شعره الذي بللته مياه البئر وهو يطيح به للخلف بدأ يجف الآن، وخصلاته القصيرة تتطاير بعشوائية، كان يعدّلها بيده بإهمالٍ وهو يجيب،
“أغرب نكتةٍ سمعتها. كما لو أن شروركِ تكون بهذا المستوى الساذج أصلًا.”
قال ذلك بنبرةٍ واثقة تمامًا. فقفز قلب ليرييل مجددًا بسرعة.
“لو كنتِ متعمدة، لتظاهرتِ بمساعدتها على النهوض، ثم همستِ في أذنها…..أن تلاعبها بجسدها بهذا الشكل سيحوّل معنى ‘القديسة’ من القداسة إلى شيءٍ…..آخر تمامًا.”
“….…”
همم…..عاد القلب إلى نبضه الطبيعي.
“ها…ها…”
و أطلقت ليرييل ضحكةً محرجة.
“ثم كنتِ ستستمرين في الضغط من الخلف بخفاء، حتى إذا وصلت خصمتكِ إلى الحافة…..تظهرين وتسدّدين الضربة الأخيرة بنفسكِ. كما فعلتِ معي.”
“…..تحليلٌ دقيق للغاية.”
هل يعتبر هذا ثقةً بي؟ أم العكس؟
لم تكن متأكدة…..لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: ذلك الثقل الذي ظل يضغط على صدرها طوال اليوم…..بدأ يذوب ببطء.
“يبدو أنكَ درستني جيدًا، سموّك.”
مجرد كونه….صدّقها، لا القديسة….كان كافيًا ليهزّها بهذه البساطة.
وبشكلٍ ما، بدت لها المفارقة مضحكة. فلم تتمالك نفسها وانفجرت ضاحكة.
عقد فيريك ذراعيه بضيقٍ مستنكرًا ضحكها المفاجئ، لكنه لم ينهَر عليها بالصراخ كما يفعل عادة.
“دراسة؟ لم أفعل سوى التفكير بالانتقام منكِ. وأيضًا، لا أذكر أنني قلتُ شيئًا يستحق الضحك.”
أحيانًا، كان فيريك صريحًا إلى حد الغرابة في أماكن لا تتطلب ذلك. جانبٌ منه لم يظهر في الرواية الأصلية التي كان فيها عابدًا للقديسة.
وهذا الجانب…..كان يناقض جموده المعتاد، لكنه في الوقت نفسه يناسبه بشكلٍ عجيب، مما جعلها تخفض رأسها وتضحك بخفة.
لكن خصلات شعرها المبللة استمرت بالالتصاق بخدها وعينيها…..ففقدت راحتها قليلًا.
رفعت يدها ليمسح خصلات شعره المبللة خلف أذنه، وفي اللحظة ذاتها مدَّ فيريك يده نحو ليرييل فجأة.
وبابتسامة باردة معروفة عنها، قبضت على شعر الخادمة كما لو كان مقبضًا وسحبته بقسوة.
“ااااه!”
صرخت الخادمة من الألم وكأن خصلات رأسها ستُنتزع من الجذور، لكن لا أحد تحرك.
فلم يكن أحدٌ قادرٌ على التدخل…..طالما بقيت ليرييل تحدّق بعينيها الجليديتين.
“لن تفهمي إلا إذا تجرعتِ ما فعلته.”
قالت ذلك وهي تتعمد أن تسمعها. لكن، لو أردنا الدقة، لم يكن الأمر مماثلًا أصلًا.
خطأ الخادمة لم يكن سوى سحب ياقة الفستان دون أن تنتبه أن زرًا قد علق ببضع خصلاتٍ من شعر ليرييل.
الضرر الذي لحق بليرييل لم يتجاوز وخزةً لحظية وبعض الشعرات المتساقطة.
لم يكن خطأ يلغي حفلًا، ولم يترك أي أثر على جمالها الكامل. بل إن الخادمة أيضًا تأسفت بصدقٍ فور إدراكها الخطأ، وحتى من حولها حاولوا تهدئة الوضع بابتسامات خفيفة.
لكن ذلك لم ينفع. ولن ينفع أصلًا…..لأنه لا يُتوقع من شريرة أن تتحلى بالرحمة.
لم يأتِ لقب “أشرس شريرات مملكة تريان” عبثًا.
“اذهبي…..وأحضري لي مقصًا.”
___________________________
هي ماترد العين بالعين والسن بالسن لا الشعره بالراس😭
وفيريك وش الي قاعد تلنس حرق؟ رومانسيتكم جات في وقت غلط قلبو
وهي بعد مالومها اخيرا احد انتبه لها بس ليه تحسين بشي غير الوجع وهو يلمس حرقس؟ احبهم بس مجانين😭
التعليقات لهذا الفصل " 37"