“هل كان هناك شيءٌ يزعجك؟ ربما تصرّفتُ بفظاظةٍ دون أن أشعر، أو قمتُ بإيذائكَ بطريقةٍ ما ….”
“لا.”
هزّ كارلوس رأسه بحزم. وسرعان ما تسلّل الألم إلى تعابير وجهه.
“لا، ليس هذا … هذه هي المشكلة.”
كان من الأفضل ألّا أتصرّف كحمقاء، فما المشكلة إذًا؟
أملتُ رأسي، لكن كارلوس رفع نظره فجأة.
“لقد كنتِ لطيفةً معي مؤخّرًا، أليس كذلك؟”
“أحاول ذلك.”
“حتى أنكِ تشاجرتِ مع الفيكونت ميل بسببي.”
‘مَن هو الفيكونت ميل؟’
آه، أولريش.
“هذا صحيح.”
“والآن أنتِ على خلافٍ مع ولي العهد أيضًا.”
تنهّد ومرّر يديه على وجهه.
“ليس ذنبكَ حقًا. لقد عاملني ولي العهد كخصمٍ أولاً.”
“كان خطأي أن ولي العهد بدأ شجارًا معكِ من البداية. أستطيع أن أرى ذلك.”
قال كارلوس بصوتٍ منخفض.
‘هذا … هذا صحيح.’
لو لم يكن كارلوس موجودًا، لما كنتُ لأحدّق بولي العهد، ولما لاحظ تلك النظرة وأبدى اهتمامًا بي.
“لكن لماذا؟”
عندما سألتُ، أصبح تعبير كارلوس مضطربًا للغاية.
“…بدأتُ أشعر بالخطر. أنتِ تُكَوِّنين الكثير من الأعداء بسببي.”
تحدّث بصعوبة.
“أتفهّم أنكِ تغيّرتِ، سيدتي. لكنني لستُ شخصًا يستحق الاهتمام، حتى لو كان ذلك على حساب خلق الأعداء.”
في البداية، بدت تلك الكلمات وكأنه يرسم خطًّا.
لكنني كنتُ أعرف أنه ليس كذلك.
هذا مجرّد كلام.
‘أنا خطير. لديّ ظروفي الخاصة. لذا لا تقتربي مني.’
بما أنني كنتُ أعرف أن كارلوس يُخفي سرًا، استطعتُ أن أرى حقيقته.
أنا أيضًا سررتُ بذلك.
أن يقول كارلوس شيئًا كهذا يعني أنه يعتبرني شخصًا مقرّبًا.
لكنكَ لا تعلم … لديّ أسرارٌ أيضًا، بل أعرف أكثر منك، كارلوس.
على المدى القصير، قد يبدو من الحماقة أن أراهن عليه بكلّ قوّتي، فارسٌ عاميٌّ لا يملك شيئًا، لكنني أعلم أنه الحل الأمثل على المدى البعيد.
لأنه الشخصية الرئيسية في هذا العالم.
معركةٌ أعرف فيها مَن سيفوز أو يخسر.
هل يوجد رهانٌ بسيطٌ كهذا في العالم؟
لذا أجبتُ كارلوس هكذا.
“أنتَ مهمٌّ جدًا بالنسبة لي.”
“….”
“لدرجة أنني سأنحازُ إلى جانبكَ حتى إن عنا ذلك تكوين أعداء.”
ارتسمت الحيرة على وجه كارلوس.
“ما هذا بحق الجحيم؟”
سأل مُحبَطًا، كما لو أنه يواجه مشكلةً لم يستطع حلّها تمامًا.
“لماذا تهتمّين بي، ولماذا تعاملينني بشكلٍ مميّزٍ جدًا؟ لماذا تثقين بي إلى هذا الحد؟”
ارتفع صوت كارلوس قليلًا.
“لماذا تعاملينني بشكلٍ جيد، لماذا مع الناس … “
“الناس؟”
“… هذه زلّة لسان. على أيّ حال، أريد أن أعرف لماذا تعاملينني جيدًا بشكلٍ خاصٍ.”
سأل كارلوس.
“إذا كنتِ قد عدتِ إلى رشدكِ، ألا يجب أن تكوني لطيفةً مع الجميع بنفس القدر؟”
كان الأمر لاذعًا. في الوقت نفسه، شعرتُ أن لديه كلّ الحق في هذه الشكوك.
‘لقد كنتُ متحيّزةً بشكلٍ واضح لكارلوس.’
علاوةً على ذلك، بدأتُ أعتقد أن الوقت قد حان لإيجاد مبرّرٍ معقولٍ لتفضيلي له.
تفضيل شخصٍ واحدٍ دون سببٍ لم يكن منطقيًا.
“سأُجيبُ ببطءٍ وبالترتيب.”
استقام كارلوس عند كلامي. بدا عليه الفضول لمعرفة ما سأقوله.
“أولًا، مجرّد أنني قد عدتُ إلى رُشدي لا يعني أنني يجب أن أكون لطيفةً مع الجميع بنفس القدر.”
رفعتُ إصبعي.
“مهما تغيّرتُ، ما زلتُ إنسانًا، لذلك هناك أشخاصٌ أتعلّقُ بهم أكثر وأشخاص أكون معهم أقلّ تعلُّقًا.”
“هل هذا يعني أنكِ مُتعلِّقةٌ بي أكثر؟”
“لقد كنتَ أكثر من عانى تحت إمرتي، أليس كذلك؟”
“….”
بقي كارلوس صامتًا، غير راغبٍ في دحض هذا الكلام.
“لهذا السبب أهتمّ لأمركَ أكثر، وأريد أن أعاملكَ بشكلٍ أفضل.”
“… هل هذا كلّ شيء؟”
ارتسمت على وجه كارلوس تعبيراتٌ مُعقّدة. بدا وكأنه يُظهِر لمحةً من الندم. هل كان ذلك من خيالي؟
“لا، هناك سببٌ آخر.”
رفع كارلوس نظره فجأةً إلى تلك الكلمات.
“ما هو؟”
هاه، يبدو أنه يتوقّع شيئًا ما. هل كان وهمًا آخر؟
“هل تتذكّر ما قلتُه عندما سألتَني أوّل مرّةٍ عن سبب توبَتي؟”
“أتذكّر. قلتِ إن ذلك لإنقاذ نفسكِ.”
“اللطف معكَ له سببٌ مشابه.”
ضممتُ يدي على الطاولة ونظرتُ مباشرةً إلى كارلوس.
“من أجلي.”
لفظتُ كلّ مقطعٍ لفظي، وكلّ كلمةٍ بوضوحٍ وقوّة.
“لذا، لستَ مضطرًّا للشعور بالضغط. كلّ ما أفعله هو في النهاية لأجل نفسي.”
كان كارلوس لا يزال يبدو مرتبكًا.
* * *
غادر كارلوس خيمتي أخيرًا، غير مقتنع.
“همم، ربما كانت إجاباتي مبهمةً جدًا؟”
لكن لم يكن هناك ما يمكنني فعله في تلك اللحظة. لم يكن هناك مجالٌ للأكاذيب أو الأعذار الواهية.
“ها، سأنام فحسب.”
على أيّ حال، ما إن تبدأ القصّة الأصلية بجديّة، حتى ينسى كارلوس أمري.
سيكون لديه الكثير من الأمور الأخرى ليقلق بشأنها عداي. لذلك نمتُ في الخيمة واستيقظتُ في الوقت المحدّد، مُستعدّةً لاقتحام مخبأ المُلحِدين.
“المنحدر شديد الانحدار لدرجة أنه من المستحيل تسلّقه على ظهور الخيل.”
ووفقًا لسيزار، الذي طان في فريق الإستطلاع، كان هناك جزءٌ علينا تسلّق جرفٍ فيه بأيدينا العارية.
“لا يُمكننا التأخّر أكثر من ذلك، فلننطلق.”
قُدتُ الفرسان نحو جبال ماسنت.
ما زالت الجهات الأربع غارقةً في الظلام، وقد تعلّق قمرٌ بدرٌ ضخمٌ عند قمّة سلسلة جبال ماسنت.
المنظر وحده جعله يبدو وكأنه مكانٌ يسكنه الخالدون، لكنه في الواقع كان مخبأً للمُلحدين الذين يُمارسون التضحية البشرية.
كان الطريق شديد الانحدار منذ البداية، واضطررنا لاستخدام أيدينا لتجنّب إصدار أيّ صوتٍ أثناء صعودنا سلسلة الجبال.
“إنه جزءٌ منحدرٌ من الجرف.”
لم أستطع استجماع قوّة يدي اليمنى، لذا طلبتُ مساعدة سيزار لاجتياز جزء الجرف.
كان كارلوس يساعدني عادةً في هذا النوع من التسلّقات، لكنه بدا اليوم متوتّرًا بعض الشيء. بينما كنا نتسلّق الجرف، رأينا مخبأ المُلحدين، مُضاءً بإضاءةٍ ساطعةٍ على الحافة.
“انقسموا إلى مجموعات وتقدّموا من جميع الجهات.”
رغم قلقنا، أصدر كارلوس أوامره المهنية.
تفرّق أعضاء المجموعة. ثم، بإشارةٍ من كارلوس، بدأوا بالاقتحام من جميع الجهات.
استللتُ سيفي وانضممتُ إلى كارلوس، وصعدنا المنحدر نحو مخبأ المُلحدين.
عندما اقتربنا بما يكفي من مخبأ المُلحدين، أخرج كارلوس الخنجر الذي كان يحمله دائمًا وقذفه على المُلحِد الواقف حارسًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 45"