3
<إن كنتِ تظنين أنني سأعاملكِ كقديسة، فأنتِ واهمة.>
ذلك كان الشعار الرئيسي للرواية التي دخلت فيها روح “هان جيوول”، 《القديسة لا ترحم》.
كانت هناك بالفعل عدة رواياتٍ كسرت الاعتقاد السائد بأن القديسة طيبةٌ ومقدسة دائمًا، لكن هذه الرواية دفعت ذلك المفهوم إلى حدٍ خطير وأثارت ضجةً كبيرة بمعانٍ متعددة.
فالبطلة أنِيلا ميديا قديسة، لكنها كانت مولعةً بالرجال. ولذلك أرادت أن تجعل فيريك تريم، بطل الرواية الوسيم الذي أُجبر شبه قسرًا على خطبتها من قِبل المرأة الأقوى في المملكة ليرييل، ملكًا لها.
“باسم القديسة، لن أسامحكم!”
وفي ذلك المسار كانت تُسقط كل من يقف في طريقها، مستعملةً القوة والخداع بلا تردد. وكانت تدوس خصومها بوحشيةٍ لدرجة أن القديسة بدت أحيانًا أكثر شبهًا بشريرة.
لكن بابتسامة بريئة واحدة من محياها الجميل، كان الناس يغفرون لها أو يصدقونها من جديد. وهكذا استغلت أنيلا قدراتها وجمالها إلى أقصى حد، وحصلت على كل ما أرادته.
كانت الحبكة تُصنَّف ضمن ما يُسمى عادةً “روايات الصدمة والمتعة”، ومع ذلك حازت على قاعدةٍ صغيرة من المعجبين بسبب جرأة البطلة وسردها المنطلق.
ثم جاء الجزء المنتظر من النهاية. فقد تحالفت مع العائلة المالكة بحجة استعادة عرش مملكة تريان، ساعية إلى إبادة عائلة تينيبريس عن بكرة أبيها…..
“لأن تطهير العالم أيضًا واجبٌ على القديسة.”
لم تكتفِ بإلغاء ألقابهم ومصادرة أملاكهم، بل تعقبت حتى أقاربهم البعيدين وأعدمتهم جميعًا بقطع الرقاب.
وكانت نهايةً صادمة للغاية حتى أن القراء انقسموا بين محب وكاره للرواية بعد اكتمالها.
أما بالنسبة لـ هان جيوول التي وجدت نفسها في جسد ليرييل، فقد كانت تلك النهاية أسوأ ما يمكن تخيله.
“…….”
وهي تستعيد أحداث الرواية شحب وجهها، وتبعها انعكاس ليرييل في المرآة بذات الملامح المذعورة.
وبيدٍ مرتجفة راحت تتحسس عنقها. ولم تهدأ إلا بعدما تأكدت أن رأسها ما زال في مكانه.
“هاه؟”
فجأة لمع في المرآة شيءٌ ما في اليد اليسرى، في الإصبع الرابع تحديداً.
ما هذا؟
تبع نظر هان جيوول ذلك البريق تلقائيًا.
‘هذا…..’
خاتم زواج؟ لكن ليرييل ماتت قبل أن تتزوج.
وماتت أيضًا أمام جموعٍ هائلة، لتكون عبرةً في حملة استئصال عائلة تينيبريس.
إذاً لا يمكن أن يكون خاتم زواج. غير أن خاتمًا يُرتدى في الإصبع الرابع من اليد اليسرى لا يكون عادةً إلا…..
‘لا يعقل، خاتم خطوبة..…؟’
لم يطل بها الأمر حتى أدركت الجواب. وسرعان ما اضطربت أحشاؤها. و تأرجح جسدها ولم تستطع التماسك إلا بأن أمسكت طرف طاولة الزينة.
“أوه..…”
بدا الخاتم في يدها كأنه قيد، لا زينة. فالآن وقد تمت خطوبتها لولي العهد، لم يتبقَ لها الكثير من الوقت. ولو استمرت هكذا فموتها محتوم.
غلبها التوتر فنهضت فجأة من مكانها، فانقلب الكرسي المخملي خلفها وسقط أرضًا. لكن عيني هان جيوول لم تفارقا انعكاس ليرييل تينيبريس في المرآة.
‘يجب أن أهرب.’
ذلك كان أول ما خطر في بالها. وكان يبدو القرار الأكثر منطقية.
لكن لم يكن ذلك هو الجواب الصحيح. و لم يطل الأمر حتى أدركت ليرييل تلك الحقيقة.
‘انتظري، هل سأتمكن حقًا من النجاة بمجرد أن أهرب؟’
لا أدري. لم يكن هناك أي يقين. ففي الرواية الأصلية، اكتشفت القديسة جميع أفراد عائلة تينيبريس حتى أبعد الأقارب، وأبادتهم بلا استثناء.
الهروب بلا خطة محكمة يعني أن يتم كشفها في لحظة. بل وربما تُعاقب بجريمة الخيانة الوقحة وتلقى مصيرًا أشد رعبًا مما كُتب في الأصل.
لمجرد تخيل ذلك، سرت قشعريرةٌ باردة في مؤخرة عنقها. و ارتجف جسد هان جيوول خوفًا، لكنها لم تتوقف عن التفكير.
‘هذا وحده لا يكفي. إلا إذا قطعت علاقتي بعائلة تينيبريس تمامًا…..’
ابتعدت عن طاولة الزينة وأخذت تتمشى على السجادة الفاخرة المصنوعة من صوف الشمال.
قطع العلاقة مع العائلة؟ لو فكرت ببساطة، لكان يكفي أن تعيش كفاسدةٍ أو متمردة كي يتم التبرّء منها.
“أنا حقًا فخورةٌ بكِ يا ليرييل.”
“ابنتنا ستكون حتمًا سيدة عائلةٍ عظيمة. انظروا فقط كيف تُحسن التعامل مع الخادمات منذ الآن.”
لكن في هذه العائلة الشريرة، كان “ارتكاب الشرور” يُعتبر موهبةً وقوةً بحد ذاته. فأدركت هان جيوول، وهي تستعرض ذكريات ليرييل، أن عليها إيجاد طريقة أخرى.
طق طق-
في تلك اللحظة، طرق أحدهم الباب. فارتجف ظهر هان جيوول مثل طفل ضُبط وهو يرتكب حيلة.
“آنستي ليرييل، أحضرتُ لكِ الشاي الذي طلبتِه.”
شاي؟ آه…..ربما كانت ليرييل قد طلبته قبل أن تدخل إليها روحها.
ترددت حائرة لا تدري ماذا تقول، بينما الخادمة خلف الباب لم تبدُ أنها ستغادر.
نظرت هان جيوول إلى الظل المتسرب من تحت الباب، وعضّت على شفتيها.
ما الذي يجب أن تقوله؟ “ادخلي”؟ أم “أنا مشغولة، تعالي لاحقًا”؟
لكن…..كيف كانت ليرييل ترد في الرواية؟
للأسف، الرواية رُويت من منظور القديسة فقط، لذا لم تكن تعرف.
“آنستي..…؟”
“ا، اخرجي!”
غير أن نبرة الاستغراب بدأت تتسرب إلى صوت الخادمة، فلم تستطع هان جيوول الصمود أكثر.
فجأة فتحت الباب وخرجت بنفسها.
أن تقوم ليرييل، ابنة الدوق الصغير، بفتح الباب للخادمة شخصيًا…..كان أمرًا غير معقولٍ منذ البداية، لكن هان جيوول لم تدرك ذلك. فكل ما كان يشغلها حينها هو أن تأخذ الشاي بسرعة وتُعيد الخادمة.
“آآه!”
لذلك لم تتوقع أن تكون الخادمة ملتصقةٌ بالباب بهذا القرب. وبمجرد أن فُتح، أفلتت الخادمة الصينية الفضية وسقطت أرضًا.
واااج!
وانسكب الشاي الفاخر، الذي يساوي راتب عام كامل لأحد العامة، على طول الممر.
وبدل أن تُحل المشكلة، ازدادت سوءًا. حتى أن عقل هان جيوول كاد يفرغ تمامًا من أي تفكير.
ونسيت للحظة أنها داخل جسد ليرييل، وبدأت تتصرف كما قد يفعل أي شخصٍ عادي، وهي تُكرر الاعتذارات وتحاول مساعدة الخادمة.
“أنا آسفة جدًا! لم أكن أعلم أبدًا أنكِ واقفةٌ بهذه القرب! يا إلهي، هل أصبتِ بأذى أم….”
