للحظة، سحرتني تلك العيون، ثم استعدتُ رباطة جأشي بسرعة.
“مَن أنتِ؟”
تظاهرتُ بعدم معرفتي بها.
“اسمي روزيل. ليس لديّ ما أفتخر به، لكنني أخدم الإله ككاهنة.”
تحدّثت القديسة بهدوء.
أن تقول ‘لا شيء أفتخر به’. كان تقديمًا متواضعًا لنفسها.
“روزيل … ألستِ القديسة؟”
ابتسمت القديسة، روزيل، لكلماتي.
بدت معتادةً على أن يتعرّف عليها الناس ويندهشوا.
“تعرّفنا على بعضنا، أليس كذلك؟ دعيني أدخل في صلب الموضوع. ماذا حدث للشخص الذي كان في السجن سابقًا؟”
“معذرة، لكن …”
“آنسة.”
كنتُ على وشك أن أقول إنني لا أستطيع الإفصاح عن أيّ معلوماتٍ عن الضحية، عندما أمسكت القديسة روزيل يدي فجأة. فزعتُ، وحاولتُ سحبها، لكن روزيل لم تُفلِتها.
لم تكن هذه القديسة تمزح.
“آنسة، كخادمةٍ لإله، لا يمكنني تجاهل مصيبة أحد.”
نظرتُ إلى يدي في حيرة، لكن القديسة أكملت على أيّ حال.
‘بالمناسبة، ‘آنسة’ هاه؟’
ربما لأن كارلوس كان يناديني ‘رفيقته’، لم يبدُ أن القديسة تشك في أنني فارسة.
“لذا، من فضلكِ، لا تدعي أيّ مصيبةٍ تمرّ به. هل هو بخير؟”
كانت الكلمات برّاقة، لكن الرسالة الضمنية بدت ‘أريد أن أعرف، فأخبرني’.
‘هل أنا مَن يفسِّر الأمر بطريقةٍ ملتويةٍ أكثر من اللازم؟’
لكن ما إن ظننتُ أن القديسة كانت مُريبة، حتى ازدادت شكوكي.
“آنسة؟”
نادتني روزيل، وهي تحثّني على الحديث.
في تلك اللحظة، خطر ببالي أن الوقت مناسبٌ لاختبار القديسة. القديسة لا تعرف هويتي، وأنا أعرف هويتها، بل إنني أملك المعلومات التي تُريدها.
السؤال هو كيف أعرف …
“قبل ذلك، هناك شيءٌ أودّ أن أسألكِ إياه.”
بعد لحظةٍ من التردّد، تكلّمتُ.
“ما هو؟”
ابتسمت القديسة ابتسامةً مصطنعةً وسألتني.
لاحظتُ أنها بالكاد تكبح رغبتها في استعجالي.
“بعد أن غادرتِ، قال ذلك الرجل شيئًا غريبًا.”
ابتسمتُ لها ونبستُ.
“لديه ما يخبرني به عنكِ.”
“…هاه؟”
بدا على القديسة بعد لحظة دهشةٍ من كلماتي.
كان هذا مثيرًا للريبة.
“أيّتها القديسة، ماذا قلتِ له؟”
“ما ااذي أبلغ به عني؟”
“لا أستطيع إخباركِ بذلك.”
“أعتقد أنني بحاجةٍ لمعرفة ذلك لأُجيب. لذا، أخبريني أولًا بما قاله.”
همم، برؤية أنها تحدّثت بهذه الطريقة، لابدّ أن هناك شيئًا ما حقًا.
“قديسة، سيكون الأمر مزعجًا إن فعلتِ ذلك.”
… حينها تفوّهتُ بجملةٍ تُشبه ما يقوله المحقّقين الذين يظهرون دائمًا في الأعمال البوليسيّة.
“كنتُ أتسائل من فترة، ولكن بأيّ حقٍّ تتحكّم الآنسة بالمعلومات التي تصل إليّ؟”
سألت القديسة بعدوانيةٍ نوعًا ما.
“أوه، أنا…”
“ألا ينبغي أن تكون الآنسة هي مَن لا يجب أن تكون هنا؟”
ربما شعرت القديس بضعف، فقاطعتني.
“استدعي السير إيباخ من فضلكِ. سأتحدّث مع المسؤول هنا.”
خفضت القديسة عينيها وتحدّثت بهدوءٍ وحزم.
“المسؤول.”
تمتمتُ، مستوعبةً كلام القديسة.
التزمت القديسة الصمت، مصمّمةً على عدم الرد حتى يأتي ‘المسؤول’.
“إذن عليكِ التحدّث معي أنا.”
“بأيّ حقٍّ يا آنسة …؟”
“أنا المسؤولة هنا.”
“…هاه؟”
اتّسعت عينا القديسة لكلماتي. كان تعبيرها أكثر دهشةً من ذي قبل.
“ماذا تقصدين؟”
“هذا يعني أنني من القلائل القادرين على إصدار الأوامر للسير إيباخ.”
ارتسم على وجه القديسة تعبيرٌ من الحيرة، كما لو أنها لم تفهم بعد.
“هل أنتِ من العائلة المالكة؟ ولكن كيف لي ألّا أعرفكِ …”
“تأخّرتُ في تقديم نفسي. اسمي إيليا إلفينجتون.”
“….!”
رمقتني القديسة بنظرةٍ بدت وكأنها تصرخ ‘كاذبة!’
“هل جاءت السير إيليا لتهدم وكر قمارها؟ هذا لا يُعقل …”
“تأخّرتُ في توضيح هذا. بعد شقاوتي، تُبتُ وعدتُ إلى رشدي في الأيام القليلة الماضية.”
استمررتُ في الابتسام.
“الآن وقد عدتُ إلى رشدي، من الطبيعي أن أُكفِّر عن أخطائي الماضية.”
زمّت القديسة شفتيها بحنق.
ارتسم على وجهها احمرارٌ خفيفٌ من الغضب.
“يا لوقاحةِ تصرّفكِ!”
ثم صرخت.
بدت غاضبة، مُعتقدةً أنني خدعتُها.
أقول هذا إن أسأتِ الفهم، لم أخدعكِ قط.
أخفى كارلوس هويتي كيفما شاء. والقديسة هي التي أساءت الفهم.
للأسباب المذكورة آنفًا، لم أشعر بحاجةٍ للرّد على كلام القديسة. لكن صمتي كان له نتيجةٌ غير متوقّعة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات