حتى دون أن تفتح عينيها، سمعت صوت فيريك يطلق ضحكةً ساخرة.
أجل، لا عجب في ذلك — من ارتكب كل تلك الشرور، ثم يأتي الآن ليقول أنه يشعر بالذنب، لا بد أن يبدو الأمر مثيرًا للسخرية.
فاضطرت أن تضيف سريعًا ما يدعم قولها.
“ولأنني آسفةٌ تجاهكَ أيضًا. أن تُجبرَ على الزواج من شخص لا تحبه…..أليس هذا قاسيًا؟”
“…….”
‘هاه؟’
امتد الصمت بضع ثوانٍ. ففتحت ليرييل عينًا واحدة بحذر لتنظر نحوه، خائفةً أن يكون هذا العذر السخيف قد أثار غضبه.
“قلتِ….آسفة؟ أنتِ…..لي؟”
لكن فيريك لم يكن غاضبًا. و لم يكن ممتنًا تمامًا أيضًا.
كانت على وجهه ملامح معقدة، يصعب اختزالها في كلمة واحدة، وهو يحدّق بها طويلًا.
رأت ليرييل ذلك العمق في نظرته — مشاعر لم ترَها فيه من قبل — فتجمدت في مكانها، عاجزةً عن الرد.
و ارتجفت أصابع يدها قليلًا، اليد التي لا تزال ترتدي خاتم الخطوبة.
‘لا أفهمه…..’
لكن حتى فيريك نفسه لم يكن يفهم. كانت تلك الجملة أكثر ما سمعه منها غرابةً في حياته.
أن يكون سبب رغبتها في فسخ الخطوبة…..هو أنها تشعر بالأسف له؟
سخيف. كان عليه أن يوبّخها، أن يقول لها أنها تمثل ببراعة، لكنه لم يستطع حتى أن يزيح يدها أو يدفعها بعيدًا.
على الرغم من كل ما فعلته من شرّ في الشهر الماضي، أراد أن يصدقها هذه المرة.
رغب في أن يكرهها، لكنه لم يتمكن من تركها تذهب.
هل ما يشعر به الآن كراهية؟ أم شيءٍ آخر تحوّل مع الوقت دون أن يدري؟
كل شيء بدا غامضًا. وربما كان قوله “لا أريد أن أعرف” هو الأدق.
“فلنقل…..أننا سنعتبر الأمر هكذا مؤقتًا.”
قال ذلك ليقطع الحديث عمدًا. فلم يكن يحتمل أن يرى نفسه مضطربًا إلى هذا الحد بسبب كذبة يعرف أنها ليست صادقة.
“لكنه…..حقيقي.”
تمتمت ليرييل بصوتٍ خافت، وهي تنظر إليه ينهض من مكانه ببرود.
تردّد صدى كلماتها في أذنه رغم أنه تجاهلها متعمّدًا، ثم أمسك معطفه وغادر نحو الخارج.
لكنها لم تتركه، و تبعته بخطواتٍ صغيرة سريعة حتى الباب، وكأنها مصمّمةٌ على توديعه.
فتضايق فيريك أكثر. هل هذه حقًا المرأة نفسها التي، بعد حفلة الخطوبة مباشرة، لوّحت له بيدها وقالت أنها اكتفت من رؤيته؟
‘كفى…..لن أدع نفسي تنجرّ أكثر من هذا.’
حسم الأمر في ذهنه، ثم تابع سيره دون أن يلتفت أو يجيب على تحيتها الوداعية.
كانت خطواته نحو العربة مليئةً بالارتباك. و كره نفسه لأنه اهتزّ لمجرد اعتذار تافه من امرأةٍ طالما كرهها بعمق.
‘أنا أكرهها…..إذاً لماذا؟’
لكنه لم يكن يعلم — أن النية الصادقة، حتى لو كانت ضئيلة، أقوى من الشر في أسر القلوب.
فكما يثير اهتمامنا رجلٌ ثري يتخلى عن كل ثروته فجأة، أو قاتلٌ قاسٍ يركع أمام أهل ضحيته ليطلب الصفح، أو لصّ أمضى عمره في السرقة ثم يبدأ فجأة بالتبرع بما سرق — كذلك كان فيريك.
تلك “الطيبة” المفاجئة جذبت روحه رغمًا عنه.
لم يكن يعلم إلى أي مدى سيمتد هذا الاضطراب في قلبه، لكن شيئًا ما أخبره أن عليه أن يعرف الحقيقة.
‘شهرٌ واحد سيكون كافيًا. شهرٌ لأعرف من تكون حقًا.’
قرر أن يمنحها مهلة شهر.
لم يكن لديه سببٌ لرفض عرضها، كما أن هذا الفضول المفاجئ لا بد أن يخبو مع مرور الوقت…..أو هكذا أقنع نفسه.
‘يجب أن يكون كذلك.’
سيعرفها شيئًا فشيئًا.
هل نواياها صافية؟ أم أنها تتظاهر فحسب؟
هل خيرها حقيقي؟ أم قناعٌ جديد لشرها القديم؟
‘يجب أن أعرف.’
عليه أن يعرف ما إذا كانت مشاعره مجرد اضطرابٍ مؤقت أم شيئًا أعمق من ذلك.
وبينما كان يصعد إلى العربة، حسم في نفسه أنه سيكتشف ذلك خلال ثلاثين يومًا — لا أكثر ولا أقل.
ومن خلال نافذة العربة المرتجّة، انعكست ملامحه الوسيمة، وعلى وجهه ارتسم ذلك القلق الجليّ…..تردّدٌ واضح يملأ نظرته.
**
وأخيرًا، انتهت فترة العقوبة. كان أسبوعًا طويلًا بحق.
خرجت ليرييل من قصر الدوق واستنشقت الهواء الخارجي بعمق. و شعرت بالهواء النقي يملأ رئتيها فابتسمت بارتياح.
واحسن شي انه صدقها تقريباً(؟) المهم شكله بيطيح لوجهها قريبا🙂↕️
ويوليان ذاه ماظني دوره بس يسرق فلوسها اكيد به شي
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 19"