“آنستي……؟”
لكن بالنسبة لخادمة عائلة تينيبريس، لم يكن هناك شيءٌ أشد رعبًا من ذلك.
“……آنستي، هل يُعقل…..أنكِ تعتذرين لي……؟”
“…….”
آه، صحيح. لقد نسيتُ أنني شريرة هذه الرواية.
حينها فقط أدركت هان جيوول خطأها.
ألم تكن ليرييل تينيبريس توصف دومًا بأنها شريرة العصر وما إلى ذلك؟ فكيف لمثل تلك المرأة أن تعتذر لخادمةٍ لأنها دفعتها قليلًا؟ لم يكن هذا منطقيًا.
تيبّست ملامح هان جيوول ـ أو بالأحرى ليرييل ـ بسبب الخطأ المتكرر. لكن الخادمة، وقد خدعها تغير التعبير، صدّقت المشهد.
“أ، أجل! لا بد أنني سمعت خطأ! أرجوكِ سامحي وقاحتي!”
أمام الملامح الباردة التي اعتادت رؤيتها، أخذت الخادمة تهز رأسها راجيةً الحياة.
وفي تلك اللحظة أدركت هان جيوول شيئًا. كأن برقًا قد ومض في مؤخرة ذهنها.
“……يكفي هذا، عودي الآن.”
“نعم……؟ أحقًا……؟”
“لا تجبريني على أن أكرر كلامي.”
“أ، أعتذر!”
استعادت هان جيوول هدوءها وقلدت نبرة ليرييل الباردة لتصرف الخادمة. فأسرعت الخادمة بجمع ما تبعثر في الممر ثم انسحبت.
وبعد أن أغلقت الباب ببطءٍ وأسندت ظهرها إليه، ارتجفت عينا هان جيوول وهي تدرك أن بصيص حياة قد ظهر أمامها.
‘هذا هو الحل!’
فقط من رؤية خادمةٍ ترتجف خوفًا من كلمة اعتذار، خطرت لها الفكرة. إن فعلت هذا، فقد تتمكن من الهروب من موتها المحتوم.
نعم، إن كان ارتكاب الشرور في هذه العائلة يُعد موهبةً ومصدر فخر، ففعل الخير بالنسبة لهم لن يكون إلا خزيًا وعارًا.
وبحسب الرواية، فإن عائلة تينيبريس كانت دومًا سلالةً من الأشرار. فماذا لو أن وريثة الدوق، التي يُفترض أن ترث ذلك الشر، لم تفعل سوى الخير وتنشر الشائعات عن لطفها؟
‘قد يتم طردي من العائلة هكذا.’
همست ليرييل بأمل يتصاعد في صدرها، وأومأت برأسها.
قد يبدو جنونيًا أن تتجسد داخل جسد ابنة دوقٍ ثم تسعى لترك العائلة، لكن في الوقت الراهن كان هذا الخيار الأمثل.
أولًا النجاة، ثم بعد ذلك إما أن ترتبط بأحد الأبطال أو تخوض مغامرتها الخاصة.
زفرت هان جيوول أنفاسها المرتجفة، ثم فتحت عينيها. وبين رموشها الطويلة ظهرت عينان بلون أخضر داكن. لم يعد يطل منهما كبرياءٌ أو برود، بل إرادةٌ صلبة للبقاء على قيد الحياة.
‘من الآن فصاعدًا، لن أفعل إلا الأفعال الطيبة!’
________________________
طيب والخدامه الي تحسب في اذانيها مشكله شصار؟
المهم يضحك يعني ليرييل بتصير طيبه والقديسه تستس😂
بعدين لحظه في القصة الاصلية ليرييل ساعدت القديسه انها تاخذ البطل بعدين جحدتها وقلبت عليها؟ شطا القديسه تـء
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 - لِنَرقص منذ 11 ساعة
- 5 - لايمكن….. منذ 11 ساعة
- 4 - خطيبها، ولي العهد منذ 11 ساعة
- 3 - لن أقوم الا باختيار الطيبة فقط منذ 11 ساعة
- 2 - إن لم يكن، فالموت هو المصير الوحيد منذ 11 ساعة
- 1 - لم تكن ابنتنا هكذا! منذ 11 ساعة
- 0 - المقدمة منذ 11 ساعة
التعليقات لهذا الفصل " 3"