت كينتو كجاسوسٍ من أجلِ ذلك.
المشكلة أن أوريديل كانت تتظاهر بالتّرف وتساعده أحيانًا في الاختلاس.
لكي لا يلاحظ إيريك دلائل الاختلاس.
بمعنى آخر، أنا الآن أقوم بتنظيف القذارة التي خلّفتها أوريديل.
“إذا فهمتِ، فاركعي أمامي حالًا. وإن قاومتِ، سأخبر الكونت بكلّ ما فعلته الليلة!”
وجّـهَ كينتو خنجره ناحيتي.
ومن ملامحه المبتهجة، يبدو أنه يتخيل أنني، النبيلة و القديسة، سأركع له مذعورة…
لكنه أخطأّ في الشّخص.
“أوه، يا إلهي. إذًا كنتَ من أتباع الكونت كيريس؟ لم أكن أعلم ذلك.”
“نعم، ولهذا فاركعي حا…!”
“يعني ذلكَ أنكَ جاسوس، أليس كذلك؟ لست من أتباع المعبد، أليس كذلك؟”
“…ماذا؟”
ارتسمت على وجه كينتو ملامح الحيرة من سؤالي المفاجئ.
لكن هذا سؤال مهم للغاية.
إن لم يكن من أتباع المعبد، فلن يقل عدد التابعين إن طُردَ من المعبد.
“لو كنتَ من أتباع المعبد، لكنت استخدمتُ كل قوتي لجعلكَ تندم. أما إن لم تكن، فلا داعي لبذل الجهد.”
إذًا، ما الذي أحتاجهُ الآن؟
العقاب المقدس لمَنْ تجرأ على سرقة أموال معبد الشمس.
【يتم تفعيل المهارة “تعزيز الجسد”.】
“ما هذا الهراء…!”
في القتال، الضربة الأولى تحسمُ المعركة!
وجّهتُ لكمةً معززة بقوتي إلى وجهه البائس مباشرة.
بااااك!
مع الإحساس الرائع بالضربة، تحطم أنف كينتو المنخفض أصلًا تمامًا.
هذا هو العقاب المقدس الذي تنزله القديسة!
“كغاه! كوه! أ-أنتِ أيتها الحقيرة!”
“ماذا؟ هل كان العقاب المقدس ضعيفًا؟ لم تسقط بعد؟”
بالنهار، سقطَ أرضًا من ضربة على الجبهة فقط.
أما الآن، فبالرّغمِ من اهتزاز دماغه، لا يزال ممسكًا بالخنجر.
“لماذا لا تسقط؟ ستموتُ إن واصلت بهذا الشكل.”
في أيّامي كشرطية، رأيتِ من قبل مَنْ تحدّاني هكذا وانتهى في غيبوبة دائمة.
رغم قلقي الصادق، لم يتوقّف كينتو.
“ك-كفى، سأخذ رأ، رأسكِ وأقدمه للكونت، وه-هكذا س، سيسامحني!”
حتى لسانه بدأ يتلعثم، و هو ما يبدو خطيرًا للغاية.
بالرغم من ذلك، فقد استهدفني ذلك الوغد بدقة مدهشة ولوّح بالخنجر.
كنت أفكر فيما إذا كان الجسد المعزز سيستطيع صد ذلك الخنجر أيضًا، وهممت بتفاديه أولًا. لكن في تلكَ اللّحظة
“أه؟”
شعرْتُ بشيءٍ يشدّني بقوّةٍ إلى الخلف.
وقبل أن أستوعب الموقف،
سمعت صوت طنين!
و معه طار الخنجر الذي كان كينتو يلوّح به قبل لحظات في الهواء.
“آآآآااه!”
ربما بسببِ ذلك، انثنى معصم كينتو الذي كان يقبض على الخنجر باتجاهٍ غريب و مروّع.
“هل أنتِ بخير؟”
في تلكَ اللحظة، سقطَ صوتٌ عميق من الأعلى مع عبيرٍ منعش يداعب أنفي.
لم ألاحظ اقترابه حتى سحبني، يا للحرج.
استدرتُ على عجلٍ بذهول.
أوّلُ ما لفت نظري هو الشعر الفضي اللامع الذي يضيء حتى في مطبخ لا تصله أشعة القمر جيدًا.
ومن تحتِ غرة شعره القصيرة، كانت عيناه بلون بحر الشتاء البارد تحدّقانِ بي عن قرب.
“ههه.”
يا إلهي. حتّى في الليل يمتلكُ هذا الوسيم نورًا خاصًا.
“هل أُصبْتِ في أي مكان؟”
“آه…….”
“هل أُصبْتِ؟”
لقد كنتُ مندهشة من وسامته لدرجةِ أنني لم أستطع النطق بشكلٍ جيد.
وربما لأنه فهمَ الأمر بشكلٍ خاطئ، نظرَ ذلك الرجل إلى كينتو بنظرةٍ باردة.
وفي نفسَ اللحظة، خيّم على جسدي شعورٌ ثقيل لا يوصف بالكلمات.
قوّةٌ غير ملموسة لا يمكن الإحساس بها على الأرض.
كانتْ تلكَ هي نية القتل، وكانت أيضًا قدرته الخاصة.
“تجرّاتَ على تهديد امرأة غير مسلّحة بسكين في المعبد المقدس؟ هل ترغبُ بالموت؟”
يا له من رعب.
ظننتُ أنني لم أعد أشعر بالخوف بعد أن عملتُ كضابطة في وحدة الجرائم العنيفة……
لكن هذا لا يُحتمل.
كانت ساقاي ترتجفان من شدّة الخوف في تلكَ اللّحظة.
【اكتشف نظام الذكاء الاصطناعي مستوى خوف يتجاوز الحد المسموح من المستخدم.】
【لضمانِ الأداء السليم، يتم رفع قوة الإرادة للمستخدم.】
“……؟”
بمجردِّ ظهور رسالة النظام، هدأتُ تمامًا في لحظة.
أكثر فاعلية من مهدئ الأعصاب، فعلاً!
أيّها نظام، أنتَ تملك قدرات لا بأس بها!
“لم أُصبْ في أي مكان. أنا بخير. شكرًا جزيلًا لإنقاذي.”
تنفّستُ الصعداء وابتعدت عن حضنه.
وحينَ استعدت رشدي بعد أن تشتّتُ بسببِ وسامته المفاجئة، استطعت أن أتعرف عليه.
ذلكَ الوجه الوسيم الذي ينافس وسامة المرشح الآخر للبطولة “إيريك”، رئيس الكهنة.
إذا كانَ رئيس الكهنة هو درع البطلة، فهذا الرجل هو السيف الذي لا يتردد في القضاءِ على أعدائها.
إنه المرشّح الثاني للبطولة و قائد فرسان المعبد.
لا شك أنه “سيث نويل”.
كنت متأكدةً أنه خرجَ في مهمة مؤقتة الآن، فماذا يفعلُ هنا؟
ولماذا يظهرُ تحديدًا في مثلِ هذه اللّحظة؟
كنت أريدُ حل الأمر بمفردي، والآن أصبحَ الموقف محرجًا قليلًا.
“هل أنتِ متأكدةٌ أنّكِ بخير؟”
أومأت برأسي بإهمال مجيبة على سؤال سيث الوسيم بقلق، ثم رمقتُ كينتو بنظرةٍ جانبية.
هو أيضًا بدا عليه الارتباك من ظهورِ سيث المفاجئ، تمامًا كحالتي.
طبعًا، الشّخص الذي يجب أن يخاف الآن من قائد الفرسان ليس أنا، بل كينتو الهارب من السجن.
وفي هذه الحالة، لا مفر.
طالما حدثَ ما حدث، لا بدّ من استغلال الموقف بأقصى قدرٍ ممكن.
“سيدي القائد، هذا الرّجل هو مَنْ سُجن اليوم في النهار بتهمة اختلاس أموال المعبد! بل وقد هرب من السّجن أيضًا!”
بدأت بالوشاية فورًا.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"