1
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟
في سن الرابعة والثلاثين. مِـتُّ برصاصة أطلقها مجرم كنت أطارده.
أنا، التي توفيت في ريعان شبابي، كان يجب أن أغادر إلى النعيم المليئ بالأحلام و الأمل و أنا أحمل هذا اللقب البراق…
“ايتها الحمقـاء ، لقد قلتِ أنكِ تفتقرين إلى شيء ما ، فهل أنتِ مصممة بالفعل على أن تصبحي ناقصة؟”
أين ذهبت مكافئتي ؟ ولماذا يوجد رجل في منتصف العمر يشتمني مباشرة في وجهي من أول لقاء؟
هل هذا ، نعيمـي؟
“قلت إنه حتى لو متِ ، يجب أن تموتي في المعبد الكبير ، فلماذا تعودين إلى العائلة مرة تلو الأخرى؟ ماذا يجب أن يحدث حتى تعودي إلى صوابك؟!”
دوووم!
الرجل في منتصف العمر ، الذي كان يصبّ عليّ كلامًا غير مفهوم، ضرب الطاولة بشدة أمامي.
الأطعمة الفاخرة الموضوعة أمامه اهتزّت.
إذًا، يبدو أنني الآن في مكان يشبه قاعة الطعام…
ثريا معلقة من السقف، طاولة طويلة مغطاة بقماش أبيض. شمعدانات عتيقة.
أليست هذه من الأشياء التي لا تُرى إلا في الأفلام؟
حتى الرجل الذي يصرخ عليّ أمامي، و الأشخاص الذين يراقبون من الخلف ، كانوا يرتدون فساتين بدلات فاخرة .
هل هذا عالم ما بعد الموت ، أم عالم رواية رومانسية خيالية من العصور الوسطى؟
“لم أعد أستطيع احتمال تصرفاتكِ الطائشة. اسحبوا هذه إلى غرفتها و احبسوها دون أن تعطوها قطرة ماء! و اطردوها إلى المعبد الكبير فور شروق الشمس غدًا!”
هممم، على الأقل عرفت أن هذا ليس النعيم.
قبل أن أستوعب هذا الفكرة الجديدة ، ظهرت نساء من مكان ما و أمسكن بذراعيّ و سحبنني.
“آه، لحظة!”
دووووم!
…أه؟ ما هذا؟
بغض النظر عما إذا كان الزيّ الذي ترتديه الخادمات هو زيًا تنكري أم لا…
لماذا أُسحب بهذه السهولة؟ و من نساء لا يبدو عليهن القوة؟
هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا.
هل تفقد العضلات قوتها بعد الموت أيضًا؟
“لقد فقدت شهيتي حقًا.”
بينما كنت متجمدة من هول الموقف ، انطلقت سخرية نحوي. كان ذلك من شاب يجلس أمام طعام فاخر.
“حتى في هذا المكان يجب أن أرى وجهكِ؟ لا مكان لكِ هنا، لذا اختفي فورًا، يا أورديل.”
رغم وقاحته و تصرفاته البغيضة ، و رغم أنه يبدو أصغر مني بكثير ، إلا أنني لم أستطع أن أقول شيئًا.
أورديل، أورديل، أورديل.
ما هذا؟ هذا الاسم المألوف و المشؤوم في نفس الوقت؟
لماذا ينادونني به و كأنه اسمي…؟
بييب.
【مرحبًا بك، المستخدم ■■■! أنا نظام الذكاء الاصطناعي المسؤول عن إدارة الأبعاد.】
في تلك اللحظة ، ظهرت نافذة غريبة أمام عيني المشوشة.
بدت تمامًا كرسالة نظام في لعبة فيديو…
【أنتِ الآن في حالة تجسد داخل عالم <إيدِيلا المقدسة>. و اعتبارًا من اليوم ، اسم المستخدم ■■■ سيكون ‘أورديل كيريس’.】
【سأقوم بمساعدتكِ بإخلاص لكي تعيشي حياة تقمص سلسة . أرجو أن تعتمدي عليّ.】
“ما هذا الآن…؟”
هراء.
كنت أظن أنني سأحظى بالنعيم و أغمضت عيني بطمأنينة…
لكن حياتي الثانية بدأت من دون حتى أخذ رأيي.
ما هذا، أعيدوا لي نعيمـي.
****
كنت موظفة حكومية.
و لأكون أكثر دقّة، كنت شرطية تلاحق الأشرار.
راتب ضئيل ، و العمل لساعات متأخرة عند حدوث أي حادثة.
و أحيانًا كان عليّ القيام بمراقبة خفية لشهور متواصلة. لم يكن هناك أي توازن بين الحياة و العمل.
الشيء الوحيد الذي كان يواسيني هو الروايات الإلكترونية.
رغم أن نـمط حياتي غير المنتظم جعل من الصعب قضاء وقت مع أي أحد ، إلا أنني كنت أستطيع الاستمتاع بالروايات بسهولة.
<إيدِيلا المقدسة> كانت الرواية المفضلة لدي.
“…لكن يبدو أنني سأكرهها الآن.”
<إيدِيلا المقدسة> هي رواية فانتازيا رومانسية عن بطلة تصبح قديسة و تنقذ العالم.
هل تقمّصت شخصية البطلة؟
بالطبع لا.
بل تلك الشريرة الحقيرة التي ترتكب كل أنواع الفظائع ، تغـار من البطلة الأفضل منها ، و تضايقها بجنون.
و في النهاية ، تتلقى العقاب من الأبطال الذكور!
شخصية شريرة تافهة تظهر دائمًا في الروايات الرومانسية الخيالية!
لقد تقمصت شخصية “أورديل كيريس”.
“حتى علاقتها العائلية سيئة للغاية.”
لقد ظننت أنه بسبب ما كان يُقال عن أورديل ، أنني في بيت أعداء أو شيء من هذا القبيل.
لكن المدهش أن هذا هو منزل أورديل الأصلي.
بل و الرجل في منتصف العمر الذي أمر قبل قليل بحرماني من الطعام ، هو والدها ، الكونت كيريس.
أورديل كانت منبوذة في عائلة كيريس.
يكفي النظر إلى هذه الغرفة التي جُررت إليها و سُجنت فيها.
غرفة علّية تقع في زاوية لا تدخلها الشمس جيدًا.
الغبار متراكم في كل مكان.
الأثاث يظهر عليه آثار قضم الفئران ، و الأغطية مليئة ببقع صفراء ظاهرة.
حتى في رواية <إيديلا المقدسة> ، لو طُلب مني اختيار أكثر شخصية لا أريد تقمصها ، لأجبت بلا تردد: أورديل.
“لكن لماذا، لماذا أنا تحديدًا من تقمص أورديل؟!”
بييب.
【تم استقبال سؤالك من قِبل نظام الذكاء الاصطناعي.】
عندما ضربت الأرض بقبضتي من شدة الظلم ، رنّ صوت تنبيه و ظهرت نافذة نظام أمام عيني.
أمسكت بهذه النافذة الملعونة فورًا.
【لقد تم اختيار روحكِ في هذا العالم ، بعد أن اخترقت احتمالية ضئيلة جدًا قدرها 0.00018%، وها أنت تجسدتِ في هذا الجسد.】
يا لها من نسبة مثالية لإطلاق الشتائم.
هل يطلب مني أن ألعنه الآن؟
【كان من المقرر أن يتم تجسيدكِ من جديد ، و لكن نظرًا لنقص قدرات الحاكم الذي جلبكِ إلى هذا العالم ، لم يكن هناك خيار سوى جعلكِ تستحوذين على جسد موجود مسبقًا.】
“نقص؟”
في ماذا؟ هل يقصد ذكاء النظام؟
【تصحيح. حاليًا، قوى حاكم الشمس المقدسة ناقصة جدًا لدرجة لا تسمح بتجسيدكِ الكامل.】
【و هذا هو سبب استدعائكِ إلى هذا العالم.】
حسنًا، فلـنسمع.
