هل هذا هو شعور الجنين؟

فكرت وأنا أضم جسدي أكثر ليصبح دائريًا. هل أصبحت جنينًا؟

كيف يمكنني أن أطفو هكذا بسعادة لو لم أكن كذلك؟ ولكن، لماذا أنا هنا؟

في اللحظة التي فتحت فيها عينيّ باندهاش، لامس خدي إحساس مثير للدغدغة.

“ما هذا؟”

التفتت بردة فعل لأرى ماءً متلألئًا. ماء…؟

“في الماء؟”

لا، لا يبدو ماءً تمامًا. يبدو مختلفًا بعض الشيء.

رمشت عينيّ في حيرة، ثم بسطت جسدي الملتف ببطء ونظرت حولي. كان المكان مليئًا باللون الأزرق.

هذا ما كان يدغدغ خدي. هذا الشيء الأزرق، هل هو ضباب؟ هواء؟ لا أعرف كيف أسميه.

عبست حواجبي لعدم قدرتي على إيجاد اسم مناسب، ثم شعرت بدفء يلتف حول أصابعي. عندها فقط أدركت ما هذه الأشياء.

“قوة سحرية.”

لم أنطق بكلمة، ولكن القوى المحيطة بي اهتزت فجأة. جسدي الذي كان يطفو بهدوء بدأ يتحرك هنا وهناك مدفوعًا بهذه القوى.

لم يكن الأمر مخيفًا أو خطيرًا. بل شعرت وكأنني أركب لعبة ترفيهية.

قوة سحرية… صحيح، كانت آخر ذكرى لدي هي أنني سقطت بعد تناول الدواء. الدواء الذي حاولت فيفيانا أن تعطيه لرينيل.

“إذًا هل أنا أحلم الآن؟”

إيزابيل، الساحرة عديمة العنصر التي قيل إنها حظيت بحب القوة السحرية مثلي، فقدت قوتها بعد تناول الدواء. أنا أيضًا سأتأثر بالدواء بطريقة ما.

“لا بد أنني لست في غيبوبة.”

ماذا حدث لرينيل؟ هل كان الجرح الذي أصبت به قاتلاً؟ أردت أن أعالج وعاءه السحري، وإذا لزم الأمر، سأعطي كل القوة السحرية التي تحميني…

في تلك اللحظة التي فكرت فيها بهذا، اهتزت القوى المحيطة بي بشدة. وكأنها أدركت أفكاري.

“هل ما زلت… روحًا تحظى بحب القوة السحرية؟”

إذًا هذه القوى السحرية لن تختفي حتى لو تناولت الدواء؟

أتمنى لو أن أحدهم يستطيع أن يجيبني، ولكن بالطبع لم يكن هناك من يجيبني. إذا كان هذا حلمًا، ألا يجب أن أكون قادرة على التحدث إلى القوة السحرية؟ لا وعيي فقير جدًا في الخيال.

تنهدت بخيبة أمل، ثم ظهرت أمامي هالة تشبه السراب.

تجمعت الأشياء المتكتلة لتشكل هيئة ما. كان ذلك طفلًا صغيرًا جدًا.

كان الطفل جاثمًا في مهده بشكل دائري. بينما كنت أحدق في الطفل النائم باندهاش، ظهرت فجأة يد كبيرة وحملت الطفل.

تحول المهد إلى شيء يشبه المذبح. وضع الطفل عليه. اليد التي أخرجت الطفل من المهد رسمت شيئًا على بطن الطفل هذه المرة.

“دائرة سحرية.”

لا أعرف الطقوس بالضبط… لكنها كانت دائرة سحرية تشبه إلى حد كبير تلك التي رأيتها عندما شاهدت السحر الأسود.

عندما اكتملت الدائرة السحرية، بدأت أطراف الطفل تتلوى. تدفق سائل مجهول إلى فم الطفل الذي كان مفتوحًا على مصراعيه من البكاء.

في نفس الوقت، انتشر طعم مقزز في فمي.

“آه!”

شعرت بالغثيان فانحنيت وأمسكت فمي. لم يختفِ الطعم المقزز، وسرعان ما شعرت بالغثيان وكأن معدتي انقلبت.

ثم انتشر ألم حارق في جسدي كله وكأنني أصبت بحروق. كان ألمًا فظيعًا، وكأن جسدي يتمزق قسرًا.

خشيت أن أتمزق في أي لحظة، فضمت جسدي بذراعي المتقاطعتين.

“ما الذي يحدث بحق الجحيم!”

هدأ الألم الذي استمر لفترة طويلة. واختفت أيضًا هيئة الطفل الذي كان يتقلب ويبكي.

