جلستُ أنا وكارلوس على الطاولة، نحاول جاهدين الحفاظ على هدوئنا.
“إذن، خذا راحتكما.”
تحدّث موردن بصوتٍ مرتجفٍ متوتّر، ثم تنحّى جانبًا.
أما أنا وكارلوس، فقد حافظنا على هدوئنا.
كنتُ أعرف مسبقًا ما أتوقّعه في صالة القمار هذه، وبدا كارلوس معتادًا على هذا النوع من المَهام.
كنا نجلس براحةٍ على كراسينا، نشرب مشروبات الفاكهة المعروضة أمامنا.
“الشخص الذي اشترى السيف.”
نظر إليّ كارلوس، وهو يرتشف عصيره بعفويّة، بتعبيرٍ معقّدٍ قبل أن يتكلّم.
“هل لديكِ أيّ فكرةٍ مَن يمكن أن يكون؟”
“هل لديكَ تخمينٌ عن أحدهم؟”
وضعتُ عصيري وسألتُه.
“شخصٌ يحمل ضغينةً تجاهكِ، أو مهتمٌّ بكِ لدرجة أنه يُخاطر بحياته لشراء سيفكِ.”
نظر كارلوس إلى كأس عصيره نصف الفارغ، ثم التفت إليّ وسألني.
“بما أنكِ تردّدتَ على دار القمار كثيرًا، فلا يُمكن لأحدٍ أن يجهل أن هذا السيف ملكٌ لكِ.”
آه، الآن وقد فكّرتُ في الأمر، هذا صحيح.
لا بدّ أن مَن اشترى السيف كان يعلم أنه ملكٌ لإيليا.
إذن، لم يكن الشراء لقيمته بقدر ما كان غرضًا للرفاهية، بل للخداع.
“همم.”
بحثتُ بهدوءٍ في ذكريات إيليا.
“…همم.”
يا إلهي، لديّ الكثير من الأعداء.
أخبرتُ كارلوس الحقيقة بتردّد، فتنهّد، كما لو كان يتوقّع ذلك.
“أعتقد أنه من غير المجدي تحديد ذلك.”
أومأتُ برأسي بصمتٍ محرجًا.
‘هل سيُسمِعُني كلمةً ما؟’
في كلّ مرةٍ يحدث فيها أمرٌ كهذا، كان كارلوس ينظر إليّ نظرة ازدراء.
لكنه، خلافًا لتوقعاتي، ظّل صامتًا.
“إذن، لنبحث عن أدلّةٍ من خلال المزاد.”
كان هذا كلّ ما قاله ببساطة.
“… لماذا تنظرين إليّ هكذا؟”
“لا، توقّعتُ أن تقول شيئًا، لكنكَ تجاهلتَ الأمر فحسب.”
“….!”
توقّف كارلوس عند كلماتي. بدا متفاجئًا بشكلٍ متأخّرٍ من أفعاله.
“……”
“……”
ساد صمتٌ محرجٌ بيننا.
“والآن، لنبدأ المزاد!”
لحسن الحظ أن المزاد قد بدأ في الوقت المناسب.
لو لم يحدث ذلك، لكنا حدّقنا في بعضنا طوال الوقت.
“القطعة الأولى هي زمرّدةٌ باركتها القديسة، ويُقال إنها تحمي من الزنادقة.”
جعلني ذِكر مباركة القديسة أتّجه تلقائيًا نحو الزمرّدة.
“إنها مزيفة، أليس كذلك؟”
“بالتأكيد.”
همستُ أنا وكارلوس لبعضنا البعض.
كان من السخافة أن تُباع جوهرةٌ مباركةٌ من قديسة، تُبجّلها العائلة المالكة والمعبد، في مزادٍ غير قانونيٍّ كهذا.
“لقد رأيتُ جوهرةً مباركةً من قديسةٍ من قبل، وهي أكثر إشراقًا وجمالًا من تلك.”
وأضاف كارلوس.
