“أخبرتُكِ. لا يوجد ما تجهّزينه، ولا يوجد ما يمكنكِ فعله.”
أمسكت روزي بيدي وقادتني إلى وسط النساء. وبينما حاول كارلوس اللحاق بي، اعترضته النساء.
تردّدتُ للحظة، ثم أشرتُ لكارلوس أن الأمر على ما يُرام. حتى لو حدث أمرٌ خطير، عليّ أولاً إيجاد دليلٍ على تواطؤ ولي العهد مع المُلحِدين.
تردّد كارلوس ونظر إليّ بتعبيرٍ غامض.
“سأكون بخير …”
كنتُ على وشك قول شيءٍ ما له لأن تعبير كارلوس كان جادًّا للغاية.
“تحرّكي.”
لكن في تلك اللحظة، ألقى رامادا، الذي كان يقف صامتًا، عليّ تعويذة.
في الوقت نفسه، أضاءت الأرض تحت قدميّ.
‘أوه لا، لقد رسموا دائرةً سحريةً بالفعل!’
وَيحي، لكن الوقت كان قد فات.
أحاط بي ضوءٌ ساطع، وفقدتُ وعيي على الفور.
* * *
عندما استيقظتُ، كان أوّل ما شعرتُ به هو برودة الأرض. ما شعرتُ به بعد ذلك هو يديّ مقيّدتان خلف ظهري، والأغلال حول كاحليّ.
كان المكان مظلمًا ورطبًا. حدسي يُخبرني أن هذا المكان كان تحت الأرض.
‘كنتُ ذاهبةً بالتأكيد إلى القصر الإمبراطوري، ولكن هل يوجد مكانٌ كهذا في القصر الإمبراطوري؟’
لم يسعني إلّا أن أتساءل.
جُلتُ بعيّني في المنطقة المحيطة بحثًا عن أيّ أدلّة، ولكن بالطبع، لم أجد شيئًا.
تنهّدتُ تنهيدةً قصيرة، وتذكّرتُ خدعةً تعلّمتُها من دليل الفرسان، وفككتُ الحبال التي تربط يديّ.
لم أكن أعرف مَن ربط يديّ، لكنني أدركتُ أنهم لم يكونوا حذرين مني.
‘إذن، لم يتعرّف أحدٌ على وجهي.’
بعد أن حرّرت يديّ، طرقتُ على الأغلال. لكنها لم تكن بسيطةً كيدي.
سرعان ما أدركتُ أن ضعف ربط حبل يدي كان بسبب ثقتهم بهذه الأغلال.
‘أحتاج مفتاحًا لهذا.’
كانت قويّةً جدًا بحيث لا يمكن كسرها بالضرب. حتى مطرقةٌ أو أيّ أداةٍ حادّةٍ أخرى من المرجّح أن تحطم كاحليّ، لا أن تكسر هذه الأغلال.
لو كان كارلوس هنا، لأخبرتُه بقطعها بسيفه، لكن …
‘سأضطرّ للتعامل مع هذا الأمر وحدي.’
لم أكن أعرف هذا المكان، وأشك في أن كارلوس سيعرف مكاني.
‘أعتقد أنني أستطيع على الأقل فتح القضبان بقوّة.’
تاب، تاب.
بينما كنتُ أفكّر فيما عليّ فعله، سمعتُ وقع خطوات أقدامٍ من بعيد.
“أرسلوا القُربان بسرعةٍ هذه المرة.”
ثم صدى صوتٌ غريبٌ في الأرجاء.
قُربان. هل سأصبح حقًا ضحيّةً لتضحيةٍ بشرية؟
عندما سمعتُ أن النساء يختفين في القصر بين الحين والآخر، كان أوّل احتمالٍ يتبادر إلى ذهني هو التضحية البشرية.
“مهلاً، لا تُسمِّها قُربانًا.”
في تلك اللحظة، تكلّم صوتٌ غريبٌ آخر.
“أنتَ لا تعرف أبدًا متى ستنجح الأمور، أليس كذلك؟ بالمعنى الدقيق للكلمة، إنها ليست تضحية، إنها وعاءٌ للروح.”
… وعاءٌ للروح؟
كان اختيارًا مشؤومًا نوعًا ما.
وعاءٌ للروح. هل يمكن أن يكون …؟
‘ذلك الوغد، ولي العهد، لن يستدعي روح سوزانا ويزرعها في أجساد النساء، أليس كذلك؟’
بدأت أسوأ السيناريوهات تطفو على السطح في ذهني.
لكن كلّما تأمّلتُ فيها أكثر، ازدادت مصداقيّتها. لو كان المُلحِدين قريبين من ولي العهد بما يكفي لتقديم الأضاحي البشرية بانتظام، لكانوا على الأرجح قد أروه عبثية سحر البعث.
من ناحيةٍ أخرى، كانت هناك سوابقٌ عديدةٌ عبر التاريخ لاستدعاء الأرواح ونقلها.
“إذن، هل كانت دائرة السحر المرسومة على القلادة مجرّد رمزٍ للدعاء فحسب؟”
حسنًا، على أيّ حال، صحيحٌ أن ولي العهد كان مُتحالِفًا مع المُلحِدين.
التعليقات لهذا الفصل " 86"