في الواقع، لم يختفِ. كان الطفل يقف في مكان آخر. كبر الرضيع قليلًا، والآن كان يقف على قدميه.

…كنت أعرف هذا الطفل.

كانت القوة السحرية تحيط بالطفل بهدوء. كانت القوة السحرية تدفع كل ما يقترب من الطفل وكأنها تحميه.

لذلك كان الطفل يشعر بإحساس خفي بالغربة حتى وهو يقف بين الناس. كانت القوة السحرية تحيط بالطفل بإحكام أكبر.

“آه…”

كان هذا الشعور بالغربة ثمن الحياة التي حصل عليها بصعوبة على أعتاب الموت.

كبر الطفل بوجه مألوف. وأخيرًا، أصبح موظفًا منهكًا من العمل الإضافي.

كانت عائدة للتو من العمل بعد انتهاء نوبتها الليلية.

يبدو أن القوة السحرية كانت تنتظر طوال الوقت. أن تعود الروح التي تحبها إلى العالم الصحيح. استدعى السحر الأسود الروح، واستجابت القوة السحرية لذلك.

بالطبع، لم تكن العودة سهلة. فالجسد الذي حصلت عليه بصعوبة كان بالفعل يحتضر من السم. وكان المالك الأصلي للجسد قد مات بالفعل.

حمت القوة السحرية الطفل مرة أخرى. وكأنها لن تسمح له بالشعور بألم تمزق الجسد مرة أخرى.

“كنت تحميني حقًا.”

ظننت أنه لا يوجد سبب. ظننت أنها مجرد قدرة غريبة حصلت عليها بالصدفة.

على الرغم من أنها لم تستطع حماية الجسد، إلا أنني شعرت بشعور غريب عندما رأيت تصرفات القوى السحرية التي سعت جاهدة لحماية الروح على الأقل.

الصور التي ظهرت أمامي الآن هي الأحدث التي رأيتها. الرجل الذي أحبه، جيراني، الأعداء…

وأخيرًا جاءت اللحظة التي تناولت فيها الدواء.

“أوه؟”

بدأت القوة السحرية التي كانت تدغدغ خدي تدور. اختفى اللون الأزرق، وتلون العالم كله باللون الأبيض.

حدقت في التغيير بذهول، ثم عبست قليلًا.

بدت الصورة التي أمامي غريبة.

“أوه…؟”

بينما كنت أحاول النظر إليه عن كثب لأنني لم أعرف من هو، تلاشت الصورة واختفت. شيئًا فشيئًا. كلما اختفت، بدا عقلي أيضًا أن يتنظف.

تزايدت الأشياء الغريبة. لا أتذكر جيدًا. وكأن أحدهم اقتلع كل الذكريات من رأسي قسرًا.

لا أعرف. لم يكن هناك شيء أعرفه بين الصور التي تشكلت أمامي.

أمسكت رأسي في ارتباك وتمتمت شفتاي.

“ولكن لماذا أنا في هذه الحالة الآن؟”

… حقًا، لا أعرف شيئًا.

في خضم الارتباك، كان هناك شيء واحد مؤكد.

أنني كنت أفقد شيئًا مهمًا للغاية.

******

تغيرت التضاريس.

كان ذلك بسبب انقسام الأرض حول فانهايل. وكان هذا التغيير الجغرافي أيضًا دليلاً على ولادة ساحر عظيم جديد في القارة.

بالإضافة إلى ذلك، كان ساحرًا أسود. انتشرت شائعات سيئة عنه في جميع أنحاء القارة.

رد فرسان أودريان الذين شاهدوه صمتًا على جميع المعلومات المتعلقة به لسبب ما، لذلك انتشرت الشائعات بشكل عشوائي لدرجة أنه لم يكن من الممكن معرفة مدى صحتها.

أكثر الشائعات شيوعًا كانت أنه زعيم السحرة السود “واين أيور”.

حقيقة أن فانهايل كانت أول مكان يظهر فيه الساحر العظيم ويُظهر قوته أضافت مصداقية لتلك الشائعة. لأن فانهايل كانت مدينة إجرامية تحت سيطرة واين أيور.

بالإضافة إلى ذلك، كان واين أيور مطلوبًا لقتله فيفيانا شارلوت. تساءل الجميع ما إذا كانت لديه القدرة على قتل ساحرة بيضاء ماهرة ذات صفة معاكسة، فبالتأكيد يجب أن يكون ساحرًا عظيمًا.

عندما انتشرت الشائعات بأن زعيم السحرة السود قوي، ارتجفت العائلات المؤثرة في العاصمة خوفًا.

حاول أحدهم تنظيم حملة استكشافية، لكنها لم تتقدم بشكل صحيح. أولاً، أصبحت الطريق إلى فانهايل ليست سهلاً بعد الآن، مما وضعهم في موقف صعب.

