لكن من كان يظن أن الدمى تصاب بالصلع؟ ربما لأن فيها روحًا شريرة؟
فتّشت بعناية قمة رأسها وسألتها بنبرة جادة:
“هل نذهب لاحقًا لإصلاحك عند إميلي؟”
*[ومن تكون؟]*
“أمك. أو بالأحرى… أم جميع إيزابيلات؟”
لا أعلم إن كانت إميلي قادرة على إصلاح دمية ملعونة، لكن طالما الجسد دمية، فربما يمكنها.
وإذا حصلنا بالمرة على بعض الملابس لها، فسيكون ذلك أفضل.
كنت أفكر بزيارة إميلي مع سلة فواكه، خاصة بعد أن استخدمتُ وشاحها، حين قالت إيزابيل بهدوء:
*[إذاً فهي صانعة دمى ملعونة، كما يبدو.]*
كالعادة، تفهم الأمور فورًا.
ابتسمتُ برضا بينما أنهيت تصفيف شعرها، ثم وقفت.
“إنسانة رائعة. رغم أنها كانت… ماكرة بعض الشيء.”
*[حقًا؟]*
إيزابيل، التي نظرت في المرآة لترى تسريحتها، قالت بلا مبالاة:
*[يبدو أنها كانت تحمل حقدًا عميقًا.]*
“حقد؟”
*[نعم. قلت إنها صانعة دمى ملعونة، أليس كذلك؟]*
نظرت إليّ وهي تحتضن فأس لعبتها بقوة.
*[السحر الأسود له فروع كثيرة، لكن فئة اللعنات تتطلب أكثر من مجرد الموهبة. لا بدّ أن ترافقها كراهية شديدة وحقد دفين.]*
نبرة صوتها كانت هادئة تمامًا، كأنها تتحدث عن أمر بديهي.
*[هؤلاء الأشخاص تخلّوا عن موت هادئ، وعن سلام ما بعد الموت، لأجل هذه القوة.]*
مدّت يديها ناحيتي، فرفعتها غريزيًا بين ذراعي.
وهي في حضني، تابعت حديثها:
*[اللّعنات لا يستطيعها أي أحد. من منظور ما، هو نوع من البركة. فلو لم يكونوا سحرة سود، لما تمكّنوا من تعلم هذه اللعنات أصلًا. وربما يشعرون بالامتنان لذلك، لأن اللعنة أقوى أشكال السحر لمن يملكون الحقد.]*
لم أتوقع يومًا أن يعتبر أحدهم تعلم اللعنات “بركة”.
صُدمت من وجهة النظر، وتذكرت فجأة شخصًا ما.
تين، الذي قال ذات مرة: “ألا يحمل كلّ منا عدوًا في قلبه؟ لا بدّ لي من تعلّم اللعنات.”
حينها، لم أُعر كلامه اهتمامًا كبيرًا.
*”لكن يبدو أن الأمر لم يكن مجرد مزاح…”*
إذا كان تين يرغب بأن يتتلمذ على يد ويندريا، فكم من الحقد تحمل هي؟
هل تعتبر هي أيضًا أن كونها لعّانة… “نعمة”؟
فلو كانت تحمل سمة سحرية أخرى، لما استطاعت تعلم اللعنات.
“لماذا يولد البعض بسحر أسود؟ هل هنالك قانون يحدد ذلك؟”
*[لا يوجد قانون محدد، لكن هناك بعض النظريات. أشهرها تقول إن طبيعة السحر تتبع نوع وعاء المانا المولود به الشخص. فالوعاء لا يستوعب سوى نوع السحر المتوافق معه.]*
توقفت لحظة، ثم أكملت بتروٍّ:
*[لكني لا أؤمن بذلك. ولهذا السبب بالذات، أجريتُ أبحاثًا لتغيير طبيعة وعاء المانا.]*
صدر صوت احتكاك خفيف من يد الدمية، التي أمسكت بقوة بفأسها.
*[كنت روحًا محبوبة من المانا، ولهذا آمنت أن طبيعة السحر تُحدد بالروح، لا بالجسد.]*
فكرة مقنعة إلى حدّ ما.
إن صحّت، فهذا يعني أن تين وويندريا وُلدوا بأرواح تحمل سحرًا أسودًا.