ما السبب “العظيم” الذي جعله يختطف روحًا خيّرة مثلي؟
【<مهمة> “أنقذي الشمس التي زحفت من الموت”!
حاليًا، “الشمس التي زحفت من الموت” تواجه خطر الزوال بسبب نقص التابعين.
كوني القديسة التي ترث قوة “الشمس التي زحفت من الموت” ، و زدي عدد التابعين ، و ارفعي من قوتك المقدسة لإنقاذ كل من الحاكم البائس و هذا العالم من الزوال!
مكافأة النجاح: الثروة ، الشرف ، و السلطة كقديسة.
عقوبة الفشل: الزوال الأبدي لـ”الشمس التي زحفت من الموت” و فناء هذا البُعد.】
يجبرونني على تقمص رواية عن قديسة، والآن يريدون مني أن أصبح قديسة حقًا؟
“سأُجن.”
ضحكت بمرارة من هذا الكلام السخيف.
في زاوية بصري، ظهرت مرآة مغطاة بالغبار الكثيف.
شعر وردي طويل منسدل بغزارة.
عيون ذهبية تلمع حتى في هذه الغرفة القذرة.
امرأة ذات جمال بارد و مغرور، بعينين حادتين، كانت تنظر إلي من داخل المرآة.
لو كنت على الأرض ، لسيطرت بهذه الملامح على عالم الفن بلا منازع ، لكن ما الفائدة من هذا الجمال هنا؟
علاقاتها العائلية سيئة ، كما أنها تعاني من عقدة نقص تجعلها ترتكب كل أنواع الفظائع… أورديل هي “القديسة المزيّفة”!
و تريدون مني أن أصبح قديسة حقيقية في جسد لا يملك إلا القليل من القوة المقدسة؟
لماذا لم تجعلوني أتجسد في جسد البطلة منذ البداية؟!
بفصل ظهور البطلة ، ينمو المعبد الفقير و يشهد عصره الذهبي حين تنقذ العالم.
لم أكن أعلم أن حاكم الشمس لديه اسم مزعج مثل”الشمس التي زحفت من الموت”. لكن على أي حال، لو تم ترك القصة تسير كما هي ، فإن الحاكم سيعود تلقائيًا.
فلماذا إذًا ، رغم كل هذا النقص في القوة ، تم تجسيدي في جسد قديسة مزيّفة عندما مـتّ؟
【ذلك السؤال يُعد من الأسرار . للحصول على إجابة، يجب أن تتجاوز قوتكِ المقدسة 40%.】
تقوم بتجسيدي بالقوة، و لا تخبرني بالحقيقة حتى؟
كيف يمكن للضعفاء أن يعيشوا هكذا؟
“كم تبلغ قوتي المقدسة الآن؟”
رغم أن أورديل كانت قديسة مزيّفة ، إلا أن لديها بعضًا من القوة المقدسة.
و رغم أن الرواية وصفتها بأنها ضئيلة جدًا، لكنها على الأقل قامت بدور القديسة قبل ظهور البطلة ، فلابد أنها تملك على الأقل 20%…
【القوة المقدسة الحالية: 2%】
“…..؟”
فركت عيني و أعدت النظر. لكن لم تحدث المعجزة التي تغير 2% إلى 20%.
【لتحقيق الاستيقاظ الكامل كقديسة ، يجب أن تبلغ القوة المقدسة 100%.】
يريدونني أن أُعيد إحياء المعبد ، بينما أنا محبوسة في جسد لا يملك سوى 2% من القوة؟
كلما فكرت أكثر، تأكدت أن ذكاء النظام ناقص فعلًا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"