‘حسنًا، بالنظر إلى هذه الفترة الزمنية، أليس هذا غريبًا؟’
في النص الأصلي، بدأت علاقتهما عندما التقى كارلوس بالقديسة صدفةً عندما كان فارسًا متدربًا.
وبعد رحيل إيليا، بدأ الاثنان علاقةً رومانسيةً لا تُنسى، بدءًا من منتصف النص الأصلي.
وهذا بسبب البصمة الثمينة.
كانت البصمة قوّةً متوارثةً عبر سلالة عائلة جيروكا الملكية، وتتجلّى عند العثور على شريك حياة.
للبصمة فوائدٌ عديدة، منها أنها تُعزِّز نقاط قوّة كلٍّ منهما. لهذا السبب تمكّن كارلوس والقديسة من هزيمة أعدائهما من خلال البصمة.
في النص الأصلي، وقعت القديسة في حبّ كارلوس منذ لقائهما الأول.
‘إذن، هل كان كارلوس أيضًا يكنّ مشاعر للقديسة منذ البداية؟’
كقارئ، كنتُ فضولية، لكنني لم أسأل.
مجرّد فكرة أن يسأل رئيسٌ عن الحياة العاطفية لمرؤوسه كانت مُرعبة.
“مليون ذهبٍ مقابل الزمرد! هل هناك مَن يزيد؟”
لكن هناك دائمًا مَن ينخدع ويصدّق ذلك، فـبِيع الزمرد بسعرٍ مرتفعٍ للغاية.
“القطعة الثانية هي…”
استمرّ المزاد.
شربتُ حوالي ثلاثة أكوابٍ من العصير وأنا أُلقي نظرةً على القطع المعروضة في المزاد.
“والآن، القطعة الخامسة عشرة!”
وضعتُ كأسي ببطءٍ بينما كان الموظّفون يُخرِجون سيفًا في صندوقٍ مُبطّنٍ بالمخمل الأحمر.
مقبضٌ مطليٌّ بالذهب، وحجر ياقوتٍ كبيرٍ مُرصّعٍ في الوسط، ونصلٌ مستقيم. كان ذلك واضحًا …
“إنه سيف فرسان الإمبراطورية!”
صرخ المُضيف بسرعة.
“قطعةٌ إمبراطوريّة؟ وسيف الفرسان؟”
“هل يُسمح بذلك في مزادٍ كهذا؟”
“ألن يكون من العار شراؤه والوقوع في مشكلة؟”
لكن على الرغم من جهوده، كانت ردود فعل المُزايدين فاترة.
“هاها، يبدو أنكم قلقون، حضرات السادة الكرام.”
ابتسم المُضيف، مُستشعرًا الموقف بسرعة.
“لكن لا تقلقوا!”
قال بهدوء.
“ما كان صاحب هذا السيف ليبحث عنه أبدًا! لو كان قد اعتنى به جيدًا من البداية، لما عُرِض في المزاد!”
عند هذه الكلمات، حدّق بي كارلوس باهتمام. كانت تعابير وجهه مليئةً بكلماتٍ لم يقلها.
‘إيليا لم تبحث عن سيفها في القصة الأصلية أيضًا.’
بما أن إيليا ليست شخصيةً رئيسية، لم يُكشَف عن مكان سيفها المفقود، ولكن وُصِف كارلوس بأنه كان يمتلك سيفًا جديدًا عندما رُقّي إلى رتبةٍ أعلى.
إذن، لم يُعثَر على سيف إيليا، أليس كذلك؟
“هذا صحيح.”
“حسنًا، نظام فرسان الإمبراطورية صارمٌ للغاية.”
“مَن فقده طائشٌ حقًا.”
يبدو أن نيّة المُضيف قد نجحت، وهدأ المشاركون تدريجيًا.
“هذه فرصةٌ نادرةٌ لامتلاك قطعةٍ من فرسان الإمبراطورية!”
صرخ المُضيف بحماس.
“300 ألف!”
“350 ألف!”
“360 ألف!”
لم يكن الأمر بنفس حدّة جوهرة القديسة، لكن المنافسة على السعر كانت لا تزال شرسة.
