يُقال إن النبيلات يرتدين الكورسيه لشدّ خصرهن النحيل أكثر. ولهذا لا يأكلن شيئًا أصلًا، فكيف لا ينهار جسدهن حين يحتاج للقوة؟
“ضعي ذراعيكِ حول عنقي. الآن.”
“لـ، لكن..…”
“علينا الحفاظ على ما تبقى من طاقتكِ. أم تريدين الموت فعلًا في مكانٍ كهذا؟”
تململت ليرييل مرتبكة، لكن فيريك شدَّ قبضته عليها بدلًا من التراجع.
“إن متِّ الآن فسأكون المتهم الأول، فأنا من كان بجواركِ. أنتِ تعلمين ذلك، أليس كذلك؟ أم أنكِ تخططين لتوريط خطيبكِ في قضية قتل؟ حسنًا…..رغم أن ذلك يبدو من هواياتكِ.”
أمام نبرة الحزم، أغمضت ليرييل عينيها أخيرًا وتشبّثت به. وأسندتا ذراعاه القويتان ظهرها وما تحت فخذيها بثباتٍ لا يتزعزع.
لم تعد مضطرةً لركل الماء للبقاء طافية، وهذا وحده جعلها تتنفّس قليلًا.
رأسها الذي كان يحاول التوازن مال قليلًا…..ثم استقر بين كتف فيريك وعنقه. وكلما لامس أنفاسها الخافتة بشرته، اشتد توتر أعصابه.
كانت المسافة بينهما قريبة لدرجة أنه كان يكاد يسمع صوت بلعها لريقها.
“اقتربي أكثر.”
لم يكن الوقت وقت الالتفات إلى المشاعر الشخصية. وعندما شعر ببرودة أنفاسها حتى، عدّل وضعها مجبرًا إياها على الالتصاق به أكثر.
شعرها الأحمر الغامق المُبتل بدأ ينساب فوق صدره. وثوبها المبلل التصق بجسدها لدرجة أنهما شعرا وكأن الجلد يلامس الجلد مباشرة.
حاول ألا يركز على الإحساس…..لكنه زاد الطين بلّة بكلماته التالية بلا أدنى تردد.
“زيدي مساحة التلامس بيننا قدر الإمكان. بهذه الطريقة يمكن لحرارة جسدي أن تدفئكِ.”
فاتسعت عينا ليرييل المتعبتان فجأة.
مهما كان الوضع….هذا كثير…..
كانت على وشك الاعتراض، لكن حاجبه الذي ارتفع بتحذيرٍ جعلها تغلق فمها وتلصق الجزء العلوي من جسدها به أكثر.
جسدها لم يعد تحت سيطرتها…..أما وجهها فكان يحترق بوضوح. حتى في لحظات ضباب وعيها، كان خفقان قلبها عارمًا كأنه يصل إلى رأسها.
تمنت ألّا ينتبه إلى نبضها…..تمنت ذلك بكل ما تملك.
لكن على عكس ما توقعه فيريك…..لم يأتِ أحدٌ بعد عشرين دقيقة.
غيابهما اكتُشف، لكن موقعهما لم يُحدد. و بدأ الناس يبحثون في كل الأنحاء، ولكن بلا جدوى.
وكلما طال الاختفاء…..شحبت وجوههم أكثر.
كان قلقهم على ولي العهد مفهومًا، لكن ما أخافهم حقًا هو احتمال أن يصيب وريثة تينيبريس مكروه…..فذلك يعني كارثةً لا يمكن احتواؤها.
“أظن أن الآنسة كانت تنقل الماء..…؟”
ذكر أحدهم ما رآه، لكن لم يأخذه أحدٌ على محمل الجد.
‘الشريرة التي صفعت يد القديسة ستقوم بخدمة الناس؟ وتحمل الماء أيضًا؟’
لم يخطر ببال أحدٍ أن ليرييل ستختار أقسى وأدنَى الأعمال. لهذا تأخر البحث، وقد مرّ الآن أكثر من أربعين دقيقة منذ سقوطهما في البئر.
‘تبًا…..’
حتى فيريك بدأت القشعريرة تتسلل إليه، فجسده يرتعش الآن ارتعاشةً خفيفة.
قدماه اللتان ظل يحركهما دون توقف لم يعد يشعر بهما إطلاقًا. لكن ما كان يقلقه ليس جسده…..بل المرأة التي تبرد بين ذراعيه.
وقد كان ضوء القمر الشاحب المتساقط من أعلى البئر كان يضيئهما ببرودٍ جاف.
“ليرييل. ابقي معي.”
همس باسمها. و لم ترد إلا بعد فترة، وبصوتٍ لم يكن بكلماتٍ بقدر ما كان تمتمة.
“أشعر بالنعاس..…”
“لا تنامي.”
“قليلًا فقط..…”
“قلتُ لا.”
اندست في حضنه كما يفعل طفلٌ يريد دقائق إضافية من النوم.
لو كان الأمر في أي وقت آخر، لدفعها بعيدًا بذعر…..لكنه الآن شدّ عليها أكثر، محاولًا أن يهبها ما تبقى من دفئه.
“إن نمتِ الآن…..ستموتين.”
__________________________
كم مره قال ستموتين😭 ارفق على البنت
بس وناسه وهو يضمها اكثر هههههعععهه ادري بس عشان يدفيها بس هههههعععهه
التعليقات لهذا الفصل " 38"