بغض النظر عمّا أعتقده أنا، القارئة، فإن إيليا الحقيقية كان تُنادي كارلوس بذلك وتحتقره علانيةً.
حتى لو لم يُعجبني ذلك، بما أنني أملك جسد إيليا، كان عليّ تحمّل مسؤوليته. هذا من شأنه أن يُساعد في حلّ الموقف أفضل من إنكاره والتهرّب من اللوم.
“لقد ارتكبتُ أخطاءً كثيرة.”
أقررتُ بتواضعٍ بأفعال إيليا.
“لكنني شخصٌ مختلفٌ الآن.”
ثم أكملتُ بصدق.
“أرى العالم من منظورٍ مختلفٍ تمامًا الآن، وأُفكِّر بشكلٍ مختلف.”
اتّسعت عينا كارلوس قليلًا.
“وبالطبع، لقد توصّلتُ إلى حُكمٍ مختلفٍ بشأنك.”
انعكست في عيني كارلوس الكثير من الأحاسيس.
شعرتُ أن جانبًا أساسيًا من وعيه بي قد تغيّر.
“في رأيي، المصطلح المهين ‘كلبٌ هجين’ لا يناسبكَ إطلاقًا.”
لذا تحدّثتُ بقوّة. هذه المرّة، بصدقٍ حقًا.
“أنتَ فارسٌ عظيمٌ ورجلٌ صالح.”
هل استطعتُ التعبير ولو قليلًا عن صدّقي؟
لمعت عينا كارلوس قليلًا.
“حتى لو …”
بدأ كارلوس بالكلام، لكنه لم يستطع إكماله.
بحدسٍ حادٍّ استمرّ منذ وقتٍ سابق، عرفتُ أن كارلوس لن يُكمِل.
لأنه، على الأرجح، ما أراد قوله كان … عن نسبه.
“مهما كنتَ، فأنتَ فارسٌ عظيمٌ ورجلٌ صالِح. هذا لن يتغيّر أبدًا.”
خفض كارلوس رأسه ببطء. سقط ظلٌّ داكنٌ على عينيه البنيتين. ربما يجد صعوبةً في تقبّل ما أقوله. لقد أزعجته مسألة نسبه، كونه ابنًا غير شرعيٍّ مُهمَلٍ، طوال حياته.
“كيف تعرفين ذلك؟”
كما هو متوقّع، سأل كارلوس باستنكار.
“كيف يمكنكِ التأكّد من أنني فارسٌ عظيم، ورجلٌ صالِح؟”
ساد الصمت لبرهة.
حدّقتُ في كارلوس للحظة، ثم أملتُ رأسي.
“هل هذه حقيقةٌ مُعقَّدةٌ يصعب تصديقها؟”
ارتجف كارلوس من السؤال الذي كان جوابًا لسؤاله.
“لا أفهم عدم قدرتكَ على تقبّل ذلك.”
انحنيتُ قليلاً إلى الأمام، مُحاوِلةً إظهار جديتي.
“تقبّل الأمر فحسب. لا تقلق كثيرًا. هل لديكَ مَرَضُ أن تفكّر في الأمر كثيرًا؟”
رفع كارلوس رأسه. ظننتُ أن عينيه لمعت كضوءٍ ذهبيٍّ ساطع، ثم …
“أنتِ حقًا شخصٌ مُرتاحٌ جدًا، أيّتها القائدة.”
انكسر الجوّ المُحرِج، وعاد كارلوس إلى طبيعته.
“نعم.”
كِدتُ أقول إنني لستُ مرتاحةً تمامًا، لكن كارلوس نهض.
“سأكون مشغولًا مجدّدًا لفترةٍ من الوقت بالتحضير للحملة الثانية، لذا أرجوكِ اعتني بي.”
ثم غادر مكتبي بسرعةٍ جعلت الأمر يبدو وكأنه مُستَعجَل.
* * *
ربما يكون أولريش هو مَن نشر الشائعة، لكن منذ ذلك الحين، لم يزُر أصدقائي القدامى مقرّ وسام الفرسان الثالث.
بدلًا من ذلك، ازداد عدد الضيوف الآخرين.
أشخاصٌ من الوسام الأول والثاني، ومسؤولون حكوميون، ومسؤولون إمبراطوريون يتوقون لمعرفة المزيد عن تقدّم إخضاع المُلحدين…
والآن، بعد أسبوعين من الحملة الأولى، اكتملت أخيرًا الاستعدادات للحملة الثانية، وحان وقت مقابلة الإمبراطور.
“هذه المرة، سيكون الوزراء حاضرين، وسيكون سموّ ولي العهد حاضرًا أيضًا.”
قال سيزار، وهو يستلم رداءي من ماري، التي وصلت من قصر الماركيز.
“نظرًا لجدول الأعمال المُعجَّل، أشكّ في أننا سنتمكّن جميعًا من الحضور.”
كان من المقرّر أصلاً أن يكون هذا اللقاء بعد ثلاثة أيام، ولكن نظرًا لظروفٍ إمبراطوريةٍ مختلفة، تم تقديمه إلى اليوم.
“مع ذلك، سيحضر الكونت غونير وقائد الفرسان الأول بالتأكيد.”
شعرتُ بغرابةٍ عند رؤية مايكل، الذي أواجهه كلّ يومٍ بتدريبٍ جهنمي، في مناسبةٍ رسميةٍ خارج القصر …
“شكرًا لأنّك أبلغتَني.”
استلمتُ الزيّ الرسمي من سيزار، وبدّلتُ ملابسي بسرعةٍ في غرفة المكتب.
عندما خرجتُ، كان كارلوس، الذي يرتدي هو الآخر زيًّا رسميًا، ينتظرني.
“هيا بنا.”
قال كارلوس، واتّجهنا مباشرةً إلى القصر الرئيسي.
وفي طريقنا إلى هناك، قابلتُ شخصًا غير متوقّعٍ تمامًا.
كان …
“يا إلهي، سير إيباخ! والسير إيليا. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن رأيتُكما آخر مرّةٍ في المزاد غير القانوني.”
لقد كانت القديسة.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 41"