هززتُ كتفيّ ونظرتُ إلى السيدة دوريس بنظرة استرخاء.
“لقد كنتِ تلومينني على أخطائي، وتُخبرين أبي مرّاتٍ لا تُحصى. فلماذا لا أفعل؟”
“يالوقاحتكِ …!”
احمرّ وجه السيدة دوريس غضبًا.
“هذا صحيح، أمي. أخبرتُكِ ألا تُحضِري السيد إيان إلى هنا.”
“هذا صحيح، أمي. لنذهب اليوم.”
راقبني زاكاري وجيناتا خلسةً وحاولا إيقاف السيدة دوريس.
“همف!”
استعادت السيدة دوريس رشدها أخيرًا بفضل إقناع الشقيقين، فهتفت بصوتٍ عالٍ ووقفت.
“حسنًا، سأتوقّف هنا.”
قالت السيدة دوريس.
“لكن لا تظّني أن هذه هي النهاية!”
وضع زاكاري الوجبة الخفيفة التي كان يتناولها على عجلٍ ووقف، وتبعت جيناتا السيدة دوريس إلى خارج غرفة الاستقبال، وهي تُرتّب طرف فستانها.
“هاه.”
تنهّدتُ تنهيدةً طويلةً في غرفة الاستقبال التي سادها الهدوء.
تذكّرتُ السيدة دوريس، وجهها مُحمَرٌّ غضبًا، والشقيقين، يُراقبانني عن كثبٍ في محاولةٍ لثنيها عن ذلك. شعرتُ وكأنّ انسدادًا في صدري ظلّ جاثمًا لعشر سنواتٍ قد انزاح دفعةً واحدة.
تساءلتُ إن كان ابن ميلاسون الثاني قد أُرسِل بعيدًا بسلام.
“احتياطًا، عليّ الذهاب إلى المقهى أمام المقر.”
لم أكن أخطّط للقاء ابن ميلاسون الثاني؛ أردتُ فقط التأكد من أنه قد غادر.
تناولتُ معطفي الرسمي وغادرتُ غرفة الاستقبال، وفي الوقت المناسب، رأيتُ كارلوس من بعيد.
“سير إيباخ!”
لوّحتُ له، فاقترب مني كارلوس بتعبيرٍ مُعقّدٍ للغاية.
ما هذا التعبير الذي على وجهه؟
“ما الخطب؟ هل حدث شيءٌ ما؟”
“كنتُ أمرّ بجوار غرفة الـ … لا، لا شيء.”
هزّ كارلوس رأسه، ثمّ صمت.
كارلوس، لطالما قلتُ إنّ هناك طريقتين لإغضاب أحدهم.
وأنتَ تفعل ذلك باستمرار.
“ما الخطب؟”
للاحتياط، سألتُ مرّةً أخرى.
تنهّد كارلوس طويلاً وحدّق بي بعينيه البنيّتين.
“هل كنتِ تُعانين من أشخاصٍ كهؤلاء طوال حياتكِ؟”
أوه، هذا سؤالٌ آخر غير متوقّع.
“هل صادفتَ هؤلاء الأشخاص وهم يغادرون غرفة الاستقبال؟”
“نعم. وسمعتهم يتحدّثون عنكِ، دون قصد.”
لا بدّ أنهم قالوا شيئًا سيئًا للغاية. السيدة دوريس وابنيها هم أشخاصٌ من هذا النوع.
الأهم من ذلك، شعرتُ بغرابةٍ عندما غرفتُ أن كارلوس سمع ذلك.
لم أعتبرهم عائلتي قط، لذا لا أشعر بالحرج، ولكن بطريقةٍ ما… أشعر وكأنه قد أُمسِك بي ببيجامتي، التي لا أرتديها إلّا في المنزل.
“ليس الأمر أنني تعرّضتُ للتنمر، لكننا لسنا على وفاق.”
مهلاً … هل أنتَ غاضبٌ الآن؟ بسببي؟ لأن السيدة دوريس ضايقتني؟
اتّسعت عينيّ بدهشةٍ ورفعتُ رأسي أحدّق بكارلوس.
تنهّد كارلوس مرّةً أخرى ومسح وجهه بيده.
“كان عليكِ أن تُخبريني من قبل … لا، لا بأس. لا أعتقد أنني كنتُ شخصًا مؤهّلاً تخبريني بشيءٍ كهذا.”
رفع كارلوس يديه عن وجهه ونظر إليّ بنظرةٍ جادّة.
“لكن إن حدث شيءٌ كهذا في المستقبل، يمكنكِ إخباري.”
همم؟
ما قاله كارلوس … هل يعني ذلك أنني أستطيع الاعتماد عليه؟
رفعتُ رأسي مندهشة، لكن هذه المرّة تجنّب كارلوس نظري.
“بالطبع، قد أكون غير جديرٍ بالثقة…”
“لا!”
خرجت الكلمات من بين شفتيّ قبل أن أفكّر.
نظر إليّ كارلوس، مندهشًا من إنكاري.
“أنتَ جديرٌ بالثقة. لقد أخبرتُكَ مرارًا وتكرارًا. أنتَ فارسٌ جيد.”
احمرّ وجه كارلوس. لكنه لم يعد يحمر كما كان من قبل.
ماذا؟ هل اعتاد على مجاملاتي الآن؟
كان الأمر لطيفًا جدًا عندما احمرّ وجهه بالكامل خجلاً.
بينما كنتُ أفكّر بذلك.
“أعلم.”
قال كارلوس.
“أنتِ تعتقدين أنني فارسٌ جيد … أعلم ذلك.”
تابع كارلوس حديثه بصعوبةٍ لكن بقناعة.
“أعتقد أنكِ فارسةٌ عظيمةٌ أيضًا.”
“…..”
لسببٍ ما، احمرّ وجهي أنا عند سماع تلك الكلمات.
‘ما هذا؟ ما هذا الجو الغريب؟’
ارتجف قلبي، وشعرتُ بغرابة، كما لو أن أحدهم وضع حلوًى ذائبةً في داخلي.
“آه، أنا …”
كنتُ على وشك قول شيءٍ ما، مدركةً أن هذا الجو لا يجب أن يستمر أكثر من ذلك.
“نحن في ورطة!”
عندما سمعتُ صوت سيزار.
التفتُّ فرأيتُ سيزار يركض نحوي من بعيد، ويبدو على وجهه الارتباك.
“ورطة … آه، هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟”
ارتجف سيزار، وهو على وشك الإدلاء بشهادته، عندما رأى تعبير وجه كارلوس.
“ما الأمر، سير جيروتي؟”
بدافع الفصول، حاولتُ النظر إليه، لكن كارلوس مسح وجهه وغيّر تعابير وجهه، وتنهّد. ثم وجّه سؤاله إلى سيزار.
“هذا …”
نظر سيزار إليّ وإلى كارلوس، وابتلع ريقه بصعوبة، ثم تكلّم.
“السيد إيان يرفض مغادرة المقهى إلّا إذا رآكِ.”
ماذا؟
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 49"