“كنتُ أقول فقط إنني أعتقد أننا بحاجةٍ تأثيرٍ أقوى للبصمة، قد نحتاج إلى مزيدٍ من … التواصل الحميم … لتعزيز البصمة.”
اتّسعت عينا كارلوس مندهشًا من هذه الكلمات.
“لكن، أيّتها القائدة …”
بتر كارلوس جملته ولم يُكمِل.
بدا أنه لم يكن يتقبّل ما قلتُه بسهولة.
عبس كارلوس. بدا وكأنه يفكّر جديًّا في أمرٍ ما.
“أعلم أن هذا أمرٌ مُزعجٌ لي ولك. لكن لا سبيل آخر. أنا … لا أريد الاختفاء.”
لا بد أن هذه الكلمات قد لامست قلب كارلوس.
حدّق كارلوس بي بنظرةٍ حازمةٍ وأومأ برأسه.
“مفهوم.”
تحدّث كارلوس بصوتٍ خافتٍ وهادئ.
شعرتُ بوضوحٍ أنه يكبتُ شيئاً ما في داخله.
لا بد أنه مزيجٌ مُعقدٌ من المشاعر.
“لنبدأ أولاً بمحاولة العناق.”
مع قول ذلك، فتحتُ ذراعيّ.
لكن كارلوس تردّد، غير قادرٍ على الاقتراب مني.
“سأقترب حسنًا؟”
لذا قلتُ في النهاية، واتّخذتُ خطوةً نحو كارلوس.
لكن كارلوس تراجع خطوةً إلى الوراء.
“…..؟”
ماذا تُحاول أن تفعل؟
نظرتُ إليه بتعبيرٍ مُحتار، لكن كارلوس غطّى فمه بيده. واستطعتُ رؤية وجهه يحمرّ.
“… أنا آسف.”
تحدّث كارلوس بنبرةٍ مليئةٍ بالإحباط من نفسه .
بدا وكأنه لا يُصدِّق أنه متحمسٌ لهذه الدرجة في هذه اللحظة الحاسمة، اللحظة التي كان عليه فيها أن يثبّت روحي في هذا العالم.
شعرتُ بغرابةٍ أيضًا.
شعرتُ بغرابةٍ وإحراجٍ من الشخص الذي أمامي لكونه جادًّا معي إلى هذه الدرجة.
لكنه لم يكن شعورًا سيئًا.
كان ذلك طبيعيًا. كيف يكون شعري سيئًا عندما يكون هذا الرجل الوسيم، طويل القامة، والموهوب، يعترف بأنه لا يعرف كيف يتصرّف تجاه مشاعره نحوي لكس لا يُشعِرني بعدم الارتياح؟
“امم، امم. إذًا لنفعلها؟”
أجبرتُ نفسي على الحفاظ على رباطة جأشي، واقتربتُ من كارلوس مجددًا.
كان أطول مني بكثير، فاضطررتُ إلى مدّ ذراعيّ لأعانقه.
عناق.
شعرتُ بجزء كارلوس العلويّ الصلب والدافئ على صدري.
“….!”
في نفس اللحظة تقريبًا، شعرتُ بنبض قلبه المضطرب، فأمسك بكتفيّ ودفعني بعيدًا عنه بعنف.
“أ- أنا آسف.”
أمسك كارلوس بكتفيّ بكلتا يديه، وأخفض رأسه، وتمتم.
“لكن هكذا … لا أظن أنني أستطيع تحمّل الأمر.”
تحدّث كارلوس بتعبيرٍ متألّم.
“أعطِني لحظة.”
شدّ قبضته على كتفيّ، كما لو كان يحاول حقًا إبعادي.
تشبّث نظري بكارلوس، وأنا أشاهده وهو يأخذ نفسًا عميقًا.
لم يستطع كارلوس رفع رأسه لعدّة دقائق.
بما أن الوضع لم يكن مُلِحًّا بعد، انتظرتُ بصبرٍ حتى يهدأ.
“… هذا يكفي الآن.”
رفع كارلوس رأسه بتعبيرٍ حازم. كان تعبيره جادًّا كما لو كان يُخاطِر بحياته في معركة.
“حتى لو عانقتِني الآن، أستطيع تحمّل الأمر.”
ماذا الذي تتحمّله؟
أردتُ أن أسأل، لكنني شعرتُ بطريقةٍ ما أنه لا ينبغي لي ذلك.
إنه يُحبّني كثيرًا، لذا أنا متأكدةٌ أن لكارلوس مشاكله الخاصة.
“إذن سأعانقكَ الآن.”
مددتُ ذراعيّ نحو كارلوس مجدّدًا.
لكن كارلوس هزّ رأسه.
“دعيني أفعل ذلك أنا.”
أومأتُ برأسي دون تفكير.
حالما سمحتُ له، أزال يديه عن كتفيَّ وعانقني بقوّة.
في لحظة، وجدتُ نفسي عالقةً في حضن كارلوس الكبير. لكن هذه المرّة، لم يكن شعورًا سيئًا.
في الواقع، كان عناقه القوي والدافئ مريحًا للغاية.
علاوةً على ذلك، كانت الطريقة التي احتضنني بها بذراعيه بإحكام، كما لو أنه لن يدعني أرحل أبدًا، رائعةً نوعًا ما.
تدفّقت طاقةٌ دافئةٌ من كارلوس كالنهر.
‘همم، يمكنني فعل هذا أيضًا، أليس كذلك؟’
شعرتُ بالذنب لمجرّد تلقي الطاقة منه فحسب، فوجّهتُ طاقتي لكارلوس أيضًا.
في البداية، لم أكن معتادةً على نقل طاقتي، ففشلتُ عدّة مرّات، لكن سرعان ما تمكّنتُ من نقل طاقتي إليه أثناء احتضانه لي.
“…؟ ماذا تفعلين؟”
سأل كارلوس بدهشة، وشعر بطاقتي تتدفّق في جسده.
“ماذا أفعل؟ أنا أفعل نفس الشيء الذي فعلتَه.”
عند هذه الكلمات، عانقني كارلوس فجأةً بقوّةٍ شديدة.
التعليقات لهذا الفصل " 94"