بالإضافة إلى ذلك، بما أن الساحر العظيم كان موجودًا في فانهايل، لم يكن هناك الكثير من الحمقى الذين سيلقون بأنفسهم في النار مثل عثة.

بينما كانت المخاوف والشائعات تتزايد، تقدم ديلون ستارسي والتقى بزعيم فانهايل. وبذلك بدأت مفاوضات هدنة.

سلم ديلون ستارسي المجرمين إلى فانهايل، وأصبحت فانهايل سجنًا حضريًا ضخمًا يعزل المجرمين بشكل دائم عن القارة.

لم تكن النتيجة مرضية للجميع.

لكن الأغلبية شعروا بالارتياح لأنهم تمكنوا من جمع العناصر الخطرة في مكان واحد.

سلام مؤقت كان سلامًا أيضًا.

“هل سنعلن هذا كما هو؟”

أومأ ديلون برأسه ببطء ردًا على سؤال نائبه القلق. على الرغم من موافقته، لا يزال وجه نائبه يبدو غير مقتنع.

على الرغم من أنها مجرمة وفيفيانا التي خانت الجميع، إلا أنها كانت رفيقة لهم لفترة طويلة، لذلك كان وجهه يبدو محرجًا.

“بالنظر إلى الضحايا الذين ماتوا على يديها، لا يوجد مجال للشفقة.”

“… حسنًا.”

استدار نائبه المتراخي الكتفين. نظر ديلون إليه وهو يتنهد تنهيدة طويلة ثم استند على الكرسي.

ما كان على وشك الإعلان عنه هو تجارب فيفيانا وبيريفين غير القانونية وجرائم القتل. إذا تم الإعلان عن ذلك، ستظل فيفيانا في التاريخ كأسوأ ساحرة بيضاء قاتلة على الإطلاق.

“ديل، ديلون!”

صوت فيفيانا الذي كانت تنادي عليه باشتياق لم يغادر أذنيه بعد.

عندما أحضر رينيل فيفيانا إلى فرسان أودريان، كانت فيفيانا بالفعل في حالة سيئة.

في تلك الحالة، صرخت طالبة النجاة، وعندما لم ينجح ذلك، حتى أنها استهدفت مانا فرسان أودريان.

لكن ديلون عرف. حتى لو استوعبت كل مانا فرسان أودريان الموجودين هناك، لما كانت قادرة على هزيمة رينيل الهائج.

“غالبًا ما يكون الإعدام العلني عبرة للآخرين.”

لا، هل يمكن أن يسمى ذلك جنونًا؟

الجنون السحري الذي عرفه ديلون لم يكن عقلانيًا إلى هذا الحد.

رينيل، بتحكم سحري دقيق لم يره ديلون من قبل، دمر التضاريس المحيطة دون أن يمس فانهايل بأي ضرر.

تشكل وادٍ عميق ومظلم بينهما، وألقيت جثة فيفيانا الملطخة بالدماء في أعماق الوادي.

“لن تستطيع فيفيانا ترك ذلك الجسد أبدًا. بما أنها كانت تريده بشدة، يجب أن أحقق لها أمنيتها.”

بدا رينيل، الذي كان يبتسم بهذه السعادة، مجنونًا حقًا.

شاهد ديلون، الذي كان يرى القوة السحرية، رينيل يضيف نوعًا من الطاقة السحرية إلى المكان الذي أسقط فيه فيفيانا. ربما كان ختمًا.

نظرًا للقوة السحرية السوداء الكثيفة التي لا يمكن مقارنتها بما قبلها، أمر ديلون فرسان أودريان بالانسحاب.

لم يكن الوقت مناسبًا للغطرسة. لن يتمكن من هزيمة رينيل. لن يتمكن أي شخص في ذلك المكان من هزيمة رينيل.

“لا تقترب.”

إذا أراد، يمكنه بناء جسر فوق الوادي أو إنشاء بوابة انتقال. لكن رينيل قال ذلك بهدوء شديد.

“حبيبتي تخاف كثيرًا وتقلق كثيرًا، لذا أخطط لجعل المناطق المرئية سلمية قدر الإمكان.”

كان من الواضح من هي الحبيبة التي كان يتحدث عنها.

نظر ديلون الذي كان مستلقيًا في مسند الكرسي إلى النافذة بسرعة.

جيزيل رويسبين…

إذا سنحت الفرصة، كان يرغب في مقابلتها مرة أخرى. في وضع أكثر سلمية، وفي شكل عادي.

لكن ربما، لن يكون ذلك ممكنًا. طالما أنها في فانهايل.

وطالما أن رينيل بجانبها، لن يكون ذلك ممكنًا مرة أخرى.