*… وربما رينيال أيضًا؟*
*[وانظري إلى نفسك. رغم أن جسدك لا يحمل وعاء مانا، إلا أن المانا غير المنسوبة تحوم من حولك.]*
أومأت برأسي بينما حملتُ إيزابيل وخرجتُ من الغرفة.
وأثناء توجهنا نحو غرفة الطعام، تابعت حديثها:
*[ربما كان هناك جسد مخصص لروحك، لكنه لم يكن هنا.]*
“لكني وُلدتُ في عالم آخر.”
*[صحيح. أمر مؤسف فعلًا.]*
ربما كان هنالك جسد يناسبني، لكنه الآن مفقود.
تسللت إلى نفسي رغبة بسيطة بالمعرفة. من كان ذلك الجسد؟ من كان والداه؟ كيف كان شكله؟ وأين كان يعيش؟
مجرد فضول.
… هل كنت سأتنقل من بيت لآخر كثيرًا لو أنني وُلدت في هذا العالم؟
“بما أن روحي رحلت، فلا بد أن ذلك الجسد مات، أليس كذلك؟”
*[ربما، نعم.]*
شعرت بالأسى على جسدٍ مات دون أن يعيش. رغم أنني لم أختر ولادتي في عالم آخر.
… لا، ربما كان خطأي بطريقة ما؟
“لماذا وُلدتُ في عالم آخر أصلًا؟”
*[همم… لا أعلم. يمكننا تخمين عدة أسباب، لكنني لست واثقة.]*
هل ولادة الإنسان وموته أمر بيد الآلهة؟
ربما لا يوجد سبب حقًا لولادتي في عالم آخر.
وفي اللحظة التي فكّرتُ فيها بذلك، سمعتُ صوتًا ناعمًا يهمس بجانب أذني:
*”في النهاية، أنتِ هنا الآن، أليس هذا كافيًا؟”*
“آه! أخفتني!”
ارتجفت كتفاي ونظرت إلى جانبي، فرأيت رينيال واقفًا مستقيمًا بعدما كان منحنياً ناحيتي.
كنا قد وصلنا أمام غرفة الطعام دون أن ننتبه، أثناء حديثنا.
“أخفتني يا سيدي!”
عادة ما يدخل غرفة الطعام أولًا، فلمَ انتظرني اليوم بالخارج؟
وضعت يدي على صدري وأنا ألتقط أنفاسي، بينما رفع رينيال حاجبه مستاءً:
“جيزيل، هذا منزلكِ.”
“أعلم، يا سيدي.”
“وليس المتجر.”
يبدو أنه عازم على تصحيح مناداتي له.
نظرت إليه بعينين متوسلتين:
“لكن المناداة باسمك لا تليق بي…”
وخاصةً بعد أن ناديتُه باسمه لأول مرة في ذلك اليوم… ثم انفجر كل شيء فجأة، والآن كلما ناديتُه باسمه، أتذكر ذلك اليوم.
ولأجل سلامتي النفسية، قررت أن أتجنّب ذكر اسمه مؤقتًا.
*”تساهل معي هذه المرة، رجاءً.”*
لحسن الحظ، رينيال تجاهل الأمر بصمت.
فتح الباب أولًا ودخل، فتبعته. وفورًا، اجتاحتني رائحة طعام لذيذة جعلتني أبلع ريقي.
“واو، كنت أنوي البدء في حمية اليوم.”
منذ دخولي هذا القصر، لا شك أن وزني زاد كثيرًا.
بينما كنت أحدّق في المائدة الغنية بالطعام بقلق، جلس رينيال ضاحكًا بسخرية:
“وأين هو هذا الوزن الزائد؟”
“أين؟ إنه مختبئ هنا وهناك، في كل زاوية من جسدي…”
جلست بعد أن وضعت إيزابيل على كرسيها الخاص، فقاطعني رينيال بصوت متعجّب:
“لقد رأيتُ كل الزوايا، ولا أظن…”
“واو، الطعام يبدو لذيذًا! شكرًا على الطعام! أيها الغوليم رقم 13، انقل شُكرنا للغوليم رقم 17!”
“ثقي بذوقي. بل كنت أفكر في أن…”
“سأنهي طعامي، ثم أطلب منهم تجهيز بعض الحلوى لأخذها إلى المتجر! فكرة جيدة، أليس كذلك، إيزابيل؟ نعم؟ أعلم أنكِ توافقين!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 125"