وبينما كنا نستمع إلى ارتفاع الأسعار، تبادلنا أنا وكارلوس النظرات وأومأنا برؤوسنا.
حان وقت تحرّكنا.
“500 ألف.”
تحدّث كارلوس بهدوء، رافعًا رقم الطاولة.
لم يصرخ بصوتٍ عالٍ، لكن صوته دوّى بقوّةٍ في أرجاء دار المزاد.
“أوه، 500 ألف!”
هتف المُضيف وهو يرقص بحماس.
“هل هناك المزيد؟”
تحرّك المزايدون قليلًا، ثم هدأوا سريعًا.
بدا أن كارلوس هو الوحيد المستعد لدفع 500 ألفٍ من الذهب ثمنًا لسيفي.
“إذن فقد بِيعَ!”
بإعلان المُضيف، جمع الموظّفون السيف مرّةً أخرى.
لم يتسلم المُزايد الفائز جائزته إلّا بعد انتهاء المزاد.
‘إذن، هل حان الوقت لتحقيق هدفي الثاني؟’
لم يكن هدفي الثاني سوى إنقاذ البطل الثاني، الذي كان يُباع عبدًا في هذا المزاد غير القانوني.
لماذا؟
لأن هذا البطل الثاني سيُعذّب إيليا لاحقًا حتى الموت.
وفقًا للنص الأصلي، سيُباع البطل الثاني هنا للابن الثاني للكونت ميلاسون.
مَن هو الابن الثاني للكونت ميلاسون؟
في النص الأصلي، هو الشرير الذي اختارته إيليا، بعد تقاعدها المُشين، كملاذٍ أخير. إنه ملحد، ويهزمه كارلوس في النهاية.
يستخدم الابن الثاني لميلاسون البطل الثاني، بيدقه الخاص، لإساءة معاملة إيليا دون أن يلاحظ أحد.
ولأنه لم يستطع هزيمة إيليا بيديه العاريتين، فقد استخدم البطل الثاني بجُبن.
في النهاية، هزم كارلوس ميلاسون مع القديسة، وماتت إيليا.
من ناحيةٍ أخرى، أنقذت القديسة البطل الثاني وأصبح فارسها المخلص. كان هدفي الأساسي هو الحفاظ على منصبي كقائدة، لكنني كنتُ أخطّط لضمّ البطل الثاني إلى صفّي في حال ساءت الأمور واضطررتُ للتقاعد.
‘لكن … بالتفكير في الأمر، هذا ظلم.’
لماذا، مع أننا كنّا كلانا نُستَخدم من قِبَل ميلاسون، متُّ أنا بينما تم إنقاذ البطل الثاتي؟
“قائدة؟ ما الذي تفكّرين فيه؟”
سمعتُ كارلوس يناديني من جانبي.
“لا، لا شيء.”
أجبرتُ نفسي على تصفية ذهني وابتسمتُ لكارلوس بهدوء.
“ربما …”
كان كارلوس على وشك قول شيءٍ ما عندما صدى صوت المضيف
“الآن، سيبدأ الحدث الأبرز في هذا المزاد!”
في الوقت المناسب، دوّى صوت المُضيف العالي.
“مزاد العبيد!”
عبس كارلوس لسماع صيحة المُضيف.
سمعتُ من موردن أن مزادات العبيد تُقام في دار المزادات غير القانونية هذه، لكن رؤيتها شخصيًا كانت أكثر إزعاجًا.
أنا أيضًا لم أستطع فهم كيف يُستعبَد البشر ويُباعون في المزاد، لذا تعاطفتُ مع استياء كارلوس.
“العبد القادم اليوم مميّزٌ جدًا. لقد ربّاه الذئاب منذ صغره!”
صرخ المُضيف، فبالغ الموظّفون في فتح الستائر التي أسدلوها سابقًا.
كان هذا هو ظهور البطل الثاني، الذي عذّب إيليا حتى الموت في النسخة الأصلية، لكنه سيجد الآن مصيرًا مختلفًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات