‘اللعنة.’
لعنتُ في نفسي.
كانت الطاقة السوداء المنبعثة من جسد ولي العهد هي قوّة السحر بوضوح.
‘هل أصبح ولي العهد ساحرًا؟ لا، إذًا لا بد أنه استعار قوّة السحر، لأنه لم يكن ليتمّ الإمساكه به لولا ذلك.’
لا بد أنه اكتسب قوّته بفرض السحر على جسده. حتى أن هناك لمحةً من بعض السحر المذكور في العمل الأصلي الذي يبدو مناسبًا لذلك.
“يبدو أنكِ فضوليّةٌ بشأن كيف اكتسبتُ هذه القوّة.”
“هل ستخبرني إن سألتُ؟”
“لا.”
إذن لماذا تكلّمتَ وكأنكَ ستخبرني؟
عبست، فضحك ولي العهد مستمتعًا على ما يبدو.
انتهى الحديث القصير عند هذا الحد. ارتفعت كرةٌ سوداء من يد ولي العهد وانطلقت نحوي.
رفعتُ سيفي وشققتُ الكرة إلى نصفين.
كواك! ثم ضرب النصفان الجدار خلفي، مُصدرين صوتًا عاليًا.
كانت القوّة التدميرية أشدّ ممّا تخيّلت.
حتى ضربةٌ واحدةٌ ستكون قاتلة. لذا أدركتُ أنني بحاجةٍ للتحرّك بحذر.
قلّصتُ نطاق حركة ولي العهد ببطءٍ بسيفي، كما لو كنتُ أُضعِفه ببطء.
وعندما شعرتُ أن ولي العهد في مجال هجومي، لوّحتُ بسيفي بجرأة.
“آه!”
اخترق سيفي كتف ولي العهد، فأطلق تأوّهًا مكتومًا وسقط على ركبةٍ واحدة.
وضعتُ سيفي على حلق ولي العهد فورًا.
رأيتُ ولي العهد يُحدِّق بي بعينيه الذهبيتين، رمز عائلة جيروكا الإمبراطورية.
“هل تريد الاستسلام الآن؟”
“مستحيل.”
ابتسم ولي العهد وأحكم قبضته على الأرض. ثم سمعتُ صوت شيءٍ يزحف نحوي عبر الأرض.
“تسك.”
لم يكن أمامي خيارٌ سوى سحب سيفي من رقبة ولي العهد وقطع الطاقة السوداء التي تقترب مني.
في هذه الأثناء، نهض ولي العهد واستعاد توازنه.
“هل نبدأ من جديد؟”
تمتم بكلمات شريرٍ من الدرجة الثالثة، وهو يجمع الطاقة السوداء في كلتا يديه.
التقطتُ أنفاسي، وأعدتُ إحكام سيفي بيديّ. إذا أطلق ولي العهد موجةً أخرى من الطاقة السوداء، فسأضطرّ لصدّها.
لكن ولي العهد لم يُكرِّر الحركة نفسها مرّتين.
ضرب قبضته فجأةً في الحائط. ثم تم امتصاص الطاقة السوداء فيه، وتسلّلت إليه كجذر شجرة.
دون أن أعرف ما سيحدث، اختفت الطاقة السوداء التي تتشرّب بالحائط لفترةٍ وجيزة …
“سوزانا، لن أتخلّى عنكِ!”
بهذا، بدأ ولي العهد يركض نحو المذبح.
لحقتُ به مُسرِعة، لكن حالتي الجسدية كانت ضعيفةً جدًا لمواكبته.
“سُحقًا!”
رأيتُ ولي العهد يلتقط شيئًا مُريبًا من المذبح، وخرجت لعنةٌ أخرى من شفتيّ.
رفعتُ سيفي للدفاع عن نفسي غريزيًا تقريبًا.
في الوقت نفسه، اندفعت نحوي الطاقة السوداء التي تسلّلت إلى الجدار.
قطعتُها بسيفي، مُحاولةً استنباط ما يُحاول ولي العهد فعله.
“أليبرا إل رادهابرا …”
… تبًّا تبًّا، لو لم تكن أذناي تخدعانني، فإن ولي العهد يُحاول استدعاء روح سوزانا بالتضحية بي الآن.
“توقّف، توقّف! اللعنة!”
صرختُ، مُذعورةً ممّا قد يحدث. لكن ولي العهد لم يسمعني.
بدت الطاقة السوداء المُندفعة نحوي لا نهاية لها، وسرعة ترديده لتعاويذه ازدادت.
لكن حتى أنا كان لديّ مخرج.
“الآن … هوو!”
أنزلتُ جسدي ولوّحتُ بسيفي في قوسٍ واسع، قاطعةً كلّ الطاقة السوداء القادمة نحوي. ثم قفزتُ على قدميّ قبل أن تضربني مجدّدًا.
هذه التقنية، التي تستغلّ مرونة الجسم وارتداده للتحرّك بسرعاتٍ فائقة، كانت سلاحًا سريًّا يصعب على أيّ شخصٍ سوى مبارزٍ خفيفٍ وسريعٍ إطلاقه.
ركضتُ نحو ولي العهد فور نهوضي.
“…..؟!”
اتسعت عينا ولي العهد، كما لو أنه لم يصدِّق ما رآه للتوّ.
كان مصدومًا لدرجة أنه نسي تلاوة التعويذة للحظة.
لم أكن لأضيّع هذه الفرصة.
رميتُ سيفي بسرعةٍ وطعنتُ ولي العهد في كتفه مرّةً أخرى.
“أيّتها العاهرة الوقحة، لقد طعنتِني مرّةً أخرى …!”
تعثّر ولي العهد وأمسك بمقبض السيف المغروس في كتفه بإحكام.
“هل تعتقدين أنكِ تستطيعين التعامل مع شيءٍ كهذا؟”
صرخ وسحب السيف من كتفه.
كان مشهدًا مؤلمًا.
“آه، آه. سوزانا… انتظري. أبيكِ سينقذكِ.”
بدا ولي العهد مرتبكًا للحظةٍ بسبب الألم، لكنه سرعان ما بدأ بتلاوة التعويذة مجددًا.
لكن هذه المرّة، لم تكن تلاوة التعويذة سهلة.
لأنني وصلتُ أخيرًا إلى المذبح.
أمسكتُ ولي العهد من ياقته على الفور وسحبتُه من المذبح.
ولأن ولي العهد كان أضخم مني بكثير، لم أستطع سحبه بعيدًا بسهولة، فسقطنا معًا، متشابكين.
“إيليا إلفينجتون اللعينة …!”
“هذا ما يجب أن أقوله أنا!”
دون تردّد، لكمتُ ولي العهد في فكّه.
“آه!”
سقط رأس ولي العهد للخلف وهو يأنّ.
بالطبع، لم يكن ولي العهد الوحيد الذي تلقّى الضرب.
تشبّث بعنادٍ بحافّة قميصي ثم صدم جبهته في أنفي.
“آخ!”
كنتُ أنا مَن صرخ هذه المرّة. كان أنفي يؤلمني بشدّةٍ حتى شعرتُ أنه سينكسر. شعرتُ بالدم يسيل منه.
ماذا لو كان أنفي مكسورًا؟
هاه، سأفكّر في الأمر لاحقًا.
حاول ولي العهد أن يضربني مرّةً أخرى، فأمسكتُ بشعره وسحبتُه بعيدًا عني.
لكن قوّته الجسدية كانت أقوى، وانتهى بي الأمر بضرب جبهته مرّةً أخرى.
“آه …”
شعرتُ بالدوار، وشعرتُ أن وجهي مشوّه.
… إذا استمررتُ على هذا المنوال، فقد أخسر.
منذ اللحظة التي تركتُ فيها سيفي وبدأتُ هذا القتال الجسدي، كنتُ في وضعٍ غير مواتٍ.
كنتُ أقصر من ولي العهد، ومدى ضربة يدي أقصر، وكنّا بعيدين كلّ البُعد عن نفس فئة الوزن، كنتُ أضعف منه جسديًّا بكثير.
‘بما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، حتى لو كان مميتًا بعض الشيء، فلا مفرّ من ذلك.’
انحنيتُ برأسي لأتجنّبه، ثم غرستُ يدي في جرح كتفه.
“آآآه!”
وكما أردتُ، سمعتُ ولي العهد يصرخ من الألم. ثم ركلتُه في بطنه، فتراجع متعثّرًا وهو يمسك بكتفه.
“طعنتِني مجدّدًا، ولم تكتفي بذلك … هل أنتِ فارسةٌ نبيلةٌ بعد كلّ هذا، إيليا إلفينجتون؟”
“وأنتَ ضحّيتَ بعشرات النساء لأداء تعويذة؟ وما زلتَ ولي عهدٍ بعد كلّ هذا؟”
قبل أن يتمكّن ولي العهد من الوقوف، دُستُ على كتفه بقدمي بسرعة.
“آآآه!”
صرخ ولي العهد وسقط أرضًا.
“اعتَرِف بالهزيمة. لقد خسرتَ.”
مسحتُ فمي بظهر يدي وأخبرتُ ولي العهد.
حدّق بي ولي العهد بعينين غاضبتين.
ثم ابتسم ابتسامةً مريرة.
“هل خسرتُ حقًا؟”
“ماذا … هل تحاول خداعي أم ماذا؟”
“هذا قصري.”
ضحك ولي العهد ضحكةً ساخرة، وكأنه فقد عقله.
“سيصل فرساني قريبًا ويقبضون عليكِ. حتى لو كنتِ مُبارِزة، فلن تتمكّني من مواجهة عشرات الفرسان دفعةً واحدة.
“…..”
“لقد حدث ذلك في قصري، لذا بعد أن يقبض عليكِ فرساني، يُمكننا إخفاء الأمر.”
كنتُ غاضبة، لكن إن لم أُسرِع، فمن المُرجّح أن تتحقّق كلمات ولي العهد بالفعل.
“أنصِتي. أستطيع سماع خطوات فرساني بالفعل.”
أدار ولي العهد، وقدماي فوق كتفه، رأسه ونظر إلى باب القبو.
كما قال، سمعتُ وقع خطواتٍ في البعيد.
… كان وصول فرسان ولي العهد أسرع من أن يتعرّف أحد فرسان الوسام الثالث على علامتي.
كان الأمر مُرًّا، لكن كان عليّ الاستعداد للمعركة.
ركلتُ ولي العهد، دافعةً إياه إلى الزاوية، ثم صوّبتُ سيفي نحو المدخل.
دويّ، دويّ.
اقتربت خطوات الأقدام.
لكن شيئًا ما بدا غريبًا.
‘خطوات الأقدام … تبدو وكأنها لشخصٍ واحد؟’
عادةً ما يتجوّل فرسان ولي العهد في مجموعات.
‘هل ستأتي المجموعة الثانية لاحقًا؟ نعم، أظن ذلك.’
مفترضةً الأسوأ، أعدتُ ضبط قبضتي على سيفي.
دوي، دوي.
أخيرًا، وصل صوت خطوات الأقدام إلى الباب.
طقطقة.
فُتِح الباب.
وما ظهر كان …
“…سير إيباخ؟”
كان كارلوس، المُغطى بالدماء.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات لهذا الفصل " 88"